نوافذ
1.نافذة أولى:
قنينة الماء المتدحرجة على طول البلاط تستقر بالقرب من الكرسي الأحمرالمنتصب وسط القاعة، الستائر المخميلية تلامس أرضية الغرفة تحجب أشعة الشمس من التسرب عبر فتحات النوافذ المحكمة الإغلاق.
الرجل الجالس على الكرسي الأحمر ترك وجهه في البيت وحضر بوجه آخر إلى مكتبه، يتوارى خلف جهاز الحاسوب الوحيد في الغرفة، تستقر عيناه الضيقتان على الشاشة ويده اليمنى تحرك الفأرة يمينا ويسارا ،يدخل نوافذ كثيرة ويخرج دون أن يعثر على مبتغاه. مضى وقت طويل وهو معزول في جزيرته، زار مواقع عديدة دون أن يتزحزح من على الكرسي الأحمر، أصبح على إثرها فيلسوفا وقاصا وشاعرا وعلمانيا ومتأسلما.....عقد صداقات عديدة وحين أصطدمت عيناه الضيقتان بكلمة impossible d’afficher la page.
غادرالكرسي تاركا النوافذ مفتوحة وقنينة الماء المتدحرجة. وفي الطريق وجد إعلانا عن مختف ووجها لم يتعرف عليه أحد.
2.نافذة ثانية
أسرعت الأم على إثر نداء طفلتها :ماما أريد أن ألعب في"باربي"فتحت الأم النوافذ و المواقع المؤدية للعبة ابنتها المفضلة تسلمت هذه الأخيرة الفأرة بسرور غامر، ألبست الدمية كل الملابس وعندما تعبت يداها الصغيرتان توجهت نحو الخزانة، وأخرجت الملابس الموجودة وشرعت في نزع ملابسها ...
3. نافذة ثالثة
رن هاتف المنزل رنتين.
قالت في سرها :حان الوقت إذا. ثم توجهت نحوالجهاز وزودته بالمعلومات اللازمة وجلست تنتظرظهور الوجه المألوف وكلها شوق أن تشبع ناظريها بصورة ابنتها المغتربة وأن تسمع صوتها الذي افتقدته كثيرا،مع أنها كانت في قرارة نفسها تلعن هذا الحاجز الزجاجي الذي يحول دون أن تحضن طفلتها المدللة.
احدرت دمعتان من عينيها وهي ترى حفيدها المغمض العينين بين ذراعي والدته...
أخرجها صوت الإبنة, من هواجسها:
"لن نقيم له السبوع إلى حين الحضور إلى المغرب"
رددت كثيرا كلمة هل صحيح؟ كأنها
بذلك تريد تأكيدا من ابنتها.
ومازالت النوافذ مشرعة.