عن دار التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع صدر للشاعرة المغربية ريحانة بشير مجموعة شعرية في طبعة أنيقة بعنوان " حين يتكلم الماء "
الأضمومة الشعرية من الحجم المتوسط وجاءت في 70 صفحة و تضم 15 قصيدة ،
زين الغلاف بلوحة فنية للفنانة التشكيلية اللبنانية نهاد حنون غريب ووشم
ظهر الغلاف بكلمتين وقعهما كل من الشاعر الزجال أحمد لمسيح والشاعر الناقد ابراهيم القهوايجي ، وقد جاء تقديم مجموعة الشاعرة ريحانة بشسير من توقيع الشاعروالناقد د مصطفى اشليح والذي نقتبس منه التالي :
" تقولُ الشاعرة:
لن يلبسني أحد.
رحلت إليك في خلوتي الدائمة حين أتيت.
بارتباكي الطفولي .. بانبلاج صبح مآذني.
فهل نسينا الرسم على العمر؟
هلْ أسمي هذا المقتطف " رسما " باعتبار أنَّ الرسمَ حمَّالُ دلالاتٍ،
فمنها: الطلل الدارس، ومنها هوية الشكل، ومنها التشكيل المائي على الزمن ؟
وهل اللباس، هنا، اقتحام خلوةٍ واحتدام سطوةٍ يُغيران على الذات الشاعرة
التي ترغب في ممارسة فعلها الخاص بذاتها ؟ وفيم اللباس لا يكون التباسا
لهويةٍ تسعى إلى بيان " أدوات قلبها " بلغة محمود درويش في جداريته ؟ ولمْ
لا يكون اللباسُ إبلاسا عن القول أي عدم إمكانية وجود لغة خاصةٍ،
والشاعرة ذات منزع إلى تلافي " رمس بياني " إذا مارسنا قلبا تجنيسيا
للمفردة ؟ وهلْ أنظرُ إلى اللباس " وسما " في الآتي من نص ثان:
كما الشمس تلبسني
كما الشفاه في زهرك الليلكي
تعانق زهر شفتي للرحيق الأخير.
امنحني الرغبة في اشتعال الرماد الميت
قطرة تجهل طريق النهر الممتد في صمت اللغة
هلْ أذهبُ إلى القول باحتمال التوحد بالكوني الشفاف وبنشدان وسم ذريٍّ
لرسم زماني في تشظ لما يرتب للكائن بيته الوجودي ؟ هل تغزل الشاعرة من
أشعة الشمس ثوب المعنى لتكون إلى المعنى ؟ هل " الرحيق الأخير " حريقُ
الأثير لـ " اشتعال الرماد الميت " ؟ هلْ مات الرماد في موقد الكلمات ؟
لغة صامتة لن تأتي إليها " قطرة تجهل طريق النهر ". لمْ هي اللغة تبترد
بالصمت ؟ وكيفَ لا يني الشعراء عن القول بالوقوف، حيارى، أمام لغة لا تنبس
فلا همْ ينبسون ؟ ولماذا قدرُ الشعر أنْ يُخذلَ، باللغة، إذا رغبَ في كسر
البياض، وإذا رغبَ في استدعاء الماء بلغة الشمس ؟ كما شمسُ تلبسُ كلام
الماء تدخل الشاعرة إلى العمر وسما لما ارتسم منه على جبين المفرداتِ. "
هنيئا للشاعرة المغربية المتميزة ريحانة بشير اصدارها الشعري الجميل
ونتمنى أن يجد المتابعة النقدية الجديرة به مع مزيد من العطاء والتميز.
..