جاء التلاميذ في الصباح الباكر.استيقظت على الرغم مني لكن لم ابرح مكاني الي حين الساعة العاشرة.طلبت من تلاميذ احد الجيران ان تهيء لي براد شاي.اذخلت التلاميذ الى القسم وطلبت منهم كتابة الدرس.انكفء كل منهم على دفتره ينسخون نصوص القراءة .جاء التلميذ بصينية تعبق رائحتها قاعة الطبع ،فاومات اليه ان ينتبذ الى زاوية من القاعة وان يقف الى انن اتي اليه.
وبينما التلاميذ كذلك دخل المفتش القاعة.لم يستاذن بالدخول حتى.اختار له مكانا قريبا من الصينية وهو يقول:قبلت الى فنائك لتفتيش محاضرك.قلت له :لقد انشرح حزني بحضرتك سيدي،تفضل هذه لوازمي.افصح عن الصينية في الخلف وانا بدات الدرس امام التلاميذ.اخترت مهارة للدرس وطرحت سؤالا :على ماذا ينام الناس؟
تسامقت الادرع وصخبت القاعة ضجيجا.اجاب احدهم:تحت الثلج يا استاذ.بدات افكر في استبدال سؤالي باخر اسهل منه.فقلت:ماذا تفترشون في بيوتكم اثناء النوم؟ظل صدى السؤال يجلجل بين زوايا القاع،وعم الصمت،وانزل كل التلاميذ ايديهم.في هذه الاونة ،تصاعدت انفاسي وتصاءت امعائي واشتد علي الطوى.بدات افكر ان الدرس قد فشل.وامتزج الصمت مع هسيس تلمظ السيد المفتش وغرغرة شفاه للشاي الذي احضرته.
بعد ان اغضبني عيهم،استنجدت بانجبهم،واعدت طرح السؤال:على ماذا ينام الناس؟فصاح كل التلاميذ بصوت واحد:على الحصير يا استاذ.فهذه الاونة ،استدعيت التلميذ الاقرب مني امام التلاميذ،مسحت على راسه وربتت على كتفه والنشوة تغمر قلبي.فبهت من متح خبايا التربية من افواه رجالها.وعندها،لملم ادواته وخرج دون ان يسلم.
بعد انقضت حصة الدرس،خلدت للنوم ثانية.تناولت الغذاء.ثم خرجت اتجول قبل مغيب الشمس لانعم بالطبيعة الجبلية التي منحها الله لهذه البادية التي تم تعييني فيها.وانا في الطريق،وجدت المفتش ينتظر حافلة.فقلت له:لا توجد هنا وسائل للنقل نعليك المبيت الى الصباحنواذا بقيت في هذا المكان ساعة ثانية سيقصم البرد ظهرك.فضل السيد المفتش اخيرا المبيت عندي معززا مكرما الى الغد.ولما كان يهمهم بالخروج باكرا سالته:هل يحكم عني وعن كل اولادي بالسجن مدى الحياة في هذه البلدة؟ فرد علي وراسه على صدره:يكون خير يا ولدي.
انعنيعة احمد