ارحل متى أشاء..

ارحل متى أشاء..






جاءني يرجو وصالا
هائما في غياهب الغزل
يتقي في زلال نظراتي
قر المشاعر البالية
و في ثوب رث لف قلبا مغلفا بغبائي
رسمني فاختة سلام تطرز كفه بياضا
و أوهمني أني أنا خارطة وجهاته المتعددة

فتحت شرفاتي الموصدة
و أعلنت عرس حلمي الأعرج
أقمت لوهمه أيقونة في روابي الذاكرة الهشة
و كتبت اسمه بدمي على أسوار القلب
تركت فضاءات الاحتمال مشرعة
عساه يعتنق الصدق ملة
و تصدق تعاويذ كهنة العشق
أولئك الذين كذبوا ذات مرة
و خبروني أنه عائد لحضن تفاهتي من جديد
تافهة أنا .. حين لدغت مرتين
و صدقت آلاف المرات
غبية بحجم زيف نبضه حين يراوغ براءة حلمي.

جاءني يرجو حبا بلون الصدمة
و هو الملفوف برائحة النوايا الحالكة
سفير الأوهام و سيد الغواية بامتياز..
بنفحة همس مدوية
و كسرة حرف معسول
توغل في ثنايا الروح الجريحة
و اقتات من نصاعة غفران أعمى.. لينمو قناعه أكثر.. و يتوغل أكثر
و تنكشف غضون أكاذيبه العتيقة رويدا رويدا
هو ذا شهريار قرن أحزاني
همجي التكوين ..جلاد أماني الليالي بلا رحمة
سوطه غدر
و لدغه ابتسامة ملغومة

توسع في بسط نفوذ ألاعيبك
صاحب ألحان نزواتك الشاحبة
تبنى زندقة الشعر و النبض و كل قاذورات التاريخ
و ارحل متى أشاء..
أنا درس في أصول الجوى استعصى عليك فهمه
و حلم وردي بطعم عفة الأسطورة
لن يتحقق في زمن لا يعترف إلا بفظاظة وجودك

ارحل ..
متى أشاء...