دفتر من ذكريات الأمس، يغوص في بحر الغبار ينضح بالبوار و النسيان بين أدراج الحجرة المهجورة حيث تتكدس موروثات العائلة، و بعض من بقايا البيت القديم.فجأة تتساقط وريقاته صفراء متآكلة....تلقطتها يد اعتادت النبش في الماضي لامتلاك الحاضر بذله و دلاله، و بعيون وقحة كلها لهفة و فضول صارت تهتك عرض الصفحات، تعري الحروف و تعاقر الكلمات لم يلفت انتباهها أي شيء....كل الوقائع تعلمها و بعض الفصول لها معها سجل ثقيل و حكايات...و بعدما تأكدت أنها لم تضل العنوان رمت الدفتر باتجاه الشباك المكسور ثم تمددت على الكنبة حيث أعدت سجنا للوحات فنية و ابداعات غالية صنعتها أياد عشقت الأرض فأمطرتها رضابا تبسمت له شفاه السماء....تمددت لتستريح و تأخذ نفسا جديدا فاذا ببصرها يقع على صفحة عالقة بسقف الحجرة تنعم بالصحة و العافية مكتوب عليها بخط واضح كبير"بعرق الجبين و طيب الخبز و عبق الزيتون صغت حبري لأوقع لكم ذكريات الأمس فأروني بأي حبر للغد ستوقعون"
