عمتم صباحا
بعد عياء طال اليوم باكمله،جلست على اريكتي واشعلت جهاز الكومبيوتر.مسكت فارتي وقررت الدخول الى احدى الايقونات.لما اقتربت منها سالتني ان كنت فعلا اود الدخول.تساءلت قليلا،ثم قررت فتح الايقونة.لم يكن المكان يحمل اسما او زمانا.كانت المارة تتكلم لغة لا بناء فيها ولا اعراب.تيقنت اني في بلاد اجنبية.حركت الفارة الى داخل احد البيوت.وجدت داخله شيخا يعلم بعض الفتية بعض الاعاريض ونظم القوافي.ومرة مرة يذكرهم بحميل الالسن من المجازات من شعر ابي فراس الحمداني وغيره.ويعزز شرحه ببعض الصور القديمة لمجامع الشام وحجارة بابل.ضغطت على احدى السقاات.فوجدت عليها كتابة:مرحبا بك في العراق.كادت فارتي ان تنفلت من يدي.كنت احركها بكل دهشة.وكلما اقتربت من ايقونة الا وكتب قربها:عراق العشق...عراق الفلسفة...عراق الخير...عراق الشام...بدات اتذكر الكوفة زمن عراق الاسياد وهي تجنمع على صهوات الافراس وتضرب موعدا لغراق الروم او عراق الفرس في عجاج الجحافل.فتذكرت على الفور زمن الخيبات في ارض عادت بلا تبض يوم استفرد بها الغرب.
كانت المسرحية في هذه الايقونة حزينة شيئا ما.قررت الابتعاد لالج اخرى .طلبت مني الفارة ادخال الرمز.ادخلته وفتحت الباب على امراة بادخة عرى الزمن كل مفاتن جمالها.بدات تتوارى عن انظاري وراء مخملها.كانت امراة متوهجة كحلا وسواكا وحناء.كانت روحها تفور بالمواجع والاحزان.وخلفها لمحت رجلا في قناع كاذب يراودها عن نفسها.نظرت الى دملجها وخلخالها.عرفت انها امراة عربية.كان يحمل بندقية ،لم اقو على مكالمته.كنت اعرف انها صورة لاغير لكنها حقيقية.رفعت راسها نحوي وقالت:ان بنت دهرك،لتكن نظراتك علي بردا وسلاما واعطني جرعة ماء من بحيرتك.كانت تعلم ان كل عربي كان بالامس متكبرا ومتجبرا ومتشامخا.وكان يئد البنات وهن احياء.كانت كلمتي الوحيدة اليه:ايها الرجل المعاند،ايها الرجل العاق،اغسل روحك واخرج،ان تلك هي من نساء ابي العلاء المعري وغيره.
كل ارض الشام كانت كذلك.ركبت جمالي الى ارض الكنانة.وجدت ان نفرتيتي قد غيرت اسمها.كانت تلبس قماطا يختبىء بين مفاصلها وتقتات على الفول المدمس.افتكرت عصر النهضة بعد الكبوة الاولى.لكني فوجئت بفتيات عهد النوبة والمربى البائت.كان السوق ينهم اهل مصر ويبطش بنيامها العراء المدثر فوق سطوح مستاجرة.كانت الفارة تنذر بنار الاهية فوق ارض النيل.بدات ارتعش.وبدات اخلع كل هداياي لاخرج منها ناجيا.لا توت ولا خوخ ولا رمان.لم اقو على الكلام ولم اتمكن من وشوشة مؤونتها في خيالي حتى.مسك يدي احد المرتزقة الذي كان يتربص بها وطلب مني مغادرة المكان
ركبت احصنتي في اتجاه الغرب شمال افريقيا.كانت الايقونة ممنوعة .ومكتوب عليها:ايها المترحل المسكون بالاعالي،لا تعاتبني على نوقي وخيولي الوحشية.ان هنا نشوتي وسياتي.فلا تعكر علي قدري.اني رايتك في منامي طفلا حجرا في ثرى ارضي.
اغلقت على الفور الشاشة ونمت الى الابد.
انعنيعة احمد