الشيخ شاطر شاعر
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 10/07/2010
| موضوع: من جلسات المساطيل ...( عمي أحمد) الجمعة مايو 27, 2011 5:07 pm | |
| [size=18]رأيته كعادته في مكانه المألوف وقد هيأ جلستة المعهودة (وقور متزن هادئ)..تحلقت حوله مجموعته التي ألفته وألفها ...كان لمجالسته نكهة خاصة تختلف عن غيره من المساطيل تجعلك تحس نفسك مع شخص غير عادي في جو غير عادي..نظافة المكان ..لباقة في الحديث كرم حاتمي يغدقه على كل من حضر جلساته..كما كان بليغا مفوها متقن لما يخرج من بين شفتيه من حروف مميزا بطابعه السردي الحكواتي ..كان مبدعا بجميع المقاييس... ناداني من بعيد ..توجهت نحوه مستوضحا ..اذ لم يكن النوع الذي يمكن تجاهله لما أسلفته في حقه من صفات ..بادرني بالسؤال ..أستاذ.أأعددت لي ما وعدتني اياه ..؟ لم أجد مناصا من الاستجابة ..جلب لي كرسيا وشرعت اسماعه ما يجعلني في حل من وعدي...... - تعرف عمي أحمد أنني سعيت جاهدا معك أن تقلع عن هذا السم ... - تعرف أستاذ أنه لا خياة لي تستساغ دون شحن الدماغ...ههه...هات ما عندك فليكن........ اليكم قصة السيجارة ومزيجها .... ================================================== تحدثت سيجارة عن نفسها فقالت = أخرجت من فسيج جناتي الى دنيا كلها ظلام..أخرجت من قصري قهرا حيث حكموا علي بالاعدام قطعوا رأسي.شقوا بطني هشموا أضلعي.لم أر سوى شيئا يحترق أمامي لم أعرف ما هو ولا من هو ....أخذوه لي زوجا ولم أحسس سوى بالمعك والفرك الثقيل..وضعوني في ثوب أبيض..وضعوا حجري عن بميني...لفوا كفني حول جسدي باتقان . ..رووني بماء زلال ...أصبحت عجيبة الشكل غريبة المظهر......مقوقبة الرأس ضامرة البطن نحيلة القدمين...أخذوني والسلاح معهم حيث حكموا لي على انفسهم بالاعدام...أحسست بالنار تخترق أحشائي مشكلة على قمة رأسي وهجا أحمر في حمرة الدم القان ...بدأت انتقل كالكرة بين الأصابع وسط ضحكاتهم وقهقهاتهم................... أتركوني .ابتعدوا عني يا شباب اليوم ورجال المستقبل أتعرفون من أنا .....؟؟ أنا مهدم قصور ومخرب صدور...أنا آخذ عقول الرجال وآسر نواهي ربات الحجال .. أتعرفون من أنا....؟؟ أنا كاتم اسرار ومنبع أفكار..أنا مواسي الحزين ومضمد الجرح المكين... انا سر دفين بين = حاء وشين = دمرت نواهي وسببت دواهي
ودعتنا السيجارة وهي نافثة آخر نفس لها في الحياة...وبدوري أودعك عمي أحمد منتظرا منك اقلاعا ..فالعمر مضى جله والمرء لابدا ملاقيا ربه..فهلا من زاد تعد ليوم لا أنيس فيه ولا جليس.... حين بلغت العبارة هاته ..انتفض واقفا..وفال بصوت جهوري ..وقد فرت من مقلتيه دمعتان حارتان هيا أستاذ ..أظنك متوجها للمسجد..لن أزيد بعد اليوم ....(جوانا)...
تأبط ذراعي متأثرا ..دلف مكان الوضوء.. ومنذ ذاك اليوم لم أره الا ذاكرا ..ساجدا ..الى ان توفاه الله الى رحمته...فنعم الرجل كان ...حشاشا وتائبا...رحمه الل ه
[/size] | |
|
مهدية أماني قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 858 العمر : 68 Localisation : قلعة السراغنة تاريخ التسجيل : 23/03/2010
| موضوع: رد: من جلسات المساطيل ...( عمي أحمد) الجمعة يونيو 17, 2011 12:28 pm | |
| - الشيخ شاطر كتب:
- [size=18]
رأيته كعادته في مكانه المألوف وقد هيأ جلستة المعهودة (وقور متزن هادئ)..تحلقت حوله مجموعته التي ألفته وألفها ...كان لمجالسته نكهة خاصة تختلف عن غيره من المساطيل تجعلك تحس نفسك مع شخص غير عادي في جو غير عادي..نظافة المكان ..لباقة في الحديث كرم حاتمي يغدقه على كل من حضر جلساته..كما كان بليغا مفوها متقن لما يخرج من بين شفتيه من حروف مميزا بطابعه السردي الحكواتي ..كان مبدعا بجميع المقاييس... ناداني من بعيد ..توجهت نحوه مستوضحا ..اذ لم يكن النوع الذي يمكن تجاهله لما أسلفته في حقه من صفات ..بادرني بالسؤال ..أستاذ.أأعددت لي ما وعدتني اياه ..؟ لم أجد مناصا من الاستجابة ..جلب لي كرسيا وشرعت اسماعه ما يجعلني في حل من وعدي...... - تعرف عمي أحمد أنني سعيت جاهدا معك أن تقلع عن هذا السم ... - تعرف أستاذ أنه لا خياة لي تستساغ دون شحن الدماغ...ههه...هات ما عندك فليكن........ اليكم قصة السيجارة ومزيجها .... ================================================== تحدثت سيجارة عن نفسها فقالت = أخرجت من فسيج جناتي الى دنيا كلها ظلام..أخرجت من قصري قهرا حيث حكموا علي بالاعدام قطعوا رأسي.شقوا بطني هشموا أضلعي.لم أر سوى شيئا يحترق أمامي لم أعرف ما هو ولا من هو ....أخذوه لي زوجا ولم أحسس سوى بالمعك والفرك الثقيل..وضعوني في ثوب أبيض..وضعوا حجري عن بميني...لفوا كفني حول جسدي باتقان . ..رووني بماء زلال ...أصبحت عجيبة الشكل غريبة المظهر......مقوقبة الرأس ضامرة البطن نحيلة القدمين...أخذوني والسلاح معهم حيث حكموا لي على انفسهم بالاعدام...أحسست بالنار تخترق أحشائي مشكلة على قمة رأسي وهجا أحمر في حمرة الدم القان ...بدأت انتقل كالكرة بين الأصابع وسط ضحكاتهم وقهقهاتهم................... أتركوني .ابتعدوا عني يا شباب اليوم ورجال المستقبل أتعرفون من أنا .....؟؟ أنا مهدم قصور ومخرب صدور...أنا آخذ عقول الرجال وآسر نواهي ربات الحجال .. أتعرفون من أنا....؟؟ أنا كاتم اسرار ومنبع أفكار..أنا مواسي الحزين ومضمد الجرح المكين... انا سر دفين بين = حاء وشين = دمرت نواهي وسببت دواهي
ودعتنا السيجارة وهي نافثة آخر نفس لها في الحياة...وبدوري أودعك عمي أحمد منتظرا منك اقلاعا ..فالعمر مضى جله والمرء لابدا ملاقيا ربه..فهلا من زاد تعد ليوم لا أنيس فيه ولا جليس.... حين بلغت العبارة هاته ..انتفض واقفا..وفال بصوت جهوري ..وقد فرت من مقلتيه دمعتان حارتان هيا أستاذ ..أظنك متوجها للمسجد..لن أزيد بعد اليوم ....(جوانا)...
تأبط ذراعي متأثرا ..دلف مكان الوضوء.. ومنذ ذاك اليوم لم أره الا ذاكرا ..ساجدا ..الى ان توفاه الله الى رحمته...فنعم الرجل كان ...حشاشا وتائبا...رحمه الل ه
[/size] اخي الشيخ شاطر السلام عليك سردية متقنة ولغة سليمة وحكمة رائعة قال تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا } (الزمر:53) راقني ما عانقت هنا سلمت وسلم قلمك مودتي | |
|