| قطار بين النار والجنة | |
|
+2ربيع عامر الغيواني هشام ناجح 6 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هشام ناجح مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 188 العمر : 50 Localisation : الجديدة تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: قطار بين النار والجنة الثلاثاء يناير 18, 2011 6:53 pm | |
| أجواء الربيع تصدح برونقها ، وتستلهم الطيور غنائها الرنان مبتهجة باستقبال ضيفها العزيز الذي ينهي تعب مسيرة الترحال في السماء والشعاب والأودية والبحار ، ومبشرا بالاستقرار والأمان من أيدي البطش الجبارة . الغابة التي يحرسها الجندي (بلاكوف ) ممتدة على الحدود بين بولونيا وألمانيا . أشعل سيجارته بعد أن قام بتسخين قهوته على أعواد جمعها يوم أمس . خشخشة النار تلتهم أجساد الحطب اليابسة . فينتشي الإبريق الحموم على كل جوانبه . كانت المدينة بعيدة المنال في الوجهة الجنوبية . اسند بندقيته إلى جدع شجرة الاروكاريا وهو يمج ويحتسي القهوة بعذوبة بالغة ، فيختلط بخارها بدخان سيجارته التي تلتهمها خيوط الشمس المسافرة في الأفق البعيد . الحذاء الثقيل يعرقل بريق الحرارة الذي يؤنس براجم أصابعه . كم هي كاذبة هذه النياشين التي تزين الألم وتبوح بالأمجاد الواهية . تنهد بعمق كمن يحس انه مدين للإنسانية بعمل عظيم . بعيدا عن لغة البنادق والخنادق فأنشد : الأوامر تبسط ذاتها من القيادة العليا . تحية العلم والرقصات الصباحية الرباعية تخفي الجبن . الدفاع عن الوطن أمر محمود إذا كانت القيادات في الصفوف الأمامية . الألمان مرعبون مدنسون بخطايا التوسع . الخندق والقمل ، والسفر إلى الأشلاء . عاهة متعفنة ، أو قبر بعيد . ولازالت الخرائط تتوسع تسعف الدمار . كانت الطائرة المروحية تحوم في السماء غير بعيدة . استفزه هديرها المدوي : انه الرائد ( بولدوسكي) يراقب الحدود . مستنكفا ما تبقى من أيامه الأخيرة قبل التقاعد في تدريب ثلة من الشباب . كم هو جميل الغطاء بزيف البهتان ، فنخلق أسطورة التفوق التي تلهمنا الاحتفال بالإخفاقات بدل الانتصارات المزعومة في كتب التاريخ . فتش جيبه عن رسالتها التي تآكل معظمها بسبب قراءتها المتعددة . فيطلق أساريره ببشاشة صماء . سيقرؤها هذه المرة بصوت عال تردد صداه كل الغابة والجبال وكل الكائنات . كانت اولكا الفتاة الوحيدة التي تسمو بالروح في عوالم العشق المخبول الذي لا تدنسه الأهواء والأموال : " حبيبي بلاكوف إن القطار الأول الذي ينقلك إلى ميدان القتال رائحته نتنة ، ويبعث على الذعر . لا قيمة لرفرفة المناديل والدموع عندما تنجذب الأذان للصفير المبحوح وغطرسة السكك . كم أنت حزين يا بلاكوف في إقناع قادتك بالسفر إلى حيث لا ضجة . سيموت رنين الناي و أصداح البلابل وسط بندقيتك التي ستجعل منك عبدا لها على الدوام . وأخيرا أخبرك يا حبيبي قد يساورني الندم للانتماء لهذا العالم الآثم . وسأختار وطنا جديدا يؤويني هناك في الظلال البعيدة ، والمروج الخضراء التي لن يرتكب فيها ادم خطيئته الأولى .
من حبيبتك اولكا " قبل رسالتها بقبلة محمومة فتناثرت الكلمات أمامه بعدما غطى الدمع عيونه كسيول لا تملك الرحمة : لا يا اولكا الحياة من دون قلبك نهاية الحرية . أريد اللحاق بقطارك الذي سيقودك إلى الجنة . نوبات الحراسة على الحدود تكسر طعم القبلات . لا يا اولكا لا يا اولكا
إني احبك إني احبك مسح دموعه برسالتها وافرغ بندقيته من ذخيرتها الحية ، ليملأ فوهتها بباقة من الزهور ، واسرع ليدرك القطار ................... | |
|
| |
ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| |
| |
حميد بركي شاعر
عدد الرسائل : 626 تاريخ التسجيل : 24/05/2007
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الأربعاء يناير 19, 2011 1:29 am | |
| - هشام ناجح كتب:
- أجواء الربيع تصدح برونقها ، وتلهم الطيور شذوها البهيج باستقبال ضيفها الذي ينهي تعب مسيرة الترحال سماء وشعابا وأودية وبحارا ،
نموذج تشتغل عليه في باقي نصوصك | |
|
| |
هشام ناجح مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 188 العمر : 50 Localisation : الجديدة تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الأربعاء يناير 19, 2011 6:50 pm | |
| اخي ربيع عامر أشكرك جزيلا لكلمتك الاولى أما عن الحشو والاطناب سنسعى جاهدين الى تجاوزه قد يقودنا القلم أحيانا الى نزوة البوح وننسى التقنيات اللازمة التفد يقوم الطريق وينير المستقبل محبتي هشام ناجح | |
|
| |
هشام ناجح مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 188 العمر : 50 Localisation : الجديدة تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الأربعاء يناير 19, 2011 6:56 pm | |
| تحية طيبة لك أخي حميد بركي أحيانا تكون اللغة قريبة المأحذ وسهلة المنال الا أننا نحاول الغوص في غور العذاب أشكر لك اهتمامك بالنص ومقدمتك السلسة . دمت أخا | |
|
| |
أسماء محمد إدارة عامة
عدد الرسائل : 2070 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الأربعاء يناير 19, 2011 10:50 pm | |
| مرحبا هشام ناجح
وشكرا لك على انتمائك الى هذه المدرسة بل الجامعة التي يمكن أن نستفيذ من أساتذتها شكرا على تقبلك طريقتنا في التعامل مع النص | |
|
| |
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الجمعة يناير 21, 2011 8:27 am | |
| جميل ما قرأت لك هنا استاذ ناجح
قصة رومانسية عكر صفوها البارود ورائحة الموت وملل الانتظار تعبيرأدبي جميل وأحداث مشوقة
هنتان لغويتان عفويتان: غنائها/ غناْءها يؤويني/يأويني
مودتي | |
|
| |
هشام ناجح مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 188 العمر : 50 Localisation : الجديدة تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الجمعة يناير 21, 2011 12:23 pm | |
| أختي أسماء تحية طيبة سيحلو المقام في هذه الدار الجامعة للمبدعين حتى ندرك قبس الطريق وندرج أحلامنا على أرض صلبة قوامها الخطوة الاولى التي هي بداية الطريق شكرا لكلمة الترحاب أختي أسماء محبتي | |
|
| |
هشام ناجح مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 188 العمر : 50 Localisation : الجديدة تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الجمعة يناير 21, 2011 12:34 pm | |
| أخي زايد تحية أدبية مفعمة بأريج عطر الكتابة قليلا أخي زايد ماأكتب في الرومانسية فطرقت بابها لعلي أحرك مشاعري التي طالتها الندوب أشكرك على الوقوف عند هذه الهنات اللغوية التي لايدركها البصر أحيانا رغم القراءة المتعددة للنص قبل نشره فتسرع الكلمات وتعدو السطور وهذه هي جمالية الابداع عندما يحرك نوارسنا لتطير فنسافر هناك في الأفق البعيد دمت اخا | |
|
| |
مهدية أماني قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 858 العمر : 68 Localisation : قلعة السراغنة تاريخ التسجيل : 23/03/2010
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الإثنين يناير 24, 2011 10:08 pm | |
| - هشام ناجح كتب:
- أجواء الربيع تصدح برونقها ، وتستلهم الطيور غنائها الرنان مبتهجة باستقبال ضيفها العزيز الذي ينهي تعب مسيرة الترحال في السماء والشعاب والأودية والبحار ، ومبشرا بالاستقرار والأمان من أيدي البطش الجبارة .
الغابة التي يحرسها الجندي (بلاكوف ) ممتدة على الحدود بين بولونيا وألمانيا . أشعل سيجارته بعد أن قام بتسخين قهوته على أعواد جمعها يوم أمس . خشخشة النار تلتهم أجساد الحطب اليابسة . فينتشي الإبريق الحموم على كل جوانبه . كانت المدينة بعيدة المنال في الوجهة الجنوبية . اسند بندقيته إلى جدع شجرة الاروكاريا وهو يمج ويحتسي القهوة بعذوبة بالغة ، فيختلط بخارها بدخان سيجارته التي تلتهمها خيوط الشمس المسافرة في الأفق البعيد . الحذاء الثقيل يعرقل بريق الحرارة الذي يؤنس براجم أصابعه . كم هي كاذبة هذه النياشين التي تزين الألم وتبوح بالأمجاد الواهية . تنهد بعمق كمن يحس انه مدين للإنسانية بعمل عظيم . بعيدا عن لغة البنادق والخنادق فأنشد : الأوامر تبسط ذاتها من القيادة العليا . تحية العلم والرقصات الصباحية الرباعية تخفي الجبن . الدفاع عن الوطن أمر محمود إذا كانت القيادات في الصفوف الأمامية . الألمان مرعبون مدنسون بخطايا التوسع . الخندق والقمل ، والسفر إلى الأشلاء . عاهة متعفنة ، أو قبر بعيد . ولازالت الخرائط تتوسع تسعف الدمار . كانت الطائرة المروحية تحوم في السماء غير بعيدة . استفزه هديرها المدوي : انه الرائد ( بولدوسكي) يراقب الحدود . مستنكفا ما تبقى من أيامه الأخيرة قبل التقاعد في تدريب ثلة من الشباب . كم هو جميل الغطاء بزيف البهتان ، فنخلق أسطورة التفوق التي تلهمنا الاحتفال بالإخفاقات بدل الانتصارات المزعومة في كتب التاريخ . فتش جيبه عن رسالتها التي تآكل معظمها بسبب قراءتها المتعددة . فيطلق أساريره ببشاشة صماء . سيقرؤها هذه المرة بصوت عال تردد صداه كل الغابة والجبال وكل الكائنات . كانت اولكا الفتاة الوحيدة التي تسمو بالروح في عوالم العشق المخبول الذي لا تدنسه الأهواء والأموال : " حبيبي بلاكوف إن القطار الأول الذي ينقلك إلى ميدان القتال رائحته نتنة ، ويبعث على الذعر . لا قيمة لرفرفة المناديل والدموع عندما تنجذب الأذان للصفير المبحوح وغطرسة السكك . كم أنت حزين يا بلاكوف في إقناع قادتك بالسفر إلى حيث لا ضجة . سيموت رنين الناي و أصداح البلابل وسط بندقيتك التي ستجعل منك عبدا لها على الدوام . وأخيرا أخبرك يا حبيبي قد يساورني الندم للانتماء لهذا العالم الآثم . وسأختار وطنا جديدا يؤويني هناك في الظلال البعيدة ، والمروج الخضراء التي لن يرتكب فيها ادم خطيئته الأولى .
من حبيبتك اولكا " قبل رسالتها بقبلة محمومة فتناثرت الكلمات أمامه بعدما غطى الدمع عيونه كسيول لا تملك الرحمة : لا يا اولكا الحياة من دون قلبك نهاية الحرية . أريد اللحاق بقطارك الذي سيقودك إلى الجنة . نوبات الحراسة على الحدود تكسر طعم القبلات . لا يا اولكا لا يا اولكا
إني احبك إني احبك مسح دموعه برسالتها وافرغ بندقيته من ذخيرتها الحية ، ليملأ فوهتها بباقة من الزهور ، واسرع ليدرك القطار ................... السلام عليك اخي ورحمة الله
مرحبا باول قطرك نرجو ان يطيب لك المقام بيننا وتثري هذا الركن الجميل بابداعات بهذا الجمال والسلاسة والتمكن من ناصية الحرف تحيات اختك مهدية | |
|
| |
هشام ناجح مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 188 العمر : 50 Localisation : الجديدة تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: قطار بين النار والجنة الثلاثاء يناير 25, 2011 1:09 pm | |
| أختي مهدية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نوارسنا ستحلق فوق سواحل هذه الدار لمشاركة الاخوة في التعبير عن سيكولوجية الانسان المقهور ونحن على يقين أن الأخوة سيساعدوننا لندرك النص الذي يحرك المشاعر الخلاقة وهذا هو مبلغ علمنا وعصمة أمرنا ان شاء الله محبتي أختي مهدية أماني | |
|
| |
| قطار بين النار والجنة | |
|