حسن الرموتي: مملكة القطار بين يدي

حين أمسكت مملكة القطار بين يدي، أحسستني أمسك تحفة، من تحف القص الجميل.
تمنيت لو كنت في نفس المقصورة مع البطل، سأكون أكثر جرأة، و أقبل أن أكون شريكة..في خطف مملكة القطار..

المجموعة أنيقة، وجذابة، و رشيقة أيضا، حجمها الصغير، جعلها تتماشى مع متطلبات العصر، بحيث يمكنك مطالعتها كلها، في سفر بين مدينتين، يستغرق منك ساعة، أو ساعة ونصف..
تعددت تيمات الجمال في القصة، لكن تيمة الحب كانت الأقوى، وبالمقابل كان الموت، والهزيمة..
كان الصراع قويا حول رهان الحياة..
وتوقفت مليا عند آخر عنقود:"تأبين شاعر"
لم يكن ترتيبها في نهاية المجموعة اعتباطيا..
لقد استحقت "تأبين شاعر" أن تكون خاتمة العمل، وقفلته بأكمله..
يحضر سؤال الموت، وإشكالية الحياة، منذ بداية القصة، يتساءل الصديق العائد من حفل تأبين الشاعر، عن سر الموت المباغث، وسر حياة هؤلاء البشر..
حفل التأبين، يعكس الصورة الحقيقية لتأبين الشعراء والمبدعين..
يكون تأبين المثقف طريفا، حين تغيب عنه وزارة الثقافة..

يقطع الصديق الطريق، من الحفل إلى البيت، مع وصف دقيق لهذا الطريق، أعمدة الكهرباء، أضواء السيارت، ونباح الكلاب الضالة..
ولأن الدنيا ليل، تغيب الشخوص عن الوصف، وحده حارس العمارة، يظهر في هذا الليل المؤلم، و يصفه الكاتب بذئب البراري، أو المخبر..
ربما كانت له يد، في موت الشاعر..
من يعرف؟؟
يدلف الصديق، إلى شقة صديقه الشاعر، بعد أن وجد المفتاح في مكانه السري..
يدخن سجارة، يشعل الراديو، ويجلس يتأمل اللوحتين الوحيدتين، على جدران الشقة، يضع قطعة حلوى تحت لسانه، يحاول طرد المرارة من حلقه.. لكن بلا جدوى..
تحضر روح الشاعر، ويغيب جثمانه..
يطرح الصديق، سؤال اللماذا؟؟؟
يبحث عن سبب موته، بل قتلهم له..
وهنا يحضر الصراع الأبدي، بين الشاعر، والنظام..
هذا الصراع، الذي لا ينتهي إلا بانسحاب أحدهما، وغالبا ما يكون الشاعر هو الفاعل..
و تحضرني هنا، قصة المتنبي والبلاط، و طرفة ابن العبد..
وغيرهما من الشعراء الذين دفعوا حياتهم لقاء قصيدة..
يتأمل صديق الشاعر، حياة صديقه الراحل، ويحضر الشقاء، و الألم، وغصة الفراق..
و أخيرا تخرج القصيدة، إنبعاثة أخرى للشاعر..
إمرأة جميلة، قوية، لا تستسلم، ولا تموت..
راقتني القصة كثيرا..
وفتحت بداخلي سؤال الموت، والحياة،عند المبدع..
فهل يموت المبدع فعلا، حين يموت، يا حسن الرموتي؟

العزيزة مريم ، قرأت تعليقك الجميل و تحليلك لبعض تيمات القصة ، بالفعل الموت و الاحباط و الهزيمة هي التيمة لهذه النصوص و هذا ما انتبه اليه البعض ممن كتب عن المجموعة مثل مداخلة العزيز محمد المعتصم او مقال العزيز عبد الرزاق المصباحي ... سعدت بالفعل بأن المجموعة اعجبتك ,,, اما تساؤلك الاخير ، أقول ما قاله الشاعر محمود درويش في جداريته : هزمتك أيها الموت الفنون كلها ,,, طرفة و المتنبي و السياب و درويش مازالوا حاضرين .... لك مودتي سنة سعيدة الصويرة 31 - 12 - 2011

حسن الرموتي كتب:: العزيزة مريم ، قرأت تعليقك الجميل و تحليلك لبعض تيمات القصة ، بالفعل الموت و الاحباط و الهزيمة هي التيمة لهذه النصوص و هذا ما انتبه اليه البعض ممن كتب عن المجموعة مثل مداخلة العزيز محمد المعتصم او مقال العزيز عبد الرزاق المصباحي ... سعدت بالفعل بأن المجموعة اعجبتك ,,, اما تساؤلك الاخير ، أقول ما قاله الشاعر محمود درويش في جداريته : هزمتك أيها الموت الفنون كلها ,,, طرفة و المتنبي و السياب و درويش مازالوا حاضرين .... لك مودتي سنة سعيدة الصويرة 31 - 12 - 2011

مساء الخير أخي حسن الرموتي

بالتوفيق دائما أخي

و بحول الله نقرأ لك أعمالا و أعمال..

سؤالي الأخير كان اعتباطيا

المبدع فعلا وكما تفضلت لا يموت، حين يثلفظ أنفاسه، ولا يموت حين يوارىه التراب

لكنه ربما يموت إن قتلت إحدى قصائده أمامه

مودتي و عام سعيد

» صدور مملكة القطار لحسن الرموتي
» القطار لم يمر بعد...
» القطار
» مملكة الصمت.............لمحمد محضار