الجدار

الجدار


كنت وحدي أذرع الشارع الطويل، الأشجار تقف عارية، العصافير التي تؤثث أغصانها غادرتها نحو الغابات المجاورة، السكون يجثم على المساء: لا رجل، لا أمرأة، لا أحد. الأرض مغطاة بطبقة من أوراق الأشجار اليابسة التي لها لون القمح و التراب.
كان لخطواتي وقع مسموع على الرصيف. واصلت السير إلى أن وجدت جدارا عاليا، بني في عرض الشارع بشكل تقاطعي، آنذاك فهمت لماذا لايوجد أحد بالشارع.
تناهى إلى سمعي من وراء الجدار صوت أمرأة تناجي القمر. وكان القمر قد أطل بوجه شاحب، تحيط به مساحات من اللون الأصفر.
كان صوت المرأة وراء الجدار مزيجا من الصدى و الشجى. تساءلت: "أشواقي وراء الجدار فلماذا يفصلون عني أشواقي؟".
من هالة القمر خرجت طيور كاسرة وحلقت في اتجاه الأرض ثم حطت فوق الجدار. من مخالبها خرجت عروق تشبه جذور الأشجار ثم انغرست في الجدار وراحت تتغلغل في لبناته فتشقق وبدأت الشقوق تكبر وتتوسع إلى أن تهشم الجدار وسوي أرضا.
بعد ذلك حلقت الطيور في اتجاه القمر وتابعت طريقي فيما المرأة التي سمعت صوتها تبينت وجهها، كان موغلا في النقاء، كان قطعة من القمر، واصلت طريقها في الاتجاه المعاكس.

شكرا لجميل القول وحسن الاستقبال ربيع عامر.
مودتي

. وهنيئا لي بالجمال سيد جمال

سي عبد الغفور ، نصك هذا يمكن اعتباره أقصوصة ،
نص يرتكن إلى الدلالة والرمز ، وتلجأ الذات الساردة إلى الاتشاح بلغة الاسقاطات ، القابلة للتأويل بوجوه متعددة ، وهنا حتما سيصبح المتلقي مشاركا في فهم وتمرير خطاب النص ، مرحبا سي خوي

أخي قرأ ت إبداعك وكم وددت لو قلت :سوي بالأرض.

mohamed zitoni كتب:

أهلا بالمبدع المتألق عبد الغفور خوي

استمتعت بالمرور من هنا
النص راق لي

تشرفت بعبورك أخي الفاضل محمد زيتوني.
محبتي

محمدمحضار كتب:

سي عبد الغفور ، نصك هذا يمكن اعتباره أقصوصة ،
نص يرتكن إلى الدلالة والرمز ، وتلجأ الذات الساردة إلى الاتشاح بلغة الاسقاطات ، القابلة للتأويل بوجوه متعددة ، وهنا حتما سيصبح المتلقي مشاركا في فهم وتمرير خطاب النص ، مرحبا سي خوي

اهلا سي محمد محضار، جميل أن أجد من أحب هنا.

سميرة بورزيق كتب:

كم عاد بهذا النص الجميل الى الطبيعة فبت اتخيا نفسي امشي في شارع فاذا بي اصطدم بجدار يمنعني من مواصلة مسيري ....فمن يا ترى يكون هذا الجدار ؟ هل هو جدار برلين كل واحد منا ؟
تحية لك اخي ومرحبا بك
فقد كان النص باعثا لذلك التوثر الذهني الذي يبدأ به كل واحد حيرته الوجودية...

تشرفت بمعرفة ذوقك الادبي الرفيع الفاضلة سميرة.
مع المودة والتقدير

عبد الكريم العمراني كتب:

أخي قرأ ت إبداعك وكم وددت لو قلت :سوي بالأرض.

..وكم وددت أن أهديك باقة من الورد الاحمر والأصفر والبنفسجي لأنك أتممت النص

مرحبا بك اخي عبد الغفور..
احييك على هذا التقاطع الملغز الذي وسم قصتك ، وهذه الاحاطة البديعة بخصوصيات فصل لايحبه الا النزر القليل من عشاق الطبيعة ..
و الى ابداع اخر..

رشيدة عدناوي كتب:

مرحبا بك اخي عبد الغفور..
احييك على هذا التقاطع الملغز الذي وسم قصتك ، وهذه الاحاطة البديعة بخصوصيات فصل لايحبه الا النزر القليل من عشاق الطبيعة ..
و الى ابداع اخر..

سعدت بعبق المرور الفاضلة رشيدة عدناوي.
مع المودة والتقدير.

صدقت أخي الجميل زايد التيجاني: جدران الظلم والاستعلاء هي الأشد وقعا من كل الجدران الحقيقية، لكن لا تيأس ستنهار مع مطلع الربيع القادم.
مودتي