أنا تونِسِيٌّ
شعر: عادل الهمّامي
* إلى روح الشّهيد محمد البوعزيزي ... إلى أرواح
شهداء الثورة الشعبية التونسية ... إلى كلّ من شارك في المظاهرات التي انتصر فيها
الشّعب على الطّغاة
أَنَا تُونِسِيٌّ
أُحبّ البلادَ
و أكرهُ كلّ ظلامٍ أتانَا
فَـبِي سفر نحو جرحٍ قديمٍ
وَ بِي أمل في سَماء رؤانَا
فَـيكفي من الجرح
و الاسوداد
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
*
* *
أَنَا تُونِسِيٌّ
وَ بِي بلد
من جروحٍ
يُغَنِّي
وَ بِي وجع
من زمان قديـمٍ
وَ بِي
صَدَف من فصول التّمنِّـي
وَ بِي
أمّة
لم تخن
عهدها
وَ شعب
أطاح بِرُوحِ التَّـدَنِّي
وَ بِي
فرحة
لـم
أَذُقْهَا قديـمًا
وَ صوت عَلاَ
لَـمْ يَقُـلْهُ الـمُغَنِّي ...
سَلاَمٌ على الشّعبِ
كلّ السّلامْ
ظلامٌ
على ظلم ذاك النّظامْ
وَ إنّا سنحيا
هنا بالبلاد
على الحبِّ
و الأمنيات الجميلهْ
على الوردِ
يَمْضِي إليهِ هَوَانَا
فَـيَكْفِي من الموتِ
يَكْسرُ كلَّ صوتٍ رَآنَـا
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
*
* *
أَ كَانَ
يَجْدُرُ بالوقتِ أن يسلخ الحلمَ فينا ؟
أَ كَانَ
يَجْدُرُ بالظّلمِ أن يَسْتَبِيحَ الدّماءَ
و أن
يَمْتَطِي صهوةَ الـموتِ
كي لا نعيش
كطيرٍ
يُمارسُ ظلَّهُ
في
مُستحقّات الفضاء !!؟؟
أَ كَانَ
على الضّوء أن يَنْفُذَ الآن نحو طيورٍ تُحبُّ الحياةَ
وَ
تَكْرَهُ مَوْتَ الحَياةِ
وَ تَكْرَهُ
أَنْذَالِ حِزْبٍ
يُكثّفهم
صوتهم في الضّباب !!؟؟
...................
...................
دَمِي
دَمعةٌ
ثَوْرةٌ
وَ شهيدْ
أقول قصيدي
الذي لم يَقُلْهُ قَصِيدْ :
هُنَا
سَـنَظَلُّ
وَ نَحْيَا
وَ يَحَيَى
النّشيدْ
فَـتونس
أغلى
مِنَ
الفاتحينَ
وَ تونس
أحلى
مِنَ
العاشقينَ
وَ تونس أعلى
مِنَ
الغاصبينَ
وَ مِنْ
مُسْتَبِيحِينَ للجمرات
تزيدُ
لَظَانَا
وَ إنَّا
سَنَحْيَا كثيرا هُنَا
وَ نحيا
بِدَمْعٍ
على مَنْ
بَكَانَا
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
*
* *
أَفَقْنَا
على خَبَرٍ من بكاءٍ
على لَهَبٍ
من شهيدٍ ...
......................
تَتَالَتْ
محاولةُ القمعِ
و الدَّمعِ
و الأمنيات
البعيدَهْ ...
.....................
بلادي تُقَدّمُ
بعد الشّهيد شهيدًا
أُناسٌ
يموتون
ثمّ يموتون
ثمّ يموتون
...
لا دعم
إلاّ لدعم رصاص الحُكومةِ
و السّفلهْ
...
و بعد
الخطاب خطاب جديد قديم :
"
فهمت البطالهْ
فهمت
الحيارى
فهمت الجميع
فهمت
الحزانى "
فيكفي
خطاباً
يُكرّرُ
موتًا رَوَتْهُ اسْطِوانَهْ
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
*
* *
سَـنُحاسب كلّ لصوص
البلادِ
و كلّ لصوص العبادِ
سَـنُرْجع أموالنا
سَـنُرْجع أحلامنا
سَـنُرْجع أقلامنا
نحو ما لم نَقُلْهُ
سَـنَمْضِي إلينا
على حقبةٍ من زمانٍ
يُحَرَّمُ فيه السّكُوتْ
سَـنكتب كلّ جروح البداوةِ
و الأمنيات
وَ نكتب عن صانعٍ
للظّلامِ
يُسَخّرُ للموت كلّ
رصاصٍ
و كلّ خيانَهْ
وَ يرقص عند سقوط شهيد
كأنّ الرّصاص أداء
أَمَانَهْ
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
*
* *
أَنَا تُونِسِيٌّ
و قلبـي
على قلب أمّ الشّهيدْ
و دمعي
على كلّ جرح جديدْ
و صوتـي
أتى من زمان بعيدْ ...
....................
دَعُونا
نُرَتّب للعُشِّ طيرًا
دَعُونا
نُعيد البلادَ إلى ما
سَتَمْضِي إليه البلاد
دَعُونا
نُوَزّع حلما جميلاً
على الشّهداء الذّين
أزاحوا الظّلامْ
و لم يفرحوا مثلنا
بِسُقوط النّظامْ
دَعُونا
نُمارس أحلامنا
و اتركوا ثورة الشّعبِ
للشّعبِ
كونوا سرابًا
لَكُمْ حزبكم
يَخْتَلِي بالسّوادِ
لَهُ في الظّلام
هَوى
وَ مَكَانَهْ
لَكُمْ خَوْفكمْ
من رئيسٍ قديمٍ
بقاياه تَرْجُو الـمُكوثَ
زَمَانَا
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
*
* *
بِـحقِّ البلادِ
وَ حقِّ العبادِ
بِـحقِّ الشّهيدِ
وَ حقِّ النّشيدِ
بِـحقِّ دموع اليتامى
وَ حقِّ بُكاء
الثّكالَى
وَ حقِّ الرّغيف الذي
لم يَصِلْنَا
و الكلام الذّي لم
يَقُلْنَا
سَوْفَ نَحْيَا
على وصفةٍ من حمامٍ
يُحلّقُ دون أوامر
دون احتمالٍ لِفَوْضَى
النّزول
سَوْفَ نَحْيَا احترامًا
لكلّ الدّماء التي قد
أُرِيقَتْ
لأجل البلاد ...
...............
سَلاَمٌ
على بَلَدِ الشّهداءْ
سَلاَمٌ
على من أباحَ الغناءْ
سَلاَمٌ
على كلّ طَيْرٍ
طَلِيقٍ
سَلاَمٌ
على من يَقُولُ :
" كَفَانَا "
كَفَانَا مِنَ القهرِ
و الاحتراق
كَفَانَا مِنَ الموتِ
في الاسْطِوَانَهْ
كَفَانَا ظَلامًا
كَفَانَا مَهَـانَهْ
تونس
- حي الإنطلاقة : 19 – 20 جانفي 201
1