نَرْتَقِي مجد الغبار
ذموعنا تُكَحِّلُ المذامع
و الفاصلُ ربط الإيتَارَةِ بالدم،
قبل آنْهِمَارِ المواقف
كنا أفكارا مَصُونَةً بالعُهُود
كنا أحلاما تَجْرِفُ عطر المُيُوعَةِ
و كنا الوَدَاعَةَ في خُلْدِ إبليس
نَنْقُرُ طُبُول الأنْسَنَة
لكن !
سفر الشِّراعِ المُغْوَى
بطيفِ روحِ رِيحِه
على المَرْسَى مَرّ خاطفًا
كسَطْعَةِ سهمٍ بَرْقِيِّ
جَدَبَتْنَا لمواسمٍ
نَبَدَتْهَا أعرافُ جهنم
فآصْطَلَتْ على رصيف التّحَاوُرِ الأعمى
تُجَادِلُ بالحُجّةِ نصفها الغريب،
هنا !
كان إعْذَارُ الفَتْوى بالرّماح
هنا بلغ السّيل زُبَاهُ فآنْفَلَقْ
و هنا جُرِّدَتِ العِيرُ من رمزِ القافلة،
مشينا وخلف المشي خطوات آحْتِجَاب
سَبَكْنَا الطين ونحن حَبّ الثراب
و رَشَفْنَا الحروف من كؤوس الأسباب
فآنْتَهَكْنَا المَوَدّةَ
وعَانَدْنَا باللّوْمَةِ العتاب.
ولأن شَطْحَةَ الليل
تُلْهِمُ القَرَفَ عَويلَ الحريات
بَاشَرَ السؤال شَكّهُ
مُحْتَسِيًا نَخْبَ الفُضُولِ المعرفي
فجَاءَنَا الهَدِيرُ مزهرًا بالإرْتِجَاج
يَتَمَلّقُ مركزا على خارطةِ الزلازل
وعند البُرْهَةِ الأولى لِلْوُشُوك البرهاني
تَنَاثَرَ دَبِيبُ المَقُولِ في الدم...
...فقيل: العاصفة رَمْلُك أيها الغُبَار
قلنا: ما د َنْبُ الجرح إن فَاحَ بالجِلْنَار
قالوا: بين أيديكم رُفَاتُ العالم
وأنتم مُسْكَرُونَ بصمتِ الفُرجة
قلت: فالموت قُُدْسِيَتَكُم أيها الموتى
فمُوتوْا حتى مجيءِ آخِرِ إشْعَارْ.