محمد الطيب
عدد الرسائل : 344 تاريخ التسجيل : 06/01/2011
| موضوع: بين الآن وما مضى الأربعاء يونيو 08, 2011 3:52 pm | |
| بين الآن وما مضى
سلوا المهجة عن أزيزصب أليم . وما خلف في المحيا من أخاديد الدمع الخانق .
وسلوا المقل المبللة كل حين . من أي عيون تمتح زادها المدرار الحانق .
تعيش مع الذكرى مرارتها . ومع استرجاع الصور الناطقة حرقتها . ومع تخيل الأصوات والحركات لهفتها .
ينتقل المعنى من الآن إلى ما مضى . يندس بين ثنايا ذاكرته . يلف رأسه بأردية ملونة يشوبها السواد .
سواد يدب حثيثا . يسيح على جنبات الأردية . يغالب غيره ليسود . يحول النسيج إلى مآزر تفوح منها روائح الجنائز .
ربما ، لم يأبه مصمم الرداء بخطورة هذا اللون . الطافح بطبعه . القاسي بمعالمه . الدال بقتامته على حلول كارثة أو اقتراب وقوعها. ليته ... استل خيوطه من كل نسيج .
إنه لا ترتاح العين لرؤيته . بل تجد في تجاعيده ركنا يحجب شعاع الرؤية الواضحة .
يتصدى لطلقات مقل المستنجد . يثير في نفس المعنى خلجات الصمت المطبق .
يراكم لديها الحنق . يجعلها تتنفس بعسر . تتكلم همسا بلا أثر . تحاور خفية ذاكرة الجرح .
يتسلل الضجر من خلالها إلى أنين الهدوء المتعب . يخط بتموجات الأثير صفحات رعشة الحياة . سواد عن شبحا ...
يستلقي وراء سرير الموج الهادر بأعماق نفسه . يجدف طويلا على أديم بركة الليل البهيم .
التحم نهاره بليله . انزوى الضوء ليستمر السواد ، ويعم كل أرجائه .
مع توالي الأحداث ... انتشرت في أعماق المفجوع شرايين الرتابة المغذية للملل والسأم .
شب الوليد . شاب القرين . ساد السواد . عم الظلام المطبق .
طال أمد موعد الانبلاج . انتظر طويلا ، توقع عودة النهار . وتحقق من عجزفجره عن الإفصاح عن نفسه .
كما تيقن من ضرورة مؤازرة النور ، حتى يطفو ويسود وينتشر .
وإلا سيسترسل الظلام ليل نهار . ويبقى الحال كما هو الآن مدى الحياة .
| |
|