سميرة بورزيق قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 227 العمر : 42 Localisation : مراكش تاريخ التسجيل : 18/02/2011
| موضوع: سغاد.........سعادتي الخميس أغسطس 25, 2011 4:43 am | |
| سعاد...سعادتي...../ سميرة بورز[size=29 سعاد...سعادتي...../ سميرة بورزيق
لم تخرج الى حديقة منزلها منذ فارقت جدتها الوحيدة الحياة،اختارت هذا الصباح من صباحات عمرها البئيس ان تتناول فطورها في الحديقة.لعلها تكسر زجاج الحزن في وجهها، تناولت فطورها بعجالة كأنها لا تريد ان تتذكر احاديث و قصص الجدة في ليالي الصيف ، تجرعت القهوة بسرعة و تجرعت معها ذكرياتها و في كل جرعة كانت تتذوقها و تودعها: وداعا ايتها الجدة، وداعا ايتها القصة التي لم يتبقى منها سوى نقطة النهاية، وداعا ايتها النبيلة تلك التي كانت كونتيسة على كل الناس، انت من حبل بي وولدتني وليست هي..... طلبت سعاد حقيبتها اليدوية من الخادمة, و توجهت الى المجهول، فتحت الباب الخارجي للمنزل كما يفتح قلبه لاستقبال رائحة الحرية من جديد ، طارت سعاد متجهة الى حيث لا تدري، عندما استفاقت من احلامها وجدت نفسها في الجامعة . كل شيئ على ما يرام الى حد الان، حين استفاقت من حلمها ، تذكرت انها كانت في الحافلة ، هي من اوصلتها الى هنا لم تذكر شيئا من هذا ، تذكرت فقط تلك الذكريات القديمة التي تسكنها منذ الطفولة و التي تحملها معها كدمية صغيرة، استوقفتها ذكرى اخرى مع كائن غريب لم تعد تذكره ،كان الكائن الغريب يرافقها باستمرار في زياراتها المتكررة للجدة، تساءلت: لماذا يتبعني هذا الكائن الى مكان خلوتي حيث اكون في حضرة من حبلت بي و لم تلدني، طبعا سعاد لم تبحث عن جواب مقنع ، انه الكبرياء و الترفع المبالغ فيه، فهي نسيت هذا الكائن او تناسته ، ربما سنعرف لاحقا ، الاهم الان انها ليست بحاجة الى جواب مقنع الان. نزلت من الحافلة ، انتبهوا: هي استفاقت من حلمها عندما كانت تطير و الان تتذكر فقط بعض الاشياء من الاحداث التي مرت بها في الحافلة.. قلت نزلت من الحافلة، سلكت ممرا ضيقا يوصل الى باب الجامعة على بعد 200 متر ، لم تنتبه للمارة ، لكن ربما المارة انتبهوا لها فهي اجمل هكذا و هي تمشي مرفوعة الخاطر، هنا سيلتقط احدهم فرصته التي ضاعت منه منذ اخر لقاء بينهما. سعاد الشقية، البهية، انت دوما كلك على بعضك حلو، انه يغنيها لها الان، ساحرها، كائنها الذي لم تعد تذكره, صوت واحد ينطق هذه الاغنية، تذكرت اخيرا من هو : انه هو ، انه الكائن ، كائني الذي نسيته، لم تستطيع ان تدير وجهها الى الخلف، طبعا الم نقل عنها انها ذات كبرياء و ترفع مبالغ فيه؟؟ هو نط نطته الوسيمة الى امامها كانه يقول لها : هاانا دا امامك عانقيني كما انني اتيت لتوي من سفر بعيد ماكنت تنتظرين قط عودتي منه... اهلا ايها الكائن ، امازلت حيا؟ على حد علمي حتى الان انا حي ارزق، هنا كائننا يتلمس بيده حدود جسده كانه يريد ان يقول لها: انا حي في حدودي المادي ، لكن لم اولد بعد في حدودي الرمزي، انا احتاج لامرأة تحبل بي و تلدني من جديد تجاهلت اشاراته الغريزية بسرعة: اعذرني ايها الكائن ,المحاضرة ستبدأ بعد خمس دقائق و لا اريد ان افوتها، أنت تعرفني.. ، اعرف اكثر من دي قبل اني لست كائنا فيها، انا ميت رمزيا في ذاكرتها ،هكذا قال في صمته ، اشفق على نفسه و دخل مكتبة الجامعة، لكن صفعة جميلة تأتيه من فكرة مرت من امام عينيه كأنها تقول له هيا التقطني، ماذا هناك؟ لماذا تريد الفرار مني الى محاضرة تافهة في تاريخ الفلسفة اليوناية يلقيها استاذ تافه ؟ قهقه للفكرة الاخيرة ورجع ادراجه نحو مدرج الفلسفة اليونانية ، مدرج يشبه الاغورا ينقصه فقط ان ينفتح عموديا كي يكشف عبوديته للسماء و الالهة اما انفتاحه افقيا فهو متحقق دوما ، الباب الذي تدخل منه تخرج منه لا احد يسألك ماهي الفلسفة اليونانية و لا احد يعرف أهي معجزة ام كذبة.... نعود الى الكائن و نتبعه الى المدرج انه يحدث نفسه: انها تحبك ,لذلك تهرب منك هكذا هن النساء دوما ، فرقع علامة الاستفهام الاخيرة في مخيلته و توقف ، أو جلس وراءها مباشرة، هاهي سعاد سعادتي الابدية فلسفتي اليونانية التي اعرفها ليست بمعجزة و لا بكذبة.. سعاد تجلس مركزة على الافكار المتطايرة في الهواء تطير في خفة لتلتقطها فهي لا تحب ان تفوت اي كلمة او فكرة تنط نطة هنا و نطة هناك ، تلتقط الفتات المتساقط من فم استاذ الفلسفة اليونانية التي لا يعرف عنها سوى انها معجزة هكذا قال ذات مرة , و انتهى الدرس، لفت انتباهي شاب وسيم يجلس بقرب سعادتي انتفخت علامة الاستفهام في مخيلتي مرة اخرى. بحثت بسرعة عن شوكة افرقع بها تلك العلامة كي يمر اليوم بسلام،ربما هي صدفة الجلوس ، كما صدفة الملامسة ، و الغمزة و اللمزة, وحتى الهمس ياتي احيانا بالصدفة فلا يقصدون منه سوى انه صدفة، هي سعاد همست في اذنها متجاهلا الاستاذ: انت همسي و ضوئي و منارتي على البحر تعمدت ان يسمع الشاب الوسيم حمحمتي في اذنها , وبسرعة خجل و انزاح قليلا بادب الوسيمين: تفضل. و بنطة غير ملفتة تجمدت قرب سعادتي، شششششششوووت ماالذي جاء بك الى هنا ؟ اه حبيبتي الا تعرفين ؟ احسست بتورد وجنتيها هذا ما احبه فيها... انك مغناطيس جذبتني الى هنا دون ارادة مني ، انت المغناطيس و انا كل المعادن التي تعشقه تنجذب اليه دون ان تدري انك القوة الخفية التي تحملني اليك.. ابتسمت ابتسامتها الماكرة، المانعة، و عادت لتتابع بعينها المحاضر الذي يلقي درسه المعتاد ، كأنه ببغاء، درس مازلت احفظه عن ظهر فكر من فرط ما كان يعيده لا يزيد و لا ينقص، كأن مبدأ التطور و التقدم لديه توقف او ذفنه عندما تخرج و اصبح استاذا جامعيا، تستمع اليه كأنك تستمع الى شريط تسجيل كنت قد سمعته في الماضي انه قديم ، رث،سيبدأ عندما تضغط على زر التشغيل في الساعة العاشرة و ينتهي في منتصف النهار بالضبط، انه زمن البرمجة ، نفس الحركات ، نفس الانفاس، نفس اللعاب يتطاير في الهواء و تجد الطلاب يتسابقون لالتقاطه ليتبركوا منه، نفس التأوهات كأنه يلقي محاضرة في حضرة أمرأة على السرير. ... سعادتي ، اعرف ان سعادتي تركيزها مشتت بين التقاط الافكار و اللعاب و بيني انا الكائن فيها و الساكن فيها دون رخصة للاقامة، انتبهت لذلك و قررت الانسحاب من المدرج ، الم نقل انه منفتح افقيا تخرج و تدخل متى تشاء ، فرحت لانسحابها ، فهو انتصار لرجولتي على انوثة تتكبر و تعاند و تهاجم و تتجاهل لكن بلطف و برفق. كيف ستهربين مني بعد الان ياسعادتي ؟انا الان ممسك بك و لن افلتك ابدا, الان فقط نجحت في اخراجك من الجحر الذي تهربين اليه كلما واجهتك مشكلة عشقية، تنكبين على قراءة كل مايمكن قرائته و حتى الممنوع من القراءة تقرئينه، اعرفك ياسعاد اكثر من نفسي لذلك لا تعاندي، اعرف ان اخر مشكلة واجهتيها كانت مشكلتي وموت جدتك، موت الجدة ياسعاد كان طبيعيا لما الت اليه صحتها في الشهور الاخيرة، لكن موتي انا رمزيا لم يكن لسوء حالتي الصحية، اعرف انك ستقولين ان قلبي لا يستقر على امرأة،لكن انت مخطئة يا سعادتي. هي الان تنصت اليه كمن يقول له تكلم فانا مشتاقة لسماعك حتى و ان كنت تهدي، استفاقت سعاد من افكارها بتنهيدة عميقة : اه، اه، اه، اه.... رمت حقيبتها من باب المنزل و ضغطت على جرس الباب ، كي يدخلوا الحقيبة . عادت ادراجها الى من ينتظرها بالخارج، الى هذا الكائن عبد الرحمان، هي من اسمته باسم الكائن لانه يحب ان يكونها و تكونه، قبل اسمها و قبل خربشاتها في اسمه و حياته و في كل شيئ يخصه، انها تخربش في قلبه كما تشاء فهو يحبها،حملها الى وجهتهما المعلومة، الى مكانهما السري ن الى صخرتهما التي شهدت على كل شيء بينهما ، هنا اطلقت عليه اسم الكائن، فوق صخرة تطل على البحر و تناديه كانها تفتح له صدره و تقول له : ها انا دي تقدم نحوي و تذوق صدري فهو اشهى من كل رمال الدنيا.. الان فقط عدنا اليك ايتها الام التي حبلت بحبنا و ولدته على صدرها ، الان فقط عدنا اليك ايتها القابلة الشاهدة على ولادتنا معا ، هي ولدت اسمي" الكائن" و انا ولدت فيها ككائن يحمل اسمين . تذكرنا اول لقاء كان بيننا فوق الصخرة ، ثم ترجلنا من على الدراجة و توجهنا الى مسقط حبنا، جلسنا مستندين ظهرينا الى بعض ، فتحدث الصمت بيننا لكنها كانت تتقن الانصات لصمتي و كنت افهم كل كلمة يبوح بها صمتها، فجأة سمعت صوت سعادتي ينتحب، ليس صوت قلبها بل صوتها هي . اتعلم ايها الكائن، انت تركتني ، و جدتي تركتني، فبثت متشردة الوجود، يتيمة ممن ولدتني و ممن ولدته، عانقها بقوة و منعها بحركة من يده من اكمال الكلام، اه هذا مؤلم اسف حبيبتي لم اكن اقصد لكن لا تكملي ابتسمت ابتسامتها المعهودة و قالت : انت دوما تداويها بلا اقصد او لم اعرف... ضغط عليها بذراعيه كمن يحضن اولاده فاخرجا معا لقاءهما من براد الاموات وراحا يطيران مع النوارس....
عدل سابقا من قبل سميرة بورزيق في السبت أغسطس 27, 2011 12:22 am عدل 1 مرات | |
|
أسماء محمد إدارة عامة
عدد الرسائل : 2070 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
| موضوع: رد: سغاد.........سعادتي الجمعة أغسطس 26, 2011 4:45 am | |
| نص ممتع بنفس طويل ولغة شفافة وأنيقة
تحياتي أستاذة سميرة | |
|
سميرة بورزيق قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 227 العمر : 42 Localisation : مراكش تاريخ التسجيل : 18/02/2011
| موضوع: رد: سغاد.........سعادتي السبت أغسطس 27, 2011 12:30 am | |
| - أسماء محمد كتب:
- نص ممتع بنفس طويل ولغة شفافة وأنيقة
تحياتي أستاذة سميرة اشكرك اختي اسماء على مرورك سعيدة لاستمتاعك | |
|
مهدية أماني قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 858 العمر : 68 Localisation : قلعة السراغنة تاريخ التسجيل : 23/03/2010
| موضوع: رد: سغاد.........سعادتي الثلاثاء أغسطس 30, 2011 3:47 am | |
| - سميرة بورزيق كتب:
سعاد...سعادتي...../ سميرة بورز[size=29 سعاد...سعادتي...../ سميرة بورزيق
لم تخرج الى حديقة منزلها منذ فارقت جدتها الوحيدة الحياة،اختارت هذا الصباح من صباحات عمرها البئيس ان تتناول فطورها في الحديقة.لعلها تكسر زجاج الحزن في وجهها، تناولت فطورها بعجالة كأنها لا تريد ان تتذكر احاديث و قصص الجدة في ليالي الصيف ، تجرعت القهوة بسرعة و تجرعت معها ذكرياتها و في كل جرعة كانت تتذوقها و تودعها: وداعا ايتها الجدة، وداعا ايتها القصة التي لم يتبقى منها سوى نقطة النهاية، وداعا ايتها النبيلة تلك التي كانت كونتيسة على كل الناس، انت من حبل بي وولدتني وليست هي..... طلبت سعاد حقيبتها اليدوية من الخادمة, و توجهت الى المجهول، فتحت الباب الخارجي للمنزل كما يفتح قلبه لاستقبال رائحة الحرية من جديد ، طارت سعاد متجهة الى حيث لا تدري، عندما استفاقت من احلامها وجدت نفسها في الجامعة . كل شيئ على ما يرام الى حد الان، حين استفاقت من حلمها ، تذكرت انها كانت في الحافلة ، هي من اوصلتها الى هنا لم تذكر شيئا من هذا ، تذكرت فقط تلك الذكريات القديمة التي تسكنها منذ الطفولة و التي تحملها معها كدمية صغيرة، استوقفتها ذكرى اخرى مع كائن غريب لم تعد تذكره ،كان الكائن الغريب يرافقها باستمرار في زياراتها المتكررة للجدة، تساءلت: لماذا يتبعني هذا الكائن الى مكان خلوتي حيث اكون في حضرة من حبلت بي و لم تلدني، طبعا سعاد لم تبحث عن جواب مقنع ، انه الكبرياء و الترفع المبالغ فيه، فهي نسيت هذا الكائن او تناسته ، ربما سنعرف لاحقا ، الاهم الان انها ليست بحاجة الى جواب مقنع الان. نزلت من الحافلة ، انتبهوا: هي استفاقت من حلمها عندما كانت تطير و الان تتذكر فقط بعض الاشياء من الاحداث التي مرت بها في الحافلة.. قلت نزلت من الحافلة، سلكت ممرا ضيقا يوصل الى باب الجامعة على بعد 200 متر ، لم تنتبه للمارة ، لكن ربما المارة انتبهوا لها فهي اجمل هكذا و هي تمشي مرفوعة الخاطر، هنا سيلتقط احدهم فرصته التي ضاعت منه منذ اخر لقاء بينهما. سعاد الشقية، البهية، انت دوما كلك على بعضك حلو، انه يغنيها لها الان، ساحرها، كائنها الذي لم تعد تذكره, صوت واحد ينطق هذه الاغنية، تذكرت اخيرا من هو : انه هو ، انه الكائن ، كائني الذي نسيته، لم تستطيع ان تدير وجهها الى الخلف، طبعا الم نقل عنها انها ذات كبرياء و ترفع مبالغ فيه؟؟ هو نط نطته الوسيمة الى امامها كانه يقول لها : هاانا دا امامك عانقيني كما انني اتيت لتوي من سفر بعيد ماكنت تنتظرين قط عودتي منه... اهلا ايها الكائن ، امازلت حيا؟ على حد علمي حتى الان انا حي ارزق، هنا كائننا يتلمس بيده حدود جسده كانه يريد ان يقول لها: انا حي في حدودي المادي ، لكن لم اولد بعد في حدودي الرمزي، انا احتاج لامرأة تحبل بي و تلدني من جديد تجاهلت اشاراته الغريزية بسرعة: اعذرني ايها الكائن ,المحاضرة ستبدأ بعد خمس دقائق و لا اريد ان افوتها، أنت تعرفني.. ، اعرف اكثر من دي قبل اني لست كائنا فيها، انا ميت رمزيا في ذاكرتها ،هكذا قال في صمته ، اشفق على نفسه و دخل مكتبة الجامعة، لكن صفعة جميلة تأتيه من فكرة مرت من امام عينيه كأنها تقول له هيا التقطني، ماذا هناك؟ لماذا تريد الفرار مني الى محاضرة تافهة في تاريخ الفلسفة اليوناية يلقيها استاذ تافه ؟ قهقه للفكرة الاخيرة ورجع ادراجه نحو مدرج الفلسفة اليونانية ، مدرج يشبه الاغورا ينقصه فقط ان ينفتح عموديا كي يكشف عبوديته للسماء و الالهة اما انفتاحه افقيا فهو متحقق دوما ، الباب الذي تدخل منه تخرج منه لا احد يسألك ماهي الفلسفة اليونانية و لا احد يعرف أهي معجزة ام كذبة.... نعود الى الكائن و نتبعه الى المدرج انه يحدث نفسه: انها تحبك ,لذلك تهرب منك هكذا هن النساء دوما ، فرقع علامة الاستفهام الاخيرة في مخيلته و توقف ، أو جلس وراءها مباشرة، هاهي سعاد سعادتي الابدية فلسفتي اليونانية التي اعرفها ليست بمعجزة و لا بكذبة.. سعاد تجلس مركزة على الافكار المتطايرة في الهواء تطير في خفة لتلتقطها فهي لا تحب ان تفوت اي كلمة او فكرة تنط نطة هنا و نطة هناك ، تلتقط الفتات المتساقط من فم استاذ الفلسفة اليونانية التي لا يعرف عنها سوى انها معجزة هكذا قال ذات مرة , و انتهى الدرس، لفت انتباهي شاب وسيم يجلس بقرب سعادتي انتفخت علامة الاستفهام في مخيلتي مرة اخرى. بحثت بسرعة عن شوكة افرقع بها تلك العلامة كي يمر اليوم بسلام،ربما هي صدفة الجلوس ، كما صدفة الملامسة ، و الغمزة و اللمزة, وحتى الهمس ياتي احيانا بالصدفة فلا يقصدون منه سوى انه صدفة، هي سعاد همست في اذنها متجاهلا الاستاذ: انت همسي و ضوئي و منارتي على البحر تعمدت ان يسمع الشاب الوسيم حمحمتي في اذنها , وبسرعة خجل و انزاح قليلا بادب الوسيمين: تفضل. و بنطة غير ملفتة تجمدت قرب سعادتي، شششششششوووت ماالذي جاء بك الى هنا ؟ اه حبيبتي الا تعرفين ؟ احسست بتورد وجنتيها هذا ما احبه فيها... انك مغناطيس جذبتني الى هنا دون ارادة مني ، انت المغناطيس و انا كل المعادن التي تعشقه تنجذب اليه دون ان تدري انك القوة الخفية التي تحملني اليك.. ابتسمت ابتسامتها الماكرة، المانعة، و عادت لتتابع بعينها المحاضر الذي يلقي درسه المعتاد ، كأنه ببغاء، درس مازلت احفظه عن ظهر فكر من فرط ما كان يعيده لا يزيد و لا ينقص، كأن مبدأ التطور و التقدم لديه توقف او ذفنه عندما تخرج و اصبح استاذا جامعيا، تستمع اليه كأنك تستمع الى شريط تسجيل كنت قد سمعته في الماضي انه قديم ، رث،سيبدأ عندما تضغط على زر التشغيل في الساعة العاشرة و ينتهي في منتصف النهار بالضبط، انه زمن البرمجة ، نفس الحركات ، نفس الانفاس، نفس اللعاب يتطاير في الهواء و تجد الطلاب يتسابقون لالتقاطه ليتبركوا منه، نفس التأوهات كأنه يلقي محاضرة في حضرة أمرأة على السرير. ... سعادتي ، اعرف ان سعادتي تركيزها مشتت بين التقاط الافكار و اللعاب و بيني انا الكائن فيها و الساكن فيها دون رخصة للاقامة، انتبهت لذلك و قررت الانسحاب من المدرج ، الم نقل انه منفتح افقيا تخرج و تدخل متى تشاء ، فرحت لانسحابها ، فهو انتصار لرجولتي على انوثة تتكبر و تعاند و تهاجم و تتجاهل لكن بلطف و برفق. كيف ستهربين مني بعد الان ياسعادتي ؟انا الان ممسك بك و لن افلتك ابدا, الان فقط نجحت في اخراجك من الجحر الذي تهربين اليه كلما واجهتك مشكلة عشقية، تنكبين على قراءة كل مايمكن قرائته و حتى الممنوع من القراءة تقرئينه، اعرفك ياسعاد اكثر من نفسي لذلك لا تعاندي، اعرف ان اخر مشكلة واجهتيها كانت مشكلتي وموت جدتك، موت الجدة ياسعاد كان طبيعيا لما الت اليه صحتها في الشهور الاخيرة، لكن موتي انا رمزيا لم يكن لسوء حالتي الصحية، اعرف انك ستقولين ان قلبي لا يستقر على امرأة،لكن انت مخطئة يا سعادتي. هي الان تنصت اليه كمن يقول له تكلم فانا مشتاقة لسماعك حتى و ان كنت تهدي، استفاقت سعاد من افكارها بتنهيدة عميقة : اه، اه، اه، اه.... رمت حقيبتها من باب المنزل و ضغطت على جرس الباب ، كي يدخلوا الحقيبة . عادت ادراجها الى من ينتظرها بالخارج، الى هذا الكائن عبد الرحمان، هي من اسمته باسم الكائن لانه يحب ان يكونها و تكونه، قبل اسمها و قبل خربشاتها في اسمه و حياته و في كل شيئ يخصه، انها تخربش في قلبه كما تشاء فهو يحبها،حملها الى وجهتهما المعلومة، الى مكانهما السري ن الى صخرتهما التي شهدت على كل شيء بينهما ، هنا اطلقت عليه اسم الكائن، فوق صخرة تطل على البحر و تناديه كانها تفتح له صدره و تقول له : ها انا دي تقدم نحوي و تذوق صدري فهو اشهى من كل رمال الدنيا.. الان فقط عدنا اليك ايتها الام التي حبلت بحبنا و ولدته على صدرها ، الان فقط عدنا اليك ايتها القابلة الشاهدة على ولادتنا معا ، هي ولدت اسمي" الكائن" و انا ولدت فيها ككائن يحمل اسمين . تذكرنا اول لقاء كان بيننا فوق الصخرة ، ثم ترجلنا من على الدراجة و توجهنا الى مسقط حبنا، جلسنا مستندين ظهرينا الى بعض ، فتحدث الصمت بيننا لكنها كانت تتقن الانصات لصمتي و كنت افهم كل كلمة يبوح بها صمتها، فجأة سمعت صوت سعادتي ينتحب، ليس صوت قلبها بل صوتها هي . اتعلم ايها الكائن، انت تركتني ، و جدتي تركتني، فبثت متشردة الوجود، يتيمة ممن ولدتني و ممن ولدته، عانقها بقوة و منعها بحركة من يده من اكمال الكلام، اه هذا مؤلم اسف حبيبتي لم اكن اقصد لكن لا تكملي ابتسمت ابتسامتها المعهودة و قالت : انت دوما تداويها بلا اقصد او لم اعرف... ضغط عليها بذراعيه كمن يحضن اولاده فاخرجا معا لقاءهما من براد الاموات وراحا يطيران مع النوارس.... اختي سميرة السلام عليك جميل ان يكون بحياتنا كائن يملأ فراغ الكون من حولنا ويجعلنا نحلق في فضاء النوارس بديعة سرديتك شفيفة اللغة ورشيقة المعاني.. سرني التصفح ..سلمت مودتي اختك اماني
| |
|
سميرة بورزيق قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 227 العمر : 42 Localisation : مراكش تاريخ التسجيل : 18/02/2011
| موضوع: رد: سغاد.........سعادتي الثلاثاء أغسطس 30, 2011 4:06 am | |
| [quote="مهدية أماني"] - سميرة بورزيق كتب:
سعاد...سعادتي...../ سميرة بورز[size=29سعاد...سعادتي...../ سميرة بورزيق
اختي سميرة السلام عليك جميل ان يكون بحياتنا كائن يملأ فراغ الكون من حولنا ويجعلنا نحلق في فضاء النوارس بديعة سرديتك شفيفة اللغة ورشيقة المعاني.. سرني التصفح ..سلمت مودتي اختك اماني
اشكرك اختي مهدية على رفع النص اعتقدت ان احدا لن يقراه لطوله تقديري و محبتي | |
|