الزجالة الرقيقة أمينة رفيق
يقول الزجال الصوفي الحراق :
من نالْ صدقْ المحبّه يا حضارْ يمسي ف كلْ حال مْنارَه .
لن أقدم قراءة في قصيدة " يا الراﭬد في " .
اخترت أن أقف على عتبة القصيدة. أجدها من نوع خاص، أثارتني ...
استوقفتني في حضرة الزجالة وهي تقدم لنا صورة عن صاحبتها الأم والإنسانة.
سأقسم العتبة إلى قسمين من حيث هي كذلك.
القسم الأول موجَّه لعلي مفتاح . تقول العتبة :
إلى أخي العزيز علي مفتاح أرجو أن تقبلها مني اعترافا لدورك التوجيهي، ولقيمتك كإنسان.
تبدأ العتبة كما نلاحظ بكلمة: أخي العزيز. وتنتهي ب: إنسان. وتتوسطهما كلمتان: "أرجو " و " اعترافا " .
عتبة رجاء.
الرجاء لا يأتي إلا من قلب رقيق .. من أستاذة صاحبة رسالة واعية بمسؤوليتها. تقف بتواضعها وقفة تبجيل لخدوم الزجل..
عتبة إعتراف.
قلت دائما و يطيب لي أن أعيد ما قلته هنا في هذا المقام:
وحده المبدع الحقيقي من يعترف بأخيه المبدع.
حين نعيد للإنسان معناه .. مقامه .. إنسانيته، ننصف التاريخ والإنسانية والإبداع على السواء.
هو ما فعلت الزجالة والإنسانة أمينة رفيق وهي تختم القسم الأول من عتبتها ب : ولقيمتك الإنسانية.
في هذا القسم الأول من العتبة تحضر هالة المبدعة وضاءة هذه الهالة التي سيكتمل ضوءها في القسم الثاني ظاهريا وباطنيا وهي تهدي قصيدتها لخدوم ثاني . تقول :
إلى الزجال المقتدر احميدا بلبالي الذي أتمنى له الشفاء.
العتبة لم تقف هنا . أبت الزجالة المبدعة والإنسانة إلا أن تختمها بمسك : محبتي لكما .
مولاتي أمينة
نبلك جعلني أضعك في مقام الرضا و أقول : ما أسعدك بروحك الجميلة ! وأنت تعلميننا المعنى الراقي للمثل العليا.
شهامتك ونبلك انتصرا للقيم الخلقية.
يقول جلال الدين الرومي :
كن ثملا بالحب فإن الوجود كله محبة.
ادريس أمغار مسناوي
14 / 10 / 2010 م