بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك
النَّاسُ وكَبْشُ العِيد
(ظواهر اجتماعية)
الناس فـي هذي الحيا صِنفان: = عالي المكــان، وفاقد الإمكانِ
أمَّا الذي استغنى وزاد ثراؤه = فتراه فــــي بَحْبُوحَةٍ وأمان
لا تعتريه مـدى الزمان نوازلُ = مَحْمُومَةُ الأسعـــار والأثمان
أيامه عيــد بــدون تَرَقُّبٍ، = واللحم مُـــزْدَرَدٌ بلا حسبان
أمَّا الذي قَهَـرَ الزمان جهودَه = وعَتَـتْ عليـه مَطَالبُ الولدان
فالعيـد يُرهـقـه بِطَلْعَةِ كَبْشِهِ = وغلاؤه يَـكـويــه بالنيران
مِنْ أين يبدأ والمصارف كُثْرَةٌ؟ = والدخلُ مَـحدود، ومـنه يعاني
بمؤونة أو كسـوة لـعــياله = أو صحة منهــــارة البنيان
بعض المآرب قد يُؤَخَّرُ دورُها = صْبرا، وتأتي في المحل الثاني
أمَّـا شِرَاءُ الكبش –عند جماعة- = فَمُنَفَذٌ حينا، و دون هـــوان
حتى ولـو بيع الأثاثُ جميعه = بمزاده العلـنـي في الـنقصان
واعْجَبْ فإنْ تَعْجَبْ لِقَوم بادروا = بشراء كبش وزنه كبـشــان
أو يشترون بكُلـفـة مَرموقة = حتى يقال: فــلان وابن فلان
يَتخيرون بلهــفـة وشطارة = كبشا سميـنـا (صَرْدِيًا دَمَّانِي)
قرناه معقــوفان رابع دورة = لا كبش مِثْلُـهُ لاح في القُطعان
صَعَدُوا بـه سطحا فزاد ثغاؤه = وكأنَّمـا بُــوقٌ على الجيران
أُضْحية الإســلام نِعْمَةُ ربنا = وجزاؤها الإحســان بالاحسان
وَجَبَ اقتناؤهــا بدون تكلف = يدني من الإعسار والشـــنآن
كل على قَـدْرِ استطاعة دخله = فالعيـب في التقتير و الخسران
والله يسر للعباد حــيــاتهم = فلينعـمـوا من فضله الرباني
احمد البُقيْدي
وزان