جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

مات جدي ..مات الحصان.. Mock_u10مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn11مات جدي ..مات الحصان.. Mock_u11مات جدي ..مات الحصان.. Mock_u12مات جدي ..مات الحصان.. 81038210مات جدي ..مات الحصان.. 81981210مات جدي ..مات الحصان.. Mock_u13مات جدي ..مات الحصان.. 87013610مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn12مات جدي ..مات الحصان.. Mock_u14مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn13مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn15مات جدي ..مات الحصان.. K10مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn16مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn17مات جدي ..مات الحصان.. 66299010مات جدي ..مات الحصان.. 80024311مات جدي ..مات الحصان.. 67498510مات جدي ..مات الحصان.. 54008911مات جدي ..مات الحصان.. 67403510مات جدي ..مات الحصان.. 79937110مات جدي ..مات الحصان.. 79508010مات جدي ..مات الحصان.. 79444710مات جدي ..مات الحصان.. 79148210مات جدي ..مات الحصان.. 80642710مات جدي ..مات الحصان.. 79242810مات جدي ..مات الحصان.. 80065210مات جدي ..مات الحصان.. 79268110مات جدي ..مات الحصان.. 79023210مات جدي ..مات الحصان.. 81345410مات جدي ..مات الحصان.. 80249210مات جدي ..مات الحصان.. 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
مات جدي ..مات الحصان.. Mock_u10
مات جدي ..مات الحصان.. Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     مات جدي ..مات الحصان..

    اذهب الى الأسفل 
    3 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 4:57 pm

    مات جدي ..مات الحصان..
    مات جدي ..مات الحصان.. O6fbb_c9db4_cheval-noire1



    مضى زمن وأنا أراود هاته القصة ..
    حاولت كتابتها أكثر من مرة
    لكنها لا تخرج كما أحببتها
    بعض القصص تتمنع ..
    وبعضها الآخر يرفض الخروج ..
    ويفضل البقاء بين الضلوع..
    قصتي هاته تحاكي الوجع ، وتفتح في الصدر ألف حكاية وحكاية من حكايات الألم والفراق..



    كان القمر قد توسط قبة السماء ،والصيف قد ملأ البيادر بحبات القمح الذهبية ، اجتمع الرجال في ساحة القرية ،قرب دكان المعطي بائع التموين ،رجل قصير القامة ،بكرش صغيرة منتفخة، وصلعة تغطيها طاقية بلدية صفراء..
    كان يقلب الدراهم وجها وظهرا ،ويتحسسها كالأعمى بأطراف أصابعه ،قبل أن يضعها في الدرج ،ويغلق بالقفل الحديدي ..
    كنا أطفالا نلعب الكرة بكومة الكواغيط ، وقطع الثوب ،المربوطة بخيوط وأسلاك ..تتشتت الكرة، ونعيد تكويمها من جديد ،وننطلق في ساحة القرية بمحاداة جمع الرجال، الذين ينهروننا تارة ،يمازحوننا تارة ،ويشجعوننا تارة أخرى..
    لكن بين هؤلاء الرجال، لم يكن يظهر لي وجهه الوقور..
    كان ينزوي بعيدا، في مكانه المفضل قرب البيدر القديم ،حيث حجرة الكلس الكبيرة ، يرقب حركة القرية من هناك ..على يمينه آنية الماء الدافئ ، وبيده سبحة خضراء ،كان قد جلبها معه من مكة المكرمة ،حين حج راجلا ..
    كانت هاته السبحة تنير ليلا كأنها مصباح صغير ،وكنت أحب ملامسة حباتها واللهو بها -خفية عنه -كانت سبحة مميزة جدا ،وكنت أحس بأن نورها مستمد من نور وجه الكريم، وطهر قلبه الطيب ،وصدق ايمانه الكبير..
    وكان لجدي حصان عربي أصيل، يسميه أهل الدار بالأزرق ،لم يكن أزرقا ،ولكن يبدو أن شدة سواده جعلته يتموج بين الأزرق الملكي الساحر ،والأسود الوقور البراق..
    وكانت بين جدي وهذا الحصان علاقة حب غريبة ،تراها العين، ويحسها القلب ،لكن لا تصفها الكلمات .
    كان يقضي صحبته أجمل الأوقات وأمتعها ، يناجيه لساعات ، ويكلمه كأنه رجل صديق..
    يمد له الشعير ،والحلبة في كفه ،ويعلف الحصان حبات الشعير في أدب ،وحياء ،كأنه يستشعر كرم اليد الممدودة، وأحيانا أخاله يقبلها ،ثم يهز رأسه ناظرا لوجه جدي شاكرا اياه..
    كانت لحظة استحمام الحصان ،لحظة مقدسة ،تقام لها طقوس، ويستعد لها جدي بأيام ..وكانت لحظة خروج الحصان في نزهة محسوبة بالساعات والدقائق ،ويحبها جدي بعيدا عن عيون الحاسدين من أهل الدوار..
    أما لحظة خروج الأزرق للمشاركة في فانتازيا المناسبات، والأعياد ،فتلك كانت لحظة فاخرة ،وعرسا أسريا ،يبدأ بتحميم الأزرق، وتمشيط شعره المتموج البراق ،وتسريح شعر ذيله الطويل ..
    مازالت أتذكر ذلك السرج المراكشي المذهب ،المرصع بحبات العقيق الكبيرة، الخضراء، والحمراء.. سرج يخطف الأنظار، وحين يوضع على صهوة الأزرق ،يصيبك بالافتتان..
    كما العريس يعده جدي لكل حفل شعبي، ولكل موسم محلي ..
    ولا يخرج الأزرق من البوابة الكبيرة لساحة المنزل ، إلا تحت زغاريد النساء ،وتكبيرات الرجال ،ورقية جدي له ،الممزوجة بالخوف عليه، والتفاخر به..
    سقط جدي طريح الفراش،بعد أن أصابه شلل نصفي ،،فصار لا يتحرك الا محمولا على أكتاف أخوالي من الرجال، يحملونه الى ساحة المنزل حيث مربط الحصان، ويجلسونه فوق كرسي أبيض ،قبالة حبيبه وصديقة ..
    فترى الدموع تنزل من عيني كليهما ،يبكي جدي لأنه ماعاد يستطيع مد كفه المملوءة بالحبلة ،والشعير ،للحصان ،ويبكي الحصان لأنه لم يعد يشم رائحة كف سيده الكريم..
    ويجلس جدي لساعات طوال قبالة الحصان، ويقف الحصان قبالة جدي لنفس عدد الساعات ،دون أن يمل أحدهما من الآخر..
    يفرقهما نزول الظلام ..لتجمعهما من جديد شقشقة الفجر..
    وفي صبيحة يوم باكر حزين..
    استفقت على أصوات نحيب وبكاء، أصوات تنبعث من ساحة المنزل ،قفزت من فراشي حافية، لأجدني في الساحة أقف مع الواقفين ، أمام كرسي جدي وقد لفظ أنفاسه الزكية قبالة الحصان..
    يبكي الرجال ،وتصيح النساء ،وأنا أبحث عن السبحة الخضراء ..
    وبينما الرجال يحملونه على أكتافهم الى الداخل..
    سمعنا صوتا قويا كالزلزال..
    لقد سقط الحصان واقفا في ساحة المنزل الكبيرة ،تمرغ مرتين ،تناثر الغبار في سماء البيت الكبير..
    خرجت رغوة بيضاء من فمه ،لفظ معها آخر أنفاسه..
    مات جدي ومات الحصان ..
    ومذ ذلك الحين والبيت الكبير،لا يدخله الفرح ،ولا يعمه الرزق كما كان ..
    مريم الوادي
    أواخر نونبر 2010
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مهدية أماني
    قاصة ...مشرفة
    قاصة ...مشرفة
    مهدية أماني


    عدد الرسائل : 858
    العمر : 68
    Localisation : قلعة السراغنة
    تاريخ التسجيل : 23/03/2010

    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 5:27 pm

    مريم الوادي كتب:
    مات جدي ..مات الحصان..
    مات جدي ..مات الحصان.. O6fbb_c9db4_cheval-noire1



    مضى زمن وأنا أراود هاته القصة ..
    حاولت كتابتها أكثر من مرة
    لكنها لا تخرج كما أحببتها
    بعض القصص تتمنع ..
    وبعضها الآخر يرفض الخروج ..
    ويفضل البقاء بين الضلوع..
    قصتي هاته تحاكي الوجع ، وتفتح في الصدر ألف حكاية وحكاية من حكايات الألم والفراق..



    كان القمر قد توسط قبة السماء ،والصيف قد ملأ البيادر بحبات القمح الذهبية ، اجتمع الرجال في ساحة القرية ،قرب دكان المعطي بائع التموين ،رجل قصير القامة ،بكرش صغيرة منتفخة، وصلعة تغطيها طاقية بلدية صفراء..
    كان يقلب الدراهم وجها وظهرا ،ويتحسسها كالأعمى بأطراف أصابعه ،قبل أن يضعها في الدرج ،ويغلق بالقفل الحديدي ..
    كنا أطفالا نلعب الكرة بكومة الكواغيط ، وقطع الثوب ،المربوطة بخيوط وأسلاك ..تتشتت الكرة، ونعيد تكويمها من جديد ،وننطلق في ساحة القرية بمحاداة جمع الرجال، الذين ينهروننا تارة ،يمازحوننا تارة ،ويشجعوننا تارة أخرى..
    لكن بين هؤلاء الرجال، لم يكن يظهر لي وجهه الوقور..
    كان ينزوي بعيدا، في مكانه المفضل قرب البيدر القديم ،حيث حجرة الكلس الكبيرة ، يرقب حركة القرية من هناك ..على يمينه آنية الماء الدافئ ، وبيده سبحة خضراء ،كان قد جلبها معه من مكة المكرمة ،حين حج راجلا ..
    كانت هاته السبحة تنير ليلا كأنها مصباح صغير ،وكنت أحب ملامسة حباتها واللهو بها -خفية عنه -كانت سبحة مميزة جدا ،وكنت أحس بأن نورها مستمد من نور وجه الكريم، وطهر قلبه الطيب ،وصدق ايمانه الكبير..
    وكان لجدي حصان عربي أصيل، يسميه أهل الدار بالأزرق ،لم يكن أزرقا ،ولكن يبدو أن شدة سواده جعلته يتموج بين الأزرق الملكي الساحر ،والأسود الوقور البراق..
    وكانت بين جدي وهذا الحصان علاقة حب غريبة ،تراها العين، ويحسها القلب ،لكن لا تصفها الكلمات .
    كان يقضي صحبته أجمل الأوقات وأمتعها ، يناجيه لساعات ، ويكلمه كأنه رجل صديق..
    يمد له الشعير ،والحلبة في كفه ،ويعلف الحصان حبات الشعير في أدب ،وحياء ،كأنه يستشعر كرم اليد الممدودة، وأحيانا أخاله يقبلها ،ثم يهز رأسه ناظرا لوجه جدي شاكرا اياه..
    كانت لحظة استحمام الحصان ،لحظة مقدسة ،تقام لها طقوس، ويستعد لها جدي بأيام ..وكانت لحظة خروج الحصان في نزهة محسوبة بالساعات والدقائق ،ويحبها جدي بعيدا عن عيون الحاسدين من أهل الدوار..
    أما لحظة خروج الأزرق للمشاركة في فانتازيا المناسبات، والأعياد ،فتلك كانت لحظة فاخرة ،وعرسا أسريا ،يبدأ بتحميم الأزرق، وتمشيط شعره المتموج البراق ،وتسريح شعر ذيله الطويل ..
    مازالت أتذكر ذلك السرج المراكشي المذهب ،المرصع بحبات العقيق الكبيرة، الخضراء، والحمراء.. سرج يخطف الأنظار، وحين يوضع على صهوة الأزرق ،يصيبك بالافتتان..
    كما العريس يعده جدي لكل حفل شعبي، ولكل موسم محلي ..
    ولا يخرج الأزرق من البوابة الكبيرة لساحة المنزل ، إلا تحت زغاريد النساء ،وتكبيرات الرجال ،ورقية جدي له ،الممزوجة بالخوف عليه، والتفاخر به..
    سقط جدي طريح الفراش،بعد أن أصابه شلل نصفي ،،فصار لا يتحرك الا محمولا على أكتاف أخوالي من الرجال، يحملونه الى ساحة المنزل حيث مربط الحصان، ويجلسونه فوق كرسي أبيض ،قبالة حبيبه وصديقة ..
    فترى الدموع تنزل من عيني كليهما ،يبكي جدي لأنه ماعاد يستطيع مد كفه المملوءة بالحبلة ،والشعير ،للحصان ،ويبكي الحصان لأنه لم يعد يشم رائحة كف سيده الكريم..
    ويجلس جدي لساعات طوال قبالة الحصان، ويقف الحصان قبالة جدي لنفس عدد الساعات ،دون أن يمل أحدهما من الآخر..
    يفرقهما نزول الظلام ..لتجمعهما من جديد شقشقة الفجر..
    وفي صبيحة يوم باكر حزين..
    استفقت على أصوات نحيب وبكاء، أصوات تنبعث من ساحة المنزل ،قفزت من فراشي حافية، لأجدني في الساحة أقف مع الواقفين ، أمام كرسي جدي وقد لفظ أنفاسه الزكية قبالة الحصان..
    يبكي الرجال ،وتصيح النساء ،وأنا أبحث عن السبحة الخضراء ..
    وبينما الرجال يحملونه على أكتافهم الى الداخل..
    سمعنا صوتا قويا كالزلزال..
    لقد سقط الحصان واقفا في ساحة المنزل الكبيرة ،تمرغ مرتين ،تناثر الغبار في سماء البيت الكبير..
    خرجت رغوة بيضاء من فمه ،لفظ معها آخر أنفاسه..
    مات جدي ومات الحصان ..
    ومذ ذلك الحين والبيت الكبير،لا يدخله الفرح ،ولا يعمه الرزق كما كان ..
    مريم الوادي
    أواخر نونبر 2010


    السلام عليك اختي مريم
    الله الله على القص الرائع
    هل تكفيك دمعة ترقرقت في عيني
    كاعجاب ..؟؟؟
    دكرتني بجدي وحصانه
    الف رحمه على من كانوا في شموخ الجبال
    وسطوع الشموس
    مودتي
    اختك اماني
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 5:50 pm

    مهدية أماني كتب:
    مريم الوادي كتب:
    مات جدي ..مات الحصان..
    مات جدي ..مات الحصان.. O6fbb_c9db4_cheval-noire1



    مضى زمن وأنا أراود هاته القصة ..
    حاولت كتابتها أكثر من مرة
    لكنها لا تخرج كما أحببتها
    بعض القصص تتمنع ..
    وبعضها الآخر يرفض الخروج ..
    ويفضل البقاء بين الضلوع..
    قصتي هاته تحاكي الوجع ، وتفتح في الصدر ألف حكاية وحكاية من حكايات الألم والفراق..



    كان القمر قد توسط قبة السماء ،والصيف قد ملأ البيادر بحبات القمح الذهبية ، اجتمع الرجال في ساحة القرية ،قرب دكان المعطي بائع التموين ،رجل قصير القامة ،بكرش صغيرة منتفخة، وصلعة تغطيها طاقية بلدية صفراء..
    كان يقلب الدراهم وجها وظهرا ،ويتحسسها كالأعمى بأطراف أصابعه ،قبل أن يضعها في الدرج ،ويغلق بالقفل الحديدي ..
    كنا أطفالا نلعب الكرة بكومة الكواغيط ، وقطع الثوب ،المربوطة بخيوط وأسلاك ..تتشتت الكرة، ونعيد تكويمها من جديد ،وننطلق في ساحة القرية بمحاداة جمع الرجال، الذين ينهروننا تارة ،يمازحوننا تارة ،ويشجعوننا تارة أخرى..
    لكن بين هؤلاء الرجال، لم يكن يظهر لي وجهه الوقور..
    كان ينزوي بعيدا، في مكانه المفضل قرب البيدر القديم ،حيث حجرة الكلس الكبيرة ، يرقب حركة القرية من هناك ..على يمينه آنية الماء الدافئ ، وبيده سبحة خضراء ،كان قد جلبها معه من مكة المكرمة ،حين حج راجلا ..
    كانت هاته السبحة تنير ليلا كأنها مصباح صغير ،وكنت أحب ملامسة حباتها واللهو بها -خفية عنه -كانت سبحة مميزة جدا ،وكنت أحس بأن نورها مستمد من نور وجه الكريم، وطهر قلبه الطيب ،وصدق ايمانه الكبير..
    وكان لجدي حصان عربي أصيل، يسميه أهل الدار بالأزرق ،لم يكن أزرقا ،ولكن يبدو أن شدة سواده جعلته يتموج بين الأزرق الملكي الساحر ،والأسود الوقور البراق..
    وكانت بين جدي وهذا الحصان علاقة حب غريبة ،تراها العين، ويحسها القلب ،لكن لا تصفها الكلمات .
    كان يقضي صحبته أجمل الأوقات وأمتعها ، يناجيه لساعات ، ويكلمه كأنه رجل صديق..
    يمد له الشعير ،والحلبة في كفه ،ويعلف الحصان حبات الشعير في أدب ،وحياء ،كأنه يستشعر كرم اليد الممدودة، وأحيانا أخاله يقبلها ،ثم يهز رأسه ناظرا لوجه جدي شاكرا اياه..
    كانت لحظة استحمام الحصان ،لحظة مقدسة ،تقام لها طقوس، ويستعد لها جدي بأيام ..وكانت لحظة خروج الحصان في نزهة محسوبة بالساعات والدقائق ،ويحبها جدي بعيدا عن عيون الحاسدين من أهل الدوار..
    أما لحظة خروج الأزرق للمشاركة في فانتازيا المناسبات، والأعياد ،فتلك كانت لحظة فاخرة ،وعرسا أسريا ،يبدأ بتحميم الأزرق، وتمشيط شعره المتموج البراق ،وتسريح شعر ذيله الطويل ..
    مازالت أتذكر ذلك السرج المراكشي المذهب ،المرصع بحبات العقيق الكبيرة، الخضراء، والحمراء.. سرج يخطف الأنظار، وحين يوضع على صهوة الأزرق ،يصيبك بالافتتان..
    كما العريس يعده جدي لكل حفل شعبي، ولكل موسم محلي ..
    ولا يخرج الأزرق من البوابة الكبيرة لساحة المنزل ، إلا تحت زغاريد النساء ،وتكبيرات الرجال ،ورقية جدي له ،الممزوجة بالخوف عليه، والتفاخر به..
    سقط جدي طريح الفراش،بعد أن أصابه شلل نصفي ،،فصار لا يتحرك الا محمولا على أكتاف أخوالي من الرجال، يحملونه الى ساحة المنزل حيث مربط الحصان، ويجلسونه فوق كرسي أبيض ،قبالة حبيبه وصديقة ..
    فترى الدموع تنزل من عيني كليهما ،يبكي جدي لأنه ماعاد يستطيع مد كفه المملوءة بالحبلة ،والشعير ،للحصان ،ويبكي الحصان لأنه لم يعد يشم رائحة كف سيده الكريم..
    ويجلس جدي لساعات طوال قبالة الحصان، ويقف الحصان قبالة جدي لنفس عدد الساعات ،دون أن يمل أحدهما من الآخر..
    يفرقهما نزول الظلام ..لتجمعهما من جديد شقشقة الفجر..
    وفي صبيحة يوم باكر حزين..
    استفقت على أصوات نحيب وبكاء، أصوات تنبعث من ساحة المنزل ،قفزت من فراشي حافية، لأجدني في الساحة أقف مع الواقفين ، أمام كرسي جدي وقد لفظ أنفاسه الزكية قبالة الحصان..
    يبكي الرجال ،وتصيح النساء ،وأنا أبحث عن السبحة الخضراء ..
    وبينما الرجال يحملونه على أكتافهم الى الداخل..
    سمعنا صوتا قويا كالزلزال..
    لقد سقط الحصان واقفا في ساحة المنزل الكبيرة ،تمرغ مرتين ،تناثر الغبار في سماء البيت الكبير..
    خرجت رغوة بيضاء من فمه ،لفظ معها آخر أنفاسه..
    مات جدي ومات الحصان ..
    ومذ ذلك الحين والبيت الكبير،لا يدخله الفرح ،ولا يعمه الرزق كما كان ..
    مريم الوادي
    أواخر نونبر 2010



    السلام عليك اختي مريم
    الله الله على القص الرائع
    هل تكفيك دمعة ترقرقت في عيني
    كاعجاب ..؟؟؟
    دكرتني بجدي وحصانه
    الف رحمه على من كانوا في شموخ الجبال
    وسطوع الشموس
    مودتي
    اختك اماني
    لا أحزن لك المولى جفنا غاليتي

    شكرا لتواجدك العاطر على قصة الجد وحصانه الوفي
    دومي بكل الطيبة والوفاء سيدتي
    ولك مني أطيب المنى
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زايد التجاني
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    زايد التجاني


    عدد الرسائل : 593
    تاريخ التسجيل : 06/08/2009

    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 11:50 pm

    الاخت الكريمة مريم

    نص جميل يقطر رومانسية ..رومانسية عجيبة نشأت بين الجد والحصان ، مع ما يستتبع ذلك من اهتمام الاحباب والجيران لهذا العلاقة الطيبة المتبادلة بين كائنين وفيين بعضهما لبعض.
    سرد سلس يجعل القارئ يعيش الاحداث وكأنه عائش معهما..فقط لو اعتمدت الزمن المتكسر عوض العمودي التقليدي لجاء النص أبهى وأمتن.
    ثم اسمحي ببعض الملاحظات اللغوية البسيطة ، والتي لا يمكن ان تنتقص من قيمة النص شيئا :
    - بمحاداة / بمحاذاة
    - لم يكن أزرقا / أزرق
    - ويستعد لها جدي بأيام / أياما. فالباء تفيد الاستعمال غالبا.
    - محمولا على أكتاف أخوالي من الرجال/ ما الداعي الى إضافة " من الرجال " ؟ اجتنبي الاطناب ما أمكن.
    - قبالة حبيبه وصديقة / صديقه.خطأ في الرقن طبعا.
    - يبكي جدي لأنه ماعاد يستطيع مد كفه المملوءة بالحبلة ،والشعير ،للحصان ،ويبكي الحصان لأنه لم يعد يشم رائحة كف سيده الكريم.. / أجد هنا شرحا مطولا لشيء معلوم سلفا لدى القارئ .كان يجب الاستغناء عنه تجنيا للحشو.
    - ويقف الحصان قبالة جدي لنفس عدد الساعات / يمكن الاستغناء عن هذه العبارة أيضا.
    - ومذ ذلك الحين والبيت الكبير،لا يدخله الفرح ،ولا يعمه الرزق كما كان ../ لا أتفق معك على هذه الخاتمة لامرين :اولهما أنها جاءت تقريرية .ثانيا لاتتفق ومنطق الأشياء ،فالنسيان كفيل بإعادة مجاري الحياة الى سابق عهدها.
    استمتعت بحكيك اختي الكريمة

    كل المودة


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 11:58 pm

    زايد التجاني كتب:
    الاخت الكريمة مريم

    نص جميل يقطر رومانسية ..رومانسية عجيبة نشأت بين الجد والحصان ، مع ما يستتبع ذلك من اهتمام الاحباب والجيران لهذا العلاقة الطيبة المتبادلة بين كائنين وفيين بعضهما لبعض.
    سرد سلس يجعل القارئ يعيش الاحداث وكأنه عائش معهما..فقط لو اعتمدت الزمن المتكسر عوض العمودي التقليدي لجاء النص أبهى وأمتن.
    ثم اسمحي ببعض الملاحظات اللغوية البسيطة ، والتي لا يمكن ان تنتقص من قيمة النص شيئا :
    - بمحاداة / بمحاذاة
    - لم يكن أزرقا / أزرق
    - ويستعد لها جدي بأيام / أياما. فالباء تفيد الاستعمال غالبا.
    - محمولا على أكتاف أخوالي من الرجال/ ما الداعي الى إضافة " من الرجال " ؟ اجتنبي الاطناب ما أمكن.
    - قبالة حبيبه وصديقة / صديقه.خطأ في الرقن طبعا.
    - يبكي جدي لأنه ماعاد يستطيع مد كفه المملوءة بالحبلة ،والشعير ،للحصان ،ويبكي الحصان لأنه لم يعد يشم رائحة كف سيده الكريم.. / أجد هنا شرحا مطولا لشيء معلوم سلفا لدى القارئ .كان يجب الاستغناء عنه تجنيا للحشو.
    - ويقف الحصان قبالة جدي لنفس عدد الساعات / يمكن الاستغناء عن هذه العبارة أيضا.
    - ومذ ذلك الحين والبيت الكبير،لا يدخله الفرح ،ولا يعمه الرزق كما كان ../ لا أتفق معك على هذه الخاتمة لامرين :اولهما أنها جاءت تقريرية .ثانيا لاتتفق ومنطق الأشياء ،فالنسيان كفيل بإعادة مجاري الحياة الى سابق عهدها.
    استمتعت بحكيك اختي الكريمة

    كل المودة


    بوركت أخي الكريم

    من الناذر جدا أن يمنحك الغير من وقته واهتمامه في سبيل رقي الكلمة
    لذا قلت وأقول:
    افتقدنا تواجدك سيدي الكريم ولمستك الحانية على النصوص
    كل التقدير والشكر
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زائر
    زائر
    Anonymous



    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالسبت أبريل 30, 2011 2:19 pm


    نعم أختي مريم حفرت بقوة الحرف حتى تصدع الجدار
    و لن يحس الألم و الحزن إلا المنحدرون من عمق القبيلة
    أبدعت و أجدت ..طلع من العمق و وصل الى الأعماق
    سلامي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    مات جدي ..مات الحصان.. Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مات جدي ..مات الحصان..   مات جدي ..مات الحصان.. Emptyالأحد مايو 01, 2011 10:05 pm

    جد عمر كتب:

    نعم أختي مريم حفرت بقوة الحرف حتى تصدع الجدار
    و لن يحس الألم و الحزن إلا المنحدرون من عمق القبيلة
    أبدعت و أجدت ..طلع من العمق و وصل الى الأعماق
    سلامي

    مرحبا بك أيها الأخ الكريم على هذه القطعة العزيزة جدا على قلبي
    سرني تصفحك لها
    كل الشكر على الرد الطيب والمرور الكريم
    تقديري
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    مات جدي ..مات الحصان..
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة القصيرة-
    انتقل الى: