| هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
omar seddiki شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الإثنين مايو 31, 2010 2:37 pm | |
| رواية هي عاشقة والبحر شاهد للكاتب عمر الصديقي
هي عاشقة والبحر شاهد
بقلم : عمر الصديقي
تقديم : الأستاذ احمد بوزفور
بسم الله الرحمان الرحيم
باقة شكر ما كان لهذا العمل الإبداعي أن يصل الى القراء لولا مقترحات وملاحظات مجموعة من الأساتذة والأصدقاء الذين شجعوني على الكتابة والنشر، وأخص بالذكر : القصاص المغربي المتميز الأستاذ احمد بوزفور الأستاذ عبد السلام رياح ( دكتوراه في اللغة العربية) المبدع الشاب عبد الغني علو شي الدكتور توفيق ادركان
***** إهداء خاص لروحي الغائبين أمي وأبي لزوجتي وأبنائي شكري أميمة ياسين أمين لشهداء مجزرة قانا (لبنان2006) لضحايا قوارب الموت لشمس الحرية التي تبدد ظلمة السجون لطيور الغربة في المهجر لحليمة وأخواتها ولكل من يسكنه عشق لغة الضاد
رسالة تقديم
الدار البيضاء 18/3/2007
آخي العزيز الأستاذ عمر الصديقي
تحية طيبة
أشكرك أولا على ثقتك الكريمة وظنك الجميل، وأشكرك ثانيا على المتعة التي أحسست بها وأنا أقرأ روايتك الجميلة.أكرر لك رأيي في صلاحيتها للسينما، وآمل أن يتاح لك تحويلها الى سيناريو أو تقديمها الى مخرج يتكلف هو بتحويلها. أبعث إليك صحبته بكلمة قصيرة يمكن إذا راقتك أن تضعها على ظهر غلاف الرواية.
مع اعتزازي بصداقتنا الوليدة ومع متمنياتي بالخصوبة في الكتابة و التشكيل.
احمد بوزفور الدار البيضاء
1- الميلاد التعس
كان الفصل شتاء، والزمن مساء في إحدى القرى الريفية الموحشة، لذا عاد يومذاك ، الرعاة على غير عادتهم مبكرا إلى المداشر القابعة في قعر الأودية عند قدم جبال الريف الشامخة... هدأ كل شئ ذي حركة أو صوت، إلا نباح الكلاب على السطوح المنحنية، معلنة نزوح الذئاب والثعالب إلى الهضبة المجاورة بحثا عن أي كائن حي شارد، لم يهتد إلى جحره أو خمه قبل سدول الظلام. وفي بيت منزو، كان يسمع من تارة إلى أخرى، أنين امرأة مشوب بأدعية متقطعة وتراتيل مبهمة... كانت وحيدة بين الحياة و الموت، تصارع مخاضها العسير وليلها الطويل، دون مبالاة قطتها "مينوش"، التي احتلت دفئ كانون لم يكنس رماده منذ أسبوع أو أكثر. طال الليل، وطال النزيف، فماتت المسكينة دون أن تبتسم في وجه وليدها الذي كانت تنوي تسميته" مسعود"، آملة بذلك أن تكون حياته أوفر حظ من حياتها البائسة. حل الصباح المبلل، فسمع الخوار والصياح والثغاء في الزريبة...إنها الدواجن والبهائم تحتج على التي تأتي كل صباح، وتأخرت ذاك اليوم من غير عادتها... و"مينوش" التي اعتادت تفقد جحور الخم عند مطلع كل يوم، هي الأخرى، سجل غيابها بقلق شديد لأن حضورها رهين بقدوم سيدتها. تصاعد الاحتجاج من غير استجابة سارة.... وبعد طول انتظار، هاهي العجوز "عيشة لبارود" أو "عائشة الحرب" (لأنها عاصرت حرب عبد الكريم الخطابي في الريف) والملقبة بالأم " عيشة"، قادمة بخطاها المتثاقلة كأنها تجر الزمن خلفها... فحصت الباب الخشبي الخشن دون أي استنتاج، فقصدت كوة تشبه النافدة، وعبر شقوقها، تراءى لها ما يشبه أنقاض زلزال، فتنامى فضولها ففكرت في الأسوء والمحتمل والمستحيل. وبعد حيرة واستفهام وبكاء، وري الجثمان الثرى، فتصاعد النواح على مصير الرضيع، الذي شاءت الأقدار أن يلقب ب " أمنوس" * لتزامن ميلاده التعس مع وفاة والدته في وضع درامي، توارثته الأجيال عبر قرى الريف.
* أمنوس : تعني بلغة الريف هما وهموما
2- تعب كلها الحياة عاش" أمنوس" طفولته مع الأم "عيشة" التي تبنته بمعية القطة "مينوش" حتى صار شابا... امتهن، بعدما طرد من الدراسة ، عدة أشباه مهن وحرف موسمية لم يجد منها غير معارف عقيمة، لم تفده في شيء يملئ فراغ بطنه. وذات صيف حار، بينما "أمنوس" يشتغل في مزارع الكيف بكتامة*، أسلمت الأم " عيشة" الروح للخالق محتضنة مؤنستها الوفية "مينوش"، بعدما استعصى عليها استشفاء الشيخوخة.... كانت المرحومة حفرية حية وتحفة آدمية، أمهلها الدهر أكثر من قرن ،ربما لإتمام مهمة تنال بها أجر وثواب الآخرة. وبحلول الخريف تساقطت لبنات بيت " الأم عيشة" لبنة بعد أخرى، وتطايرت صفائح قصديرها واحدة تلو الأخرى، فلم يبق منه غير حفنات تراب وبقايا أسمال يتحاشى العابرون النظر إليها مخافة أن ينتصب فوقها شبح الموت ، فيخطف نور عيونهم إلى الأبد.... وحده "أمنوس" ، العائد بعد طول غياب ، تجرأ على تقبيل ثنايا الطلل المتهالك حسرة على طيبوبة" ألام عيشة"، تغمدها الله بوشاح رحماته .وبذلك تيتم "أمنوس" ثانية بعدما فقد صدرا حنونا تعهده بالإخلاص والوفاء. هكذا عصفت زوابع القدر بكل آماله، و سحبت الأيام البساط تحت قواعد أمانيه، فانبطحت عزائمه أرضا، وطارت أنفاسه هباء منثورا....عاد إلى كتامة قبل الأوان ، لإغراق بقية أيامه في أقداح الخمرة الإسبانية، وينصب نفسه ملكا على أحزانه في مزارع الكيف النائية على الأنظار... استمرت الحياة على إيقاع الإحباط و الضجر، وتوالت مواسم الحصاد حتى حظي بثقة مشغله صاحب المزرعة ، وفاز بقلب ابنته حليمة الحسناء... التي كانت تأتيه كل ظهيرة بالزاد في سلة قصبية مغطاة بمنديل أحمر، وببضع سجائر ملفوفة داخل صدريتها المزخرفة...لأنه تعود على صناعة" صواريخه السحرية" التي تحمله بعيدا عن محن المزارع، وتحول دون مراجعة ماضيه المشؤوم... ومع ذلك لاشيء يقوى على الإطاحة بعرش أحزانه ، سوى استظلاله بقد حليمة الجميل ، وهي ترقص كوشاح في مهب الريح، بينما دخان لفافته يتصاعد بكثافة محجبا عليه شفتين لامعتين وصدرا مكتنزا، فيضطر من حين لآخر إلى تبديد كتل الدخان بيده ليحاور بشفافية مفاتن ثائرة، تكاد تنطق شغفا وشوقا. وعند شمس كل أصيل، كانت تتطاول ظلالهما المتعانقة،فيعودان من المزرعة الذهبية وفي رصيدهما أحلام ووعود وقبل مغتصبة...وهكذا تطورت أواصر الحب والثقة ،حتى صار "أمنوس" يدير شؤون المزرعة ،ويدبر أوراش سبائك الذهب الأخضر ، وتسويقها وتنويع أساليب شحنها برا وبحرا وجوا في اتجاه امستردام، دوسلدورف، وبروكسيل وغيرها من عواصم الغبار الأسود والأبيض النفيسين. * كتامة : بلدة في شمال المغرب) إقليم الحسيمة | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الإثنين مايو 31, 2010 11:00 pm | |
| الفنان عمر الصديقي
شكرا لك على تقريبنا من روايتك الجميلة تمنيت أن أقرأها والله أسلوبك ممتع |
|
| |
omar seddiki شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الأربعاء يونيو 02, 2010 1:32 pm | |
| استادي العزيز محمد كبري لك مني باقة ورد وتحية وسلام تغمرني سعادة خاصة وانا اتعرف عليك من خلال مرورك وكلماتك السحرية لقد قرات الفصلين 1و2 .كلي امل ان تروقك الفصول المتبقية على بساط الشوق للقاء بك وجها لوجه لاهديك نسخة موقعة | |
|
| |
ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الأربعاء يونيو 02, 2010 2:04 pm | |
| من خلال هذا الجزء تعرفنا على جمالية الأسلوب
أتشوق لقراءة الباقي تحياتي | |
|
| |
رشيدة فقري شاعرة إدارة عامة أمينة الصندوق للجمعية
عدد الرسائل : 1208 تاريخ التسجيل : 25/12/2007
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الخميس يونيو 03, 2010 2:04 am | |
| الاديب الفنان عمر الصديقي كانت لي متعة قراءة روايتك الرائعة كاملة وكنت وانا اقرا اتاكد سطرا بعد سطر انني في حضرة مبدع من طينة نادرة مبدع يمسك خيوط القص مجتمعة ويعرف كيف يحرك شخوصه باحترافية وخرجت بفكرة ما زالت تلح علي وهي ان هذه الرواية ان وجدت من يخرجها للسينما ستكون فلما مميزا للغاية فليت المعنيين بالامر ينتبهون اليها ونراها يوما على الشاشة متمنياتي لك بالتوفيق في كل ما تقوم به وارجو ان تقبل موجتي العارمة اختك رشيدة | |
|
| |
omar seddiki شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الخميس يونيو 03, 2010 9:12 pm | |
| تخية مفعمة باريج الشوق اليكم انا اليوم اسعدت كثيرا وانا اقرا انطباعاتكم املي الوحيد في هذه الدنيا ان ارضيكم ببكائياتي التي تصغرني سنا لكن سوف تتفهمون جنوني لانكم ولدتم شعراء وتعجنون رغيفكم كل صباح بالبكاء عمر الصديقي دوما | |
|
| |
omar seddiki شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الخميس يونيو 03, 2010 9:27 pm | |
| 3- " حدو طنجة "!
لسنين قليلة راكم "أمنوس" ثروة طائلة، وتجربة مهمة في تجاوز الحواجز، وتضليل المراقبة الرسمية وغير الرسمية، فعاش وخليلته مغامرات سعيدة ....قاما برحلات سياحية متوالية، قادتهما إلى اسطمبول وبرلين ومدريد وأثينا وروما بإسراف جنوني شبه متعمد ، وكأنهما يتوقعان نهاية درامية أو تقهقرا جديدا إلى الحضيض... !. فعلا ، لقد أمهلته سخرية الأقدار مدة ادخار غلة حصادين متتاليين، قبل أن تناديه النهاية المحتومة في ميناء طنجة، وهو يجر خلفه حمولة "الحشيش" المخزونة بإحكام في براميل زيت الزيتون الموجهة للتصدير... فما لعمل؟.. البحر أمامه والجمارك خلفه، اصطكت أسنانه، وانصب عرقه رغم برودة البوغاز...نزل من الشاحنة مستحضرا جميع قواه ليلتحق برجال المراقبة الذين يتفحصون مؤخرة الحمولة في صمت ، مادام الحال لا يستدعي إبداء ملاحظة أو إصدار تعليق، فبادره رئيسهم بيقين يضاهي اليقين المطلق : - أرى البراميل السفلى غير متجانسة مع البراميل العليا نوعا وجودة ... على كل حال انتظرناك منذ أمس، فأين تأخرت..؟ ! لعل المانع خيرا ..؟ ! فهم" أمنوس" بحدسه الحاد، أنه لم يضبط في نقطة المراقبة، بل عند نقطة الانطلاق حيث ترصدته العيون غير الرسمية، فلم يبد أي نية للدفاع أو الهجوم، بل اكتفى بإلقاء نظرة أخيرة على البراميل الملعونة، وهو محفوف بمختلف الهيئات المدججة بالسلاح . وفي مساء اليوم نفسه، كان الملف جاهزا، من غير مطاردة أو تحقيق أو استنطاق، وبعد مداولة منتصف الليل، حكمت المحكمة حضوريا على المدعو مسعود أمنوس بعشرين سنة سجنا نافدة وغرامة مالية تقدر ب .... حينذاك انهارت قواه، وانخفض تنفسه، واستدار في قفصه دون الاستماع لبقية الحكم ولا لمبلغ الغرامة، فهو يعلم أنه لم يترك خارج السجن أما أو أبا أو أخا يتولى الأداء لتحريره. فباستثناء الشرطيين اللذين لازماه، والملف الذي فتح له، لم يرافقه أحد إلى مثواه قبل الأخير.... فاستبدلت ثيابه ببذلة " الحمار الوحشي"، واسمه برقم ترتيبي يختزل هويته، بعد أن سحب منه تعريفه، وعطلت وظائفه كمعروضة قديمة في متحف أثري... فتح باب وأغلق باب ثم فتحت أبواب وأغلقت أخرى، حتى وصل إلى جوف دهليز وهو يتأبط لحافا هزيلا ووسادة تحمل الحروف الأولى لسجناء سابقين، ورموز شعاراتهم وأسماء عشيقا تهم... فدخل غرفة شبه عمياء لا تتسع لحركة حرة دون اصطدام. وبعد وهلة وجيزة ،تبينت له أسرة حديدية متراكبة ووسائد وبطانيات متنوعة الألوان شكلت، في فضاء الزنزانة الضيق، مشهدا تشكيليا شبيه بتكعيبات الفنان "بيكاسو"...! نال منه الإرهاق حدا لا يطاق، فتحسس بيده هامش السرير وجلس ليتفحص واقعا سرياليا يضم أشياء غريبة غير متجانسة ، أرغمتها ظروف المكان على التجاوب و التعايش....فاستأنس هو الآخر بالمكان، و استأنس المكان به. وشيئا فشيئا، شرع النزلاء يقتربون من السجين الجديد...مسحوا دموعه وقاسموه خبزه وشاطروه أحزانه ، واستفسروه عن سبب اعتقاله، والحكم الصادر في حقه، وعن ماضيه وعن حاضره، حتى صار مثلهم بل واحدا منهم تماما ... !
4- زيارة خاصة
مرت شهوره الأولى بالسجن كأنها أعوام مظلمة ، وذات صباح فوجئ بالحارس" دراكولة" يبتسم له عن غير عادته ويخبره بزيارة خاصة... اقترب من الشباك الضيق الخانات، ولاح له وجه حليمة كالبدر في حسنه وكماله، فشعر بها قريبة منه وبعيدة عنه في آن واحد...لم يتمالك، أجهش بالبكاء أسفا عن وعودهما وأحلامهما المشتركة ...فاحمرت عيناها وسال كحلهما على خدين كمزرعتي النعمان.... انتهت الزيارة بعدما تبادلا عبارات الود ، وتراشقا بالقبل عبر الشباك، وتعاهدا على الوفاء حتى الموت . رجع إلى زنزانته كالمنتشل من حلم عظيم، وفي الممر الرئيسي ابتسم له أكثر من سجين، بل حتى الحراس، وكأنه كان في حضرة الملكة" نفرتيتي" بل لم يتردد بعضهم الأكثر فضولا في استفساره بشغف: - لاشك أنك كنت سعيدا خارج الأسوار؟! - يبدو أنها لطيفة معك ؟ - هل ستعيد الزيارة ؟ - كيف..؟..لماذا..؟..هل...؟. تناسلت الأسئلة بينما كان يفكر في جواب واحد يختزل فيه الرد على وابل علامات الاستفهام والتعجب التي تقاطرت عليه كالسهام : - كفى...كفى إنها زوجتي أظن أن أسئلتكم انتهت...دعوني الآن بسلام. دفن وجهه في وسادته، واستحضر صورها في أوضاع مختلفة : حليمة تبتسم عند قدم برج » إيفيل » في باريس... ترقص في المزرعة... تحزم رزمات الكيف الأخضر... تغربل" الحشيش" وهي تبتسم... تقيس مجوهرات نفيسة في روما... تتأمل سرب الإوز يسبح في بركة بأثينا... ....... رفع رأسه فعلق قائلا: " دنيا يا دنيا... لن يسمح قلبي للبراميل مهما يطول العمر"..! تنهد طويلا متأملا يومية موشومة الأرقام ، إنها أواخر أبريل، لا شك أن تلل "كتامة" قد أزهرت من جديد !
5 | |
|
| |
حياة بلقيس شاعرة مشرفة شاركت في ديوان "نوافذ عاشقة" والأضمومة القصصية "حتى يزول الصداع"
عدد الرسائل : 553 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 05/12/2009
| موضوع: رد الأحد يونيو 06, 2010 12:51 am | |
| أزول أخي عمر الصديقي من خلال الفصول التي قرأتها أقول لك:أنت مبدع وأنا شاهد. بسلاسة وتمكن غصت بنا في أعماق الريف وجعلتنا نعيش مع "أمنوس" أحلامه ومغامراته....... متشوقة لمعرفة المزيد من روايتك الجميلة. أشد على يدك بحرارة أيها الريفي المبدع. | |
|
| |
omar seddiki شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الإثنين يونيو 07, 2010 8:56 pm | |
| اوشما حياة بلقيس تقاذم اطاس لك مني تحية خاصة لانك الشاعرة الريفية الوحيدة هنا سافتخر بجرءتك واقدس مشاعرك :bounce: | |
|
| |
omar seddiki شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: الفصل 5 و6 من رواية هي عاشقة والبحر شاهد السبت يونيو 12, 2010 2:09 pm | |
| - 5 نداء عاشق
مرت أسابيع وشهور، وانقطعت أخبار حليمة، ولم يعد للمتيم بحبها أمل في رؤيتها ولو في الأحلام ...ساعته اليدوية معطلة، ومؤشره الوحيد على استمرار الحياة في الخارج، هو شعاع الشمس الباهت الذي يحبو إلى ساحة السجن، عبر القضبان الحديدية، ليعلن للظلام أن الأرض لم تتوقف بعد.. ! لكن صمت حليمة أصبح مقلقا، لذا قرر مكاتبتها على عنوانها القديم. " مسعود أمنوس رقم الاعتقال 58698/..158 الجناح ب السجن المدني ب.... صديقتي حليمة أناديك باسم الصداقة، متمنيا أن تصلك رسالتي.اعلمي أختي انك أملي الوحيد... فاطمئني، لن أحدثك عن الحب أو الزواج، فلا امرأة في الوجود تستطيع أن ترتبط بسجين مثلي، رغم أن الزواج وحي وليس بقرار، وقدر وليس بحكم...ولا اعرف لماذا سيج بشرائع الأرض في إطار عقود والتزامات واقتسام للممتلكات...وليكن فأنا احبك كالشمس التي تنسل إلى زنزانتي، وسأحتفظ بك كالرصاصة الوحيدة في البندقية...فأنا أحبك..أحبك..أحبك وسأعيدها باستمرار، كخدش على خد اسطوانة...فأنت مخاطبتي الوحيدة بعدما أطلق سراح جل زملائي الذين استأنست بهم ، واستبدلوا بآخرين يتأملونني من بعيد، كأنني دينصور أو مجنون.. ! فأرجوك لا تدفنيني حيا، ولا تنسجي كفني قبل الأوان..فتذكريني إذا ما حان موسم الحصاد في كتامة، وتذكري حصص الرقص والهمس عند الأصيل على الربى الذهبية، وتذكري ال... فأنا استحضر دوما أشرطة الماضي الملونة على شاشة وحدتي السوداء... فيا حليمتي إن كان لكل واحد طائر ينقر ذاكرته، فأنت عصفوري الجميل . وإن نقشت اسمك على وسادتي فلأني لم أجد لسواد عينيك بديل...سأنتعل تراب خطاك واصلي حبك جهرا عساني أشفى من نوبات جنوني وليلي الطويل ...قد تجدي في كلامي هذا بعض الهذيان لكن قلبك الرحب يتسع لحماقاتي ....فاعذريني وزريني كل سنة ولو مرة .. ! لن أطيل عليك فربما لديك ما يغنيك عن هلوستي ...وإن بقي في فؤادك شيء من الدفء، راسليني على العنوان أعلاه. تحياتي لك ولكل من يسأل عني. مسعود امنوس دوما دوما دوما دوما دوما دوما.... !
6- شراع من كفن
لم تعد لحليمة صلة بكتامة، ولا برائحة الأخضر واليابس من نبتتها الملعونة..... رحلت إلى طنجة، حيث ابتلعتها الحانات والعلب الليلية، واستسلمت لغزوات الرجال حتى أخذ منها الزمن مأخذه، فاستنجدت بالمساحيق والعقاقير والطلاسم ووصفات العشابين للحفاظ على رونقها ورشاقتها المعهودة ، والاحتفاظ بزبنائها الكرام الذين طردتهم برودة الشيخوخة من الرصيف، فاصبحوا كالكلاب ينبحون ولا يعضون، أو اختاروا اللحم الطري عند أبواب الثانويات والمعاهد والمعامل، بعدما تحسنت وتطورت أساليب ممارسة هذه المهنة القديمة لدى الجيل الجديد من الهواة.. ! وبالرغم من أنها لازالت تحتفظ بشيء من الجاذبية الكافية لاستفزاز الباعة المتجولين، واستمالة المدمنين على اللحم البشري ،إلا أنها فضلت الانسحاب "بشرف" مادامت الحصيلة القذرة لا تكفي لأداء حصة كراء غرفتها.... فغيرت صديقاتها ودروبها ورقم هاتفها وعاداتها، فلم تعد تصفف شعرها وتقلم أظافرها وتقيس تنوراتها القصيرة كل مساء استعدادا لليالي الملتهبة...أدارت ظهرها للماضي وأصبحت تفكر بجدية في المستقبل وراء البحر خارج الوطن... حدثوها عن الضفة الأخرى، فباتت تقارن عزمها مع أمواج البحر المتوسط الموحش، كأنها تختبر طموحاتها الفتية أمام صلابة واقع الهجرة السرية.. وفي ليلة مقمرة، وصفتها الأرصاد الجوية الوطنية بالهادئة، كانت حليمة على ظهر القارب الخشبي الذي يشبه النعش، ولسان حالها يقول : " تبا للبحرية الإسبانية ولشرطتها... يحسدوننا على التعب والموت...ألا تكفيهم متاعبنا.؟.." جلست على مقعد مبلل لا يتسع لأكثر من شخص ، بعدما أدت الواجب نقدا وعينا.... وبعد منتصف الليل تفحص قائد" الحراكة" ضحاياه وعد حصيلته ثم عدهم وفحصهم بعينين منتفختين فصاح فيهم مهددا : "شوف العايل إلا تكلم شي واحيد ... نزلع يماكم فلبحار مكنعرفكم مكتعرفوني" . قد تثير هذه العبارة الضحك.. ولكن ليس في من يغامر بحياته، ويتوقع الموت غرقا في كل لحظة ...تمايل القارب لثوان معدودة، واندفع تحت جناح الظلام إلى كبد البحر المتوسط الكئيب ...سمعت همهمات وأدعية وتراتيل خفية، وعقبها لم يسمع إلا تلاطم الموجات بمقدمة القارب-النعش... ! توهجت أضواء القرى في الضفة الأخرى...أخرس القائد المحرك ومسح الأفق المضبب بمنظاره واقفا ...ثم عاد وجلس ينتظر زوال الضباب على موقعه المقصود...وقبيل إعادة تشغيل المحرك للمرة الأخيرة توجه لعيون "الحراكة" البراقة بتعليمات تجمع بين النصح والوعيد : " نحن على بعد كيلومترين بحرا فقط، فلا تستعجلوا النزول قبل إشارتي ...ولحظة وصولكم للبر، تفرقوا في اتجاهات مختلفة، ولا تقصدوا نقط الضوء، وإن ضبطتم بعد طلوع الشمس فإياكم أن تصرحوا بوقت الوصول وتفاصيل الرحلة...فذلك ليس في صالحكم... !" دار المحرك دورة الإقلاع للمرة الأخيرة ....لكن لأسفهم، انتبهت الدورية الليلية للقارب الذي زحف متهاديا، كفأر ثمل يقصد وليمة القطط الشرسة..... اقتربت حليمة ومن معها من نقطة على دائرة، اصطفت على قطرها عناصر البحرية الإسبانية المدججة بالبنادق والمسدسات، في انتظار القارب المغفل بل قارب "المغفلين "..! استسلم " الحراكة " كقطيع غنم تائه، وأخذت لهم الصور والبصمات في صمت، قبل القذف بهم في اتجاه الضفة الأخرى وتسليمهم لسرية الدرك بطنجة. | |
|
| |
mohamed zitoni عضو فعال
عدد الرسائل : 514 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: رد: هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي الخميس يوليو 01, 2010 12:53 am | |
| تابعت معك هذه الفصول الجميلة
واستمتعت بها جيدا تمنيت لو كانت عندي نسخة كاملة شكرا لك أخي عمر على هذا الجمال | |
|
| |
| هي عاشقة والبحر شاهد بقلم عمر الصديقي | |
|