أين تورية قاضي؟

منذ مدة وأنا أتابع وأتردد للتعليق على تدخل الزجال الصديق توفيق لبيض وكذا التعليقات المصاحبة له وذلك لأن بعض الوضعيات التي لا أعرف بالضبط حيثياتها أتحاشى الدخول فيها مخافة أن لا أكون موضوعيا في تدخلي. وبعد تأمل فكرت أن أدلي بدلوي مبتغيا قدر الإمكان أن أساهم في النقاش من جانبه العام ومن جانبه الخاص عبر معاتبات لبعض الأصدقاء .
أولا لا بد من إعادة التذكير إن تدخل الصديق توفيق لبيض ، كما أعرفه، نابع من غيرته وحرصه على فضاء جامعتنا. الفضاء الرقمي الذي أضحى من أهم المنتديات وخاصة ركن الزجل والدراسات بفضل المجهود الفردي والجماعي لكل المبدعين.
= فمن ناحية اختفت المجاملات والمحاباة وحضرت الملاحظات و التوجيهات والنقد البناء ومصاحبة النصوص لقراءات عميقة مما ساهم في تطوير كتابات مجموعة من المبدعين (يكفي الإطلاع على أعمالهم كرونولوجيا).
كما استطاع الفضاء أن يجلب إليه أسماء زجلية لها مكانة متميزة على المستوى الوطني والعربي حتى.
= ومن ناحية ثالثة استطاع المسؤولون الانتقال إلى النشر الورقي في باكورته الديوان المشترك "عرصة لكلام" والشروع في الإعداد لمشروع الديوان المشترك الثاني .
= هذا المجهود لابد أن تصاحبه مجهودات تنظيمية قصد تأطيره وقيادته عبر مفهوم مؤسساتي ( الشيء الذي ذهب إليه الأخ توفيق لبيض ولكن بأسلوب لي مؤاخذات عليه سأدلي بها فيما بعد).
وأعني بالمأسسة تنظيم هياكل الجامعة وفق خريطة طريق واضحة واستراتيجية مفصح عنها وذلك عبر:
+ الإعلان عن تشكيلة الإدارة بأسمائها الحقيقية وتفادي الأسماء المستعارة أو الشخصيات الوهمية والتي يمكن قبولها تجاوزا فيما يخص المشاركة والنشرة اعتبارا لبعض الظروف أحيانا. وذلك حتى نتمكن من تحديد المسؤوليات.
+ تحديد "قانون داخلي" أو "خارطة طريق" يكون مرجعية نحتكم له في عملية الإشراف وفي تقييم عملنا بشكل موضوعي.
+ خلق ركن يهم الإستشارة في أمور تهم سير الجامعة وتساعد على اتخاذ قرارات من شأنها التأثير إيجابا على مسار الجامعة إن على المستوى العمودي (الإدارة....الإشراف العام ...الإشراف.....النشر). أو على المستوى الأفقي(بين كل مكونات الجامعة).
وفق هذا يمكن أن نحتكم إلى آليات وقواعد تساهم في خلق جو من الديمقراطية والتكافل والتضامن بين كل المبدعين ، على أساس أن نكفل للإدارة حرية القرار لا على حساب الأهواء ولكن وفق منطق عقلاني ومنصف.
ولي عتاب للصديق توفيق لبيض حول الأسلوب الذي كتب به تدخله (والأسلوب هو الرجل كما يقال في النقد). أتفق معك في عمق ما ذهبت إليه والمبادئ العامة والمؤاخذات التي أتيت بها على أساس تعويض الشاعر الصديق محمد اللغافي بالإدارة - حتى ولو كان شخص ما يستحوذ على الإدارة - ( وهو ما لا أظنه في سي محمد وهذا ما ذهب إليه الإخوة في تعليقهم) ولو تحدثت عن الإدارة لكان من شأنه عدم شخصنة المشكل وجعله مشكل مؤسسة.
عبارة" أيها اللغافي" أرجو أن تسحبها من النص لضمان حرية النقاش وفق مبدأ الاحترام الذي يجب أن نحافظ عليه ولو في قمة انفعالنا(سي محمد اللغافي كما كانت الأحوال هو رمز ثقافي يستحق التقدير والاحترام لما بذله من تضحية لمدة كبيرة في المجال الثقافي وحتى في عز محاربة الميدان الثقافي وتدجينه في الأيام العصيبة التي عاشها مجايلونا.

أخي حميد اليوسف لا يجادل أحد في كون الإشراف مسؤولية وتكليف وليس تشريفا بل تكليف مكلف على مستوى الوقت الشخصي وعلى حساب الإبداع وحتى على المستوى الصحي بالإضافة أنه تطوع . وللإدارة الحق الكامل في إسناده لمن ترى فيه أهلية ذلك غير أنه من باب ثقافة الاعتراف لابد لإعطاء ما لزيد لزيد وما لي عمر لعمر كما يقال. ففي غياب مرجع منظم للعملية أو خارطة طريق كما أسلفت فإن إصدار أحكام قيمة مجحفة في حق شخص ما - وإن نقل ثورية القاضي- لا يمكن أن يسمو بهذا الفضاء الرقمي الذي احتضننا كمبدعين واحتضناه كباب للنضال الثقافي وإشاعة الثقافة الإنسانية، لقد كان تدخلك مشككا في عمل الأخت ثورية القاضي على كونها تكتب تعاليقها باللغة الفرنسية وتكتب الزجل ومن هنا تساءلت عن اللغز لعلمك هناك شريحة مهمة من المغاربة تجد ذاتها في التعبير عن أحاسيسها بلغة أخرى غير العربية (الفرنسية والأمازيغية أيضا) وهناك مبدعون تميزوا في كتابتهم باللغة الفرنسية واللغة العربية . ثم أننا نؤسس لثقافة إنسانية والثقافة الإنسانية ضد كل الحدود بما فيها الحدود اللغوية بل أضحى من له لسان واحد أمي في عصرنا هذا حسب نظريات التواصل.
ثم أن الأخت ثورية القاضي من باب إحقاق الحق كانت عنصرا نشيطا على مستوى الإشراف وكانت حاضرة وموقعة على نصوص كل الإخوة وخصوصا في ركن الزجل ، الذي أتابع تفاصيله اليومية ، بل تحضر أكثر منا كمشرفين أحيانا.
تبقى طبيعة حضورها ومدى إسهامها الفكري رهين بالتأسيس الذي تحدثت عنه ومدى تطبيق خارطة الطريق التي من المفترض أن تكون عنصر اتفاق مسبق يحدد المُدْخَلات التي لدينا والمُخْرَجات المرغوب فيها لتقييم موضوعي لعملنا. وهذ سينسحب عن كل مشرف وعن كل مسؤول طبعا.
ثم أن تدخلك يخالف شيئا ما تدخل الإشراف العام الذي يشير إلى "القذف في حق مسؤول ما" و "رسائل انتقاد " الأمر الذي كان يمكن معالجته بنوع من الحكمة أكثر وتدبيره عبر نقاش وحوار يعطي للكل فرصة توضيح وتبرير تصرف ما أم سلوك ما أو ردة فعل ما.
آمل أن يفهم تدخلي في سطوره وليس بين السطور لقد خلقنا أجمعين جوا جميلا جعل الجامعة فضاءا مهما وها نحن نجني ثمار التحاق رموز ثقافية جديدة لها مكانتها على الصعيد الوطني والعربي . الشاعر الصديق محمد اللغافي أكن له تقديرا واحتراما والصديق توفيق لبيض طاقة شابة وخلاقة تضييعها سيكون خسارة للجامعة والأخت ثورية القاضي عرفتها واقعيا في توقيع ديوان عرصة لكلام بالبيضاء وفي توقيع ديوان الرحيل ف شون الخاطر بتيفلت وفي ملتقى زرهون الشعري إضافة للتواصل الرقمي فهي تتعتز بانتمائها للجامعة وتقر بفضل هذه الأخيرة في صقل موهبتها وتبدي استعدادها لكل ما من شأنه أن يدفع بها إلى ما هو أفضل. هي ديناميكية بامتياز لها طموح مشروع في إثبات ذاتها (على مستوى الزجل طبعا) وهو سلوك إنساني لا يمكن إلا أن نشجعه بكل قوة .
إشارة لابد منها هو أن جامعة المبدعين المغاربة مرفق عمومي يقدم خدمات ثقافية وعليه فإن شأنه يهم كل المبدعين بل كل المواطنين .
وضمان جو من الحرية ومن الدفء والتكافل الثقافي وفق مبدأ تحمل المسؤولية ومرجعيات واضحة لتقييم مساهمات الكل حسب قدرته وطموحه على المستوى العمودي والأفقي هو الكفيل بالسمو بموقعنا وجعله يحضى باهتمام أكبر . وسي محمد اللغافي مع الأصدقاء الذي أعرفهم لهم من رحابة الصدر ما يجعلهم أن يتقبلوا كل عتاب أو اقتراح يساهم في إرساء قواعد تجعل من جامعة المبدعين المغاربة مؤسسة ثقافية قائمة الذات نحن في حاجة ماسة لها .
الاختلاف في ظل الوحدة هو الذي يطور و الاحتكاك يولد الحركة مبدأ فزيائي آمل أن تكون هذه الواقعة طاقة واحتكاك للمزيد من تطوير أساليب عملنا.
وأهمس بفلتة زجلية طالما رددناها مع ناس الغيوان:
قلال قلال احنا
ما فينا ما يتقسم.

ملاحظة هذه الكلمة كتبتها قبل تدخل الأخ علي مفتاح وسي محمد اللغافي ولم أتمكن من رقنها حينها. وارتأيت أن أنشرها دون تعديلها.

الرجاء من الإخوة
تفادي النقاش الفردي والشخصي فالجامعة أرحب من هذا الضيق الذي نتجه نحوه
أخي حميد ...أخي توفيق كفى نحن في حاجة لتهدئة الأوضاع لا لتهييجها.
نحن مسؤولون على رشد الموقع وترشيده