محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
موضوع: الحفرة ...................محمد محضار الخميس يناير 13, 2011 3:42 pm
:شاع الخبرفي المدينة , وانتشربسرعة غريبة , الجميع يتحدث عن السهرة المنتظرة للفنان الكبير شرشور بو كرن الذي حطم ارقاما قياسية في شبابيك التذاكير, وخصص له الناقد المجيد حمان بو قرعة دراسة نقدية إ عتبرها الراسخون في الفنون الشعبية فتحا مبينا في النقد الفني, لأنها تكشف سر تطويع الفنان بوكرن للكمنجة وجعلها في خدمة هز الوسط وتحريك الأ رداف في كل الإ تجاهات دون موانع ولا توابع..
وقبل يوم من السهرة الهامة..طافت سيارات الجماعة بمكبرات صوت قوية..تعلن الخبر السعيد لسكان مدينة العمارية التليدةو تدعوهم الى الحضور بكثافة لملعب سباق البغال والحمير , الذي تم تدشينه في مدخل المدينة منذ شهر , للاستمتاع بصوت الفنان الأصيل بوكرن, وأنغام كمنجته الشجية .
قالت الحاجة فنيدة لجارتها أم هاني :
- أحياني الله حتى ادركت كمنجةسيدي بوكرن ..و استمتعت بأنغامها الشجية زوت أم هاني مابين حاجبيها ورفعت يدها مؤكدة, : - سهرة الفنان سيدي شرشور بوكرن لن تمر دون ان نحضرها قاطعتها الحاجة فنيدة مبتسمة: -لقد وعدني حفيدي بأن يرافقني الى الحفل ..ستأتين معنا أليس كذلك؟؟؟
- لامانع عندي ألعزيزة... وعند ناصية درب الرحمة تجمع نفر من الشباب, يعدون العدة لحضور السهرة المعلومة , بعد أن تقاسموا المهام , فقال حميد الجعيبة : - لقد أعددت كل وسائل التشجيع من لافتات وأعلام .. وقال فوزي القوبعة: -أما أنا فقد قمت بشراء كمية مهمة من ماء الحياة والنبيذ الأحمر ..حتى يكون النشاط بزيادة وننال نصيبنا من الأنس والمتعة أما سمير زعيم الحي فهتف بالجميع - سمعوا أدراري بغيتكم تحمروا لي وجهي راه غادية تحضر معانا أمي لالا الحاجة فنيدة وجارتها لالا ام هاني..شكون يرد ليهم البال...؟؟ اندفع حميد المزكوري بحماس وهو يقول : -أنا سأتكلف بهما كون هاني ألزعيم.. في اليوم الموعود هبت المدينة عن بكرة أبيها الى مكان الحفل والكل يتحدث بإعجاب عن الفنان بوكرن وأغنيته الجديدة التي زعزعت الوسط الفني وغيرت معطيات كثيرة في أصول وقواعد الاغنية الشعبية ..وكان الجميع متلهفا للاستماع اليها , إضافة الى روائع أخرى من ريبرتواره.. ضاق المكان بالمحبين وعشاق الفن الاصيل...وكان الجميع يهتف بحياة الفنان بوكرن, ويشدو بأغانيه. تقدمت مذيعة شابة الى المنصة وهي ترتدي لباسا كشف عن مفاتنها, وهتفت بصوت أنثوي غنوج عبر مكبر الصوت"مرحبا بالجمهور الكريم ..في سهرة الفنان العبقري مولاي شرشور بو كرن,الذي سيمتعنا بباقة عطرة من أغانيه الجميلة.."ولم تكد تكمل جملتها الأخيرة حتى إ نطلقت الهتافات وصفير المعجبين والمعجبات.. صرخ سمير زعيم الحي: " عاش بوكرن ...عاش فنان الشعب" . وقالت الحاجة فنيدة لأم هاني: " نهار كبير هذا أختي أم هاني .." ..ظهر الفنان بو كرن على المنصة ببدلة صفراء فاقعة اللون وقميص بني بربطة عنق حمراء , ورفع كمنجته الى الأعلى وصرخ بصوت جهوري قوي:" في خاطر الأحباب أحنا هنا حتى الفجر" وتعالى الصراخ والصفير من جديدعندما وضع بوكرن الكمنجة على ركبته وبدا بالعزف ثم الغناء , كانت موجة من العدوى الوجدانية قد سيطرت على الجميع..وإ ختلط الحابل بالنابل..فهناك الراقصون, وهناك الضاحكون الباكون, وهناك المتحرشون والمحتكون..فمع موسيقى بوكرن يصبح كل شيء مباحا.. لأن كؤوس النبيذ وماء الحياوة فعلت فعلها في الشباب والشابات , وحبوب الهلوسة فتحت باب النشاط على مصرعيه للجميع..فإذا القوم صرعى ..وبو كرن سيد عليهم قولا وفعلا.. ومع توالي الأغاني .عمت هستريا غريبة بين الجمهور , وانتابته نشوة أصبح إ حتوائها من سابع المستحيلات.. وكان رجال الأمن والوقاية المدنية, غارقين في حيص بيص يتبادلون الإشارات عبر اجهزة الطولكي ولكي, وهم يحسبون ألف حساب لهذا الطوفان البشري..قال مسؤول كبير من سلطة مدينة العمارية لزميله :" الله يخرج الطرح بخير ..بوكرن يربح الفلوس واحنا نربحوا صداع الراس وتمارة " أيده زميله وهو يقاطعه بنبرة غاضبة: " هيا هيا ننظم عملية الخروج فبو كرن يستعد لإنهاء الحفل.." ........................................... انتهى الحفل ولم ينته الهرج والمرج., بل عمت الفوضى , وتزايد الهيجان ..انسحب بوكرن وفرقته على وجه السرعة الى مستودع الملابس , بينما تدافعت الجموع بالمناكب وكثر اللغط والوطأ , وقصد الكل منافذ الخروج , بحثا عن الإفلات من شدة الزحام ..فهناك من وصل وهناك من ظل يراوح مكانه ..وفجأة دوى صوت عويل عند المنفذ الرئيسي للملعب, وقال: مدير الأمن مخبرا رؤسائه عبر جهاز الإرسال" سقط الكثير من الناس عند الخروج في حفرة مقابلة لباب الملعب الرئيسي ..يبدوان هناك قتلى وجرحى " ........................ في اليوم الموالي صدر بلاغ مقتضب يقول.." توفي أربعون متفرجا في حادث تدافع خلال حضورهم حفلا موسيقيا..رحم الله المتوفين وعجل بشفاء الجرحى.." أما موضوع الحفرة التي كانت سببا في المأساة فلم يرد له ذكر, بل أكثر من هذا قام عمال البلدية بردم الحفرة وتبليطها بعد الحادث بلحظات...
محمد محضار
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
موضوع: رد: الحفرة ...................محمد محضار الجمعة يناير 14, 2011 9:33 pm
انه زمن التفاهة ..زمن تظهر فيه الشعوب محدرة أكثر منها واعية .ذكرني النص بحفل مشابه حضرته في وجدة للراي ...أول مرة أرى بأمي عيني العجب العجاب ...زحام شديد ...حالات من الهستيريا والصياح ...تحرشات جنسية هنا وهناك الخ
موضوع يستحق الكتابة استمتعت بحكيك استاذ محضار هنات لغوية غير مقصودة: على مصرعيه / مصراعيه أصبح إ حتوائها / احتواؤها مخبرا رؤسائه/رؤساءه
كل الود.
عبدالرحيم التدلاوي مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 268 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
موضوع: رد: الحفرة ...................محمد محضار الأحد يناير 16, 2011 11:10 am
هم ضحايا اختيارات غير سوية تدني الاذواق بفعل تشجيع التفاهة لغة النص معبرة و بليغة و جميل التفاعل مع الاحداث برؤية فنية واضحة مودتي
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
:شاع الخبرفي المدينة , وانتشربسرعة غريبة , الجميع يتحدث عن السهرة المنتظرة للفنان الكبير شرشور بو كرن الذي حطم ارقاما قياسية في شبابيك التذاكير, وخصص له الناقد المجيد حمان بو قرعة دراسة نقدية إ عتبرها الراسخون في الفنون الشعبية فتحا مبينا في النقد الفني, لأنها تكشف سر تطويع الفنان بوكرن للكمنجة وجعلها في خدمة هز الوسط وتحريك الأ رداف في كل الإ تجاهات دون موانع ولا توابع..
وقبل يوم من السهرة الهامة..طافت سيارات الجماعة بمكبرات صوت قوية..تعلن الخبر السعيد لسكان مدينة العمارية التليدةو تدعوهم الى الحضور بكثافة لملعب سباق البغال والحمير , الذي تم تدشينه في مدخل المدينة منذ شهر , للاستمتاع بصوت الفنان الأصيل بوكرن, وأنغام كمنجته الشجية .
قالت الحاجة فنيدة لجارتها أم هاني :
- أحياني الله حتى ادركت كمنجةسيدي بوكرن ..و استمتعت بأنغامها الشجية زوت أم هاني مابين حاجبيها ورفعت يدها مؤكدة, : - سهرة الفنان سيدي شرشور بوكرن لن تمر دون ان نحضرها قاطعتها الحاجة فنيدة مبتسمة: -لقد وعدني حفيدي بأن يرافقني الى الحفل ..ستأتين معنا أليس كذلك؟؟؟
- لامانع عندي ألعزيزة... وعند ناصية درب الرحمة تجمع نفر من الشباب, يعدون العدة لحضور السهرة المعلومة , بعد أن تقاسموا المهام , فقال حميد الجعيبة : - لقد أعددت كل وسائل التشجيع من لافتات وأعلام .. وقال فوزي القوبعة: -أما أنا فقد قمت بشراء كمية مهمة من ماء الحياة والنبيذ الأحمر ..حتى يكون النشاط بزيادة وننال نصيبنا من الأنس والمتعة أما سمير زعيم الحي فهتف بالجميع - سمعوا أدراري بغيتكم تحمروا لي وجهي راه غادية تحضر معانا أمي لالا الحاجة فنيدة وجارتها لالا ام هاني..شكون يرد ليهم البال...؟؟ اندفع حميد المزكوري بحماس وهو يقول : -أنا سأتكلف بهما كون هاني ألزعيم.. في اليوم الموعود هبت المدينة عن بكرة أبيها الى مكان الحفل والكل يتحدث بإعجاب عن الفنان بوكرن وأغنيته الجديدة التي زعزعت الوسط الفني وغيرت معطيات كثيرة في أصول وقواعد الاغنية الشعبية ..وكان الجميع متلهفا للاستماع اليها , إضافة الى روائع أخرى من ريبرتواره.. ضاق المكان بالمحبين وعشاق الفن الاصيل...وكان الجميع يهتف بحياة الفنان بوكرن, ويشدو بأغانيه. تقدمت مذيعة شابة الى المنصة وهي ترتدي لباسا كشف عن مفاتنها, وهتفت بصوت أنثوي غنوج عبر مكبر الصوت"مرحبا بالجمهور الكريم ..في سهرة الفنان العبقري مولاي شرشور بو كرن,الذي سيمتعنا بباقة عطرة من أغانيه الجميلة.."ولم تكد تكمل جملتها الأخيرة حتى إ نطلقت الهتافات وصفير المعجبين والمعجبات.. صرخ سمير زعيم الحي: " عاش بوكرن ...عاش فنان الشعب" . وقالت الحاجة فنيدة لأم هاني: " نهار كبير هذا أختي أم هاني .." ..ظهر الفنان بو كرن على المنصة ببدلة صفراء فاقعة اللون وقميص بني بربطة عنق حمراء , ورفع كمنجته الى الأعلى وصرخ بصوت جهوري قوي:" في خاطر الأحباب أحنا هنا حتى الفجر" وتعالى الصراخ والصفير من جديدعندما وضع بوكرن الكمنجة على ركبته وبدا بالعزف ثم الغناء , كانت موجة من العدوى الوجدانية قد سيطرت على الجميع..وإ ختلط الحابل بالنابل..فهناك الراقصون, وهناك الضاحكون الباكون, وهناك المتحرشون والمحتكون..فمع موسيقى بوكرن يصبح كل شيء مباحا.. لأن كؤوس النبيذ وماء الحياوة فعلت فعلها في الشباب والشابات , وحبوب الهلوسة فتحت باب النشاط على مصرعيه للجميع..فإذا القوم صرعى ..وبو كرن سيد عليهم قولا وفعلا.. ومع توالي الأغاني .عمت هستريا غريبة بين الجمهور , وانتابته نشوة أصبح إ حتوائها من سابع المستحيلات.. وكان رجال الأمن والوقاية المدنية, غارقين في حيص بيص يتبادلون الإشارات عبر اجهزة الطولكي ولكي, وهم يحسبون ألف حساب لهذا الطوفان البشري..قال مسؤول كبير من سلطة مدينة العمارية لزميله :" الله يخرج الطرح بخير ..بوكرن يربح الفلوس واحنا نربحوا صداع الراس وتمارة " أيده زميله وهو يقاطعه بنبرة غاضبة: " هيا هيا ننظم عملية الخروج فبو كرن يستعد لإنهاء الحفل.." ........................................... انتهى الحفل ولم ينته الهرج والمرج., بل عمت الفوضى , وتزايد الهيجان ..انسحب بوكرن وفرقته على وجه السرعة الى مستودع الملابس , بينما تدافعت الجموع بالمناكب وكثر اللغط والوطأ , وقصد الكل منافذ الخروج , بحثا عن الإفلات من شدة الزحام ..فهناك من وصل وهناك من ظل يراوح مكانه ..وفجأة دوى صوت عويل عند المنفذ الرئيسي للملعب, وقال: مدير الأمن مخبرا رؤسائه عبر جهاز الإرسال" سقط الكثير من الناس عند الخروج في حفرة مقابلة لباب الملعب الرئيسي ..يبدوان هناك قتلى وجرحى " ........................ في اليوم الموالي صدر بلاغ مقتضب يقول.." توفي أربعون متفرجا في حادث تدافع خلال حضورهم حفلا موسيقيا..رحم الله المتوفين وعجل بشفاء الجرحى.." أما موضوع الحفرة التي كانت سببا في المأساة فلم يرد له ذكر, بل أكثر من هذا قام عمال البلدية بردم الحفرة وتبليطها بعد الحادث بلحظات...
محمد محضار
السلام عليك اخي نص جميل بسخريته وعمقه لولا بعض الطول فيه قفلة محكمة التحية من اختك مهدية
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010