سنن الماء

زائر

سنن الماء

كان سلطان الما في جولته المائية الأخيرة ، والتي امتدت على مدار سبعة أيام مائية متواصلة في ربوع المملكة المتدفقة ، وكان يعقد كل ليلة مجلسه مع صفوة مختارة من المؤمنين بدين الشعر والعارفين بجدوى الماء والمتعطشين للارتواء من بهائه وحضوره ، وكان يسمي مجلسه هذا "مجلس ماء وذكر" لا يحضره إلا الصعاليك من الشعراء المنذورين للقاء الفجر ولسانهم يلهج بالذكر ورضابهم مخضب بالماء، وكان يحضر مجلسه بعض المريدين من الرجال و النساء ، ينصتون بإجلال يفرحون لكل موال، ومنهم من كان يتقدم في استحياء ويهدي ما لديه من المستملحات من أشعار وأذكار ، ذاكرا صاحبها شاكرا سامعها ، وكان المجلس لا يخوض في نقاش أو جدال، وإنما يفرحون بالقصيد القديم منه والجديد ، ولما رأيت هدا المجلس أكبرته وأحببته ، واستأذنت سلطان الما في أن اجمع ما تناثر من حديثه من اجل لمه وتوثيقه ، فكان لي معه هذا اللقاء ،حتى يمكن للغافلين الاسترشاد به وللمريدين الاستدلال به و للمختارين الاعتناء به ، وأسميته تيمنا وتبركا بسنن الماء .بعد موافقة ومباركة السلطان أعزه الماء وإن عزت لديه الأشياء .

سالت سلطان الما : أين يكون مجلسكم ?

قــال : ليس كل الأمكنة صالحة للماء والذكر فمن مواصفات مكان المجلس أن يكون بعيدا عن الضوضاء والأضواء وان يكون قريبا من بيت الماء وان لا تكون بينهما حواجز أو سلالم للنزول أو للارتقاء ، حتى لا ينزعج احد أو يصاب بوعثاء وان تكون به أضواء وان يكون متسعا للحاضرين وبه راحة للذاكرين وليس ضروريا أن يكون ذا فراش فان التواضع في الجلوس يهدئ النفوس ويشعرها بالاطمئنان والارتخاء فكل ما يصلح ان يكون فراشا ومقعدا وكل ما يمكن أن يكون مائدة ومنضدة وكل ما يصلح أن يكون منفضة أو مرمدة فان له في المجلس فائدة .

وهل للجلوس في حضرتكم طقوس ?

أعوذ بالماء أنا سلطان متواضع ولا ادعي الكبر والرياء فالكبرياء صفة لا ينعت بها إلا الضعفاء ولكن للجلوس في حضرة الماء طقوس : لا مكان فيه للحقد والضغينة ولا للبغضاء والمشينة ولا يسب احد أحدا ولا يتكلم احد حين يكون الكلام لأحد وخصوصا في الذكر فان الكل في الصمت سواء فأول شرط أن تكون ممن يحسنون الإصغاء وإذا تكلمت فتكلم فيما كان فيه المجلس إلا إذا فتحت نافذة جديدة وافقا جديدا ومفيدا وإلا احتفاء بقصيدة و في كلامك لا تطل فان طول الكلام يجلب الملل وإذا فرغت من قولك فلا تستعجل على احد القول فان القول في حضرة الماء لا يكون بالإكراه وإنما بالأرواح قبل الأفواه.

حدثني عن الماء في مجلسكم ?

الماء هو احتفاء بالحياة هو لذتها المشتهاة لذلك نقبل عليه بصبر وأناة ولا نهجم عليه كالطغاة ،الماء طهارتنا من كل عناء ، الماء متعدد والغاية منه التلذذ والتعبد فأحسنه الأحمر القاني على طبيعة الدوالي وأجمله الأصفر الخفيف على كل حال وألذه ما اخلط بالماء فانه فعال ولا يشربه إلا الأبطال ومن سنن الماء أن يحمل الذاكر ماءه أو يتعاون مع غيره في اقتنائه ولا ضرر أن يكون هدية وقربانا فهو للمحبة إعلانا وبيعة وإيمانا . لا تشرب من ماء ذاكر إلا برضاه أو ما قدمه إليك وأهداه فانه يكون بمحبته قد سقاه . ولا تخلط في كأسك وراسك من ماء متعدد ولا تكن في الشرب مفرطا أو متشدد .فان مجلس الذكر يطول ويحتاج الذكر للأرواح كما العقول .ويستحسن أن يكون الساقي عارفا بالماء .

من يتكلف بالسقاية في مجلسكم ?

الماء هو من يحدد ساقيه .

لم افهم هلا تفضلتم وأوضحتم أكثر ?

المـسألة بسيطة إذا كان كل شاعر /ذاكر له ماؤه ولونه الخاص به فهو بسقاية نفسه أولى وإذا كان الماء على لون واحد فان سلطان الما هو الساقي ولا ضير أن يتكلف بالسقاية سواه ولكن الفتح الأول لا يكون إلا من سلطان لأنه يعمد الماء ويباركه ويسحب عنه كل الخطايا ويبعد عنه كل القضايا ويحمله للشاربين الذاكرين التحايا وعلى الساقى أن يبدأ من غيره ولا يجوز أن يبدأ من نفسه وان يفرغ الماء بمحبة في الكأس وان تصل سقايته بالتوالي إلى كل غصن في شجرة الذكر ولا يلح على احد في الشرب وله أن يلح في القرب ولا يلزم احد بالجلوس حتى انفضاض المجلس فالحرية هي الأصل فادا انسحبتم من المجلس فليكن ذلك بهدوء وإذا التحقتم به متأخرين فلا رجاء لدي سوى أن تتبينوا مفاصل القول حتى لا تخطئوا في حق احد فان أصعب الأشياء علي أن يخطئ ذاكر في حق ذاكر وماء الحياة يتدفق بينهما .

هل يجوز أن يكون المجلس خاصا بالماء أو الذكر فقط ?

كل مجلس يخلو من الماء يكون حقلا جافا وكل مجلس بلا شعر ولا ذكر لا روح فيه .

وكيف تفتتحون مجلس الماء والذكر ?

من وجوب الوجوب أن يتم التعريف بالذاكرين تعريفا يحببهم إلى القلوب ويبعد مجلسهم عن الكروب وبعدها يتناول الساقي المشروب ويجعله في مرأى المجموعة أو ال groupe ويشهر فاتح محرم ويسميه بهذا الاسم تم يولجه في الفلين برفق ولين ، حتى إذا وصل الفاتح مداه استوى الساقي يطلب الانتباه ويجر السداد حتى يسمع في المجلس صداه ليخرج كل ذاكر ما به من آه ويردد اسم الله تم يقوم الساقي بإفراغ الماء في الكؤوس وترفع عاليا فوق الرؤوس حتى تشرئب إليها النفوس وتقرع الواحدة بالأخرى وإذا انتهى القرع بدا الكرع ولا يبدأ الذكر إلا في الكأس الثالثة فان أجور الذاكرين عندها تكون ثابتة .

وإذا كانت الكأس واحدة ما انتم فاعلون ?

يحدث أحيانا أن تكون كاس واحدة وهي تكفي كما قالت الشاعرة . فادا كان الماء موحدا تكون الدورة الأولى سريعة وكل يرفع كأسه عاليا كما هو طقس الافتتاح وعند اكتمال الدورة الثانية يبدأ الذكر . وإذا كانت الكأس واحدة والماء مختلف فان الكأس هي التي تدور من ساق إلى ساق حسب السياق والمساق مع احترام اللون والمذاق ويبدأ الذكر في الدورة الثانية كما هو الاتفاق .

كيف يتعامل الساقي مع وفرة الماء وندرته ?

سبق وان قلنا انه من المفروض أن يكون الساقي على علم بالماء المعروض إذا كان الماء وفيرا فلا يسرف فيه إسرافا ولا يقتر تقتير فان الإسراف في الماء يكون مفسدة للذكر والتقتير فيه يكون مدعاة للضجر أما إذا كان الماء قليلا والليل طويلا فأمهل عليهم تمهيلا واسق العطش بعطش ولا تتحيز ولا تغش واجعل في الكأس من عين الديك قلة واسق الذاكر حتى يضع على الكأس قبلة وتصبح الرشفة بلة فان الرشفة حينذاك تحلو ومن كل ملل تخلو .

وماذا عن الذكر ?

في الأذكار لا يمين ولا يسار وكل له الحق في أن يكون أول الذاكرين وخير ما يفتتح به الذكر أن يكون من جيد الأشعار وان تكون الصورة فيه كثيفة وان تكون اللغة فيه خفيفة وان يكون غمزة ظريفة ويتم التناوب على الذكر مما يحفظه الذاكرون تم يبسط المكتوب ويقبل عليها الذاكر بروحه حتى يصل إلى القلوب وكل ذكر لا يصل إلى القلوب لا يكون شعرا و إنما إليه منسوب غير انه لا يجوز اللذع في انتقاده و لا رفضه وإبعاده وإنما يمحى بذكر آخر وإنشاده.

هل تحضر المرأة مجلسكم ?

طبعا لا نفرق في مجلسنا بين ذكر وأنثى ما دامت لذة الأرواح تجمعنا على الماء والذكر ولها مثل نصيب الذكر في كل شيء .

وهل تكون السقاية لها ?

قلت أن لها مثل ما للذكر في المجلس بما في ذلك السقاية .

هل يجوز أن ينام ذاكر في مجلسكم ?

النوم استراحة ، النوم تجديد لطاقة بدن الذاكر فلا غرو أن ينام في المجلس مادام قد حصل له الإشباع وتحقق له الإمتاع ولم يسلك دروب الضياع ، من نام فلا حرج عليه ويقوم الذاكرون بتأزيره وإسكات شخيره والحرص على تهيئة سريره ومن الأفضل أن لا ينقل إلى مكان بعيد بل يترك حيث أتاه النوم السعيد .

متى ينفض مجلسكم ?

إذا افترق الليل والنهار لا ماء يصح ولا ذكر يقبل حيث نغدو لا نحن من الليليين ولا نحن من النهاريين لذلك من الأفضل أن ينفض المجلس وعنده يتقدم سلطان الما ويقرأ نص غودو ولا يقبل بعده ذكر ولا ماء .

حاوره مير لمحبه جمعه وحققه حفيظ المـتوني

مشرف عدد الرسائل : 1048 تاريخ التسجيل : 26/05/2007

سرد ممتع للغاية
شكرا لك لأنك اولت التفاعل مع هذا الركن الجديد
نتمنى من الادارة أن تعذل الخط ليصبح مقروء

موضوع: رد: سنن الماء الثلاثاء مايو 10, 2011 12:01 pm

سرد مشوق وقدرة هائلة على توظيف الصورة والمجاز
استمتعت كثيرا اخي حفيظ المتوني
خصوصا اني حضرت ذات فلتة من الزمن جلسة من جلسات سلطان الما
وظلت محفورة في الذاكرة والقلب
لك كل الود ومرحبا بمدادك المتفرد في رحاب جامعة المبدعين المغاربة
اختك رشيدة فقري

زائر

الاخت الزهرة شكرا على مرورك السريع في الحقيقة كنت حائرا في اي الابواب ساطرح هذا النص ولما وجت بوابة سرديات ظننت انني وجدت المكان المناسب واضم ملاحظتي الى ملاحظتك الدقيقة ان تعمل ادارة المقع على تكبير الخط رغم انني ارسلته بخط يليق بالنص مرة اخرى لك شكري ودام لك ماء محبتي

زائر

العزيز رشيدة فقري اكيد ان الاحتفاء بالشعر كابداع وامتاع ورغبة الغوص في حميمية الشاعر ومن تلك الجلسة وجلسات اخرى بعدها جعلتني افكر في طريقة لتنظيها اكتر وصياغتها في نص سردي يخدم الموضوع ويعيد الوهج الى بعض تراثنا في اسالسب الكتابة النثرية العربية والادب الكلاسيكي كانت ايضا من بين الفلتات التي لا اجيد كتابتها بل هي من كتبتني بقوة فكرتها

ارجوا ان يتشرف مجلسي بحضور شاعرة مميزة ومبدعة في بدخ والق ورقة رشسدة فقري
مع تحياتي التي لن تجف من ماء محبتب

سلطان الما

موضوع: رد: سنن الماء الثلاثاء مايو 10, 2011 4:11 pm

منتهى الروعة

الذكاء السردي ناذرا مايتوفر في نص
كنت موفقا جدا أخي الكريم
بانتظار القادم
تقبل مروري
مريم

موضوع: رد: سنن الماء الثلاثاء مايو 10, 2011 11:12 pm

حفيظ المتوني"

سنن الماء

كان سلطان الما في جولته المائية الأخيرة ، والتي امتدت على مدار سبعة أيام مائية متواصلة في ربوع المملكة المتدفقة ، وكان يعقد كل ليلة مجلسه مع صفوة مختارة من المؤمنين بدين الشعر والعارفين بجدوى الماء والمتعطشين للارتواء من بهائه وحضوره ، وكان يسمي مجلسه هذا "مجلس ماء وذكر" لا يحضره إلا الصعاليك من الشعراء المنذورين للقاء الفجر ولسانهم يلهج بالذكر ورضابهم مخضب بالماء، وكان يحضر مجلسه بعض المريدين من الرجال و النساء ، ينصتون بإجلال يفرحون لكل موال، ومنهم من كان يتقدم في استحياء ويهدي ما لديه من المستملحات من أشعار وأذكار ، ذاكرا صاحبها شاكرا سامعها ، وكان المجلس لا يخوض في نقاش أو جدال، وإنما يفرحون بالقصيد القديم منه والجديد ، ولما رأيت هدا المجلس أكبرته وأحببته ، واستأذنت سلطان الما في أن اجمع ما تناثر من حديثه من اجل لمه وتوثيقه ، فكان لي معه هذا اللقاء ،حتى يمكن للغافلين الاسترشاد به وللمريدين الاستدلال به و للمختارين الاعتناء به ، وأسميته تيمنا وتبركا بسنن الماء .بعد موافقة ومباركة السلطان أعزه الماء وإن عزت لديه الأشياء .

سالت سلطان الما : أين يكون مجلسكم ?

قــال : ليس كل الأمكنة صالحة للماء والذكر فمن مواصفات مكان المجلس أن يكون بعيدا عن الضوضاء والأضواء وان يكون قريبا من بيت الماء وان لا تكون بينهما حواجز أو سلالم للنزول أو للارتقاء ، حتى لا ينزعج احد أو يصاب بوعثاء وان تكون به أضواء وان يكون متسعا للحاضرين وبه راحة للذاكرين وليس ضروريا أن يكون ذا فراش فان التواضع في الجلوس يهدئ النفوس ويشعرها بالاطمئنان والارتخاء فكل ما يصلح ان يكون فراشا ومقعدا وكل ما يمكن أن يكون مائدة ومنضدة وكل ما يصلح أن يكون منفضة أو مرمدة فان له في المجلس فائدة .

وهل للجلوس في حضرتكم طقوس ?

أعوذ بالماء أنا سلطان متواضع ولا ادعي الكبر والرياء فالكبرياء صفة لا ينعت بها إلا الضعفاء ولكن للجلوس في حضرة الماء طقوس : لا مكان فيه للحقد والضغينة ولا للبغضاء والمشينة ولا يسب احد أحدا ولا يتكلم احد حين يكون الكلام لأحد وخصوصا في الذكر فان الكل في الصمت سواء فأول شرط أن تكون ممن يحسنون الإصغاء وإذا تكلمت فتكلم فيما كان فيه المجلس إلا إذا فتحت نافذة جديدة وافقا جديدا ومفيدا وإلا احتفاء بقصيدة و في كلامك لا تطل فان طول الكلام يجلب الملل وإذا فرغت من قولك فلا تستعجل على احد القول فان القول في حضرة الماء لا يكون بالإكراه وإنما بالأرواح قبل الأفواه.

حدثني عن الماء في مجلسكم ?

الماء هو احتفاء بالحياة هو لذتها المشتهاة لذلك نقبل عليه بصبر وأناة ولا نهجم عليه كالطغاة ،الماء طهارتنا من كل عناء ، الماء متعدد والغاية منه التلذذ والتعبد فأحسنه الأحمر القاني على طبيعة الدوالي وأجمله الأصفر الخفيف على كل حال وألذه ما اخلط بالماء فانه فعال ولا يشربه إلا الأبطال ومن سنن الماء أن يحمل الذاكر ماءه أو يتعاون مع غيره في اقتنائه ولا ضرر أن يكون هدية وقربانا فهو للمحبة إعلانا وبيعة وإيمانا . لا تشرب من ماء ذاكر إلا برضاه أو ما قدمه إليك وأهداه فانه يكون بمحبته قد سقاه . ولا تخلط في كأسك وراسك من ماء متعدد ولا تكن في الشرب مفرطا أو متشدد .فان مجلس الذكر يطول ويحتاج الذكر للأرواح كما العقول .ويستحسن أن يكون الساقي عارفا بالماء .

من يتكلف بالسقاية في مجلسكم ?

الماء هو من يحدد ساقيه .

لم افهم هلا تفضلتم وأوضحتم أكثر ?

المـسألة بسيطة إذا كان كل شاعر /ذاكر له ماؤه ولونه الخاص به فهو بسقاية نفسه أولى وإذا كان الماء على لون واحد فان سلطان الما هو الساقي ولا ضير أن يتكلف بالسقاية سواه ولكن الفتح الأول لا يكون إلا من سلطان لأنه يعمد الماء ويباركه ويسحب عنه كل الخطايا ويبعد عنه كل القضايا ويحمله للشاربين الذاكرين التحايا وعلى الساقى أن يبدأ من غيره ولا يجوز أن يبدأ من نفسه وان يفرغ الماء بمحبة في الكأس وان تصل سقايته بالتوالي إلى كل غصن في شجرة الذكر ولا يلح على احد في الشرب وله أن يلح في القرب ولا يلزم احد بالجلوس حتى انفضاض المجلس فالحرية هي الأصل فادا انسحبتم من المجلس فليكن ذلك بهدوء وإذا التحقتم به متأخرين فلا رجاء لدي سوى أن تتبينوا مفاصل القول حتى لا تخطئوا في حق احد فان أصعب الأشياء علي أن يخطئ ذاكر في حق ذاكر وماء الحياة يتدفق بينهما .

هل يجوز أن يكون المجلس خاصا بالماء أو الذكر فقط ?

كل مجلس يخلو من الماء يكون حقلا جافا وكل مجلس بلا شعر ولا ذكر لا روح فيه .

وكيف تفتتحون مجلس الماء والذكر ?

من وجوب الوجوب أن يتم التعريف بالذاكرين تعريفا يحببهم إلى القلوب ويبعد مجلسهم عن الكروب وبعدها يتناول الساقي المشروب ويجعله في مرأى المجموعة أو ال groupe ويشهر فاتح محرم ويسميه بهذا الاسم تم يولجه في الفلين برفق ولين ، حتى إذا وصل الفاتح مداه استوى الساقي يطلب الانتباه ويجر السداد حتى يسمع في المجلس صداه ليخرج كل ذاكر ما به من آه ويردد اسم الله تم يقوم الساقي بإفراغ الماء في الكؤوس وترفع عاليا فوق الرؤوس حتى تشرئب إليها النفوس وتقرع الواحدة بالأخرى وإذا انتهى القرع بدا الكرع ولا يبدأ الذكر إلا في الكأس الثالثة فان أجور الذاكرين عندها تكون ثابتة .

وإذا كانت الكأس واحدة ما انتم فاعلون ?

يحدث أحيانا أن تكون كاس واحدة وهي تكفي كما قالت الشاعرة . فادا كان الماء موحدا تكون الدورة الأولى سريعة وكل يرفع كأسه عاليا كما هو طقس الافتتاح وعند اكتمال الدورة الثانية يبدأ الذكر . وإذا كانت الكأس واحدة والماء مختلف فان الكأس هي التي تدور من ساق إلى ساق حسب السياق والمساق مع احترام اللون والمذاق ويبدأ الذكر في الدورة الثانية كما هو الاتفاق .

كيف يتعامل الساقي مع وفرة الماء وندرته ?

سبق وان قلنا انه من المفروض أن يكون الساقي على علم بالماء المعروض إذا كان الماء وفيرا فلا يسرف فيه إسرافا ولا يقتر تقتير فان الإسراف في الماء يكون مفسدة للذكر والتقتير فيه يكون مدعاة للضجر أما إذا كان الماء قليلا والليل طويلا فأمهل عليهم تمهيلا واسق العطش بعطش ولا تتحيز ولا تغش واجعل في الكأس من عين الديك قلة واسق الذاكر حتى يضع على الكأس قبلة وتصبح الرشفة بلة فان الرشفة حينذاك تحلو ومن كل ملل تخلو .

وماذا عن الذكر ?

في الأذكار لا يمين ولا يسار وكل له الحق في أن يكون أول الذاكرين وخير ما يفتتح به الذكر أن يكون من جيد الأشعار وان تكون الصورة فيه كثيفة وان تكون اللغة فيه خفيفة وان يكون غمزة ظريفة ويتم التناوب على الذكر مما يحفظه الذاكرون تم يبسط المكتوب ويقبل عليها الذاكر بروحه حتى يصل إلى القلوب وكل ذكر لا يصل إلى القلوب لا يكون شعرا و إنما إليه منسوب غير انه لا يجوز اللذع في انتقاده و لا رفضه وإبعاده وإنما يمحى بذكر آخر وإنشاده.

هل تحضر المرأة مجلسكم ?

طبعا لا نفرق في مجلسنا بين ذكر وأنثى ما دامت لذة الأرواح تجمعنا على الماء والذكر ولها مثل نصيب الذكر في كل شيء .

وهل تكون السقاية لها ?

قلت أن لها مثل ما للذكر في المجلس بما في ذلك السقاية .

هل يجوز أن ينام ذاكر في مجلسكم ?

النوم استراحة ، النوم تجديد لطاقة بدن الذاكر فلا غرو أن ينام في المجلس مادام قد حصل له الإشباع وتحقق له الإمتاع ولم يسلك دروب الضياع ، من نام فلا حرج عليه ويقوم الذاكرون بتأزيره وإسكات شخيره والحرص على تهيئة سريره ومن الأفضل أن لا ينقل إلى مكان بعيد بل يترك حيث أتاه النوم السعيد .

متى ينفض مجلسكم ?

إذا افترق الليل والنهار لا ماء يصح ولا ذكر يقبل حيث نغدو لا نحن من الليليين ولا نحن من النهاريين لذلك من الأفضل أن ينفض المجلس وعنده يتقدم سلطان الما ويقرأ نص غودو ولا يقبل بعده ذكر ولا ماء .

حاوره مير لمحبه جمعه وحققه حفيظ المـتوني

زائر

نيابة عن سلطان الما اعزه الماء ودام له البهاء اتقدم اليك السيد ربيع عامر الغيواني بكل التحايا و والدعاء لك بان يدوم ماءك وان تتدفق ينابيعك في كل الارجاء على ه>ه الخدمة النبيلة والتي كان في امس الحاجة اليها العديد من القراء دام لك المجد والبهاء مع خالص تحياتي التي لا تجف من ماء محبتي

حفيظ المتوني

زائر

اختي الكريمة مريم الوادي شكرا وانا فخور باثر مرورك الكريم على صفحة سنن الماء ساذكر هذا لسلطان الما اكيد ان الفرح سيدفق الماء من عينيه

موضوع: رد: سنن الماء الجمعة مايو 13, 2011 2:09 am

بسم الله الرمن الرحيم

متعت وانا استقرىء هذا النص الجميل

الذي يرجعنا الى فن ادبي كدنا نفتقده

انه فن المقامة و رائده(بديع الزمان

الهمداني الذي يفتتح مقاماته

ب...حدثنا عيسى ابن هشام)

لكن الراوي لديك كان شخصية اخرى

انه سلطان الماء

ايحاء الحياة ونبع الخصوبة...

موفق باذن الله.

زائر

سعد سلطاني بتوقيك البهي الشاعرة الرقيقة خديجة عياش الله يعيشك

» من وحي الماء ,
» طفل الماء
» هي أرق من الماء
» كل هذا الماء
» الماء ووجهي