جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

خبز العيد Mock_u10خبز العيد Thumbn11خبز العيد Mock_u11خبز العيد Mock_u12خبز العيد 81038210خبز العيد 81981210خبز العيد Mock_u13خبز العيد 87013610خبز العيد Thumbn12خبز العيد Mock_u14خبز العيد Thumbn13خبز العيد Thumbn15خبز العيد K10خبز العيد Thumbn16خبز العيد Thumbn17خبز العيد 66299010خبز العيد 80024311خبز العيد 67498510خبز العيد 54008911خبز العيد 67403510خبز العيد 79937110خبز العيد 79508010خبز العيد 79444710خبز العيد 79148210خبز العيد 80642710خبز العيد 79242810خبز العيد 80065210خبز العيد 79268110خبز العيد 79023210خبز العيد 81345410خبز العيد 80249210خبز العيد 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
خبز العيد Mock_u10
خبز العيد Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     خبز العيد

    اذهب الى الأسفل 
    +2
    رشيد العلوي
    مريم الوادي
    6 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: خبز العيد   خبز العيد Emptyالخميس أبريل 21, 2011 1:20 am

    خبز العيد
    خبز العيد Image-photo-recette-14aecbb45614a5fcad156bb5595583f9-8613-iuofui7ik





    كلما مرت تلك الذكرى الصغيرة من أمامي ، تفتحت في الطفولة من جديد ،وحدها يدا أمي كانت تصنع للعيد فرحته وتسوقها إلى قلوبنا الصغيرة على أطباق المحبة والحنو..
    تستيقظ مع تراتيل الفجر ،تشعل نار الموقد و تضع قدر الماء الكبيرة المفحمة فوقها ،وتنفخ تحتها بزفرات ثلاث أو أربع، لتتقد أعواد القطن الباردة ،وتلتهب روثات البقرة الصفراء ،
    ومع بدايات الصباح الأولى تدفع أمي باب العلية علينا حاملة معها شعاعات الشمس البلورية .
    ترفع عنا البطانيات ،تقرع كفا بأخرى،وتهتف بصوتها العسلي :استيقظوا فاليوم عيد..
    كنت أصغر إخوتي وكان النوم يغالب جفوني، فلا أقوى على الامتثال لندائها بنفس سرعة إخوتي الكبار. أمسح بأصابعي العمش الملتصق بالرموش ، وأفرك عيني الصغيرتين لأطرد عنهما النعاس، أفتحهما فأجدها قبالتي تغازل الصبح على فرشتي ،وتهديني تغاريد الصباح ، تمطط جسدي بيديها ،تفتح كفي وتقبل لون الحناء الشفقي وهي تدندن :مبروك العيد يا لالا ، تعيدي وتعاودي ،ونشوفك عروسة
    إن شاء الله ..
    وما إن تنتهي طقوس الإستيقاظ ،حتى تبدأ دورية الاستحمام ، كل من في البيت يستحم صبيحة العيد
    تقول أمي بأن في ذلك بركة، وخلاص للأجساد من الكسل والمرض..
    تفرغ القدر الكبيرة وتملؤها أمي تذهب وتجيء على عجل، بين المطبخ و الحمام القصبي المنصوب في ساحة البهو ، مشمرة على ساعديها ،رافعة تلابيب قفطانها في حزامها ، والسروال القصير المطرز بالأخضر يمنحها رشاقة وسهولة في الحركة ،بينما صوتها لا ينفك يحلق معها :أحمد لا تنس فرك رجليك بالصابون ،فاطمة كسوتك البرتقالية وحذاؤك البني فوق الكرسي ،سعيد لا تلمس الكعكات فهي معدودة وكل ناقصة ستسقط من حصتك .. تدب في المنزل حركة غير عادية ..
    هذا يبحث عن قميص وذي تبكي لأن زر الفستان سقط ،وذاك ينفخ شدقيه لأن السروال فضفاض ،وتلك تطلب العيدية قبل الإفطار..
    أما أنا فكنت أبقى ملفوفة في فوطة الحمام الكبيرة إلى حين فراغ أمي من متاعب أولئك المشاغبين الكبار. أحضن قميصي الأحمر، وتنورتي الموردة ذات الطيات المجنحة الكثيرة . أدور أدور وأنا البسها كاني أركب أرجوحة كهربائية تحملني الى سماء بعيدة لا تنتهي.. فتغار مني كل القرينات ..
    كنت أفرح بالعيدية كثيرا عيدية نجمعها من الجيران والأقارب الذين يزوروننا في أول العيد ،ويقضمون الرغيف المقلي والقطائف المعسلة على عجل ..لأن طواف المنازل مايزال في بدايته ..
    لكن كانتفرحتي أكبر وأنا أقبل خبز العيد ، ذاك الخبز الاسفنجي الأبيض ،المعجون بالكراوية وحبة البركة ،المدهون بصفار البيض ،والمرشوش بالسمسم .. كم أحبه لكن أمي لا تعده الا كل عيد ،والعيد لايأتي الا مرتان في السنة، لذا أحاول أخذ قسطي الوفير من حبه واشباع رغبتي الكبيرة من لذته ..
    كانت له رائحة مميزة تنبعث في كل أرجاء البيت وتظل تسكن الدولاب ،والأغطية ، والمخدات مدة طويلة بعد العيد.. لونه الأصفر الذهبي مايزال يهز ذاكرة بطني الطفولية ويهدهد في الحنين ..
    طوال يوم العيد لا أجلس الى طاولة طعام، ولاأشتهي لحما ولاخضارا ولافاكهة ، ألعب مع رفيقاتي وأركض ،أسقط وأقوم ،أشاغب وأشاكس ،وأنا أحمل في اليد كسرة خبز بيضاء ،ألوكها باستمتاع وتعطر فيي نسماتها الزكية ولما يجف حلقي، أركض الى خابية الماء ،أغرف منها بكأس الفخار المطلية بالقطران ، فتزداد شهيتي لكسرة أخرى من خبز العيد..
    ومع غروب شمس العيد تدخل العصافير الى أعشاشها ،والدجاجات تمتطي عروشها ،ويسوق الرعاة الأغنام الى الزريبات ،وتخرج النسوة بحثا عن أطفالهن بين الدوالي والكروم ..
    عشيتها وجدتني أمي تحت التوتة الكبيرة نائمة ،أفترش منديل الغميضة ،وأمسك بأصابعي على كسرة من خبز العيد .
    مريم الوادي
    20 أبريل2011
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    رشيد العلوي

    رشيد العلوي


    عدد الرسائل : 69
    العمر : 64
    Localisation : مكناس
    تاريخ التسجيل : 06/04/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالخميس أبريل 21, 2011 2:55 pm

    مريم الوادي كتب:
    خبز العيد
    خبز العيد Image-photo-recette-14aecbb45614a5fcad156bb5595583f9-8613-iuofui7ik





    كلما مرت تلك الذكرى الصغيرة من أمامي ، تفتحت في الطفولة من جديد ،وحدها يدا أمي كانت تصنع للعيد فرحته وتسوقها إلى قلوبنا الصغيرة على أطباق المحبة والحنو..
    تستيقظ مع تراتيل الفجر ،تشعل نار الموقد و تضع قدر الماء الكبيرة المفحمة فوقها ،وتنفخ تحتها بزفرات ثلاث أو أربع، لتتقد أعواد القطن الباردة ،وتلتهب روثات البقرة الصفراء ،
    ومع بدايات الصباح الأولى تدفع أمي باب العلية علينا حاملة معها شعاعات الشمس البلورية .
    ترفع عنا البطانيات ،تقرع كفا بأخرى،وتهتف بصوتها العسلي :استيقظوا فاليوم عيد..
    كنت أصغر إخوتي وكان النوم يغالب جفوني، فلا أقوى على الامتثال لندائها بنفس سرعة إخوتي الكبار. أمسح بأصابعي العمش الملتصق بالرموش ، وأفرك عيني الصغيرتين لأطرد عنهما النعاس، أفتحهما فأجدها قبالتي تغازل الصبح على فرشتي ،وتهديني تغاريد الصباح ، تمطط جسدي بيديها ،تفتح كفي وتقبل لون الحناء الشفقي وهي تدندن :مبروك العيد يا لالا ، تعيدي وتعاودي ،ونشوفك عروسة
    إن شاء الله ..
    وما إن تنتهي طقوس الإستيقاظ ،حتى تبدأ دورية الاستحمام ، كل من في البيت يستحم صبيحة العيد
    تقول أمي بأن في ذلك بركة، وخلاص للأجساد من الكسل والمرض..
    تفرغ القدر الكبيرة وتملؤها أمي تذهب وتجيء على عجل، بين المطبخ و الحمام القصبي المنصوب في ساحة البهو ، مشمرة على ساعديها ،رافعة تلابيب قفطانها في حزامها ، والسروال القصير المطرز بالأخضر يمنحها رشاقة وسهولة في الحركة ،بينما صوتها لا ينفك يحلق معها :أحمد لا تنس فرك رجليك بالصابون ،فاطمة كسوتك البرتقالية وحذاؤك البني فوق الكرسي ،سعيد لا تلمس الكعكات فهي معدودة وكل ناقصة ستسقط من حصتك .. تدب في المنزل حركة غير عادية ..
    هذا يبحث عن قميص وذي تبكي لأن زر الفستان سقط ،وذاك ينفخ شدقيه لأن السروال فضفاض ،وتلك تطلب العيدية قبل الإفطار..
    أما أنا فكنت أبقى ملفوفة في فوطة الحمام الكبيرة إلى حين فراغ أمي من متاعب أولئك المشاغبين الكبار. أحضن قميصي الأحمر، وتنورتي الموردة ذات الطيات المجنحة الكثيرة . أدور أدور وأنا البسها كاني أركب أرجوحة كهربائية تحملني الى سماء بعيدة لا تنتهي.. فتغار مني كل القرينات ..
    كنت أفرح بالعيدية كثيرا عيدية نجمعها من الجيران والأقارب الذين يزوروننا في أول العيد ،ويقضمون الرغيف المقلي والقطائف المعسلة على عجل ..لأن طواف المنازل مايزال في بدايته ..
    لكن كانتفرحتي أكبر وأنا أقبل خبز العيد ، ذاك الخبز الاسفنجي الأبيض ،المعجون بالكراوية وحبة البركة ،المدهون بصفار البيض ،والمرشوش بالسمسم .. كم أحبه لكن أمي لا تعده الا كل عيد ،والعيد لايأتي الا مرتان في السنة، لذا أحاول أخذ قسطي الوفير من حبه واشباع رغبتي الكبيرة من لذته ..
    كانت له رائحة مميزة تنبعث في كل أرجاء البيت وتظل تسكن الدولاب ،والأغطية ، والمخدات مدة طويلة بعد العيد.. لونه الأصفر الذهبي مايزال يهز ذاكرة بطني الطفولية ويهدهد في الحنين ..
    طوال يوم العيد لا أجلس الى طاولة طعام، ولاأشتهي لحما ولاخضارا ولافاكهة ، ألعب مع رفيقاتي وأركض ،أسقط وأقوم ،أشاغب وأشاكس ،وأنا أحمل في اليد كسرة خبز بيضاء ،ألوكها باستمتاع وتعطر فيي نسماتها الزكية ولما يجف حلقي، أركض الى خابية الماء ،أغرف منها بكأس الفخار المطلية بالقطران ، فتزداد شهيتي لكسرة أخرى من خبز العيد..
    ومع غروب شمس العيد تدخل العصافير الى أعشاشها ،والدجاجات تمتطي عروشها ،ويسوق الرعاة الأغنام الى الزريبات ،وتخرج النسوة بحثا عن أطفالهن بين الدوالي والكروم ..
    عشيتها وجدتني أمي تحت التوتة الكبيرة نائمة ،أفترش منديل الغميضة ،وأمسك بأصابعي على كسرة من خبز العيد .
    مريم الوادي
    20 أبريل2011




    الأخت مريم ، السلام عليك ورحمة الله

    جزء من سيرة ذاتية مصاغ في أسلوب جميل ، فيه نبرة حنين إلى الماضي التي ترجع بك إلى الزمن الجميل ، زمن الطفولة البريئة ، زمن الإحتفال بطقوس الأعياد ، والتحضير للإحتفال بها أكلا ولباسا . ذكرتني أختي مريم بطعم خبز " القريشلات " ، و حلوة " الغـرييبة " و " الفقاس " ... وغيرها من الحلويات التي كانت أمهاتنا يتفنن في صنعها في المنازل ، رحم الله أيام زمان ، لم يعد الإحتفال احتفالا ، ولا الأعياد أعيادا .

    دامت لك أختي متعة الكتابة، تحياتي

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    أسماء محمد
    إدارة عامة
    إدارة عامة
    أسماء محمد


    عدد الرسائل : 2070
    تاريخ التسجيل : 23/01/2008

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالخميس أبريل 21, 2011 3:45 pm

    نص مستلهم من الواقع الذي ما زالت رائحته عالقة بأنوفنا

    شكرا لك على هذه الذاكرة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالجمعة أبريل 22, 2011 2:47 pm

    رشيد العلوي كتب:
    مريم الوادي كتب:
    خبز العيد
    خبز العيد Image-photo-recette-14aecbb45614a5fcad156bb5595583f9-8613-iuofui7ik





    كلما مرت تلك الذكرى الصغيرة من أمامي ، تفتحت في الطفولة من جديد ،وحدها يدا أمي كانت تصنع للعيد فرحته وتسوقها إلى قلوبنا الصغيرة على أطباق المحبة والحنو..
    تستيقظ مع تراتيل الفجر ،تشعل نار الموقد و تضع قدر الماء الكبيرة المفحمة فوقها ،وتنفخ تحتها بزفرات ثلاث أو أربع، لتتقد أعواد القطن الباردة ،وتلتهب روثات البقرة الصفراء ،
    ومع بدايات الصباح الأولى تدفع أمي باب العلية علينا حاملة معها شعاعات الشمس البلورية .
    ترفع عنا البطانيات ،تقرع كفا بأخرى،وتهتف بصوتها العسلي :استيقظوا فاليوم عيد..
    كنت أصغر إخوتي وكان النوم يغالب جفوني، فلا أقوى على الامتثال لندائها بنفس سرعة إخوتي الكبار. أمسح بأصابعي العمش الملتصق بالرموش ، وأفرك عيني الصغيرتين لأطرد عنهما النعاس، أفتحهما فأجدها قبالتي تغازل الصبح على فرشتي ،وتهديني تغاريد الصباح ، تمطط جسدي بيديها ،تفتح كفي وتقبل لون الحناء الشفقي وهي تدندن :مبروك العيد يا لالا ، تعيدي وتعاودي ،ونشوفك عروسة
    إن شاء الله ..
    وما إن تنتهي طقوس الإستيقاظ ،حتى تبدأ دورية الاستحمام ، كل من في البيت يستحم صبيحة العيد
    تقول أمي بأن في ذلك بركة، وخلاص للأجساد من الكسل والمرض..
    تفرغ القدر الكبيرة وتملؤها أمي تذهب وتجيء على عجل، بين المطبخ و الحمام القصبي المنصوب في ساحة البهو ، مشمرة على ساعديها ،رافعة تلابيب قفطانها في حزامها ، والسروال القصير المطرز بالأخضر يمنحها رشاقة وسهولة في الحركة ،بينما صوتها لا ينفك يحلق معها :أحمد لا تنس فرك رجليك بالصابون ،فاطمة كسوتك البرتقالية وحذاؤك البني فوق الكرسي ،سعيد لا تلمس الكعكات فهي معدودة وكل ناقصة ستسقط من حصتك .. تدب في المنزل حركة غير عادية ..
    هذا يبحث عن قميص وذي تبكي لأن زر الفستان سقط ،وذاك ينفخ شدقيه لأن السروال فضفاض ،وتلك تطلب العيدية قبل الإفطار..
    أما أنا فكنت أبقى ملفوفة في فوطة الحمام الكبيرة إلى حين فراغ أمي من متاعب أولئك المشاغبين الكبار. أحضن قميصي الأحمر، وتنورتي الموردة ذات الطيات المجنحة الكثيرة . أدور أدور وأنا البسها كاني أركب أرجوحة كهربائية تحملني الى سماء بعيدة لا تنتهي.. فتغار مني كل القرينات ..
    كنت أفرح بالعيدية كثيرا عيدية نجمعها من الجيران والأقارب الذين يزوروننا في أول العيد ،ويقضمون الرغيف المقلي والقطائف المعسلة على عجل ..لأن طواف المنازل مايزال في بدايته ..
    لكن كانتفرحتي أكبر وأنا أقبل خبز العيد ، ذاك الخبز الاسفنجي الأبيض ،المعجون بالكراوية وحبة البركة ،المدهون بصفار البيض ،والمرشوش بالسمسم .. كم أحبه لكن أمي لا تعده الا كل عيد ،والعيد لايأتي الا مرتان في السنة، لذا أحاول أخذ قسطي الوفير من حبه واشباع رغبتي الكبيرة من لذته ..
    كانت له رائحة مميزة تنبعث في كل أرجاء البيت وتظل تسكن الدولاب ،والأغطية ، والمخدات مدة طويلة بعد العيد.. لونه الأصفر الذهبي مايزال يهز ذاكرة بطني الطفولية ويهدهد في الحنين ..
    طوال يوم العيد لا أجلس الى طاولة طعام، ولاأشتهي لحما ولاخضارا ولافاكهة ، ألعب مع رفيقاتي وأركض ،أسقط وأقوم ،أشاغب وأشاكس ،وأنا أحمل في اليد كسرة خبز بيضاء ،ألوكها باستمتاع وتعطر فيي نسماتها الزكية ولما يجف حلقي، أركض الى خابية الماء ،أغرف منها بكأس الفخار المطلية بالقطران ، فتزداد شهيتي لكسرة أخرى من خبز العيد..
    ومع غروب شمس العيد تدخل العصافير الى أعشاشها ،والدجاجات تمتطي عروشها ،ويسوق الرعاة الأغنام الى الزريبات ،وتخرج النسوة بحثا عن أطفالهن بين الدوالي والكروم ..
    عشيتها وجدتني أمي تحت التوتة الكبيرة نائمة ،أفترش منديل الغميضة ،وأمسك بأصابعي على كسرة من خبز العيد .
    مريم الوادي
    20 أبريل2011





    الأخت مريم ، السلام عليك ورحمة الله

    جزء من سيرة ذاتية مصاغ في أسلوب جميل ، فيه نبرة حنين إلى الماضي التي ترجع بك إلى الزمن الجميل ، زمن الطفولة البريئة ، زمن الإحتفال بطقوس الأعياد ، والتحضير للإحتفال بها أكلا ولباسا . ذكرتني أختي مريم بطعم خبز " القريشلات " ، و حلوة " الغـرييبة " و " الفقاس " ... وغيرها من الحلويات التي كانت أمهاتنا يتفنن في صنعها في المنازل ، رحم الله أيام زمان ، لم يعد الإحتفال احتفالا ، ولا الأعياد أعيادا .

    دامت لك أختي متعة الكتابة، تحياتي

    ودام لك وفاء المرور سيدي الكريم
    هي سيرة طفلة تكبر في الحلم
    كل التقدير
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالجمعة أبريل 22, 2011 2:49 pm

    أسماء محمد كتب:
    نص مستلهم من الواقع الذي ما زالت رائحته عالقة بأنوفنا

    شكرا لك على هذه الذاكرة
    مرحبا بك عزيزتي على خبز العيد
    لكل منا عدسته التي يرى من خلالها الماضي والحاضر
    دومي طيبة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زايد التجاني
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    زايد التجاني


    عدد الرسائل : 593
    تاريخ التسجيل : 06/08/2009

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالسبت أبريل 23, 2011 3:37 pm

    استاذة مريم
    لقد عدت بذاكرتي الى أيام خلت
    طقوس اجتماعية صيغت بأسلوب أدبي جميل ومشوق..

    ملاحظاتي البسيطة أستاذتي:
    - ،وحدها يدا أمي كانت تصنع للعيد فرحته / هنا وجدت المثنى والمفرد معا ، ليتك اختصرت القول فقلت : وحدها أمي كانت ...وإلا فوحدي الضمير.
    - الإستيقاظ
    - يمكنك الاستغناء عن هذه الجملة من باب التكثيف ، فنحن نعرف ان اليوم يوم عيد والاستحمام في صباحه او من مساء البارحة مستحب.
    - وتملؤها أمي تذهب وتجيء على عجل، بين../ يمكن ان تكتبي : وتملأها ، تجيء وتذهب بين ...
    ذكر الام هنا مجرد حشو.
    - وتعطر فيي / في مع تضعيف الياء.

    استمتعت بحكيك
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالسبت أبريل 23, 2011 6:48 pm

    [quote="زايد التجاني"][size=24]اس[size=24]تاذة مريم
    لقد عدت بذاكرتي الى أيام خلت
    طقوس اجتماعية صيغت بأسلوب أدبي جميل ومشوق..

    ملاحظاتي البسيطة أستاذتي:
    - ،وحدها يدا أمي كانت تصنع للعيد فرحته / هنا وجدت المثنى والمفرد معا ، ليتك اختصرت القول فقلت : وحدها أمي كانت ...وإلا فوحدي الضمير.
    - الإستيقاظ
    - يمكنك الاستغناء عن هذه الجملة من باب التكثيف ، فنحن نعرف ان اليوم يوم عيد والاستحمام في صباحه او من مساء البارحة مستحب.
    - وتملؤها أمي تذهب وتجيء على عجل، بين../ يمكن ان تكتبي : وتملأها ، تجيء وتذهب بين ...
    ذكر الام هنا مجرد حشو.
    - وتعطر فيي / في مع تضعيف الياء.

    استمتعت بحكيك[


    تحية بحجم القلب الكبير الذي يضمه صدرك الطيب أخي التجاني
    رحم المولى الوالد وأسكنه فسيح جناته وألحقنا به مؤمنين طائعين
    سرني تفقدك الكريم وحرصك الدائم على التحسين من جودة النص
    لاعدمتك
    دم بخير أخي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عبده رشيد

    عبده رشيد


    عدد الرسائل : 622
    Localisation : مراكش
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالأحد أبريل 24, 2011 9:56 pm

    سردية جميلة وزادها قص الجزئيات رونقا وجمالا.أجدك اختي الفاضلة تنبشين في الثرات وتعملين على حفظ هذا الموروث الشعبي -الذي بدأ يتلاشى شيئا فشيئا مع العولمة والحداثة -وذلك من خلال ادراج طقوس العيد وتجلياتها التي كانت تشترك فيها كل العوائل المغربية والتي لا تختلف كثيرا من منطقة الى اخرى من ربوع الوطن العزيز.
    ما أحوجنا لمثل هذه النصوص الحية التي تعمل على حفظ الذاكرة والموروث الشعبي .
    تحياتي

    [i]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مهدية أماني
    قاصة ...مشرفة
    قاصة ...مشرفة
    مهدية أماني


    عدد الرسائل : 858
    العمر : 68
    Localisation : قلعة السراغنة
    تاريخ التسجيل : 23/03/2010

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:44 pm



    اختي مريم السلام عليك
    ابدعت وامتعت ..واعدتنا سنينا
    لنشتم عطر الطفولة ونعيش
    شغب وشقاوة الاعياد
    مودتي
    اختك مهدية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 10:27 pm

    عبده رشيد كتب:
    سردية جميلة وزادها قص الجزئيات رونقا وجمالا.أجدك اختي الفاضلة تنبشين في الثرات وتعملين على حفظ هذا الموروث الشعبي -الذي بدأ يتلاشى شيئا فشيئا مع العولمة والحداثة -وذلك من خلال ادراج طقوس العيد وتجلياتها التي كانت تشترك فيها كل العوائل المغربية والتي لا تختلف كثيرا من منطقة الى اخرى من ربوع الوطن العزيز.
    ما أحوجنا لمثل هذه النصوص الحية التي تعمل على حفظ الذاكرة والموروث الشعبي .
    تحياتي

    [i]

    سلام من المولى أخي الكريم
    أشكر تفاعلك المثمر مع النص وتنويهك الطيب
    كل لتاقدير والشكر
    ممتنة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم الوادي
    مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
    مريم الوادي


    عدد الرسائل : 313
    العمر : 47
    Localisation : فاس
    تاريخ التسجيل : 31/03/2011

    خبز العيد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خبز العيد   خبز العيد Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 10:40 pm

    مهدية أماني كتب:


    اختي مريم السلام عليك
    ابدعت وامتعت ..واعدتنا سنينا
    لنشتم عطر الطفولة ونعيش
    شغب وشقاوة الاعياد
    مودتي
    اختك مهدية
    وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة
    سرني توقيعك عليها
    كل التقدير والشكر
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    خبز العيد
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » العيد عاد ...لكن .
    » خروف العيد
    » عيد مبارك
    » مبروك العيد
    » مبروك العيد

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة القصيرة-
    انتقل الى: