جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

المشرد Mock_u10المشرد Thumbn11المشرد Mock_u11المشرد Mock_u12المشرد 81038210المشرد 81981210المشرد Mock_u13المشرد 87013610المشرد Thumbn12المشرد Mock_u14المشرد Thumbn13المشرد Thumbn15المشرد K10المشرد Thumbn16المشرد Thumbn17المشرد 66299010المشرد 80024311المشرد 67498510المشرد 54008911المشرد 67403510المشرد 79937110المشرد 79508010المشرد 79444710المشرد 79148210المشرد 80642710المشرد 79242810المشرد 80065210المشرد 79268110المشرد 79023210المشرد 81345410المشرد 80249210المشرد 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
المشرد Mock_u10
المشرد Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     المشرد

    اذهب الى الأسفل 
    5 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    محمد الطيب

    محمد الطيب


    عدد الرسائل : 344
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: المشرد   المشرد Emptyالإثنين يناير 10, 2011 10:01 pm





    المشرد 740851



    المشرد



    [center]تزوجت أمي بعد رحيل والدي بشهور
    أعيش اليوم مع زوجها وأربع إخوة منها .
    أشعر بنظراته الشزراء
    تلتهم راحتي ، وتغتال سعادتي واستقراري .
    وأتضايق من التهجم الثاوي بناصية محياه
    صباح مساء .
    أخطأت يوما في حق الصغيرة من إخوتي ونحن نستعد لتناول وجبة العشاء .
    فنهض غاضبا مندفعا ، وأخذ بتلابيبي وطوح بي بعيدا ،
    ثم ألقى بي بضاعة مجزاة خارج البيت .
    لم تنبس أمي ببنت شفة .
    ودعتني بدموع العاجز عن النفع ، الفاقد للقدرة على الاعتراض .
    همت على وجهي بدون خطة ولا هدف . حافي القدمين ، تسترني بذلة نوم متهالكة .
    أربط الأزقة ببعضها . أتفرس أوجه الناس بالشوارع والمقاهي والدكاكين .
    كلهم - لا محالة - أشباه زوج أمي ،
    غلاظ ، قساة ، معتدون ...
    الساعة تخطو ببطء ...
    نحو متم الهزيع الأول .
    الليل يبتلع حركة الناس ، ويقطع ضجيج الباعة في الأسواق ،
    أقفرت الشوارع والدروب من المارة إلا قليلا .
    الحركة تحتضر
    وأنس الأمكنة يكاد يندثر .
    بقيت وحيدا ، وجها لوجه مع لسعات البرد اللافح والجوع المبرح .
    ولما هد التعب أوصالي ،
    آويت إلى ركن مهجور لأستريح .
    فأخذت فرائصي تصطك وأطرافي ترتجف .
    لم أقو على تحمل ما أنا فيه .
    غادرت مخبئي ، أسير على غير هدى .
    ساقتني خطواتي دون شعور نحو بيتنا .
    ومن يدري لعل أحدهم هناك يصاب بلسعة ضمير فيحاول البحث عني .
    البيوت محكمة الإغلاق وكل الأجسام الآن تتلبد في أغطيتها خوفا من عض
    أنياب البرد الضارية .
    إلا المشرد قسرا المطرود من بيت والده
    فعليه أن يتحمل.
    سمعت أثر ضجيج قادما من آخر الزقاق ،
    لمحت نورا خافتا يتسرب من فرن خباز الحي
    ابا رحو - كما يطلق عليه سكان الحي - صاحب الفرن ،
    يصب الماء على النار
    ويستعد للالتحاق ببيته .
    اقتربت واستغفلته ، وتسللت إلى أعماق الفرن .
    اتخذت من رماده الدافئ غطاء
    ومن بقايا الخشب المحترق متكأ .
    أخذتني غفوة عذبة
    وكاني أرقد بأبهى الأسرة وألتف بأفخر الأغطية .
    بعد مدة ،
    وصل إلى سمعي أزيز المفتاح الحديدي الضخم ثم قعقعة الباب الخارجي .
    ابا رحو ... وصل .
    لعل موعد الفجر قد اقترب .
    فمن عادته إعداد الفرن باكرا ، لتلبية حاجات وطلبات
    الحي من الخبز.
    أخذ يزود فرنه بالخشب ، ويتمتم ويردد كلمات لا أفهمها .
    تساءلت عن كيفية الفرار دون أن يشعر ؟
    وإن رآني ، فما الذي أبرر به تواجدي هنا ؟
    وهل سيصدق أني قضيت الليل أتقلب على جمر تنوره ،
    وأستحم بلهيب دموعي ؟
    أراقب حركاته من مدخنة التنور .
    رأيته يراكم المزيد من الخشب والورق .
    ثم تناول قنينة بنزين ليصبه على الخشب قبل إضرام النار ,
    لم يبق لي متسع للتفكير ولا للانتظار .
    وأنى لغصني الأخضر الممتد وسط الحطب المعد للاشتعال
    ألا تلتهم النار عوده وتجفف دماءه ؟
    اندفعت بقوة ، بدون تريث ، عبر فوهة المدخنة ،
    وقعت أمام العجوز كالصخرة المنحدرة من عل .
    انتفض الرجل مذهولا .
    لم يصدق ما رأى .
    شبح صبي مكسو بالسواد والرماد .
    أيقن أنه من جنس العفاريت
    التي تزخر الروايات الشعبية بعجائبها ومغامراتها وقصصها .
    أبكمته الصدمة .
    ولما مثلت أمامه واقفا ،
    أخذ يحاول ترديد آيات وأدعية بصوت مضطرب .
    قل ... قل ... قل ...
    ولم يتمكن من إتمامها ، فساعدته بقراءة إحدى المعوذتين .
    فصاح ...وهو يرتجف
    أتقرأ القرآن أيضا ؟
    ألست من الذين يحترقون بالقراءة والتعوذ ؟
    إن كنت مؤمنا ،
    فعهد الله بيني وبينك .
    اخرج من هنا
    أعوذ بالله منك
    أستحلفك بالعزيز لديك
    ألا تؤذيني ولا تمسسني .
    إني أب أطفال صغار ...
    إني ...
    تركته يتوسل ويستنجد ،
    تناولت رداءه المثبت على الجدار لأستر به جسدي .
    وانصرفت مهرولا...
    أعدو عبر طرق شاقة وطويلة للبحث عن مأوى جديد .
    نوارسي تحكي بنشيجها الشجي مأساتي
    مع من حل محل أبي ،
    اغتصب القلوب والنفوس قبل الأموال والذخائر.
    لايستطيع المستضعفون تغيير عادات الأمواج الهائجة.
    على جنبات أحد المسالك ، سمعت صوتا من أعماق فؤادي يتكسر صداه
    هونا على شط لساني ،
    فأخذت أقول :
    أن يرمى بطفل بريئ ليلا خارج بيته الذي تركه به والده ،
    ويضطر للانخراط في مسالك
    خطيرة
    مجهولة
    متشعبة ،
    فذلك يعني أن الإنسانية تنكرت في لبوس الخداع ،
    والأخلاق قفلت عائدة إلى برزخها بلا وداع ،
    والأرض فقدت توازنها وانقلبت دورة الزمان ،
    وأشرقت الشمس من مغربها .
    ........
    هيهات ... هيهات
    فكيف يطمعون أن يكون الغصن سامقا مستقيما ،
    وقد كسرو عوده في فتوته
    وكيف ينتظرون أن تكون الخميلة مورقة مخضرة ،
    وقد حطموا ساقها في ريعانه ؟
    وكيف يتوقعون أن تكون الشجرة طيبة مثمرة ،
    وقد اقتلعوا جذورها قبل اكتمال نموها ،
    وبتروا شرايين تزويدها بالحنان وفضائل القيم ؟
    تلك ...
    أحلام تبث الشجون وترسلها نحو الشمال ،
    ومواجع تتلقفها وتردها كسيرة نحو الجنوب
    وحيتان الغدر بينهما تغدو خماصا وتروح بطانا من لحم البشر .
    ...
    كل الصقور تغط في أعشاشها ،
    والصغار تحتمي بأحضان أمهاتها .
    فيانوارس اشهدي ،
    ويادموعي كفكفي
    وياخمائل دوني :
    إن الأم تخلت عن فلذتها وهي تجهش ببكاء عميق .
    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    أسماء محمد
    إدارة عامة
    إدارة عامة
    أسماء محمد


    عدد الرسائل : 2070
    تاريخ التسجيل : 23/01/2008

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالإثنين يناير 10, 2011 10:48 pm

    نص بنفس طويل ممتع

    مرحبا بك وبأول نص لك في الجامعة
    نحن سعداء بك
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ربيع عامر الغيواني
    أديب مميز
    أديب مميز
    ربيع عامر الغيواني


    عدد الرسائل : 1461
    تاريخ التسجيل : 27/12/2007

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالإثنين يناير 10, 2011 11:34 pm

    مرحبا بك في أول قصة مؤثرة لك

    ننتظر جديدك
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد الطيب

    محمد الطيب


    عدد الرسائل : 344
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 12:00 am

    أسماء محمد

    مشكورة على الحفاوة والثناء

    مقدرة على القراءة والتقييم

    لك تحيتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد الطيب

    محمد الطيب


    عدد الرسائل : 344
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 12:02 am

    ربيع عامر الغيواني

    سعيد بتواجدي بينكم

    مقدر لمكانة المنتدى

    وتوجهاته وخدماته

    أرغب في الاستفادة

    من مواضيعه المميزة


    لكم تحيتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    حياة بلقيس
    شاعرة مشرفة شاركت في ديوان "نوافذ عاشقة" والأضمومة القصصية "حتى يزول الصداع"
    شاعرة مشرفة شاركت في ديوان
    حياة بلقيس


    عدد الرسائل : 553
    العمر : 41
    تاريخ التسجيل : 05/12/2009

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد   المشرد Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 1:52 pm

    أسلوبك جميل ومشوق أخي محمد الطيب

    قصتك أشبه ما تكون بفصل رواية طويلة.
    ممتع سردك.
    موفق.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد الطيب

    محمد الطيب


    عدد الرسائل : 344
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 3:05 pm

    الشاعرة المفوهة

    حياة بلقيس

    ممتن لاهتمامك وتتبعك

    مقدر لقراءتك وارتساماتك

    لك تحيتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زائر
    زائر
    Anonymous



    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالسبت يناير 15, 2011 4:34 pm

    السلام عليك أخي محمد


    انها قضية اجتماعية و انسانية تلك التي رسمت بآهات المستضعفين و المشردين في هذه الدنيا وما أكثرهم..نحتت و بدماء القلوب لوحة عل بعض الاباء و الامهات يهتدون ،لأن لأولادهم عليهم حقا ..كما لهم على الأولاد حقا..لغة ترصد دقائق المكان و أسلوب يسقي بالندى ضفاف الوجدان..
    استمتعت بما قرأت هنا ..تقديري
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد الطيب

    محمد الطيب


    عدد الرسائل : 344
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالسبت يناير 15, 2011 10:44 pm

    الفاضل حد عمر

    ممتن لاهتمامك وتتبعك

    مقدر لقراءتك وارتساماتك

    لك تحيتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مهدية أماني
    قاصة ...مشرفة
    قاصة ...مشرفة
    مهدية أماني


    عدد الرسائل : 858
    العمر : 68
    Localisation : قلعة السراغنة
    تاريخ التسجيل : 23/03/2010

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالثلاثاء يناير 25, 2011 3:06 pm

    [quote="محمد الطيب"]




    المشرد 740851


    [size=29]

    المشرد



    تزوجت أمي بعد رحيل والدي بشهور
    أعيش اليوم مع زوجها وأربع إخوة منها .
    أشعر بنظراته الشزراء
    تلتهم راحتي ، وتغتال سعادتي واستقراري .
    وأتضايق من التهجم الثاوي بناصية محياه
    صباح مساء .
    أخطأت يوما في حق الصغيرة من إخوتي ونحن نستعد لتناول وجبة العشاء .
    فنهض غاضبا مندفعا ، وأخذ بتلابيبي وطوح بي بعيدا ،
    ثم ألقى بي بضاعة مجزاة خارج البيت .
    لم تنبس أمي ببنت شفة .
    ودعتني بدموع العاجز عن النفع ، الفاقد للقدرة على الاعتراض .
    همت على وجهي بدون خطة ولا هدف . حافي القدمين ، تسترني بذلة نوم متهالكة .
    أربط الأزقة ببعضها . أتفرس أوجه الناس بالشوارع والمقاهي والدكاكين .
    كلهم - لا محالة - أشباه زوج أمي ،
    غلاظ ، قساة ، معتدون ...
    الساعة تخطو ببطء ...
    نحو متم الهزيع الأول .
    الليل يبتلع حركة الناس ، ويقطع ضجيج الباعة في الأسواق ،
    أقفرت الشوارع والدروب من المارة إلا قليلا .
    الحركة تحتضر
    وأنس الأمكنة يكاد يندثر .
    بقيت وحيدا ، وجها لوجه مع لسعات البرد اللافح والجوع المبرح .
    ولما هد التعب أوصالي ،
    آويت إلى ركن مهجور لأستريح .
    فأخذت فرائصي تصطك وأطرافي ترتجف .
    لم أقو على تحمل ما أنا فيه .
    غادرت مخبئي ، أسير على غير هدى .
    ساقتني خطواتي دون شعور نحو بيتنا .
    ومن يدري لعل أحدهم هناك يصاب بلسعة ضمير فيحاول البحث عني .
    البيوت محكمة الإغلاق وكل الأجسام الآن تتلبد في أغطيتها خوفا من عض
    أنياب البرد الضارية .
    إلا المشرد قسرا المطرود من بيت والده
    فعليه أن يتحمل.
    سمعت أثر ضجيج قادما من آخر الزقاق ،
    لمحت نورا خافتا يتسرب من فرن خباز الحي
    ابا رحو - كما يطلق عليه سكان الحي - صاحب الفرن ،
    يصب الماء على النار
    ويستعد للالتحاق ببيته .
    اقتربت واستغفلته ، وتسللت إلى أعماق الفرن .
    اتخذت من رماده الدافئ غطاء
    ومن بقايا الخشب المحترق متكأ .
    أخذتني غفوة عذبة
    وكاني أرقد بأبهى الأسرة وألتف بأفخر الأغطية .
    بعد مدة ،
    وصل إلى سمعي أزيز المفتاح الحديدي الضخم ثم قعقعة الباب الخارجي .
    ابا رحو ... وصل .
    لعل موعد الفجر قد اقترب .
    فمن عادته إعداد الفرن باكرا ، لتلبية حاجات وطلبات
    الحي من الخبز.
    أخذ يزود فرنه بالخشب ، ويتمتم ويردد كلمات لا أفهمها .
    تساءلت عن كيفية الفرار دون أن يشعر ؟
    وإن رآني ، فما الذي أبرر به تواجدي هنا ؟
    وهل سيصدق أني قضيت الليل أتقلب على جمر تنوره ،
    وأستحم بلهيب دموعي ؟
    أراقب حركاته من مدخنة التنور .
    رأيته يراكم المزيد من الخشب والورق .
    ثم تناول قنينة بنزين ليصبه على الخشب قبل إضرام النار ,
    لم يبق لي متسع للتفكير ولا للانتظار .
    وأنى لغصني الأخضر الممتد وسط الحطب المعد للاشتعال
    ألا تلتهم النار عوده وتجفف دماءه ؟
    اندفعت بقوة ، بدون تريث ، عبر فوهة المدخنة ،
    وقعت أمام العجوز كالصخرة المنحدرة من عل .
    انتفض الرجل مذهولا .
    لم يصدق ما رأى .
    شبح صبي مكسو بالسواد والرماد .
    أيقن أنه من جنس العفاريت
    التي تزخر الروايات الشعبية بعجائبها ومغامراتها وقصصها .
    أبكمته الصدمة .
    ولما مثلت أمامه واقفا ،
    أخذ يحاول ترديد آيات وأدعية بصوت مضطرب .
    قل ... قل ... قل ...
    ولم يتمكن من إتمامها ، فساعدته بقراءة إحدى المعوذتين .
    فصاح ...وهو يرتجف
    أتقرأ القرآن أيضا ؟
    ألست من الذين يحترقون بالقراءة والتعوذ ؟
    إن كنت مؤمنا ،
    فعهد الله بيني وبينك .
    اخرج من هنا
    أعوذ بالله منك
    أستحلفك بالعزيز لديك
    ألا تؤذيني ولا تمسسني .
    إني أب أطفال صغار ...
    إني ...
    تركته يتوسل ويستنجد ،
    تناولت رداءه المثبت على الجدار لأستر به جسدي .
    وانصرفت مهرولا...
    أعدو عبر طرق شاقة وطويلة للبحث عن مأوى جديد .
    نوارسي تحكي بنشيجها الشجي مأساتي
    مع من حل محل أبي ،
    اغتصب القلوب والنفوس قبل الأموال والذخائر.
    لايستطيع المستضعفون تغيير عادات الأمواج الهائجة.
    على جنبات أحد المسالك ، سمعت صوتا من أعماق فؤادي يتكسر صداه
    هونا على شط لساني ،
    فأخذت أقول :
    أن يرمى بطفل بريئ ليلا خارج بيته الذي تركه به والده ،
    ويضطر للانخراط في مسالك
    خطيرة
    مجهولة
    متشعبة ،
    فذلك يعني أن الإنسانية تنكرت في لبوس الخداع ،
    والأخلاق قفلت عائدة إلى برزخها بلا وداع ،
    والأرض فقدت توازنها وانقلبت دورة الزمان ،
    وأشرقت الشمس من مغربها .
    ........
    هيهات ... هيهات
    فكيف يطمعون أن يكون الغصن سامقا مستقيما ،
    وقد كسرو عوده في فتوته
    وكيف ينتظرون أن تكون الخميلة مورقة مخضرة ،
    وقد حطموا ساقها في ريعانه ؟
    وكيف يتوقعون أن تكون الشجرة طيبة مثمرة ،
    وقد اقتلعوا جذورها قبل اكتمال نموها ،
    وبتروا شرايين تزويدها بالحنان وفضائل القيم ؟
    تلك ...
    أحلام تبث الشجون وترسلها نحو الشمال ،
    ومواجع تتلقفها وتردها كسيرة نحو الجنوب
    وحيتان الغدر بينهما تغدو خماصا وتروح بطانا من لحم البشر .
    ...
    كل الصقور تغط في أعشاشها ،
    والصغار تحتمي بأحضان أمهاتها .
    فيانوارس اشهدي ،
    ويادموعي كفكفي
    وياخمائل دوني :
    إن الأم تخلت عن فلذتها وهي تجهش ببكاء عميق .



    السلام عليك اخي ورحمة الله
    ماذا يسعني ان اقول الا انك الهبت قلبي حزنا
    وافضت عيني دمعا ومسست كل وتر في كياني
    بهذا القص النابض بالظلم والحرمان .. كان من الافضل
    الا يكون بصغية المتكلم لكن بما انه جاء بها .. فهلا تكرمت
    واكملت مشوار الشريد في تتابع للحكي
    تحياتي
    اختك اماني
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد الطيب

    محمد الطيب


    عدد الرسائل : 344
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011

    المشرد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: المشرد   المشرد Emptyالثلاثاء يناير 25, 2011 11:00 pm

    الفاضلة أماني

    سعيد بمرورك وقراءتك

    مبجل لمشاركتك وملاحظتك

    تقبلي تحيتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    المشرد
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة القصيرة-
    انتقل الى: