الغيرفوبيا

موضوع: الغيرفوبيا الأحد ديسمبر 19, 2010 2:03 pm

يتذكر نظراته لمرآة زمن الظمأ، لماء الحلمة ولتمائم الرقية،،،
نظرات المارين تُعَيِّنه تمثالا عاريا فرجة في المدينة، ترميه جمرات مُسَومة.
حين ارتمى في أنفاس مسام جسدها جزعا ، قالت:
-" أَوَ لا تعجبك عيناي و لونهما البحري؟ ألا تراك فِيّ كما أراني فيك؟ "
قال: " تزلقني نظراتي ، تقذفك خارجي وتبعدك عني"
مانعت، شدت أنفاسها عن المسام إلى أن يحدق في عينيها
حين أحس بالاختناق ركب سفينة نوح إلى المرآة، أطلت عليه الأفعى.

السلام عليك أخي سكم
كلما قرأت هذا النص تخالج نفسي
أحاسيس مختلفة متضاربة
فتارة أشعر بضيق البطل و نظرات
الآخرين المستصغرة له
و أحيانا تجوب جسمي قشعريرة
بحرية تحمل في طياتها موتا وشيكا
و أحايين أرى البطل راميا وراءه حياته الماضية
متطلعا للأفق البعيد يستجدي منه العتق أو
الخلاص
أستاذي العزيز
حقا تتمكن من اعطاء نصوصك قوة و دلالات
غير مسبوقة
عذرا ان كنت مقصرا في الرد عليك
عدنان أخوك

الهمص عدنان كتب:: السلام عليك أخي سكم
كلما قرأت هذا النص تخالج نفسي
أحاسيس مختلفة متضاربة
فتارة أشعر بضيق البطل و نظرات
الآخرين المستصغرة له
و أحيانا تجوب جسمي قشعريرة
بحرية تحمل في طياتها موتا وشيكا
و أحايين أرى البطل راميا وراءه حياته الماضية
متطلعا للأفق البعيد يستجدي منه العتق أو
الخلاص
أستاذي العزيز
حقا تتمكن من اعطاء نصوصك قوة و دلالات
غير مسبوقة
عذرا ان كنت مقصرا في الرد عليك
عدنان أخوك

ايها العزيز عدنان
إطلالتك البهية إشراقة مضيئة على صفحتي وتعليقك قيمة إضافية للنص
فعلا في تجريبي للقصة القصيرة جدا محاولة مقاربة ما أمكن من ثقنيات الكتابة لكن أسعى دائما للحفاظ على أهمية الفكرة وعمق الدلالة إذ في اعتقادي لا قيمة لنص يشع بيانية لغوية دون محتوى يحفز على التأمل والتساؤل حول الذات والغير والعالم
من المؤكد أيها العزيز أن مرورك الجميل هو شرف لي أعتز به ، أتمنى ألا تحرمني منه وأن يستمر تواصلنا
لك تقديري ، احترامي ومودتي العطرة

نص دقيق المعاني كتب بذكاء موضوعي

تتخلله شاعرية الأسلوب وتكثيف المعنى

تحياتي لك

ربيع عامر الغيواني كتب:: نص دقيق المعاني كتب بذكاء موضوعي

تتخلله شاعرية الأسلوب وتكثيف المعنى

تحياتي لك

العزيز ربيع عامر الغيواني

شكرا لإطلالتك البهية التي اسعدتني وأشرقت تعليقا جميلا يعكس روحا مبدعة تعشق الفكر والجمال

لك احترامي ومودتي العطرة

موضوع: رد: الغيرفوبيا السبت ديسمبر 25, 2010 11:03 pm

عنوان النص فاعل دلالي لايمكن حذفه من أي معادلة تسعى لتأويل وقراءة النصوص.
إن نص الغيرفوبيا مسيج الدلالة ، لهذا سيتعب القراء في كشف مقصديته والإمساك بخيوطه المتشابكة ..لكن اختيار المبدع المصطفى سكم لهذا العنوان لم يكن اختيارا اعتباطيا و لا يقصد به التعجيز ويؤكد أنه مؤسس على مشارب معرفية مختلفة .يدفع الملتقي للبحث عن النقطة النهائية المحتملة للإشباع الدلالي .
يتكون عنوان النص من كلمتين :
1/ الغير:تحيل هذه الكلمة على الآخر . والآخر يتحدد دائما بواسطة الذات ؛ الذات القلقة التي تبحث منذ القديم عن التماهي في الآخر...لكن الآخر ينفلت ويتحول إلى قبـر ( أفـلاطون ) أو قناع ( هيدجر ) أو جحيم ( سارتر )وبذلك ستتحول " الغير " من كلمة تواصلية عادية إلى مصطلح معرفي مرتبط بالوجود كمبحث من مباحث الفلسفة .
2 / الفوبيا :تنتمي إلى حقل معرفي آخر .إنه علم النفس الحديث . الفوبيا حالة نفسية تتولد عن الخوف ؛ لكنها ليست خوفا عاديا عابرا ، إنه خوف شديد متكرر ومتواصل . فالفوبيا رد فعل نفسي يولد الخوف اتجاه مكان معين ( المقابر -العلو الشاهق - ركوب الطائرة - الخلاء ...)
أو اتجاه جسم ( الفأر - العقرب - الكلب ...) أو الخوف من موقف اجتماعي ( الخوف من الاحراج - الدخول لإدارة الشرطة - الشعور بالنقص ...)
إن الجمع بين كلمتين من حقلين دلالين فلسفي / نفسي قد تربك القارئ الغير متمرس على معاناة تفكيك شفرات النصوص ويلجأ إلى إصدار أحكام انطباعية .فكلمة الغير قد تجمع بين هذه الأنواع الثلاثة من الفوبيا / الخوف الشديد ؟؟ أو تقف عند حدود الخوف الاجتماعي ؟؟
لنتحقق من هاتين الفرضيتين ، وجب مطاردة المعنى داخل النص.
تنحصر دلالة الغيرفوبيا بين طرفين :
1/ " يتذكر نظراته لمرآة زمن الظمأ .."
2/ "...ركب سفينة نوح إلى المرآة .."
فمن المرآة تتولد الرؤيا و تُكتَشَف الذات ...لكن بين المرآة الأولى والمرآة الثانية مسافتين : زمانية ومكانية ، استوجبت من البطل الاستعانة بوسيلة نقل بحرية غير عادية لأنها ذات بعد ديني و أسطوري موغلة في القدم : سفينة نوح .وعلى متنها تأسست الغرابة في هذا النص .
بين الفضائين والزمانين تأسست مجموعة من المحطات / المقاطع السردية :
( يتذكر )= الذكرى ــــــــــــــــــ زمن الظمأ ======لحظة ماضوية .
(ارتمى )= اللقاء ــــــــــــــــــ زمن التواصل =====لحظة آنية بأسلوب حواري مباشر .
( ركب )= القطيعة ـــــــــــــــــــــ زمن الإبحار ==== لحظة ترنو للمستقبل .
( أطل ) = اكتشاف الغير ـــــــــــزمن الانهيار ==== انكسار الزمن والعودة إلى البداية .
ماذا ترتب عن هذا الانهيار ؟
* المرآة الثانية لم تقم بعملية التطهير catharsis من الخوف الشديد فخلقت فوبيا مركبة : الخوف من المجتمع والخوف من الأفعى ( الرمز )
** السفينة لم يصحبها الطوفان ليطهر الأرض من رموز الخوف وكل ما هو مدنس ...
لذلك استمرت الأنا عارية أمام المخيف ، مفتوحة لقراءات أخرى من زوايا مختلفة ...
أخيرا وليس آخرا ...إن هذه القراءة لاتروم البحث عن الحقيقة ؛ لأن الومضة السردية ليست مقالا إخباريا ، وإنما تلتمس قطف الجميل في غرابة النص .
دمت الأخ المصطفى للقراء متعبا ...فالتعب عنصر من عناصر لعبة القراءة .

موضوع: رد: الغيرفوبيا الأحد يناير 02, 2011 9:46 pm

[العزيز موسى مليح
شكرا لإطلالتك البهية ولمقاربتك المفاهيمية للنص و لعلاقاتها في تحديد دلالات النص وانفتاحه التعددي الممكن لقد أسعدتني فعلا هذه القراءة علما أن للنص وجها آخر تشكل فيه النظرة دلالات أخرى لكن بمعتاها الأنثريولوجي هذه المرة...وأترك للقارئ متعة التنقيب عنه
لك كل الاحترام والتقدير
مع مودتي العطرة