جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

صباح والدتي Mock_u10صباح والدتي Thumbn11صباح والدتي Mock_u11صباح والدتي Mock_u12صباح والدتي 81038210صباح والدتي 81981210صباح والدتي Mock_u13صباح والدتي 87013610صباح والدتي Thumbn12صباح والدتي Mock_u14صباح والدتي Thumbn13صباح والدتي Thumbn15صباح والدتي K10صباح والدتي Thumbn16صباح والدتي Thumbn17صباح والدتي 66299010صباح والدتي 80024311صباح والدتي 67498510صباح والدتي 54008911صباح والدتي 67403510صباح والدتي 79937110صباح والدتي 79508010صباح والدتي 79444710صباح والدتي 79148210صباح والدتي 80642710صباح والدتي 79242810صباح والدتي 80065210صباح والدتي 79268110صباح والدتي 79023210صباح والدتي 81345410صباح والدتي 80249210صباح والدتي 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
صباح والدتي Mock_u10
صباح والدتي Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     صباح والدتي

    اذهب الى الأسفل 
    5 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    هشام ناجح
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    هشام ناجح


    عدد الرسائل : 188
    العمر : 50
    Localisation : الجديدة
    تاريخ التسجيل : 15/01/2011

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالجمعة يناير 28, 2011 6:25 pm

    كان صباح والدتي مفعما بالصراخ و الزعيق. فتبتز النوم لتطرده من جفوننا، بغية إدراك سحابة يومنا في أعمال الحقول المزمجرة على السحنات، بعرق الكدح والإرهاق. تصعد شمس الشروق باسطة خيوطها الأولى قبلة، فوق بيت "زهرة بنت الأعمى"، الذي هو مؤشرنا على بداية يومنا اللئيم . فنحتسي الكسل ونغم بأنفسنا من جديد، ليتواصل لغطها فتقول: " لقد ندمت على اليوم الذي أنجبتكم فيه. إنكم نسخة طبق الأصل من أبيكم. لا تملكون قلوبا حارة، إذا فاجأني الموت، سيصيب هذا البيت البوار " . يصل دبيب هذه الكلمات إلى سمعي ثقيلا، كأصوات الدلاء الصماء، التي تئن في أغوار الآبار السحيقة. وينتابني منبه خفي يجسم قدرا محتوما، نعجز عن مواجهته لكننا نحاول أن نتصدى له بالتناسي والغفلة فقط. فأتلوى في غطائي، لتلحقني بعصاها الطويلة، وتلكزني تلك اللكزة القوية، كحمار استفرد به الغش أثناء نوبات الدرس المريرة في عز جمارة القيظ . قد تضطر والدتي أحيانا إلى عدم التفرقة بين أبنائها وباقي الكائنات، خاصة عندما يعمر قلبها حب البهائم والتراب والأحجار الأم ، التي تغرس على الحدود بين أرضنا وارض " عبد الله العبد" لتذكر الكل بأصل الملكية. يا لها من قداسة بلهاء تشاكس الإنسان، وتجعل منه عبدا للأشياء على الدوام. فأتظاهر بالمرض بعد أن لففت رأسي بعصابة بيضاء، مصبوغا في أنيني الكاذب، لكنها تبدو غير مقتنعة بهذه الحيلة الباهتة، لتجر غطائي رامية إياه فوق جدار البيت . سأضطر لأعقد صلحا مع شيطنتي، لأتخلص من هذا الإصرار الصباحي البغيض، دون أن اخبر إخوتي لتتسع فرص نجاح فعلتي. تثور والدتي كعادتها وتخطف غطائي، فتجدني عاريا فاسخا جميع ملابسي، لتفر مشدوهة ومنبهرة، خاصة بعدما رمقت عينها وظائفي الجنسية، فمن يومها تخلصت من رحلات الرعي والسقي اليومية المقرفة. لأندرج في سلك الكبار بعدما حصلت على جلباب " سايسي " *1 وبلغة صفراء و " عكاد من الجبوج" *2 منمق بمسامير لامعة، ترد عيون الزائغين، ومبشرة إياهم بالهلاك المبين، إذ هم أرادوا للعراك سبيلا. فأحضر الأعراس قبلي وبحري و أرقص إلى جانب " حليمة بنت عبد الكبير " بعد أن نمقت صدرها النافر بنهديه البارزتين، بأوراق مالية مهمة. فأكتسي بإحساس غريب، كأنني اكتشف موضعا جديدا لم أعهده من قبل. فظل هذا المكان يرتبط في ذهني بالغذاء عندما كنت رضيعا، أعبه بفمي الحافي، أما اليوم فإني أفكر في غزوه، مشحونا بلذة مقيتة. لتستطرد في غنائها ببحتها التي تنكوي لها القلوب، وتذوب في آهاتها موحدة الذكرى، فتشكرني على جزيل العطاء : " راه بنادم الزين من الوالدين"*3 " خلي مول الجلابة إلي بغيتو دابا " أحرك طاقيتي يمينا وشمالا، ومقوسا إياها جانبا على رأسي مؤكدا بلوغي أوج النشوة . لأميز زغرودة والدتي العذبة من ديوان النساء مستبشرة بهذا المديح الذي يؤجج الأفئدة و يسمو بالذات في هذه اللحظات الخالدة التي سيتداولها كل الناس على مدار السنين. إنه الإحساس الفطري للأمهات، عندما تجنين ثمار أصياف الخلافة من أجل المباهاة . فأنهل من ينبوع الرجولة شاقا دروبا قد سطرها السلف وتحمل تبعتها الخلف. و أرقب مجالس السمر الليلية، منتشيا دخان " الكيف " من بوثقة عود الخيزران، بعدما عملت على تنقية سنابله، وقطعتها بشكل دقيق على لوحتي المنقوشة الجذابة، لقد صنعت من خشب العرعار وهذا هو سر شهرتها. لاستمر مزهوا بنفسي فتنفتح عيني على كؤوس النجوى. وأصبح هائما في شعاب النفس المرصعة بالنشوة الشقية، صانعا بذلك المجد الرجولي المبكر. واستطردت ألوك الأيام الهوجاء، وندمت أشد الندم على ضياع طفولتي، بعدما ابتزني الحاضر بثقل مسؤولياته اتجاه نفسي واتجاه الآخرين. فارتشفت المسير مرغما على البروز في الواجهة دائما، مقنعا بشخصية مكسوة بمجد مفتعل. ـــــــــــــــــــــــــــــ هشام ناجح / المغرب الهامش : 1ـ جلباب سايسي : نسبة إلى سبت سايس بإقليم الجديدة . فهذا الجلباب معروف بجودته ، وغلاء ثمنه وخفته يمكن أن تجمعه في مد يديك . 2 ـ العكاد * : عصا يصنع لها رأس ، قد تنمق بمسامير أحيانا ، وهي بمثابة سلاح الرجولة . الجبوج : نوع من الأشجار التي تتميز بقوتها وصلابتها . 3 ـ إشارة إلى أن جمال بني ادم مرتبط بالوالدين، وهي دلالة رمزية على حسن الخلق والتربية. - إشارة إلى صاحب الجلباب المرغوب فيه من طرف المغنية ، و سخاوته جعلتها تميل إليه حتما
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ربيع عامر الغيواني
    أديب مميز
    أديب مميز
    ربيع عامر الغيواني


    عدد الرسائل : 1461
    تاريخ التسجيل : 27/12/2007

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالجمعة يناير 28, 2011 7:56 pm

    هشام ناجح كتب:
    كان صباح والدتي مفعما بالصراخ و الزعيق. فتبتز النوم لتطرده من جفوننا، بغية إدراك سحابة يومنا في أعمال الحقول المزمجرة على السحنات، بعرق الكدح والإرهاق. تصعد شمس الشروق باسطة خيوطها الأولى قبلة، فوق بيت "زهرة بنت الأعمى"، الذي هو مؤشرنا على بداية يومنا اللئيم . فنحتسي الكسل ونغم بأنفسنا من جديد، ليتواصل لغطها فتقول: " لقد ندمت على اليوم الذي أنجبتكم فيه. إنكم نسخة طبق الأصل من أبيكم. لا تملكون قلوبا حارة، إذا فاجأني الموت، سيصيب هذا البيت البوار " . يصل دبيب هذه الكلمات إلى سمعي ثقيلا، كأصوات الدلاء الصماء، التي تئن في أغوار الآبار السحيقة. وينتابني منبه خفي يجسم قدرا محتوما، نعجز عن مواجهته لكننا نحاول أن نتصدى له بالتناسي والغفلة فقط. فأتلوى في غطائي، لتلحقني بعصاها الطويلة، وتلكزني تلك اللكزة القوية، كحمار استفرد به الغش أثناء نوبات الدرس المريرة في عز جمارة القيظ . قد تضطر والدتي أحيانا إلى عدم التفرقة بين أبنائها وباقي الكائنات، خاصة عندما يعمر قلبها حب البهائم والتراب والأحجار الأم ، التي تغرس على الحدود بين أرضنا وارض " عبد الله العبد" لتذكر الكل بأصل الملكية. يا لها من قداسة بلهاء تشاكس الإنسان، وتجعل منه عبدا للأشياء على الدوام. فأتظاهر بالمرض بعد أن لففت رأسي بعصابة بيضاء، مصبوغا في أنيني الكاذب، لكنها تبدو غير مقتنعة بهذه الحيلة الباهتة، لتجر غطائي رامية إياه فوق جدار البيت . سأضطر لأعقد صلحا مع شيطنتي، لأتخلص من هذا الإصرار الصباحي البغيض، دون أن اخبر إخوتي لتتسع فرص نجاح فعلتي. تثور والدتي كعادتها وتخطف غطائي، فتجدني عاريا فاسخا جميع ملابسي، لتفر مشدوهة ومنبهرة، خاصة بعدما رمقت عينها وظائفي الجنسية، فمن يومها تخلصت من رحلات الرعي والسقي اليومية المقرفة. لأندرج في سلك الكبار بعدما حصلت على جلباب " سايسي " *1 وبلغة صفراء و " عكاد من الجبوج" *2 منمق بمسامير لامعة، ترد عيون الزائغين، ومبشرة إياهم بالهلاك المبين، إذ هم أرادوا للعراك سبيلا. فأحضر الأعراس قبلي وبحري و أرقص إلى جانب " حليمة بنت عبد الكبير " بعد أن نمقت صدرها النافر بنهديه البارزتين، بأوراق مالية مهمة. فأكتسي بإحساس غريب، كأنني اكتشف موضعا جديدا لم أعهده من قبل. فظل هذا المكان يرتبط في ذهني بالغذاء عندما كنت رضيعا، أعبه بفمي الحافي، أما اليوم فإني أفكر في غزوه، مشحونا بلذة مقيتة. لتستطرد في غنائها ببحتها التي تنكوي لها القلوب، وتذوب في آهاتها موحدة الذكرى، فتشكرني على جزيل العطاء : " راه بنادم الزين من الوالدين"*3 " خلي مول الجلابة إلي بغيتو دابا " أحرك طاقيتي يمينا وشمالا، ومقوسا إياها جانبا على رأسي مؤكدا بلوغي أوج النشوة . لأميز زغرودة والدتي العذبة من ديوان النساء مستبشرة بهذا المديح الذي يؤجج الأفئدة و يسمو بالذات في هذه اللحظات الخالدة التي سيتداولها كل الناس على مدار السنين. إنه الإحساس الفطري للأمهات، عندما تجنين ثمار أصياف الخلافة من أجل المباهاة . فأنهل من ينبوع الرجولة شاقا دروبا قد سطرها السلف وتحمل تبعتها الخلف. و أرقب مجالس السمر الليلية، منتشيا دخان " الكيف " من بوثقة عود الخيزران، بعدما عملت على تنقية سنابله، وقطعتها بشكل دقيق على لوحتي المنقوشة الجذابة، لقد صنعت من خشب العرعار وهذا هو سر شهرتها. لاستمر مزهوا بنفسي فتنفتح عيني على كؤوس النجوى. وأصبح هائما في شعاب النفس المرصعة بالنشوة الشقية، صانعا بذلك المجد الرجولي المبكر. واستطردت ألوك الأيام الهوجاء، وندمت أشد الندم على ضياع طفولتي، بعدما ابتزني الحاضر بثقل مسؤولياته اتجاه نفسي واتجاه الآخرين. فارتشفت المسير مرغما على البروز في الواجهة دائما، مقنعا بشخصية مكسوة بمجد مفتعل. ـــــــــــــــــــــــــــــ هشام ناجح / المغرب الهامش : 1ـ جلباب سايسي : نسبة إلى سبت سايس بإقليم الجديدة . فهذا الجلباب معروف بجودته ، وغلاء ثمنه وخفته يمكن أن تجمعه في مد يديك . 2 ـ العكاد * : عصا يصنع لها رأس ، قد تنمق بمسامير أحيانا ، وهي بمثابة سلاح الرجولة . الجبوج : نوع من الأشجار التي تتميز بقوتها وصلابتها . 3 ـ إشارة إلى أن جمال بني ادم مرتبط بالوالدين، وهي دلالة رمزية على حسن الخلق والتربية. - إشارة إلى صاحب الجلباب المرغوب فيه من طرف المغنية ، و سخاوته جعلتها تميل إليه حتما
    الصديق هشام ناجح

    لديك قدرة على الاسترسال في السرد
    لديك نفس مما يؤشر بميلاد قاص وروائي في المستقبل القريب
    فقط نؤاخذ عليك الحشو والاطناب وعدم تكثيف النص
    لو استعملت التكثيف لكان النص أرقى
    هذا لا ينقص من قيمتك الأدبية
    نتمنى أن تتألق أكثر
    تحياتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    هشام ناجح
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    هشام ناجح


    عدد الرسائل : 188
    العمر : 50
    Localisation : الجديدة
    تاريخ التسجيل : 15/01/2011

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالسبت يناير 29, 2011 1:49 pm

    أخي ربيع تحية طيبة صادقة وسيزيد من صدقها اهتمامكم بنصوصنا المتواضعة التي لازالت تفتقر الى الجودة المطلوبة
    اخي ربيع عندما تسكن أسلوبا معينا فانك تجيد الوفاء لثوابته فيكون التخلص صعبا وشاقا لكننا سنحاول أن ندرك الفنيات والجماليات المعيارية والوصفية حتى يكون مذاق نصوصنا (بنين) ان شاء الله .
    تحيات هشام ناجح لأخيه ربيع عامر
    محبتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مهدية أماني
    قاصة ...مشرفة
    قاصة ...مشرفة
    مهدية أماني


    عدد الرسائل : 858
    العمر : 68
    Localisation : قلعة السراغنة
    تاريخ التسجيل : 23/03/2010

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 2:50 pm

    هشام ناجح كتب:
    كان صباح والدتي مفعما بالصراخ و الزعيق. فتبتز النوم لتطرده من جفوننا، بغية إدراك سحابة يومنا في أعمال الحقول المزمجرة على السحنات، بعرق الكدح والإرهاق. تصعد شمس الشروق باسطة خيوطها الأولى قبلة، فوق بيت "زهرة بنت الأعمى"، الذي هو مؤشرنا على بداية يومنا اللئيم . فنحتسي الكسل ونغم بأنفسنا من جديد، ليتواصل لغطها فتقول: " لقد ندمت على اليوم الذي أنجبتكم فيه. إنكم نسخة طبق الأصل من أبيكم. لا تملكون قلوبا حارة، إذا فاجأني الموت، سيصيب هذا البيت البوار " . يصل دبيب هذه الكلمات إلى سمعي ثقيلا، كأصوات الدلاء الصماء، التي تئن في أغوار الآبار السحيقة. وينتابني منبه خفي يجسم قدرا محتوما، نعجز عن مواجهته لكننا نحاول أن نتصدى له بالتناسي والغفلة فقط. فأتلوى في غطائي، لتلحقني بعصاها الطويلة، وتلكزني تلك اللكزة القوية، كحمار استفرد به الغش أثناء نوبات الدرس المريرة في عز جمارة القيظ . قد تضطر والدتي أحيانا إلى عدم التفرقة بين أبنائها وباقي الكائنات، خاصة عندما يعمر قلبها حب البهائم والتراب والأحجار الأم ، التي تغرس على الحدود بين أرضنا وارض " عبد الله العبد" لتذكر الكل بأصل الملكية. يا لها من قداسة بلهاء تشاكس الإنسان، وتجعل منه عبدا للأشياء على الدوام. فأتظاهر بالمرض بعد أن لففت رأسي بعصابة بيضاء، مصبوغا في أنيني الكاذب، لكنها تبدو غير مقتنعة بهذه الحيلة الباهتة، لتجر غطائي رامية إياه فوق جدار البيت . سأضطر لأعقد صلحا مع شيطنتي، لأتخلص من هذا الإصرار الصباحي البغيض، دون أن اخبر إخوتي لتتسع فرص نجاح فعلتي. تثور والدتي كعادتها وتخطف غطائي، فتجدني عاريا فاسخا جميع ملابسي، لتفر مشدوهة ومنبهرة، خاصة بعدما رمقت عينها وظائفي الجنسية، فمن يومها تخلصت من رحلات الرعي والسقي اليومية المقرفة. لأندرج في سلك الكبار بعدما حصلت على جلباب " سايسي " *1 وبلغة صفراء و " عكاد من الجبوج" *2 منمق بمسامير لامعة، ترد عيون الزائغين، ومبشرة إياهم بالهلاك المبين، إذ هم أرادوا للعراك سبيلا. فأحضر الأعراس قبلي وبحري و أرقص إلى جانب " حليمة بنت عبد الكبير " بعد أن نمقت صدرها النافر بنهديه البارزتين، بأوراق مالية مهمة. فأكتسي بإحساس غريب، كأنني اكتشف موضعا جديدا لم أعهده من قبل. فظل هذا المكان يرتبط في ذهني بالغذاء عندما كنت رضيعا، أعبه بفمي الحافي، أما اليوم فإني أفكر في غزوه، مشحونا بلذة مقيتة. لتستطرد في غنائها ببحتها التي تنكوي لها القلوب، وتذوب في آهاتها موحدة الذكرى، فتشكرني على جزيل العطاء : " راه بنادم الزين من الوالدين"*3 " خلي مول الجلابة إلي بغيتو دابا " أحرك طاقيتي يمينا وشمالا، ومقوسا إياها جانبا على رأسي مؤكدا بلوغي أوج النشوة . لأميز زغرودة والدتي العذبة من ديوان النساء مستبشرة بهذا المديح الذي يؤجج الأفئدة و يسمو بالذات في هذه اللحظات الخالدة التي سيتداولها كل الناس على مدار السنين. إنه الإحساس الفطري للأمهات، عندما تجنين ثمار أصياف الخلافة من أجل المباهاة . فأنهل من ينبوع الرجولة شاقا دروبا قد سطرها السلف وتحمل تبعتها الخلف. و أرقب مجالس السمر الليلية، منتشيا دخان " الكيف " من بوثقة عود الخيزران، بعدما عملت على تنقية سنابله، وقطعتها بشكل دقيق على لوحتي المنقوشة الجذابة، لقد صنعت من خشب العرعار وهذا هو سر شهرتها. لاستمر مزهوا بنفسي فتنفتح عيني على كؤوس النجوى. وأصبح هائما في شعاب النفس المرصعة بالنشوة الشقية، صانعا بذلك المجد الرجولي المبكر. واستطردت ألوك الأيام الهوجاء، وندمت أشد الندم على ضياع طفولتي، بعدما ابتزني الحاضر بثقل مسؤولياته اتجاه نفسي واتجاه الآخرين. فارتشفت المسير مرغما على البروز في الواجهة دائما، مقنعا بشخصية مكسوة بمجد مفتعل. ـــــــــــــــــــــــــــــ هشام ناجح / المغرب الهامش : 1ـ جلباب سايسي : نسبة إلى سبت سايس بإقليم الجديدة . فهذا الجلباب معروف بجودته ، وغلاء ثمنه وخفته يمكن أن تجمعه في مد يديك . 2 ـ العكاد * : عصا يصنع لها رأس ، قد تنمق بمسامير أحيانا ، وهي بمثابة سلاح الرجولة . الجبوج : نوع من الأشجار التي تتميز بقوتها وصلابتها . 3 ـ إشارة إلى أن جمال بني ادم مرتبط بالوالدين، وهي دلالة رمزية على حسن الخلق والتربية. - إشارة إلى صاحب الجلباب المرغوب فيه من طرف المغنية ، و سخاوته جعلتها تميل إليه حتما

    اخي هشام السلام عليك

    ومرحبا اهلا وسهلا بك في هذا الركن
    الجميل
    اعجبني ما كتبته سردية رائعة مبنى ومعنى
    لا حشو ولا زيادة ..اتمنى ان اقرا لك
    المزيد.


    اختك مهدية





    هسمة مني اليك لا تضمن كتاباتك شروحا
    فهي تضر بها
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زايد التجاني
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    زايد التجاني


    عدد الرسائل : 593
    تاريخ التسجيل : 06/08/2009

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 4:41 pm

    نص جميل وتعبير أدبي مشوق

    فقط أتحفظ على العنوان ، وكأني به لايناسب غالب النص ، صباح امي رصيده في النصف الاول من النص فقط ولاتناسبه البقية .
    مجرد حكم شخصي قابل للنقض.

    مودتي استاذ هشام
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    فيصل المهنا




    عدد الرسائل : 12
    العمر : 70
    تاريخ التسجيل : 06/11/2010

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 6:33 pm

    [size=18]الاخ هشام ناجح نص ممتع ومميز ومعبر وصور لا يستطيع اي كاتب تصويرها الا مبدع ....اتمنىلك مزيدا من الابداع.[/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    هشام ناجح
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    هشام ناجح


    عدد الرسائل : 188
    العمر : 50
    Localisation : الجديدة
    تاريخ التسجيل : 15/01/2011

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 7:12 pm

    أختي مهدية وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
    كلماتك ستزيد من عزمنا على التعلم مليا حتى نجيد أليات القصة العزيزة التي تأخذ حياتنا
    أشكرالاخوة المشرفين في شخصكم على تكبير خط النص لأنه ينقصني التعامل مع جهاز الحاسوب
    اما عن الشروحات فاني اكتب في بعض المواقع العربية فأكون حريصا على مراعاة طبيعة المتلقي من أجل تقريبه من لهجتنا وهويتنا على الخصوص
    تحية طيبة من أخيك هشام ناجح
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    هشام ناجح
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    هشام ناجح


    عدد الرسائل : 188
    العمر : 50
    Localisation : الجديدة
    تاريخ التسجيل : 15/01/2011

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 7:28 pm

    اخي زيد التجاني تحية طيبة
    لك مني جزيل الشكر لاهتمامكم بالنص ارجو من الله عز وجل أن نلتقي قريبا حتى نجسد صداقتنا الادبية على ارض الواقع .ان هده الدار تبعث على الامل والتعلم لما توليه من اهتمام للابداع .
    أما عن العنوان فأتفق معك كان من المفروض أن يغطي جميع الاحداث مثلا همسات من حياة
    لكن نحن في المغرب نعلم قيمة الصباح خاصة اذا تعكر مزاجك
    محبتي أخي التجاني
    هشام ناجح
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    هشام ناجح
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    هشام ناجح


    عدد الرسائل : 188
    العمر : 50
    Localisation : الجديدة
    تاريخ التسجيل : 15/01/2011

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 7:36 pm

    اخي فيصل تحية طيبة
    أشكرك على كلماتك الرقيقة انها المستويات الفاعلة اجتماعيا في الشخصية المغربية التي تعيش في البادية فارتأيت الا أن أعكسها حتى نقول للجيل الحالي هناك سوسيولوجية قروية بات من الضروري الالتفات اليها
    محبتة هشام ناجح أخي المهنا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زايد التجاني
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    زايد التجاني


    عدد الرسائل : 593
    تاريخ التسجيل : 06/08/2009

    صباح والدتي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: صباح والدتي   صباح والدتي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 10:56 pm

    هشام ناجح كتب:
    اخي زيد التجاني تحية طيبة
    لك مني جزيل الشكر لاهتمامكم بالنص ارجو من الله عز وجل أن نلتقي قريبا حتى نجسد صداقتنا الادبية على ارض الواقع .ان هده الدار تبعث على الامل والتعلم لما توليه من اهتمام للابداع .
    أما عن العنوان فأتفق معك كان من المفروض أن يغطي جميع الاحداث مثلا همسات من حياة
    لكن نحن في المغرب نعلم قيمة الصباح خاصة اذا تعكر مزاجك
    محبتي أخي التجاني
    هشام ناجح
    اتمنى ان يتم اللقاء الفعلي قريبا معك وباقي أدباء جامعتنا بسبب الاضمومة القصصية المزمع طبعها .

    شعور نبيل أشاركك إياه .

    كل الود
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    صباح والدتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » !!.... أقتفي أثرا ما ... "
    » صباح بارد
    » صباح مساء
    » صباح مساء
    » صباح الخير...

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة القصيرة-
    انتقل الى: