أنت آبنة من...؟
ساكنة القلاع السحرية
بالأمس حينما كنت بالوادي
مجاورا لضفاف عينيك
أنفض غبار الأيام
صعدتِ أعلى لوجه النهر
وسرت تسبحين
كأملٍ في صيف هذا المساء
ناديتك فلم تسمعي !
عَاوَدْتُ وناديتك...!
فلم تسمعي.
سنين وأنت طيفٌ لروحي
تجلسين تحت شجرة العُلِّيق
تأكلين من طفولة حباتكِ فيها
تدمى يديك بلسعات شوك شَرَاسَتِهَا
وأنت مازلت تلتقطين حبات العُلِّيق
أقترب منك فَتَتَلاَشَيْ
كدخان سيجارة مهموم
أنتِ طيف من ؟
يا من حَيّرَتْ وجه آسْتِغْرَابِي
أدكر، وفي تلك المرة
ساعتما كنتِ تمشطين
صِبَى شَعْرِكِ الذهبي
سقطت من فتوته شعرة
لعبت الريح بها فحلقت
فسرتُ وراء الشعرة بروحي
تاركا جسدي في مكانه وحيدا
هي تعلو وأنا أأمَلُ سقوطها
حتى آخترقت صدر فضاءٍ رَحْبٍ
وآستقرت مضيئة كالنجمة.
أنت عشيقة من ؟
يأمن وَقْعُ بسمتها على نفسي
يُخْمِدُ نار لَوْعَتِي
ويشعل فَتِيلَ صَبَابَتِي
أجِنِّيَةٌ أنتِ !
أم أنكِ مصنوعة من قالب مخيلتي
أغمض عيناي فأراك
بكل خلية من خلايا عقلي
أراك تسبحين في قلبي
فَتَضُخّكِ دماؤهُ
وتجولين بعروق جسدي
تغدي أعصابي
وتزيدين حرارة عشقي
ولما أفتح عيناي
أجدك كَزِئْبَقَةٍ أحاول مَسْكَهَا
فتثناترين جزيئات... جزيئات.
أنت من ستكونين ؟
أمولودة في قعري!
تسرقين مني أشلائي
وأنا أتبعك كطفل
يتقفى آثار أمه
تسحبينني كَقَشّةٍ تُلاَعِبُها الرياح
بالله إلى أين تأخدينني ؟
إن كنت طيف شيطاني فآرْحلي
إني لاأريد الأدى
وإن كنت ملاك نفسي فآسحبي
أسحب لك
كنسمة مسك أو قطعة عنبر،
تالله...
أجيبي لا تسكتي
فأنت خنجر مَغْمُودٌ بجوانحي
إن سحبته قتلتكِ
هكذا ستظلين خنجرا بجوانحي
حتى تفصحين عن هويتك.
2001