السينما المغربية وهجرة اليهود إلى إسرائيل
الدكتور عمر الفاتحي
شهدت الدورة الأخيرة للفيلم الوطني بطنجة ً الدورة التاسعةً ً، عرض شريطين في إطار المسابقة الرسمية، يتناولان هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل.
الفيلم الاول يحمل عنوان ً وداعا أيها الأمهات ً للمخرج المغربي محمد إسماعيل والثاني ً فين ماشي ياموشي: أين أنت داهب ياموشي ?ً للمخرج حسن بنجلون. ً فيلم ً وداعا أيها الأمهات ً يعالج هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب، تم تصويره على الشكل الهوليودي ورصدت له إمكانيات ضخمة. أما فيلم ً فين ماشي ياموشي ً لحسن بنجلون فيتناول واقعة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل خلال فترة الستينات أي بعد حصول المغرب على الاستقلال، من منطقة أبي الجعد بإقيلم خريبكة التي عرفت وطيلة قرون ساكنة يهودية مغربية كبيرة العدد، كان لها دور كبير في الاقتصاد المحلي بالمنطقة.
لقد أثار عرض الشريطين خلال الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة عدة تساؤلات حول عرض فيلمين وفي نفس الوقت، يتناولان ظاهرة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل في إطار المسابقة الرسمية، هل الأمر يرجع إلى محض الصدفة أم ان هناك توجه جديد في السينما المغربية، تحكمه إعتبارات سياسية وإقتصادية لها علاقة بالوضع الحالي الذي تمر به القضية الفلسطينية وكذلك النفوذ المتزايد للجاليات اليهودية المغربية? بالولايات المتحدة الأميركية وكندا على المستوى السياسي والاقتصادي.هل تم تمويل الفيلمين من طرف جهات أخرى فضلا عن الدعم الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي؟ بالنسبة لمخرج فيلم ً وداعا أيها الأمهات ً إعتبر أن الشريط يتحدث عن التعايش بين المسلمين واليهود، من وجهة نظر موضوعية لاتحكمها أي إعتبارت سياسية وأنه ً يتحدىً من يقول بأن فيلمه تم تمويله من جهات أجنبية.
أما حسن بنجلون وفي معرض رده على أسئلة بعض النقاد خلال عرض فيلمه ً فين ماشي ياموشي ً فقد صرح أن فكرة الشريط إستوحاها من بحث سوسيولوجي قام به أحد الباحثين المغاربة حول هجرة اليهود المغاربة المتواجدين بمنطقة أبي الجعد إلى إسرائيل، وأنه إشتغل على سيناريو الفيلم مدة تزيد على ثلاث سنوات، نافيا – حسب رأيه – أي بعد سياسي للفيلم، يهدف إلى التطبيع ً سينمائيا ً مع إسرائيل كما دهبت إلى ذلك بعض الصحف المغربية المحسوبة على التيار الأصولي بالمغرب، التي إعتبرت أن إنتاج الشريطين يهدفان إلى كسب ود الجاليات اليهودية المغربية المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا والتي تحمل في نفس الوقت الجنسية الاسرائيلية ولها نفوذ سياسي وإقتصادي في إسرائيل، بدليل – وحسب رأي هذه الصحافة ً أن الفيلمين تم ترشحيهما للمشاركة بأكثر من مهرجان سينمائي على المستوى الدولي بما فيها حتى إمكانية عرضه بالقاعات السينمائية الاسرائيلية، خاصة فيلم ً وداعا أيها الأمهاتً الذي رشح للمشاركة في المسابقة الرسمية لكثر من 12 مهرجان دولي لحد الآن! لقد شهد المغرب موجة من الأفلام الروائية حول ظاهرة ً سنوات الرصاص والاعتقال السياسي ً، فهل نحن مقبلون على ظاهرة جديدة تتعلق بهجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل!