جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

الإصبع السادس Mock_u10الإصبع السادس Thumbn11الإصبع السادس Mock_u11الإصبع السادس Mock_u12الإصبع السادس 81038210الإصبع السادس 81981210الإصبع السادس Mock_u13الإصبع السادس 87013610الإصبع السادس Thumbn12الإصبع السادس Mock_u14الإصبع السادس Thumbn13الإصبع السادس Thumbn15الإصبع السادس K10الإصبع السادس Thumbn16الإصبع السادس Thumbn17الإصبع السادس 66299010الإصبع السادس 80024311الإصبع السادس 67498510الإصبع السادس 54008911الإصبع السادس 67403510الإصبع السادس 79937110الإصبع السادس 79508010الإصبع السادس 79444710الإصبع السادس 79148210الإصبع السادس 80642710الإصبع السادس 79242810الإصبع السادس 80065210الإصبع السادس 79268110الإصبع السادس 79023210الإصبع السادس 81345410الإصبع السادس 80249210الإصبع السادس 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
الإصبع السادس Mock_u10
الإصبع السادس Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الإصبع السادس

    اذهب الى الأسفل 
    4 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    البتول العلوي
    شاعرة
    البتول العلوي


    عدد الرسائل : 116
    Localisation : المغرب / فاس
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالخميس يناير 27, 2011 5:16 am

    الإصبع السادس

    تتنفس بعمق، يتسارع نبضها، تبتلع ريقها،
    تستمد الشجاعة من كفيها فتمسح بهما على وجنتيها الساخنتين.
    إنها مقدمة على تجربة صعبة أجبرها الاحتياج على خوضها.
    يا ترى هل ستتكيف مع الوضع الافتراضي الجديد
    أم أنها ستتوقف عند أول عثرة؟ تتأكد
    من رقم الشقة و تضغط بلطف على جرس الباب ضغطة
    واحدة.
    عندما فتح الباب تراجعت خطوة إلى الوراء، خاطبتها السيدة آمنة صاحبة البيت:
    ـ نعم سيدتي. من أنت و ماذا تريدين؟"
    ولتفادي الارتباك ترسم ابتسامة خفيفة و تقول:
    ـ اسمي زهرة و الكل يناديني بـ (مي زهرة).
    أرسلني إليكم صاحب المخبز المجاور يقول
    بأنكم ترغبون في الاستعانة بخادمة.
    ـ نعم نعم هذا صحيح تفضلي إلى الداخل و اجلسي.

    تتقدم بخطوات حائرة تجلس على حافة كرسي.
    و من بين طيات ملابسها المرتبة بعناية في كيس بلاستيك تخرج بطاقتها الشخصية و
    تسلمها إياها.
    تتفحصها آمنة و هي تبتسم و تقول:
    ـ نحن أبناء منطقة واحدة و تجمعنا نفس
    القيادة.
    و تضيف:
    ـ أنت في عقدك الخامس أي من سن والدتي، إن شاء الله ستنسجمان معا.
    اطمئن قلبها لهذا التصريح. استقامت في جلستها و رفعت عينيها اللتين كانتا لا
    تفارقان موقع القدم من لحظة دخولها البيت. تحدق بوجه آمنة و تبدي ارتياحا كبيرا و
    تقول:
    ـ أين والدتك أريد أن ...
    تقاطعها آمنة بلطف شديد:
    ـ الأفضل أن تستريحي الآن و أثناء العشاء
    سأقدم لك باقي أفراد العائلة.
    تدخل إلى الغرفة المخصصة لها، تتكئ على مسند السرير تشعر بفخر و اعتزاز، و هي تجوب
    الغرفة وتتأمل محتوياتها الثمينة قطعة قطعة. تستحضر مواقف كثيرة أهمها حجز أثاث
    بيتها لعجزها عن سدد أجرة الكراء لمدة سنة و ذكريات قديمة طفت هي الأخرى على
    السطح، ومن ذكرى لأخرى إلى أن غفت عيناها. و عندما نادتها السيدة آمنة لتناول
    العشاء كانت قد غرقت في نومها.
    على صوت آذان الفجر تستفيق مفزوعة لقد نامت بجلبابها، نهضت وخلعته بسرعة، توضأت و
    صلت. حمدت الله و شكرته و دعت بصالح الدعاء لصاحب المخبز الذي كفر عن ذنبه
    بإرسالها إلى هذه العائلة الطيبة.
    إنه السبب المباشر في وفاة زوجها إذ أجبره على ترك عمله في المخبز بسبب تدهور صحته
    دون أن يدفع له أي راتب و لا حتى مكافأة نهاية خدمة عشرين سنة. لكن بعد الذي فعله
    معها تشعر برد الاعتبار و هذا يكفيها.
    الساعة تشير إلى السادسة و النصف تذهب إلى المطبخ تهيئ الفطور.
    في السابعة جلس الكل حول المائدة تعرفت على
    الزوج و الجدة و الأولاد الكل كان مبتهجا
    لقدومها خصوصا الجدة التي قالت لها:
    ـ ربنا آتاني بأخت لم تلدها لي أمي..
    كسبت بسرعة عطف الجميع. أحبوها و
    أحبتهم. و الأولاد أصبحوا ينادونها بـ (مي للآلة جروج)* .
    و بعد شهور قليلة شاءت الأقدار أن ترحل الجدة، حزنت آمنة على أمها حزنا عميقا. و
    ساعة خروج الفقيدة من البيت إلى مثواها الأخير ارتمت آمنة في أحضان (مي زهرة) و
    بدون وعي منها و هي ترثي أمها و تبكي بحرقة شديدة قالت:
    ـ يا ربي لو بقيت أمي الحقيقية على قيد
    الحياة لما عملت معي ما عملته أمي بالتبني، ربتني و علمتني و أورثتني ثروة كبيرة.
    كلمات كسهام نارية رشقت قلبها و أيقظت فيها
    الإحساس بالأمومة الضائعة بين أنقاض ذكريات ثلاثين سنة. لقد كان يوما مشؤوما خرجت
    فيه كباقي نساء القرية برفقة ابنتها الصبية ذات الثلاث سنوات للتمتع بطقوس موسم
    الولي الصالح ....لتعود في المساء بدونها لقد تاهت في الزحام و كلما غاصت في
    تفكيرها كلما ضمت آمنة إلى صدرها بقوة.
    صراخ الأطفال على أمهم التي تنهار بين يديها كان كفيلا بانتشالها من ذكرياتها
    الأليمة. انتبهت لإغماء آمنة و بسرعة أدخلتها إلى غرفتها و أخذت تخلع عنها ملابسها
    الخارجية لتخفيف الحرارة. بدأت بالطرحة ثم الروب وعند الجوارب تسمرت يداها و شعرت
    بخوف و تردد شديدين.
    تدخل زوج آمنة قائلا:
    ـ هيا بسرعة اخلعي الجوارب و ضعي رجليها في
    الماء البارد.
    ـ نعم نعم سيدي حالا.
    تعمدت البدء بالرجل اليمنى ذات الست أصابع.
    فكانت المفاجأة الكبرى.. نعم صدق حدسها فآمنة هي ابنتها التي ضاعت مند ثلاثة
    عقود، عندما كانت طفلة وكان أبوها يناديها بـ "استاتية" وهو لقب يطلق
    على كل من له ست أصابع سواء بالرجل أو باليد.
    حاولت بحكمتها و تبصرها إخفاء مشاعر فرحتها. فالظروف ليست مناسبة للبوح بسر خطير
    كهذا.
    في الغد عند زيارة قبر الجدة تسللت و زارت قبر زوجها، وبعد قراءة ما تيسر من
    القرآن خاطبته بصوت مسموع:
    ـ استرح الآن في قبرك يا ابن عمي و زوجي الحبيب لقد عثرت على ابنتنا. اللهم لك
    الحمد و الشكر. ذهبت طفلة و عادت أما.
    و حتى لا ينتبه أحد لغيابها غادرت و الدموع تنهمر من مقلتيها.
    التحقت بالجماعة. و في طريقها إلى البيت قررت عدم البوح بالسر وذلك خوفا من ردة
    فعل الأسرة. فضلت السكوت و العيش أمام ابنتها وأحفادها في أمن و أمان، فهم يحبونها
    و هي تحبهم و حتما ستملأ الفراغ الذي تركته الجدة ولا داعي للنبش في الماضي
    الآن....





    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    http://masryatbatoulalaoui.jeeran.com
    مهدية أماني
    قاصة ...مشرفة
    قاصة ...مشرفة
    مهدية أماني


    عدد الرسائل : 858
    العمر : 68
    Localisation : قلعة السراغنة
    تاريخ التسجيل : 23/03/2010

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالخميس يناير 27, 2011 2:02 pm

    البتول العلوي كتب:
    الإصبع السادس

    تتنفس بعمق، يتسارع نبضها، تبتلع ريقها،
    تستمد الشجاعة من كفيها فتمسح بهما على وجنتيها الساخنتين.
    إنها مقدمة على تجربة صعبة أجبرها الاحتياج على خوضها.
    يا ترى هل ستتكيف مع الوضع الافتراضي الجديد
    أم أنها ستتوقف عند أول عثرة؟ تتأكد
    من رقم الشقة و تضغط بلطف على جرس الباب ضغطة
    واحدة.
    عندما فتح الباب تراجعت خطوة إلى الوراء، خاطبتها السيدة آمنة صاحبة البيت:
    ـ نعم سيدتي. من أنت و ماذا تريدين؟"
    ولتفادي الارتباك ترسم ابتسامة خفيفة و تقول:
    ـ اسمي زهرة و الكل يناديني بـ (مي زهرة).
    أرسلني إليكم صاحب المخبز المجاور يقول
    بأنكم ترغبون في الاستعانة بخادمة.
    ـ نعم نعم هذا صحيح تفضلي إلى الداخل و اجلسي.

    تتقدم بخطوات حائرة تجلس على حافة كرسي.
    و من بين طيات ملابسها المرتبة بعناية في كيس بلاستيك تخرج بطاقتها الشخصية و
    تسلمها إياها.
    تتفحصها آمنة و هي تبتسم و تقول:
    ـ نحن أبناء منطقة واحدة و تجمعنا نفس
    القيادة.
    و تضيف:
    ـ أنت في عقدك الخامس أي من سن والدتي، إن شاء الله ستنسجمان معا.
    اطمئن قلبها لهذا التصريح. استقامت في جلستها و رفعت عينيها اللتين كانتا لا
    تفارقان موقع القدم من لحظة دخولها البيت. تحدق بوجه آمنة و تبدي ارتياحا كبيرا و
    تقول:
    ـ أين والدتك أريد أن ...
    تقاطعها آمنة بلطف شديد:
    ـ الأفضل أن تستريحي الآن و أثناء العشاء
    سأقدم لك باقي أفراد العائلة.
    تدخل إلى الغرفة المخصصة لها، تتكئ على مسند السرير تشعر بفخر و اعتزاز، و هي تجوب
    الغرفة وتتأمل محتوياتها الثمينة قطعة قطعة. تستحضر مواقف كثيرة أهمها حجز أثاث
    بيتها لعجزها عن سدد أجرة الكراء لمدة سنة و ذكريات قديمة طفت هي الأخرى على
    السطح، ومن ذكرى لأخرى إلى أن غفت عيناها. و عندما نادتها السيدة آمنة لتناول
    العشاء كانت قد غرقت في نومها.
    على صوت آذان الفجر تستفيق مفزوعة لقد نامت بجلبابها، نهضت وخلعته بسرعة، توضأت و
    صلت. حمدت الله و شكرته و دعت بصالح الدعاء لصاحب المخبز الذي كفر عن ذنبه
    بإرسالها إلى هذه العائلة الطيبة.
    إنه السبب المباشر في وفاة زوجها إذ أجبره على ترك عمله في المخبز بسبب تدهور صحته
    دون أن يدفع له أي راتب و لا حتى مكافأة نهاية خدمة عشرين سنة. لكن بعد الذي فعله
    معها تشعر برد الاعتبار و هذا يكفيها.
    الساعة تشير إلى السادسة و النصف تذهب إلى المطبخ تهيئ الفطور.
    في السابعة جلس الكل حول المائدة تعرفت على
    الزوج و الجدة و الأولاد الكل كان مبتهجا
    لقدومها خصوصا الجدة التي قالت لها:
    ـ ربنا آتاني بأخت لم تلدها لي أمي..
    كسبت بسرعة عطف الجميع. أحبوها و
    أحبتهم. و الأولاد أصبحوا ينادونها بـ (مي للآلة جروج)* .
    و بعد شهور قليلة شاءت الأقدار أن ترحل الجدة، حزنت آمنة على أمها حزنا عميقا. و
    ساعة خروج الفقيدة من البيت إلى مثواها الأخير ارتمت آمنة في أحضان (مي زهرة) و
    بدون وعي منها و هي ترثي أمها و تبكي بحرقة شديدة قالت:
    ـ يا ربي لو بقيت أمي الحقيقية على قيد
    الحياة لما عملت معي ما عملته أمي بالتبني، ربتني و علمتني و أورثتني ثروة كبيرة.
    كلمات كسهام نارية رشقت قلبها و أيقظت فيها
    الإحساس بالأمومة الضائعة بين أنقاض ذكريات ثلاثين سنة. لقد كان يوما مشؤوما خرجت
    فيه كباقي نساء القرية برفقة ابنتها الصبية ذات الثلاث سنوات للتمتع بطقوس موسم
    الولي الصالح ....لتعود في المساء بدونها لقد تاهت في الزحام و كلما غاصت في
    تفكيرها كلما ضمت آمنة إلى صدرها بقوة.
    صراخ الأطفال على أمهم التي تنهار بين يديها كان كفيلا بانتشالها من ذكرياتها
    الأليمة. انتبهت لإغماء آمنة و بسرعة أدخلتها إلى غرفتها و أخذت تخلع عنها ملابسها
    الخارجية لتخفيف الحرارة. بدأت بالطرحة ثم الروب وعند الجوارب تسمرت يداها و شعرت
    بخوف و تردد شديدين.
    تدخل زوج آمنة قائلا:
    ـ هيا بسرعة اخلعي الجوارب و ضعي رجليها في
    الماء البارد.
    ـ نعم نعم سيدي حالا.
    تعمدت البدء بالرجل اليمنى ذات الست أصابع.
    فكانت المفاجأة الكبرى.. نعم صدق حدسها فآمنة هي ابنتها التي ضاعت مند ثلاثة
    عقود، عندما كانت طفلة وكان أبوها يناديها بـ "استاتية" وهو لقب يطلق
    على كل من له ست أصابع سواء بالرجل أو باليد.
    حاولت بحكمتها و تبصرها إخفاء مشاعر فرحتها. فالظروف ليست مناسبة للبوح بسر خطير
    كهذا.
    في الغد عند زيارة قبر الجدة تسللت و زارت قبر زوجها، وبعد قراءة ما تيسر من
    القرآن خاطبته بصوت مسموع:
    ـ استرح الآن في قبرك يا ابن عمي و زوجي الحبيب لقد عثرت على ابنتنا. اللهم لك
    الحمد و الشكر. ذهبت طفلة و عادت أما.
    و حتى لا ينتبه أحد لغيابها غادرت و الدموع تنهمر من مقلتيها.
    التحقت بالجماعة. و في طريقها إلى البيت قررت عدم البوح بالسر وذلك خوفا من ردة
    فعل الأسرة. فضلت السكوت و العيش أمام ابنتها وأحفادها في أمن و أمان، فهم يحبونها
    و هي تحبهم و حتما ستملأ الفراغ الذي تركته الجدة ولا داعي للنبش في الماضي
    الآن....



    اختي الفاضلة الشاعرة البتول السلام عليك

    مرحبا اهلا وسهلا بك في هذا الركن المتميز
    اتمنى ان يطيب لك المقام بين ظهرانينا
    احببت جمال السردية وسلاسة اللغة
    وتمكنك من اضفاء عنصر التشويق عليها
    ننتظر جديدك
    دمت بحوله مبدعة
    اختك اماني
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ربيع عامر الغيواني
    أديب مميز
    أديب مميز
    ربيع عامر الغيواني


    عدد الرسائل : 1461
    تاريخ التسجيل : 27/12/2007

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالجمعة يناير 28, 2011 12:34 am

    مرحبا بعودتك أستاذة الباتول العلوي

    والله وحشنا حرفك
    نتمنى أن يطول المقام سيدتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    البتول العلوي
    شاعرة
    البتول العلوي


    عدد الرسائل : 116
    Localisation : المغرب / فاس
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالسبت فبراير 19, 2011 5:29 pm

    مهدية أماني كتب:
    البتول العلوي كتب:
    الإصبع السادس

    تتنفس بعمق، يتسارع نبضها، تبتلع ريقها،
    تستمد الشجاعة من كفيها فتمسح بهما على وجنتيها الساخنتين.
    إنها مقدمة على تجربة صعبة أجبرها الاحتياج على خوضها.
    يا ترى هل ستتكيف مع الوضع الافتراضي الجديد
    أم أنها ستتوقف عند أول عثرة؟ تتأكد
    من رقم الشقة و تضغط بلطف على جرس الباب ضغطة
    واحدة.
    عندما فتح الباب تراجعت خطوة إلى الوراء، خاطبتها السيدة آمنة صاحبة البيت:
    ـ نعم سيدتي. من أنت و ماذا تريدين؟"
    ولتفادي الارتباك ترسم ابتسامة خفيفة و تقول:
    ـ اسمي زهرة و الكل يناديني بـ (مي زهرة).
    أرسلني إليكم صاحب المخبز المجاور يقول
    بأنكم ترغبون في الاستعانة بخادمة.
    ـ نعم نعم هذا صحيح تفضلي إلى الداخل و اجلسي.

    تتقدم بخطوات حائرة تجلس على حافة كرسي.
    و من بين طيات ملابسها المرتبة بعناية في كيس بلاستيك تخرج بطاقتها الشخصية و
    تسلمها إياها.
    تتفحصها آمنة و هي تبتسم و تقول:
    ـ نحن أبناء منطقة واحدة و تجمعنا نفس
    القيادة.
    و تضيف:
    ـ أنت في عقدك الخامس أي من سن والدتي، إن شاء الله ستنسجمان معا.
    اطمئن قلبها لهذا التصريح. استقامت في جلستها و رفعت عينيها اللتين كانتا لا
    تفارقان موقع القدم من لحظة دخولها البيت. تحدق بوجه آمنة و تبدي ارتياحا كبيرا و
    تقول:
    ـ أين والدتك أريد أن ...
    تقاطعها آمنة بلطف شديد:
    ـ الأفضل أن تستريحي الآن و أثناء العشاء
    سأقدم لك باقي أفراد العائلة.
    تدخل إلى الغرفة المخصصة لها، تتكئ على مسند السرير تشعر بفخر و اعتزاز، و هي تجوب
    الغرفة وتتأمل محتوياتها الثمينة قطعة قطعة. تستحضر مواقف كثيرة أهمها حجز أثاث
    بيتها لعجزها عن سدد أجرة الكراء لمدة سنة و ذكريات قديمة طفت هي الأخرى على
    السطح، ومن ذكرى لأخرى إلى أن غفت عيناها. و عندما نادتها السيدة آمنة لتناول
    العشاء كانت قد غرقت في نومها.
    على صوت آذان الفجر تستفيق مفزوعة لقد نامت بجلبابها، نهضت وخلعته بسرعة، توضأت و
    صلت. حمدت الله و شكرته و دعت بصالح الدعاء لصاحب المخبز الذي كفر عن ذنبه
    بإرسالها إلى هذه العائلة الطيبة.
    إنه السبب المباشر في وفاة زوجها إذ أجبره على ترك عمله في المخبز بسبب تدهور صحته
    دون أن يدفع له أي راتب و لا حتى مكافأة نهاية خدمة عشرين سنة. لكن بعد الذي فعله
    معها تشعر برد الاعتبار و هذا يكفيها.
    الساعة تشير إلى السادسة و النصف تذهب إلى المطبخ تهيئ الفطور.
    في السابعة جلس الكل حول المائدة تعرفت على
    الزوج و الجدة و الأولاد الكل كان مبتهجا
    لقدومها خصوصا الجدة التي قالت لها:
    ـ ربنا آتاني بأخت لم تلدها لي أمي..
    كسبت بسرعة عطف الجميع. أحبوها و
    أحبتهم. و الأولاد أصبحوا ينادونها بـ (مي للآلة جروج)* .
    و بعد شهور قليلة شاءت الأقدار أن ترحل الجدة، حزنت آمنة على أمها حزنا عميقا. و
    ساعة خروج الفقيدة من البيت إلى مثواها الأخير ارتمت آمنة في أحضان (مي زهرة) و
    بدون وعي منها و هي ترثي أمها و تبكي بحرقة شديدة قالت:
    ـ يا ربي لو بقيت أمي الحقيقية على قيد
    الحياة لما عملت معي ما عملته أمي بالتبني، ربتني و علمتني و أورثتني ثروة كبيرة.
    كلمات كسهام نارية رشقت قلبها و أيقظت فيها
    الإحساس بالأمومة الضائعة بين أنقاض ذكريات ثلاثين سنة. لقد كان يوما مشؤوما خرجت
    فيه كباقي نساء القرية برفقة ابنتها الصبية ذات الثلاث سنوات للتمتع بطقوس موسم
    الولي الصالح ....لتعود في المساء بدونها لقد تاهت في الزحام و كلما غاصت في
    تفكيرها كلما ضمت آمنة إلى صدرها بقوة.
    صراخ الأطفال على أمهم التي تنهار بين يديها كان كفيلا بانتشالها من ذكرياتها
    الأليمة. انتبهت لإغماء آمنة و بسرعة أدخلتها إلى غرفتها و أخذت تخلع عنها ملابسها
    الخارجية لتخفيف الحرارة. بدأت بالطرحة ثم الروب وعند الجوارب تسمرت يداها و شعرت
    بخوف و تردد شديدين.
    تدخل زوج آمنة قائلا:
    ـ هيا بسرعة اخلعي الجوارب و ضعي رجليها في
    الماء البارد.
    ـ نعم نعم سيدي حالا.
    تعمدت البدء بالرجل اليمنى ذات الست أصابع.
    فكانت المفاجأة الكبرى.. نعم صدق حدسها فآمنة هي ابنتها التي ضاعت مند ثلاثة
    عقود، عندما كانت طفلة وكان أبوها يناديها بـ "استاتية" وهو لقب يطلق
    على كل من له ست أصابع سواء بالرجل أو باليد.
    حاولت بحكمتها و تبصرها إخفاء مشاعر فرحتها. فالظروف ليست مناسبة للبوح بسر خطير
    كهذا.
    في الغد عند زيارة قبر الجدة تسللت و زارت قبر زوجها، وبعد قراءة ما تيسر من
    القرآن خاطبته بصوت مسموع:
    ـ استرح الآن في قبرك يا ابن عمي و زوجي الحبيب لقد عثرت على ابنتنا. اللهم لك
    الحمد و الشكر. ذهبت طفلة و عادت أما.
    و حتى لا ينتبه أحد لغيابها غادرت و الدموع تنهمر من مقلتيها.
    التحقت بالجماعة. و في طريقها إلى البيت قررت عدم البوح بالسر وذلك خوفا من ردة
    فعل الأسرة. فضلت السكوت و العيش أمام ابنتها وأحفادها في أمن و أمان، فهم يحبونها
    و هي تحبهم و حتما ستملأ الفراغ الذي تركته الجدة ولا داعي للنبش في الماضي
    الآن....



    اختي الفاضلة الشاعرة البتول السلام عليك

    مرحبا اهلا وسهلا بك في هذا الركن المتميز
    اتمنى ان يطيب لك المقام بين ظهرانينا
    احببت جمال السردية وسلاسة اللغة
    وتمكنك من اضفاء عنصر التشويق عليها
    ننتظر جديدك
    دمت بحوله مبدعة
    اختك اماني

    الأخت الكريمة الأستاذة
    مهدية أماني
    السلام عليك و رحمة الله و بركاته
    أشكر لك ترحيبك الطيب و اهتمامك الجميل بالنص
    دمت بألف أيتها البهية

    خالص ودي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    http://masryatbatoulalaoui.jeeran.com
    البتول العلوي
    شاعرة
    البتول العلوي


    عدد الرسائل : 116
    Localisation : المغرب / فاس
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالسبت فبراير 19, 2011 5:54 pm

    ربيع عامر الغيواني كتب:
    مرحبا بعودتك أستاذة الباتول العلوي

    والله وحشنا حرفك
    نتمنى أن يطول المقام سيدتي

    الأخ الكريم الأديب المميز
    ربيع عامر الغيواني
    مرورك فجر مشرق شكرا لك
    دمت بألف خير أيها البهي

    خالص ودي

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    http://masryatbatoulalaoui.jeeran.com
    زائر
    زائر
    Anonymous



    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالإثنين مارس 07, 2011 3:25 pm

    السلام عليك أختي البتول..

    موضوعك أقرب للواقع من الخيال..
    استمتعت حقا بمروري على نصك الراقي لغة و أسلوبا و خاتمة...
    ألف شكر و تحايايا العطرة.
    تقبلي عزيزتي حضوري المتواضع.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    البتول العلوي
    شاعرة
    البتول العلوي


    عدد الرسائل : 116
    Localisation : المغرب / فاس
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:41 pm

    جد عمر كتب:
    السلام عليك أختي البتول..

    موضوعك أقرب للواقع من الخيال..
    استمتعت حقا بمروري على نصك الراقي لغة و أسلوبا و خاتمة...
    ألف شكر و تحايايا العطرة.
    تقبلي عزيزتي حضوري المتواضع.

    و عليكم السلام أخي الكريم
    جد عمر
    أشكر لك استسحانك القصة المتواضعة
    لقد أسرني مرورك الجميل.
    مودة و تقدير

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    http://masryatbatoulalaoui.jeeran.com
    التهامي نجار
    إعلامي نائب رئيس الجمعية
    التهامي نجار


    عدد الرسائل : 216
    العمر : 78
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:54 pm

    عندما نتمكن من تطويع اللغة نستطيع أن ننسج بها فسيفساء رائعة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    البتول العلوي
    شاعرة
    البتول العلوي


    عدد الرسائل : 116
    Localisation : المغرب / فاس
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    الإصبع السادس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الإصبع السادس   الإصبع السادس Emptyالجمعة مارس 23, 2012 6:10 pm

    التهامي نجار كتب:
    عندما نتمكن من تطويع اللغة نستطيع أن ننسج بها فسيفساء رائعة


    الأستاذ الفاضل
    التهامي نجار
    مرورك شهادة أعتز بها فشكرا لك ايها
    الكاتب الإعلامي و الزجال القدير

    مودة و تقدير
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    http://masryatbatoulalaoui.jeeran.com
     
    الإصبع السادس
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الأصبع السادس
    » نشيد الماء السادس ...عيسى ابو الراغب
    » لقاء الشروق الوطني السادس للقصة القصيرة

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة القصيرة-
    انتقل الى: