الهروب

موضوع: الهروب الأربعاء أبريل 13, 2011 12:23 pm

الهروب..

لابد من الإنعتاق، طوق الياسمين المسموم يلف رقبتي ،وقيود الورد الوحشي تطوق معصمي، تتراءى لي الأحلام من بعيد، ولا أستطيع اللحاق بها،تتراءى لي صورتي هناك، ولا أملك استرجاعها..
ضاعت أحلامي ،وتلاشت صورتي وأنا اخنع لهذا الحب العنيد..
التملك ،الغيرة،الحب القاتل،الاحتلال ،الالغاء..
كلمات تتقاطع بداخلي كل ليلة ،واليوم قررت الهروب، قررت فك الكلمات المتقاطعة ،وتمزيق الطوق اللعين..
أخذت قطعا من ملابسي،تأبطت مجموعة قصص قصيرة،وفي يدي قنينة ماء..
ورحت أشق طريقي بين جموع المسافرين..
محطة القطار:رحيل وسفر ،دموع وعناق ، وفرح باللقاء.
تناقضات أنت يامحطة القطار..
أتطلع في عجل إلى سبورة الرحلات ، قطار رحلتي بدأ يتحرك.
أركض بكل قواي، أستسمح هذا، وأعتذر لذاك،أتدافع وأندفع،أسابق الأحزان والأشجان ، لا أريد للشجن أن يلاحقني، لاأريده أن يركب معي نفس القطار ..
وأخيرا أخذت مكاني ،وضعت حقيبتي على الرف ،وجلست المقعد كقوة في نهايتها.الخوف من المجهول ،من الآت ،من الغد، من الندم .. لقد سئمت الحياة كما يريد ، كما يشتهي ،أريد ان أعيش لنفسي ولو لثانية واحدة .أريد ان آكل الطبق الذي يعجبني ،وألبس الفستان الذي يريحني،وأمارس الهواية التي تروق لي،أريد أن أكون أنا ،لا نسخة منه.
يقول :عليك أن تكوني كما أحب ليتحقق الوفاق والإنسجام بيننا.
ولماذا لا أكون كما أحب ،أليس الحب حرية وانطلاقا؟؟
لماذا أقتل في الأحلام لتعيش أحلامك ؟أليس الحب أخذا وعطاء؟؟
ضبابة خفيفة تجتاح نافذتي،أ مرر كم معطفي ، وأتأمل مشهد القطار وهو يطوي خلفه آلاف الكيلومترات ،آلاف المشاهد،آلاف الشخوص،ولا يلتفت أبدا ،لا يهتم القطار إلا لمساره،يقطعه بكل ثقة ولا يرجع البثة إلى الوراء.
لقد كنت أعتب على القطار قسوته ،لكن أدركت الآن، أن القسوة تجنبنا الجراح ،أن الإنتظار يولد الألم،وأن الإلتفات إلى الوراء لا يجلب إلا الأسى.
أريد ان أنطلق كما القطار :لا أريد الرجوع إلى هناك..
مراقب التذاكر يطلب ورقتي:أمدها له في ذهول ثم أنتبه: عاشقان يجلسان قبالتي :يتبادلان القبل ،ويشابكان الأصابع ، ينسجان الأحلام،أحلام ستغدو أطلالا، وركاما من الحزن ،يعتصر قلبيهما.
أطلقت من شفتي ابتسامة حزينة ،وتذكرت صورتي وأنا أسافر معه،
كم كان السفر دافئا وقصيرا رفقته ،والآن أحسه باردا وجافا، كسحابة الخريف ،وطويلا وجارحا ،كالهروب منه.
لقد وصلت إلى مدينة الأحلام ،سأضع حدا لهذا الوضع ،تفتح قلبي للحياة،كسجين في يومه الأول من السراح..
نزلت سلم القطار،وعبرت جموع المسافرين نحو باب الخروج ،لوحت بيدي لسيارة أجرة صفراء شاحبة،كشجرة قلبي الكسير،توقف "الطاكسي" وبينما أمد يدي لفتح الباب والصعود ،إذ بيد تجتذب معطفي ،وتجرني إلى الوراء :لا هروب لك مني، سألحقك أينما رحلت ،أحبك ،هيا عودي.

مريم الوادي

موضوع: رد: الهروب الأربعاء أبريل 13, 2011 3:00 pm

نص كذلك بنكهة شاعرية تتخللها نبضات قلب رومانسي هادئ

تحياتي

موضوع: رد: الهروب الأربعاء أبريل 13, 2011 5:40 pm

أختي مريم رغم العتاب للحبيب تبقى المحبوبة في حاجة اليه من خلال التصورات النفسية المشحونة انها رغبة مقلوبة صيغت بحس نفسي رائع
أود أن يجد هذا النص الجميل مكانا بيننا في ركن القصة
محبة هشام ناجح لأحته الوادي

موضوع: رد الأربعاء أبريل 13, 2011 5:53 pm

أختي مريم لديك قدرة على البوح والرسم بالكلمات
لكن النص برغم رقته وشاعريته تطغى عليه المباشرة وهو اقرب للخاطرة
مودتي.

موضوع: رد: الهروب الأربعاء أبريل 13, 2011 8:52 pm

أعتذر وضعت النص بقسم المنثور وهو قصة قصيرة سبق لي نشرها بمواقع أخرى

أرجو من المشرفين نقلها الى قسم القصة
مع موفور الشكر

موضوع: رد: الهروب الأربعاء أبريل 13, 2011 9:15 pm

ربيع عامر الغيواني كتب:: نص كذلك بنكهة شاعرية تتخللها نبضات قلب رومانسي هادئ

تحياتي

بوركت أخي

أشكر عطر مرورك
دمت باشتعال الربيع

موضوع: رد: الهروب الأربعاء أبريل 13, 2011 9:17 pm

حياة بلقيس كتب:: أختي مريم لديك قدرة على البوح والرسم بالكلمات
لكن النص برغم رقته وشاعريته تطغى عليه المباشرة وهو اقرب للخاطرة
مودتي.

مرحبا أختي

النص قصة قصيرة وجدانية داخلية
وضعتها هنا سهوا
أرجو نقلها الى قسم القصة أختي
لك مني كل المنى والود
كوني بخير

موضوع: رد: الهروب الخميس أبريل 14, 2011 1:25 am

هشام ناجح كتب:: أختي مريم رغم العتاب للحبيب تبقى المحبوبة في حاجة اليه من خلال التصورات النفسية المشحونة انها رغبة مقلوبة صيغت بحس نفسي رائع
أود أن يجد هذا النص الجميل مكانا بيننا في ركن القصة
محبة هشام ناجح لأحته الوادي

سلام الله أخي الكريم

رغم العتب واللوم والهروب يظل العود أحمد والرجوع أطيب
كل التقدير مني
شكرا لتواجدك

» الهروب
» الهروب