II-الجماليات والفنيات في المجموعة القصصية:تضمنت (قليل من الملائكة) مجموعة من التقنيات ، التي حققت لها الجمالية واللفنية، وجعلتها كتابة قصصية متميزة...ومن هذه التقنيات، والجماليات والفنيات الموظفة:1- تقنية الكتابة القصية: المجموعة القصصية تكتسي فنيتها ، وجمالياتها ، وبالغتها من تنوع قضاياها المتضمنة، والخالية من أي زخرف بلاغي ، أو تزيين براق خادع... لكن هذا لم يمنع عبد الله المتقي من صياغة قصصه القصيرة جدا موظفا فيها بعض الجماليات والفنيات التي تميزه عن كثير من كتاب القصة القصيرة جدا.. ومن هذه التقنيات:- حضور لفظ الحكاية في قصة (ساديزم- ماء الحكي- لوحة- اشتعال الماء- غروب- قمر وحكاية- )..- حضور لفظ القصة في قصة (قصة (غير) منسية).- حضور لفظ الكتابة في قصة (مجرد انتحار- أونامير – سمكة حمراء- مرآة).- حضور لفظ الومضة في قصة (play).- حضور لفظ الأحجية في قصة ( غبار الضحك)...وهذا يبين مفهوم عبد الله المتقي لفن القصة القصيرة جدا، فهي كلها مسميات يوردها لمسمى واحد هو القصة...2- اعتماد الحوار: يحتل الحوار حيزا مهما في بعض قصصه القصيرة جدا.. ويعتبر تقنية مسرحية ، وظفها عبد الله المتقي في كتابته القصصية ليدفع بالحدث إلى الأمام.. وليصعد من درامية القصة، وليطرح من خلاله مجموعة من الأفكار والرؤى، والتأملات...كما في قصته (ماء الفلسفة)، التي قول فيها:"المطر ينقر زجاج النافذة خفيفا..
الطفل: من أين يأتي ماء المطر؟...
الأم: من السحب.
الطفل: ومن أين تأتي السحب؟...
الأم: من الماء..
فغر الطفل فاه في حيرة بريئة، ولم يفهم..."
3- التكرار: اعتمد عبد الله المتقي في كثير من قصصه القصيرة جدا تقنية التكرار... لما تحققه من إيقاعية، وجمالية ، وترديد صوتي...ويتخذ التكرار في (قليل من الملائكة) تجليات ثلاث، أساسية، هي:أ- تجلي معجمي: حيث تتكرر الكلمة مرات في النص القصصي الواحد. وهذه الكلمة تأخذ أشكالا كثيرة:- فهناك تكرار الفعل كما في قصة (بحيرة الشيوخ)، حيث تكرر فعل (تنصل- انطفأ) (1- تنصل الرجل من ثيابه الداخلية، ونام قريبا من امرأة ما زالت تلبس جلبابها...(انطفأ الرجل وأسدل جفنيه ورأى في المنام سمكة في الصحراء).(- تنصلت المرأة من سروالها الخفيف، ونامت قريبا من رجل يشخر موسيقى الجاز...( انطفأت المرأة كي تحلم بنفس السمكة تترنح خارج بحيرة ماء).- تكرار اسم الإشارة ، كما في قصة (بندولان- play- رحيل العمر)..- تكرار الاسم ، كما في قصة ( نور ونار)...- تكرار حرف الجر. كما في قصة (طين- خيانة).- تكرار الناسخ الفعلي، كما في قصة (كوخ موسيقى).- تكرار حرف العطف (الواو).. كما في قصة (لوحة)...ب- تجليات تركيبية: حيث يتم تكرار الجملة مرارا...كما في قصة (قبعتان)...ج- تجليات دلالية،تتكرر فيها الجملة والكلمة معان بنفس المعنى عدة مرات، كما في قصة(ساعة موت):"بندولان عتيقان يتكتكان في أحلام رجل مسن.(يسقط البندول الأول).كاد قلب الرجل الهرم يتوقف في النوم.(يسقط البندول الثاني).و... يتوقف قلب الرجل عن خفقان.البندول الأول: يحدق في الساعة الهرمة.البندول الثاني: يتفرس موت الرجل الذي هرم ما يكفي."4- التهجين والتعدد اللغوي: يعتمد عبد الله المتقي في بعض قصص مجموعته (قليل من الملائكة) على توظيف التعدد اللغوي، الشيء الذي يحقق نوعا من البوليفونية داخل النص القصصي.. نستنبط منها لغة شعبية مهجنة، وملحقة بالفصحى والدارجة المغربية..ويعبر هذا التعدد عن تعدد الفئات الاجتماعية، وتنوع طبقاتها، واختلافها... وهذا التهجين والتنوع يدل على تهجين المجتمع، وتنوع طبقاته، وصراعه الطبقي...إذ نجده يوظف في بعض قصصه بعض الملفوظات الشعبية، التي تدخل في لسان الدارج المغربي، كما في قصته (رحيل العمر)...فهي تشتمل على كلمة دارجية مفصحة(تفصيح الدارج والعامي)، وهي كلمة (مفقوسة)، ليصف بها الحالة النفسية والمزاجية للجدة... إذ يعبر بهذه اللفظة الدارجية عن قلقها، وتوترها، وضغطها المرتفع، ولو أن للكلمة مرجعيتها في فصيح اللغة العربية.كما نجد في قصته(circuit)، توظيفا لملفوظ عامي، يريد به عبد الله المتقي توصيفا لهيئة...وهي (زوينة بزاف).. ليعبر بها عن صفة لازمة للموصوف، وهي(الجمال الكثير)، أي إنها (جميلة جدا)...وفي قصته ( فان كوخ) نجده يستعمل ملفوظا لغويا عاميا، وهو (بحال لغزال)، ليعتمده كتشبيه، فنجد مشبها (امرأة)، وأداة التشبيه( بحال)ن ومشبه به (لغزال)، دون ذكر للوجه الشبه...ويتخطى توظيف الملفوظ العامي إلى توظيف بعض الكلمات اللاتينية(فرنسية – إنجليزية)،مثل(free time- remillant-playstation- the end ...وهذا يوفر في هذه القصص القصيرة جدا تعددا لغويا ولسانيا نسبيين.. وهو بهذا يكسر بعض الحواجز بين العامية والفصحى، التي يعمل بها على إعادة تنبير الصوغ الأسلوبي... الشيء الذي يعطي لهذه القصص بعدها الاجتماعي، وعمقه...كما أن عبد الله المتقي بتوظيفه لهذا التنوع اللغوي والملفوظي، يخرق به عتاقة اللغة..وأحادية الخطاب...5- هندسة شكل السطر الشعري: عندما نتمعن في بعض قصص عبد الله المتقي، نستشف من خلالها الشاعر المتخفي في القاص...هذا ما يجعل عبد الله المتقي يغير في هندسة شكل قصصه القصيرة جدا...فيعتمد على الجملة القصيرة، والتي يشكل من خلالها سطرا شعريا... وبذلك ينتفي النثري أمام الشعري، والشعري ضمن النثري... مما يبين وبالواضح أن القاص عبد الله المتقي قاص وأديب مهووس بالشعر.. ورغم حرصه الشديد، يتسلل الشعر إلى كتاباته.. وأحيانا يثور عليه ليتبدى في شكل الكتابة، وهندستها الشكلية.يقول في قصته ( ماء يحكي):"الشمس صفراء(كالبول)..
رجل وامرأة
تحت العبارة
يحكيان عن تجاعيد الأرض...
وعن دلو غير مبلل بالماء...
*****
المرأة والرجل ينسجان حكايا عن الجوع...
من قبيل:
شحمة الديك...
قرينة لغزال
بلعمان...
وكان الصبار في تلك اللحظة..
مضطجعا على ظهره..
يشرب ماء الحكي"...
ففي هذه القصة القصيرة جدا، تأخذ جملها شكل السطر الشعري، وبذلك تنتفي الحدود بين النثر والشعر...الشيء الذي يجعلنا من خلال الملمح البصري نجزم بأنها قصيدة شعرية أو تكاد تقترب من الشعر... ما دامت تتلبس شكل القصيدة... وإذا ما قارناها بما ينشر في المغرب من مجاميع شعرية، وما تتضمنه الملاحق الثقافية من قصائد نثرية، فإن هذه القصة القصيرة جدا، وغيرها تدخل في نطاق الشعر والقصيد.. ولا يعفيها من أنها قصيدة تتلبس القصة...7- التقطيع والعنونة: يعتمد عبد الله المتقي في بعض قصصه القصيرة جدا (قليل من الملائكة)، على تقطيع النص القصصي إلى مقاطع مرقمة، أو معنونة، أو هما معا... يجمعها التنظيم ن والوحدة المنطقية لتراتب المعنى.. وأحيانا تتسم بالفوضى، والتشتت واللاانتظام...فمن القصص القصيرة جدا التي اعتمدت الترقيم، نجد قصة( حرب)، والتي يقول فيها:-1-
المتاريس فارغة تماما..
سوى قبعات وبنادق مبعثرة، تراقب الموت بحذر...
- 2-
جثت مجهولة الهوية...
- 3-
لا وقت الآن...
لدفن الموتى ، إنهم كثر..."
وكذلك في قصته (بحيرة الشيوخ)، و(بندولان)،و(قبعتان)،و(أغنية)،و(العقيق)،و(فان كوخ)و(بهدوء قاتل)،و(كاميرا خفية)،و(مرآة)، و(شن وطبقة)...وعندما نتمعن في هذه القصص القصيرة جدا،نجدها تتفاوت فيما بينها في عدد المقاطع، إذ نحصل على التالي:- بحيرة الشيوخ ، تتكون من مقطعين مرقمين.- بندولان. تتكون من أربعة مقاطع مرقمة.- قبعتان. تتكون من ثلاثة مقاطع مرقمة.- أغنية. تتكون من أربعة مقاطع مرقمة.- سمكة حمراء. تتكون من ثلاثة مقاطع مرقمة.- حرب. تتكون من ثلاثة مقاطع مرقمة.- العقيق الحر. تتكون من مقطعين مرقمين.- فان كوخ. تتكون من مقطعين مرقمين.- خيانة. تتكون من مقطعين مرقمين.- بهدوء قاتل. تتكون من ثلاثة مقاطع مرقمة.- كاميرا خفية. تتكون من ثلاثة مقاطع مرقمة.- مرآة. تتكون من مقطعين مرقمين.- شن وطبقة. تتكون من ثلاثة مقاطع مرقمة.أما القصص القصيرة جدا التي تتكون من مقاطع معنونة، أي أنه وضع لكل مقطع عنوانا، فهي:- قفاز أنيق. تتكون من مقطعين معنونين.- حياتي. تتكون من مقطعين معنونين.أما القصص القصيرة جدا ، التي تتكون من مقاطع غير مرقمة ، وغير معنونة، فصل بين كل مقطع بنجمات، فهي:- طباق الحلم. وتتكون من مقطعين غير مرقمين ، وغير معنونين.- ماء الحكي. وتتكون من مقطعين غير مرقمين وغير معنونين.7- المفارقة: يعتبر الأستاذ جاسم خلف إلياس، المفارقة من تقانات العمل القصصي، والتي تعمل على تحويل التداولي الحياتي إلى معطى لغوي ذي حمولات متزاحمة...ويقول في مقال رقمي له ،تحت عنوان(المفارقة في القصة القصيرة جدا)، بأن المفارقة تعد لعبة عقلية ذكية من أرقى أنواع النشاط العقلي. إذ هي على الرغم من أنها استراتيجية في الإحباط واللامبالاة، وخيبة الأمل، إلا إنها في الوقت نفسه تنطوي على جانب إيجابي.والمفارقة في معناها العام، هي جريان حدث بصورة عفوية على حساب حدث آخر هو المقصود في النهاية... كما يؤكد ذلك الأستاذ جاسم خلف إلياس...والملاحظ في قصص (قليل من الملائكة)، أنها تقوم على الحركة الداخلية، التي تؤسس للحركة الدينامية للقصص، المبنية على المواقف والمفارقات...صحيح أن المفارقة من أساسيات القصة القصيرة جدا، يمكن أن تحمل في طياتها السخرية أو الدراما...إلا أنها توقع غير منتظر، أو نتيجة عكس المتوقع. وهذا مقصود من القاص، لأنه يكسر بالمفارقة رتابة السرد. كما أنها أمام فقر اللغة ، توفر شيئا من التشويق والإثارة من خلال دهشة وإدهاش المتلقين وصدمته بخيبة التوقع وافق الانتظار في نهاية القصة.كما أن هذه المفارقة تدفع بالمتلقي إلى قراءة النص القصصي ، الذي يقول شيئا. لكن عليه قراءة ما وراء النص للوصول إلى ما يوحي إليه القاص...ففي قصته (مجرد درس) والتي تقول:"مشى المعلم وئيدا بين الصفوف.... توقف أمام السبورة، و... كتب عنوان الدرس:(وطني يا قلعة الأسود)..سأل بصوت وديع:- ما الوطن؟...التلميذة الأول: " راية باهتة".التلميذة الثانية ساخرة:" مومس نخرها الزهري".التلميذ الثالث::" خريف من الجنرالات".اندهش المعلم ، وقال بغبطة:" الوطن غائب"...وفي قصة (كاميرا خفية)، نقرأ التالي:- 1-
"لم تنقر الباب ، نقرة خفيفة فقط.
اقتربت من قفاه بخطوات ناعمة..
- 2-
لم تقبله كي تغمر ظهره
قشعريرة خاطفة ولذيذة.
بل وضعت فوهة بندقية
فوق صدغه الأيسر
- 3-
مهلا...
كادت متانة الزوج تشتو
لولا تدخل السارد
لولا تدخل السارد:
- "عفوا ، قصة خفية"...
ففي القصة الأولى يمكن أن نعتبرها قصة تربوية، تقوم على ترسيخ بعض القيم الوطنية.. وقد كان سؤال الأستاذما الوطن؟) مفتوحا على كل الدلالات.. ويحمل في طياته سؤالا فلسفيا.. فكانت الأجوبة متنوعة ومتعددة تبين منظور كل واحد للوطن.. ولو أن كل جواب يتخفى وراء الكاتب.. لكن المفارقة العجيبة هو أن نهاية القصة تقوم بإدهاشنا لما تحمله من معنى.. وما تحمله من مفاجأة... وهو إجابة المعلم كانت جامعة ومانعة.. وصادمة في نفس الوقت...(الوطن غائب).. وكلمة غائب تحمل أكثر من دلالة، وهي حمالة أوجه..وفي القصة الثانية، نتابع مشهدا دراميا.. يتم فيه ترصد الضحية ووضع فوهة البندقية فوق صدغه.. وكنا كمتلقين ننتظر أن تضغط المرأة على الزناد، وتفجر رأسه.. لكن في نهاية القصة نجد مفارقة عجيبة، وهي أن الأمر كله عبارة عن قصة خفية تشبه الكاميرا الخفية ن وهو مقلب من السارد، يستغفل فيه المتلقي...8- التجليات التشاكلية: ونقصد بها تكرار الزمن الحاضر أو الماضي أكثر من مرة في نفس النص القصصي.. كما في قصة ( ساعة الموت)، حيث تكرر الزمن الحاضر (الفعل المضارع) سبع مرات ( يتكتك- يسقط- يتوقف- يسقط- يتوقف- يحدق- يتفرس)...كما تكرر الزمن الماضي أكثر من مرة، كما في قصة (خطوات): ( سمع- تكاثر- كان- شعر- توهم- التفت – كان مجرد خيال- كان مجرد هلوسة- كان مجرد خوف).9- الصورة السينمائية: اهتم عبد الله المتقي بتوظيف المشاهد المعتمدة على تقنية اللقطة السينمائية، حيث تقترب الكاميرا من المشهد لتركز على بعض جزئياته... كما في قصة ( قصة(غير) منسية)، إذ يقدم لنا السارد مشاهد ، تركز فيها الكاميرا على بعض الأجزاء. فنجد (صورة لقبعة بالمشجب تذرف دمعا- صورة لمعطف يرتعش- صورة لكرسي يجلس القرفصاء- صورة لعلبة أنسولين- صورة لقطة رمادية- صورة لمسودات قصصية- صورة لجثة تموت).كذلك في قصته(بندولان)، نجد توظيفا لتقنية الصورة، وتحرك الكاميرا..و(قصة انتحار)، و قصة (the end)، حيث يقدم لنا الكاتب عبد الله المتقي هذه القصة على شكل لقطات خمس، ومشاهد خمسة.. لتكون في مجموعها مشهدا قصصيا قابلا للتشخيص، والعرض.. وتجعل منه نصا هو أقرب إلى المشاهد منه إلى المقروء...10- وجهة النظر: اهتم عبد الله المتقي بوجهة النظر، ووظف موقفه ورأيه ومشاركته وتدخله في بعض قصصه القصيرة جدا..... وبالتالي جاء الخطاب القصصي محملا بمواقف وآراء الكاتب التي جعلته كمتكلم وسارد عارف بكل شيء...وتتنوع وجهة النظر هذه ، فنجدها تأتي على شكل:1- تفسير وتوضيح كما في قصته (free time)ن حيث يضيف أربعة أسطر ليوضح ما سيقوم به النادل في الآخر. من تلبية الطلبات، وجمع الكراسي، وكنس أرضية المقهى..."نادل مقهى free time،مريض بفلسطين...يراقب فسفور الموت بدموع ناشفة...- وماذا بعد؟..(في مقهى كهذه، سيكون على النادل تلبية طلبات زبنائه اليتامى: قنينات البيبسي المضببة، سجائر المالبورو، ثم كنس رماد الجثث في العاشرة ليلا).2- تحديد العنوان: كما نجد في قصته (قفاز أنيق)، حيث يحدد لنا عنوان ديوان ماهر شريف الذي قرأه..3- الزيادة والإضافة في السرد، والوصف : كما في قصته (بحيرة الشيوخ):(انطفأ الرجل ، أسدل جفنيه ، ورأى في المنام سمكة في الصحراء)(انطفأت المرأة ، كي تحلم بنفس السمكة تترنح خارج بحيرة ماء).4- الإشهاد والشهادة: ومن خلالها نجد السارد يثبت للشخصية قيامها بأفعال..ويبين أنه شاهد على ذلك. كما في قصة (حياتي)..(وفي تلك اللحظة كنت تدخنين المونتانا الخضراء في قاعة الانتظار، وتقرئين برجك بمجلة نسائية، وكنت انزل الدرج، منشغلا بربطة عنقي)...5- التعليل: فتدخل السارد هنا يكون لتعليل وتبرير موقف معين، أو فعل يخص الشخصية، حتى يزيل اللبس عن المتلقي، ويبعد عنه كل غموض.. كما في قصة (خيانة):"1- في غرفة النوم ، فتحت دولاب الملابس على معطفه الكاكي، انتابها الفضول ، و.. كاد نبضها يتوقف..( في جيب المعطف، عثرت على قبلة حمراء بمنديه الأصفر)..6- تبيان الحالة: وهو تدخل يروم السارد من خلاله بيان حالة، أو وصفها، لإعطاء صورة وفكرة للقارئ عن الجو الذي كان سائدا أثناء وقوع الحدث. كما في قصة(خيول الكلام):"كان شهريار أعمى....وكانت شهرزاد تقرأ له من كتاب الليالي..فجأة نام الملك، وتحول إلى كائن من شخير..لم تصدق الملكة عينيها..أذهلتها المفاجأة..(حينها بدأت تشتو، وصوت المطر يطقطق النافذة).وعندما نتمعن في وجهات النظر هذه ، نجدها كلها قد جاءت بين قوسن أو مزدوجتين ، ليميزها عن السرد القصصي.. وليبين للقارئ / المتلقي أن هذا تدخل للسارد في بنية الخطاب القصصي وفي مسار السرد...