عودة من موت محقق

حظيت المدرسات اللواتي شملتهن اعادة الانتشار بعد وقفة احتجاجية بلقاء السيد المسؤول,
عبر لهن عن حرجه, لا سيما ان اغلبهن ارامل , امهات, مرضعات او نساء مقبلات على التقاعد بينما اخريات زوجات محظوظات و اللواتي من المفروض ان تشملهن ايضا مختبئات خلف تكاليف وهمية .
وعدهن المسؤول على ان من شملتهن العملية سيعفين في المواسم القادمةمن الانتشار .
واتصل بحضورهن برئيس الجماعة المستقبلة لتوفير النقل داخل تراب نفوذها واكد لهن حرصه على توفير الامن والنقل .......
في اول يوم الاتحاق ,اصطدمت المدرسات باول درجات الوعود تنكسر تحت اقدامهن .....

وكالعادة ,وفي يوم من ايام رمضان وبالضبط ليلة القدر استقت المدرسات عربة الجرالتقليدي لانعدام ابسط وسائل النقل, من مقرالعمل الى اخر حافلة يمكن ان توصلهن الى بيوتهن قبل صلاة المغرب للاحتفاء بالليلة المباركة.
عربة تسع لثلاثة ركاب , حشرها السائس خمسة اضعاف طاقتها الاستيعابية .
بدات زخات المطر تبلل الطريق المعبدة ,ازدادت معها مخاطر حوادث السير لهذا النوع من النقل السري العشوائي وطبيعة الطريق زادت من تازم الوضع. وكاجتهاد من السائس وضع غطاء بلاستيكيا لحمايتهم من المطر كنوع من الخدمة الغير المؤدى عنها.اصبحت العربة علبة متحركة تنحو نحو المجهول والموت المحقق....
وعند بلوغها ذروة المرتفع ,فوق القنطرة الشديدة الانحدار, والتي لم تخل رحلة من رحلات الموت من الحديث على المهندس المشرف على بنائها, وقصة سجنه بسببها وفي الاسفل الطريق السيار. ,شاحنات النقل الدولي اتية من الاتجاهات الاربعة تتسارع نحوالعربة كتسارع الموت . جفل الحصان , لم يستطع الاحتفاظ بتوازنهفانزلقت حوافره على الاسفلت ,انفصلت العربة عن الحصان, سقط جاثما على ركبتيه ,قفز السائس من فوق العربة وترك الركاب معلقين الى ا لمصير المجهول :شاحنات من كل الاتجاهات,طريق سيار ينتظر احتضانهم,, عربة معلقة بين السماء والارض رقابهم مشدودة الى رحمة الله ولطفه, تشهدوا واسلموا امرهم للدي لا تغفل عينه , يعيشون لحظات الوداع الاخير , فرملت الشاحنات المارة من فوق القنطرة محدثة عجلاتها اثارا سوداء وصوتا مزق صمت المكان قبل الغروب وتوقفت.
فض الركاب الغطاء البلاستيكي,لحق بهم ركاب الشاحنتين المتعاكستين يهنؤونهم على النجاة , رفعت المدرسات اكفهن للعلي القدير على النجاة من الموت باعجوبة و على الجناة الذين زجوا بهن الى المصير المجحف ومسح بكرامتهن ارض القنطرة بالقصاص والاستكفاء بالله . اكمل الركاب ومعهم المدرسات الطريق مشيا على الاقدام, على بعد كيلمترين من اخر وسيلة نقل مشروعة بعد اذان المغرب بكثير .......
مليكة الغازولي
01/10/2010