زيارة جبارة

زيارة جبارة

تناثرت شعيرات بيضاء مخللة بنور البهاء على محياه. وانبجست ذكرى الزمان كلمحة عابرة ممتطية صهوة سحاب السرعة لتتغنى على مسمعه أغنية الرحيل، أرهف السمع ليقول:
" لا أحد يزورك، بعد أن يزورك صديقك الحقيقي الجبار"

علامات الرحيل

انتشى الكهف بنوبات العشق ، وتراقصت أمامنا النعوت والأوصاف، ليراودنا حسن الملمس ونكهة النجوى. وأحسسنا بغربتها بيننا لكنها تخفف الضجر وتوقظ الفؤاد، لنسألها متى نستعد ليوم الرحيل ؟ فقالت:
" عندما تنقضي عجائب العشق، وتموت آلات الطرب "

بين السماء والأرض

عرجت إلى السماء، ابتغي مجالسة النجوم. تناثرت متجهمة. ليخفت ضياؤها ويغيب رونقها.أدركت أني أخللت بقانون السماء. فعدت من حيث بدأت وقلت: " الحمد لله الذي خلق ادم من التراب وأعاده إليه "

كوكبة من نور

انتشلتني العزلة لترغمني على السفر في عظمة الكون وحسن الصنع. وأرهفت السمع مستسيغا لحنا روحيا جذابا، وارتشفت طريقه، فإذا هي كوكبة من نور تستغفر لنا، وتلقينا على حافة التسامح: فقلت " فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون".

الحقائب الملعونة

اجتمع القوم يتناوبون على حمل الحقائب في لهفة الغنى والجاه والزحمة الخانقة، وتناثرت المناكب والأيدي متشابكة تبتغي لحظة الظفر. فإذا بهاتف من السماء يقول:
" وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا "

انتصار الروح

سافرت في زمرة الأرحام محتسيا صنع الجليل، واختنق القبر بميلاد جديد فكتب على قبري:
" هنيئا لمن انتصرت روحه في وجه الموت