سنوات الجمر
تعرضْـت للضـرب الملـحّ مبرّحـا
إلى أن تشظّى مـن تباريحـه لحمـي
فسـال دمـي فـوق البـلاط مُمَيّعـا
ولاح إلى الرائين من جسدي عظمـي
على ساعة يمسـي الحديـد مُروَّعًـا
بها بلْـه قلـب عاشـق غيـر مقْتـمِّ
وقد زاغت الأبصار واضطرم اللظـى
على الفتية الملقـاة مـن ألَـم اللطـم
وما كـان أجدانـي أنينـي وحرقتـي
فأُعفى من الأغلال والصفـد المدْمـي
لأدفـعَ للبأسـاء فـي شـر غيهـب
وأمنع نور الشمس والصحْبَ في الدُّهْمِ
إلى أن نسيت الشمس ضـحّ ضيائهـا
وصوت أصيحابي ومحلولـيَ الطَّعْـمِ
وإن أنـس م الأشيـاء لاأنـس ليلـة
أشد من الرعد المـدوّي مـن الظُّلْـم
يقولون قـد حرّضْـت ويلـك إنمـا
نظيرك أولـى أن يُـدعّ إلـى العُـدْمِ
بحال تمنـى ذو التفـاؤل لـو غـدا
حمارا لكي يقوى على الضرب والشتم
إلى أن غزاني الشيـب قبـل أوانـه
وصرت كذي السبعين من شدة الغـمِّ
ولـم أبصـر الأيــام إلا مــلاوة
وقد شخت من ذلي وصرت بلاحُلْـمِ
