أسئموني فسئمت فسئموني و آبْتُـلِيتُ فَبَـلَيْتُ فَبَلـَوْنِي
و ما أنا إلا فرد من قطيع أتـاهوا القـطيع فأتـاهوني
أهوونا فدمسنا بين الجهل فَعِشْنَا علماءا بـين الجاهلينا
تكلمنا بلسان الحكماء العقلاء فأحكمت قيودنا ثم آعتقلونـا
بكينا على الأقدار كيف قدرت و كنا لن نبكي إدا الأقدار لم تبكينا
تعلمنا ليتهم لم يعلمونا كيف نقاوم الدل و هم فيه عيشونا
هم قوم منا بأمس قريب أصبحوا السادة علينا فعبدونا
أأشكي على من لشكواي سبب أم أشكي على كبير القوم فينا
أثور و على من أتور و أنا ثائر وحدي على الثائرينا
علمت أن ثوارا من قبلي ثاروا فأثير عليهم ضباب المقدفينا
ثاو و أنا عالم ما أنا بثاو و ليتهم علمو أنهم غير ثاوينا
لمتى و نحن نعيش الأسى و الأسى إن لم ننحيه نحينا
لمتى و الظلام يغطي شمسنا و نحن شمسنا تضيء الملاينا
لمتى و تفهاء القوم بنــــــــــوياهم المكراء سـادة عُلِّينَـا
لمتى و نحن شباب بلا نفع ونحـن النفـع إن آسْتُغِلِّينَـا
لمتى و الطفولة بدون حليب تجف عروقها و هي ترتجينا
تلك أم تبكي حال طفلها و أخرى تمد يدها للفاظلينـا
و داك شيخ أنهكه الدهر و بنظراته سر المعوزينـا
و على الرصيف طفل بيده سيجارة و صديقه يلمع أحدية المارينا
و بالبيت عنساء تبكي عنوستها و هي الجميلة الدابلة الحزينا
شاب أحلامها صقر في قفص و كيف للصقر أن يعيش سجينا.
1993