عاد مرهقا،متلهفا يملؤه الشوق للقائها،كان موقنا أن كل عذاب الغربة ومرارة المنفى سيذوب حالما يأوي إليها.
إرتمى في حضنها وبكى كثيرا،بكى وشهق كطفل جائع.لكن حضنها كان يبرد ويضيق كلما أجهش بالبكاء.أحس بالإختناق أزاح رأسه مستغربا رفعها وتطلع الى وجهها محدقا.إمتقع لونها وضعت يديها صوب عينيها محاولة إخفاء ارتباكها.رأى فجأة نقش الحناء على كفيها محمرّا حتى السواد،لشدّ ما كان يكره الحناء يكره لونه رائحته وكل ما يرتبط به.جذب يدها اليسرى كانت عارية بلا خاتم كما كان هو منذ سنوات عاريا بلا وطن،أمسكها بعنف تراءى له شبه غريب
بينه وبين يدها اليسرى ضحك عاليا وغر صدره وامتلأت رئتيه برائحة الخطيئة.
