هذه القصيدة نشرت بمجلة طنجة الأدبية الورقية عدد 23 / فبراير 2010
وصية طائر الفينيق
حسن الرموتي
في المرآة
و كالقبلة الشاردة
في اشتهائه ،
كان طائر الفينيق
من رماده ينبعث ،
يبوح بسره المكنون
على الظلال المائلة ،
يرتشف الريح
بقايا من حلمه ،
و يسكن رحم الأرض النائحة .
في المرآة
يحمل ذكريات مثقوبة ،
يبدل أسارير محياه
وبحبر المساء
يقول :
هي الحرب قد تطول
بين الكبوات ،
و الرماد الهارب سهوا
من جذوته ،
سأفتح قلبي للمطر
و لطبول الريح ...
لتكتب مرثية لشهداء بابل
غزة ..أو وهران،
و انصب للنياشين كمينا
و أعود لصباي
أنا الطائر السرمدي
نشيدي يحمله الرعاة
و النيازك التي أحببت
استوطنت هودج الذكرى ...
و قصائدي اليتيمة
فرت من الكتب الصفراء
خطَتْ نحو سدود الرغبة
و صارت غيمة ،
أنا الطائر الرمادي
يترصدني الجند ،
البصاصون
ماسحو الأحذية..
ثم أموت ،
وحين تدور الكأس
تشتعل الرغبة
يوقدني صوت رامبو
براءة طرفة
دم لوركا
و رفيف فراشات الفجر...
الثكلى .
هل أستريح يوما ...
و الرماد يمنحني الحياة
فيؤُ الأرض يظللني ساعة
و يقدمني قربانا
لسماءٍ من يباب
أنا الطائر الوحيدُ
قامات النخل شاهدة على رؤايَ
و أنا سليل هذا الوطن
سليل مواكب الموتى
و المدن المصابة بالبَرَص
هل أموت ؟
و امنح الوطن شكل ذكرى
أنا الطائر المتيم
بعشق الموت
و الموت صباي ...
حين ارتشف قلقَ الأرض
تزهر في المُقل كؤوسُ الأحبة
و تفتح لي قبوا من هباء
و اغتال في صدري جذوة الشعر ؟
أنا الطائر الرمادي
أسير عاريا
كالقصائد الداعرة
وأعد النوارس العذراء
التي احترقت
و الأمواج الشاردة
حارس المقبرة الحزين
يراودني بصمت
يقرأ قصائد ابن الرومي
ومن رحم القصيدة ينسج
قفصا من فراغ
و يؤجل موتي.... ،
فاتن هذا الرماد الرمادي
فاتن هذا الرماد...
سره المكنون
في كف عراف
نسيه الموت في خوذة جندي
يعشق عناكب الليل ،
و النجوم التي اكتوت
بصهيل النشيد .
أنا الطائر المولّه
بسلالةِ السندباد
رحلتِه الأخيرة
النساءِ اللواتي أحبهنّ ،
السماء التي أهدته
طائر الرخّ ،
المدن التي سقطت
مساء
واقتسم الغنيمةََََ الرعاعُ
تحت أحذية جند هولاكو.
أنا الطائرالرمادي
لإله الشمس أنشد أغنية
على سهول الهند
وعلى ضفاف فنيقيا أموت
و أنفض عن جناحيّ الرماد
حين تشرق الشمس...
فسلام علي
حين أموت لحظة
ثم أبعث حيا ...