باسل البزراوي

الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم من أعماق قلبي على هذه الفرصة الكريمة
التي منحتموها لي للتواصل معكم وتناول القصيدة
الشعرية الفلسطينية في هذا الحوار..
أحييكم من القلب.

مرحبا سيدي الشاعر باسل محمد بزراوي

نحن سعداء بهذا اللقاء
قبل الدخول في تفاصيل كبيرة
نود أن نتعرف على الأستاذ في سيرة موجزة
من هو باسل البزراوي؟؟

الزهرة درار كتب:

مرحبا سيدي الشاعر باسل محمد بزراوي

نحن سعداء بهذا اللقاء
قبل الدخول في تفاصيل كبيرة
نود أن نتعرف على الأستاذ في سيرة موجزة
من هو باسل البزراوي؟؟

سلامٌ من الله عليكم مجدّداً
أشكرك أيتها الزهرة على حضورك الجميل
كما أودُّ أن أشكرك أيضاً على هذه الصورة التي تعيد لي
ذكريات جميلة قديمة وجديدة ولكنها ما تزال تعيشني وأعيشها,,
الاسم: باسل محمد علي البزور" والاسم الفني باسل بزراوي"
أنحدر من ريف فلسطين, وتحديداً من قرية " رابا" الواقعة شرق
محافظة جنين.
أنهيتُ دراستي الإعدادية في القرية, ومن ثمَّ أكملت الثانوية في بلدة
"قباطية", والتحقتُ بالجامعة الأردنية في عمان, ودرست فيها اللغة
العربية مدّة ثلاث سنين ولم أكمل الدراسة فيها لأسباب قاهرة, فانتقلتُ
إلى جامعة "بير زيت" في رام الله , وتخرجت فيها وحصلت على إجازة في
اللغة العربية عام 1984.
لم أعمل في أي وظيفة آنذاك بسبب الاحتلال, ولذا عملت في مقالع الحجارة
" دقاقاً لحجارة البناء" من 84- 94 أي العام الذي عادت فيه م.ت. ف إلى
الأرض المحتلة حيث عيّنت معلماً وما زلت على رأس عملي حتى اللحظة.
حصلت عام 2008 على ماجستير في النقد الأدبي, وعملت على إثرها مدرّساً
غير متفرّغ في جامعة القدس المفتوحة, وما زلت كذلك.
متزوج ولي خمسة من الأولاد ذكوراً وإناثاً.
ولي عودة معكم.

مرحبا بك أستاذي الجليل محمد باسل بزراوي في هذا الركن المميز الذي يقربنا أكثر من مبدعينا
وشرف لي أن أشارك ببعض الأسئلة أتمنى أن أحضى بأجوبتها،
فلسطين أرض الكفاح والشعر بدءا من فدوى طوقان وأخوها ابراهيم الى شاعرنا الكبير محمود درويش ..ولا ننسى الشاعر الذي نتمنى له عمرا مديدا سامح القاسم..
ما الذي حققه شعر هؤلاء أمام القضية الكبرى ..قضية الأرض ؟؟

سلامٌ من الله عليكم مجدّداً
أشكرك أستاذي العزيز على سؤالك هذا الذي يقودنا إلى الحديث عن القصيدة المقاومة في فلسطين وما حققته هذه القصيدة على صعيد الدفاع عن الأرض, وتجسيد هويتها الفسطينية في ظل الهجوم الشرس على ملامحها الجغرافية والتاريخية.
شكّلت الأرض من البداية بؤرة الصراع بين القوى الشعبية الفلسطينية ومعها الجماهير العربية وبين الانتداب البريطاني, وانعكست ظروف هذا الصراع على القصيدة الشعرية قبل النكبة التي حدثت عام 1948, حيث نبّه شعراء تلك الحقبة ومنهم عبدالرحيم محمود وعبدالكريم الكرمي" أبو سلمى" وإبراهيم طوقان وبرهان الدين العبوشي, نبهوا إلى إلى ما يحاك من مؤامرات تستهدف تهويد الوطن, وشعر هذه المرحلة يكشف عن وعي ذلك الجيل وقدرته على فهم الأحداث وإدراكها للدور الوظيفي للقصيدة.
وعشية حدوث النكبة وما رافقها من التهجير القسري والتشريد والدمار عاش الشعب الفلسطيني وبخاصة في الجليل والمثلث والنقب حالة من الذهول المطبق لشدة وقع الحدث على النفوس, وقد حاولت دولة الاحتلال الصهيوني في هذه الفترة غسل الأدمغة الفلسطينية, ومجابهة الواقع الثقافي والاجتماعي والفكري الفلسطيني بغزوٍ ثقافي يخدم مشروعها الهادف لمحو الوجود الفلسطيني,ولذا عمدوا في ظل الغياب والتغييب الشامل للمؤسسة الثقافية الفلسطينية إلى إصدار ما لا يقل عن ست عشرة مجلة وصحيفة صهيونية ناطقة بالعربية هدفها تسميم التفكير واقتلاع الفلسطيني من جذوره,
كان هذا الكم الهائل من المنشورات يواجهه صحيف الاتحاد الناطقة باسم الحزب الشيوعي ونشرة شهرية تصدرها حركة الأرض التي كانت تتعرض للاعتقال التعسفي كل شهر بصدور النشرة.
لقد اضطررت لذكر هذا الأمر كي أوضح الظروف التي شهدت ميلاد القصيدة المقاومة التي اتخذت من فلسطين أرضها وشعبها عنواناً أساسياً لها, والتحمت بهموم الجماهير الفلسطينية وواقعها تحت الاحتلال, ويمثل هذه المرحلة أعني مرحلة ما بعد النكبة محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم وفدوى طوقان.
لقد شكّلت الأرض أحد المحاور الرئيسة أو الملامح التي تميز بها شعر هؤلاء الشعراء حيث جسدت التزامهم بالدفاع عن القضية الوطنية والانخراط في المعركة المصيرية التي يواجهها الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والانقطاع عن المحيط العربي الذي تلقف قصائدهم في أوائل الستينيات بكل شغف لما تحمله من المضامين الوطنية والقومية والإنسانية التي تقف على طرفي نقيض مع ما يتغيّاه المحتل, لقد كان صوت درويش والقاسم وزياد يجوب ساحات الوطن العربي وأزقته معلناً ميلاد القصيدة المقاومة, ومؤججاً الروح الوطنية في الجماهير العربية, وحاملاً القضية الفلسطينية إلى كل الآفاق.
وهناك حقيقة يجدر الإشارة إليها , وهي أنّ شعر المقاومة الفلسطيني شكّل ظاهرة فريدة في الوطن العربي في ق20, وعلى الرغم من كل المعوّقات والمثبطات الصهيونية وغير الصهيونية التي تعرّض لها شعر المقاومة وشعراؤها إلا أنه قام بدوره على على صعيد تنبيه الجماهير الشعبية الفلسطينية والعربية وتوعيتها لما يدور حولها, وحمل القضية الوطنية بالكلمة الملتزمة إلى كل أنحاء العالم والحفاظ على الشخصية الوطنية التي لا تشوبها شوائب الفكر الصهيوني, فكان الشعر جزءاً من التكوين الثقافي الفلسطيني المتماسك والأصيل الذي جسّد الهوية الوطنية الفلسطينية التي تتعرض لأبشع صنوف التزوير والتزييف والتشويه.
ولي عودة

في الأخير عاد محمود درويش محمولا في نعش _ بعد نضال طويل هل شعر محمود درويش عاكس المشهد السياسي الفلسطيني أم العاكس مشهد الاحتلال؟؟؟
رحم الله محمود درويش وكل شهداء الأمة,
لم أدرك معنى عاكس ..هل هي هي بمعنى ناقض أم عكَسَ المشهد السياسي الفلسطيني؟
على كل حال لا نستطيع أن نحمّل درويش ولا غيره ما جرى من تطورات وتغيرات على الساحة الفلسطينية والعربية والعالمية كان لها أثرها البارز على الشعر في المرحلة الراهنة.
المشهد السياسي الفلسطيني له خصوصيته التي انعكست على الشعر وأثرت في التغيرات الفنية والموضوعية التي طرأت عليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

أسماء محمد كتب:

الشاعر باسل بزراوي شكرا لك على تلبية الدعوة

شكرا لك على سعة صدرك
أسئلتي حول الشعر والهوية
هل من الضروري أن يتشبث الشعر بالهوية ؟؟
وهل لباسل بزراوي أن يحدد لنا ملامح هوية قصيدة النثر؟؟
كيف يرى باسل بزراوي قضية الهوية العربية في شعر الحداثة ؟؟
وشكرا

الأستاذة أسماء محمد
سلامي لكم
أعتذر في البداية عن تأخري في الرد,
أرى أن هويّة الشعر هي ماهيّته وملامحه الجمالية الشكلية وانتماؤه الروحي والفكري والثقافي والاجتماعي
الذي جسّده عبر القرون معبّراً عن خصوصية التجربة العربية في بعدها الإنساني, فلا أستطيع أن أتخيل الشعر
في منأى عن ملامحه ومعالمه الأساسية التي تميزه عن غيره من فنون الإبداع الأخرى, كما لا أستطيع
تكوين رؤيتي للشعر بعيداً عن كونه ضرورة تلحّ على المبدع في تفاعله الخلاّق مع واقعه وظروفه,ولذا فإنّ
التشبث بالهوية وخاصةً في زمن العولمة والغزو الثقافي أمرٌ لا بدّ منه.
أما عن سؤالك الثاني, وعلى الرغم من أنني لا أكتب قصيدة النثر ووصل بيَ الأمر إلى العزوف حتى عن
كتابة قصيدة التفعيلة, والاقتصار على القصيدة العمودية إلا أنني أرى أن قصيدة النثر ومنذ سبعينيات القرن الماضي
قد شقّت طريقها وأثبتت وجودها في كل الأقطار العربية, إذ أنّ لها رموزها ومبدعيها وجمهورها أيضاً .لقد حلّت اللغة
الشعرية ببلاغتها وصورها وإيقاعاتها الداخلية محلّ الإيقاع العروضي والقوافي والموسيقا الخارجية في قصيدة النثر,
كما حلّ الغموض أيضاً محل التعبير الشعري الواضح في هذه القصيدة, وهذا من شأنه تعميق الخلاف والاختلاف
عن سمات الهوية الشعرية العربية.

كيف يرى باسل بزراوي قضية الهوية العربية في شعر الحداثة ؟؟

أعرف يا سيّدتي أنني أكتبُ في منتدىً أغلب شعرائه من الحداثيين, ولكنّ هذا لا يمنعني من أن أقول
رأيي بكل صراحةٍ في أنّ الحداثة وُجّهت أساساً لتشتيت الذهنية العربية وتدمير المعاقل الثقافية الحصينة التي تشكّل منها الوجدان الجمعي العربي عبر القرون, وذلك من خلال التركيز على اللغة وأية لغة ؟ إنها لغة الغموض والتعقيد التي لا يكاد مبدعها نفسه يفهم طلاسمها, وإلا كيف نفسر عزوف المتلقي عن الشعر وانحسار جمهور الشعر في كل أقطارنا العربية؟
فالحداثة تعمّق أزمة الهوية العربية وتعمل على تذويب ملامحها وتشويهها بما تحدثة من التباعد القسري بين المبدع والمتلقي, وما تحدثه من تقارب مع ثقافاتٍ عالمية تسعى من منطلق القوة والتقدم لفرض سيطرتها ليس على ثقافتنا وحسب, بل على وجودنا.

مرحبا بالصديق العزيزي الشاعر الكبير ذ باسل البزراوي في جامعتنا حللت أهلا ونزلت شاعرا مبدعا

مررت لاعانقك واحييك
اخوك ادريس الشعراني


أخي العزيز إدريس الشعراني
تحياتي من القلب
أهلا وسهلاً بك أخي وصديقي العزيز إدريس الشعراني,وأشكرك على مرورك,,,
لك كل التقدير والاحترام.

محمد كوبري كتب:

أستاذي باسل بزراوي

وأنا أتابع حديثك الشيق أجدني أمام شاعر ينتمي إلى جيل من رواد القصيدة التفعيلية
وأراه متشبتا بها ويختلف مع قصيدة النثر
ألم ترى معي أن التفعيلة في حد ذاتها ليست هي الشعر
هناك من يكتبون نصوصهم على بحر ما وتجدها خالية من الشعرية
نفور المصطلحات ونشاز التركيب الخ
وشكرا

أستاذي الكبير محمد الكوبري
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك من أعماق قلبي على تساؤلك الذي أتاح لي توضيح موقفي من الشعر
الذي يمكننا أن نسمّيه المنظوم,, أنا أبصم لك بعشرة الأصابع أنّ هناك شعراً
نظمه أصحابه على البحور الخليلية وتفعيلاتها ولكنه يخلو من الشعرية ومن
كل مقوّمات القصيدة سوى الوزن والقافية, وهذان المقوّمان لا يمكنهما أن يجعلا
من العمل عملاً شعرياً مقبولاً لا لي ولا لك ولا للقارئ.لذا فليس كل موزون مقفى
يدخل ينضوي تحت إطار الشعر.
لك احترامي وودّي.

ـماهي نظرتك لمستقبل الشعر العربي بعد إنتشار ثورة المعلومات على شبكة الأنترنت؟


الفاضلة حياة
الشعر باقٍ في كل الظروف رغم ما يعانيه من الركود في هذه المرحلة بفعل عوامل مختلفة,فهو ضرورة تلازم وجود الإنسان في تفاعله مع محيطه , ولكن ما لا بد لنا من الاعتراف به هو تأثر الشعر وتراجعه في عصر السرعة حين أصبح العالم قرية صغيرة واضحة الملامح والمعالم للباحث والقارئ الذي كان يتعطش للمعرفة في الماضي ويجد نفسه في مرتاحاً في ظلّ قصيدة, ولا أظنّ أن أزمة الشعر الحالية سببها ثورة المعلومات وحسب, بل هناك عامل مهم وهو فقدان ثقة الجماهير العربية بالقصيدة التي اندمجت بالراهن الثقافي والسياسي والاجتماعي الممزق, يضاف إلى ذلك تلك الحروب التي تشنها جهات مختلفة على الشعر الملتزم بقضايا الجماهير لإيجاد تربة خصبة للتغيرات الشاملة على الصعيد الفكري والثقافي في واقعنا العربي.

محمد اللغافي كتب:

صديقي الشاعر باسل بزراوي أهلا بك

وشكرا على تلبية الدعوة لمناقشتك
رأيك يحترم سيدي حول ما أبداه موقفك اتجاه قصيدة النثر والحداثة بصفة عامة ..ألم تر معي أن سبب تمزيق الهوية العربية ناتج عن تمزيق الأفكار العربية وفلسفتها؟؟
ناتج عن هذا الادعاء الفوضوي حول المواقف والرؤى المختلفة ؟؟
وهل التشبث بالقواعد الخليلية يعتبر تشبثا بالهوية ؟؟أعني هل الخليل هو رمز الهوية العربية ؟؟
وللحديث بقية

أستاذي العزيز محمد اللغافي
تحياتي
يا سيدي ما تتعرّض له الهوية العربية أكبر وأعمق من الادعاء, ولا يرتبط هذا الأمر بالفلسفة أو الأيديولوجيا النابعة من صميم واقعنا العربي. لقد برزت تيارات أدبية مختلفة في الشعر المعاصر وكان لكلٍ منها فلسفته الخاصة التي ينطلق منها في تحديد رؤيته الشعرية وموقفه من الشعر إلا أنها كانت تسهم في رقي الحركة الأدبية وتطورها من ناحية وأسهمت في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية , فلم تكن الصراعات الفكرية سببا في شرذمة الهوية وتمزيقا وبخاصة حين كانت الأيديولوجيا تسعى للتطوير والنهوض بالأدب.
ولكن الظرف الراهن يشهد تمزقاً ناجماً عن ثقافة الهيمنة المفروضة علينا وبقوة من الخارج, وهي وإن كانت تستهدف هويتنا الثقافية وموروثنا الأصيل إلا أنها لا تكشف عن وجهها الحقيقي, وإنما تلبس أقنعة سياسية محضة لتجد لها أذرعاً عاملة في بلادنا باسم الاعتدال وثقافة الاعتدال التي أوجدت صراعاً يميل لمصلحتها مدعوماً خارجياً وداخلياً ( والداخل يمثله أؤلئك المنتفعين من الخارج). فالأوضاع العربية الرسمية الراهنة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن تمزيق هويتنا, وهي بالضرورة ناجمة عن ذهنية وموقف فكري فلسفي.
أما الشق الثاني من سؤالك , فلم أقل أنّ الخليل يمثل الهوية فالشعر العربي ونماذجه الأصيلة موجود قبل الخليل بعدة قرون, ونحن لم نتشبث بقواعده وإنما نتشبث بالقواعد الفنية للقصيدة العربية , مع الاحترام والتقدير لجهود الخليل والنموذج العربي الذي أرى أنه يتوجب علي أنا شخصياً أن أعيش في ظلّه شاعراً.

إذا سألناك عن مسألة تقييم االشعر العربي ترى ما هو ردك؟؟
ما هو رأيك في الشعر المغربي؟؟
ما هي الأسماء الرائدة التي قرأت لها من المغرب؟؟

الأستاذ حميد اليوسفي
السلام عليكم
إن كنت تسألني عن الشعر العربي الحديث فأظن أنني لستُ مؤهلاً لتقييمه لسببٍ بسيطٍ وهو أنني لم ألمَّ به إلماماً يؤهلني لهذه المهمة, ولا أستطيع كما لا يستطيع غيري أن أدّعي غير هذا وبخاصة أننا في فلسطين ينقصنا الكثير مما يتوافر في المكتبات العربية والأسواق العربية من الكتب والمجموعات الشعرية لأسباب أنت تعرفها.
وإذا كنت تتحدث عن الشعر العربي بشكلٍ عام فالمسألة مختلفة إذ إنّ الشعر العربي يكاد ينفرد دون غيره بمسألة الخلود والاستمرارية وفق تقاليد فنية وأصول وقواعد ومعايير وضعها الأوائلُ وما زالت تمتلك السحر ذاته في التأثير على الإنسان العربي كونها تشكّل جزءا من تراثه وتعيش في وجدانه.
وفي رأيي المتواضع أن مسألة تقييم الشعر لا تتم بمعزل عما يتركه من أثر في النفس تتضافر في خلقه الجوانب الجمالية الفنية والمضامين معاً, والتقييم يتم من خلال مضامين الشعر الذي كان منذ البداية وسيلةً لا غاية عند العربي, فالشاعر الذي وقف على الطلل لم يكن همّه الشعر في ذاته وإنما كان تعبيره عن حالته الشعورية هو الأساس.من هنا, أرى أنّ الشعر العربي يستمد مقوّمات وجوده من انصهاره بالحياة العربية في بعدها الإنساني ومحافظاً في الوقت ذاته على تلك الخصائص الجمالية التي تطرب لها الأذن العربية وتتأثر بها النفس العربية.
أما عن الشعر المغربي, فأصدقك القول بأنّ تجربتي أيضاً مع الشعر المغربي قصيرة وضحلة وضئيلة, وهذا قصورٌ مني لا يُغتفر, وأوّل قصيدةٍ قرأتها كانت للشاعر محمد الحلوي, قبل سنواتٍ قليلة وهو من جيل الشعر الملتزم على ما أعتقد في المغرب, لأنها تصوّر طبيعة الحياة في مدينة "سبتا" المحتلة.ومنذ أقل من ثلاث سنوات بدأ تواصلي مع الشعر المعاصر في الأقطار العربية ومنها المغرب وقرأت نماذج مختلفة لشعراء مغاربة مثل محمد علي الرباوي وأحمد المعداوي وغيرهم, كما شاءت لي الظروف أن أطّلع على القصيدة النثرية المغربية التي تعتمد اللغة الشعرية والصور البلاغية وتهتم بالجوانب الجمالية وتتجاوز الوزن والعروض, ويكفي أنني أستاذي العزيز قد قرأت لشعراء الجامعة الكرام وغيرهم ممن عرفتهم في العالم الرقمي.
لك مني تحية.