محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
| موضوع: قتل مع سبق الإصرار.......محضار السبت فبراير 19, 2011 10:32 pm | |
| قتل مع سبق الإصرار..قصة لمحمد محضار
ظل ينظر الى جثتهابصمت..كان قد انتهى لتوه من خنقها..قال لنفسه" انا لست نادما على شيء..إنها تافهة وتستحق ما فعلته بها ..لسانها سليط , وسلوكها مقيت..ترى كيف سلخت معها أكثر من نصف عمري دون أن أنتبه الى بلادتها , وسوء تقديرها للأشياء ؟؟؟كيف تقبلت أفكارها الغريبة وتصرفاتها المثيرة للسخرية ..؟؟". أشعل سيجارة , نفث دخانها بهدوء..اقتعد أريكة مواجهة لجسدها الملقى في صالون البيت..بدا له المكان غريبا , وكأنه لم يقض به أكثر من نصف عمره ..هنا رزق بولده الوحيد , الذي يعيش بأرض المهجر منذ سنوات ..هنا عاش أحداث الوطن وتفاعل معها ..الإنقلابات الفاشلة..الإضربات الدموية ..حرب الصحراء وظلم البلد الجار..رحيل الملك الفجائي وحزن الشعب الكبير عليه..سقوط الوزير الحديدي.. هنا تجرع كأس المرارة وعاش هزائم العرب المتواصلة أمام إسرائيل و أمريكا ..هنا بكى جمال وعرفات وصدام ..هنا عاش حياته الخاصة وتفاعل مع محيطه , وهنا خنق شريكة عمره..لا يهمه الآن ما سيحدث ..الأمور عنده سيان ..غذا سيذهب الى مخفر الشرطة ..سيقول لهم " أنا قاتل, نعم أنا قاتل ..الأمر في غاية البساطة ..زوجتي ا ستفزتني , طلبت منها الصمت , لكن لسانها السليط لم يسعفها , تساببنا ..تشاتمنا, قلنا لبعضنا كلاما جارحا ..ثم أمسكنا بتلابيب بعضنا كعادتنا عند كل خصام , وبدأنا في التجاذب والتدافع ..كان صراعنا عنيفا ..قلت لها أنت حشرة ليس إلا ..سأريحك وأريح نفسي منك , أمسكت بعنقها وصرت أضغط دون هوادة , حتى خفتت أنفاسها وتهاوت على الأرض ..لم أشعر بالأسف أو الندم ..كان يجب أن تموت وقد قتلتها وأنا في كامل قواي العقلية ... . اكتبوا ماشئتم في المحضر , وسأوقع دون تردد , فإن كانت هي ماتت مرة ..فقد قتلتني مرات..دبحتني من الوريد الى الوريد..شربت دمي ونهشت لحمي... قام من مكانه..إتجه صوب النافذة ..وقف لحظة ثم عاد أدراجه نحو الجثة المسجاة امامه ..صرخ باعلى صوته..لماذا فعلت بي هذا ؟؟ لماذا حولتيني بربك الى وحش كاسر ؟؟؟لماذا حطمت مسار حياتي بهذا الشكل؟؟؟ أحس بدوار غريب , في رأسه تمنى لو أن الزمن عاد الى الوراء , وإ ستطاع إمتلاك ناصية أمره فيغير مجرى حياته تماما ..لكن هيهات هيهات..فما كان قد كان , وقدره سيواجهه بشجاعة سواء كان مؤبدا أو إعداما ..وستستمر الحياة على كل حال ..سيعتذر لإبنه ويطلب صفحه وتقدير ظروفه.. دوى صوت الآذان محطما سكون الليل الذي كان في ثلثه الاخير ..توضأ ثم صلى ..وطلب من الله ان يغفر له ما اقترفت يداه. غادر البيت نحو مخفر الشرطة ..كان يهذي بكلام غير مفهوم وهو يهرول غير آبه بأحد..وكلما قطع مسافة من الطريق , تزايد هذيانه , الذي أصبح صراخا وهتافا قويا.." ايها السادة..يا أهل المدينة الكرام ..لقد قتلت زوجتي ..خنقتها ..كتمت أنفاسها , لأنها جعلت حياتي نكدا في نكد " عندما دخل مخفر الشرطة , كبر وهلل ثم أعلن الخبر بصوت جهوري ..دون الضابط أقواله في محضر ..ثم استدعى رجلي أمن وطلب منهما التحفظ عليه.. بعد حين أركبوه سيارة الشرطة , ثم قصدوا مكان الحادث .." لقد كنت زوجا مثاليا..لم أخنها قط ..أسعدتها قدر المستطاع ..لكنها لا تستحق ..حطمتني ..انا لا يهمني ما ينتظرني ..".كان رجال الأمن يستمعون الى كلامه ببرود وصمت..عندما وصلوا الى بيته..كان الشارع فارغا ولا شيء يوحي بأن جريمة قد اقترفت, وروحا قد أزهقت, نزل متثقلا والأصفاد تكبل يديه. سأله الضابط : -هل تسكن هنا؟؟ رد بصوت خافت: - نعم في الفيلا التي توجد أمامكم .. دلف الجميع دفعة واحدة ..عبروا دهليز الفيلا ..ثم ولجوا الصالون. سأله الضابط : - أين جثة زوجتك..?? رد وهو يشير الى مكانها : - هناك .. قاطعه الضابط بغضب: - أين ؟؟ أنا لا أرى شيئا ..!!! لم تكن هناك جثة..صرخ بصوت قوي: - لكنها كانت هنا..بيدي خنقتها..أنا لا أكذب إندفع رجال الأمن الى باقي غرف البيت يفتشون عن جثة زوجته ..دون ان يجدوا شيئا.. قال الضابط : -إسمع يا هذا ..أنت تزعج السلطات وتقدم معلومات كاذبة ..وهذا فعل يعاقب عليه القانون .. - لكنني خنقتها..قتلتها بيدي هاتين.. قاطعه الضابط: - أنت مخبول ..لابد من إحالتك على مستشفى الأمراض العقلية .. وعلى حين غرة فتح الباب , ودخلت سيدة في أواسط عمرها , تحمل قفة صغيرة .. - ميمون أين كنت ..ومن هؤلاء الذين معك؟؟!! - أنت مازلت حية ..!!! -ما هذا الكلام الغريب الذي تقول. تدخل الضابط موضحا : - زوجك قدم بلاغا يدعي فيه أنه قتلك..وقد جئنا لمعاينة الواقعة.. ابتسمت المرأة وقالت: - قدم بلاغا..!! - لقد خنقتك بيدي هاتين..قتلتك بلا رحمة.. قاطعه الضابط : - لابد من إحالتك على مستشفى الأمراض العقلية وساندته المرأة قائلة - هذا عين العقل فقد يفعلها..بحق وحقيق.. محمد محضار ..12/12/2008 التوقيع: | |
|
محمد القصبي شاعر مشرف
عدد الرسائل : 601 العمر : 63 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 25/12/2007
| موضوع: رد: قتل مع سبق الإصرار.......محضار الأحد فبراير 27, 2011 7:31 pm | |
| المراة التي تقتني حاجيات الدار انما هي قائد السفينة التي تبحر بها في عالم تقزمت فيه قوامة الرجل مما معه اصبح مدمنا على حلم اليقظة التذي يمنحه توازنه النفسي باسترجاع كبرائه الابوي الى درجة اعتقد حقا ما تم تصويره من سيناريو جريمة قتل فانطبق الخيال بالواقع و اصبحت بدلك المرأة اقوى في عالمه الحسي كما هي الادكى و الاقوى في عالمه الافتراضي محضار اسلوب متماسك البنا رائع | |
|
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
| موضوع: رد: قتل مع سبق الإصرار.......محضار الخميس مارس 10, 2011 4:05 pm | |
| - محمد القصبي كتب:
- المراة التي تقتني حاجيات الدار انما هي قائد السفينة التي تبحر بها في عالم تقزمت فيه قوامة الرجل مما معه اصبح مدمنا على حلم اليقظة التذي يمنحه توازنه النفسي باسترجاع كبرائه الابوي الى درجة اعتقد حقا ما تم تصويره من سيناريو جريمة قتل فانطبق الخيال بالواقع و اصبحت بدلك المرأة اقوى في عالمه الحسي كما هي الادكى و الاقوى في عالمه الافتراضي محضار اسلوب متماسك البنا رائع
سي محمد مقاربتك عميقة ، وقد لامست سويداء الموضوع ، تقبل مودتي | |
|
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: قتل مع سبق الإصرار.......محضار الخميس مارس 10, 2011 10:16 pm | |
| استاذ محضار
نص بهي صيغ بأسلوب جميل يجعلك تعيش مع الاحداث وتسابقها لمعرفة الحقيقة لعل النص يحيل على ما آلت اليه أحوال الاسرة اليوم في كثير من البيوت ، حيث صارت المرأة هي المتحكمة في الامور ..ولاشك ان شعور الرجل بتقزم دوره ، وماينتظره في المحكمة في حالة الطلاق ، قد يجعله خارج أطواره بشكل من الاشكال .. طبعا لها حقها قي تسيير دفة الامور ، لكن حالة التسلط وإصدار الاوامر تبقى أشد على قلب الرجل...والعكس صحيح أيضا. استاذ محضار ، عنت لي ملاحظات بسيطة لاتنقص من قيمة النص شيئا : - الإنقلابات..الإضربات إتجه -وإستطاع إمتلاك -إندفع -إسمع / من دون همزة القطع. - حولتيني / حولتني - ثم استدعى رجلي أمن وطلب منهما التحفظ عليه ،عبروا دهليز الفيلا / أعتقد انه يمكن الاستغناء عن هاتين الجملتين من باب التكثيف . - نزل متثقلا / لعلك تقصد متثاقلا. مودتي
| |
|
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
| موضوع: رد: قتل مع سبق الإصرار.......محضار الأحد مارس 13, 2011 12:59 pm | |
| - زايد التجاني كتب:
- استاذ محضار
نص بهي صيغ بأسلوب جميل يجعلك تعيش مع الاحداث وتسابقها لمعرفة الحقيقة لعل النص يحيل على ما آلت اليه أحوال الاسرة اليوم في كثير من البيوت ، حيث صارت المرأة هي المتحكمة في الامور ..ولاشك ان شعور الرجل بتقزم دوره ، وماينتظره في المحكمة في حالة الطلاق ، قد يجعله خارج أطواره بشكل من الاشكال .. طبعا لها حقها قي تسيير دفة الامور ، لكن حالة التسلط وإصدار الاوامر تبقى أشد على قلب الرجل...والعكس صحيح أيضا.
استاذ محضار ، عنت لي ملاحظات بسيطة لاتنقص من قيمة النص شيئا :
- الإنقلابات..الإضربات إتجه -وإستطاع إمتلاك -إندفع -إسمع / من دون همزة القطع. - حولتيني / حولتني - ثم استدعى رجلي أمن وطلب منهما التحفظ عليه ،عبروا دهليز الفيلا / أعتقد انه يمكن الاستغناء عن هاتين الجملتين من باب التكثيف . - نزل متثقلا / لعلك تقصد متثاقلا. مودتي
شكرا سي زيد على التصويبات التي أراها في محله.........ترى كيف حال الوالد شفاه الله..... | |
|
عبدالرحيم التدلاوي مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 268 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
| موضوع: رد: قتل مع سبق الإصرار.......محضار الخميس مارس 17, 2011 10:05 am | |
| لن اقول الا انك سيد القص. و التحولات افرزت ما يغيظ الرجل، ها ان المراة اصبحت سيدة السفينة و قائدها، و لن تزيغ مودتي | |
|