ملكـتُ القـوافـي فاستـقـامَ هجينُـهـا
وأزهـرَ مـا بيـن السطـورِ رصينُهـا
حنـنـتُ وحـنّـت فاستبـحـتُ جمالَـهـا
وزانتْ قصيدي حين رفّت غصونُها
وأرخت على الأكتـافِ فرعـاً تزينُـهُ
ضفائرُهـا السـوداءُ, وهْــوَ يزينُـهـا
وألقت على وهج الحروف خمارَها
وسـلّـت لحـاظـاً كالسـهـامِ جفونُـهـا
فـقـد ملـكـتْ قلـبـي وحـلّـت شغـافـهُ
كلبنى وقد أغرى بقيـسٍ "شنينُهـا"
ليَ ابتسمت عشرينَ عاماً ولم تزلْ
تضاحكُـنـي فــي النائـبـاتِ سنونُـهـا
فأنـهـل منـهـا مــا أشــاءُ وأستـقـي
قراحـاً, إذا مــا جــنَّ لـيـلاً جنونُـهـا
تحـلُّ بـوجـهٍ بـاسـمِ الثـغـرِ روضــةً
مـنَ الـوردِ تصبيهـا فيَهمـي حنينُهـا
ولولا إباءُ النفسِ والبـأسُ والنـوى
لثمتُ زهورَ الـوردِ أو مـا يصونُهـا
ولولا نزيفُ الأرضِ كانت قصائـدي
ترِقّ لها بيـضُ الليالـي وجونُهـا....
تنازعُـنـي نـفـسـي فـقـلـتُ ألـومُـهـا
كفاني افتتانـاً فـي القوافـي عيونُهـا
فلـي وطـنٌ مـلء الجـوانـحِ شـوقُـهُ
ومـلء فــؤادي فــي بــلادي أنينُـهـا
شحـذتُ لسانـي فـي معـانـاة أهلـهـا
وقـد غيّبتْهـم فـي العـذابِ سجونُـهـا
رأيـت بعينـي بـعـضَ أشــلاء فتـيـةٍ
تـئــنُّ, وآهــــاتٍ تـمـيــدُ شـجـونُـهـا
وذقتُ مـرارَ العيـشِ فـي غيـرِ مـرّةٍ
ورمـتُ مـنَ الشـدّاتِ مـا أستهينُهـا
فحرّكتُ نوْلي أغـزلُ الشعـرَ خاطبـاً
هواهـا, فإنـي فــي أسـاهـا قرينُـهـا
أجوبُ ربـوعَ الأرضَ أستـلُّ مـذوداً
كـحــدِّ اليـمـانـي أطلـقـتـهُ ظعـونُـهـا
أيمّـم شرقـاً فـي البـلادِ, ولــم أكــنْ
أغــرِّبُ فالـغـربُ السقـيـمُ يشيـنُـهـا
تـجــولُ قــوافــيَّ الـجـزيــرة حــــرَّة
لتسـمـعـهـا تـيـمـاؤهـا وحـجـونُـهــا
وأصـرخُ ليـلاً بامـرئ القيـس علّـه
يـرودُ غمـارَ البـيـدِ إذ حــانَ حينُـهـا