موضوع: رد: قراءة في مجموعة "نوافذ عاشقة"
حميد يوسفي
بعد اطلاعي على قراءة الزيادي عتيق لديوان نوافد عاشقة، والرد المنطقي للناقد والشاعر محمد اللغافي ،اكتشفت وبكل موضوعية ان ما تفتقر له الساحة الادبية المغربية بالخصوص ومند اول اصدار لديوان شعري لم يكن ابدا الشعر وكيفية الالتزام بقواعده الابداعية، ففي ساحتنا ولله الحمد شعر وشعراء وقواعد مفتوحة للاجتهاد. لكن ما ينقصنا وللاسف المخزي هم نقاد محترفين لديهم المام كبير بقواعد كتابة الشعر ومسايرة تطور كل اشكال ومضامين القصيدة الحديثة، ومراعاة بالاساس لجمالياتها، واهداف رسالتها النبيلة، كاداة من ادوات صبر اغوار الرحلة في الزمكان والكونية المطلقة.
والمتتبع للمشهد الشعري والنقدي ببلادنا يلمس وبقوة الهوة الشاسعة بين الناقد والشاعر، وربما تحرر الشعر من تبعة وقوقعة ماضيه وبلوغه مستوى مجارات الابداعات العالمية، فيما ان النقد لايزال رهين التخلف العلمي وعدم حيازته تقنيات تحليل مقبولة للباحت والمتلقي، فقط ومن خلال ملاحظاتنا حيازته لاشكال التقريع وركوب سياسة قاتلة وتافهة. مما يولد للشعر والشعراء مزيدا من التغريب واركامه في دور المكتبات بدون متابعة تحليلية من لدن النقاد والمهتمين، وانتشار كذلك ازمة عزوف القراء عن القراءة التي اضحى يعاني من تبعاتها الادب عموما، ازمة يساهم في رعايتها اعداء للفكر ببلادنا الذين يعتمدون على تشجيع كل ماهو تجاري مربح مقدمين بدلك هدايا ثمينة لجهات لها اهداف سياسية مماثلة تخدم مصالحهم المشتركة. وكذلك مضللين ومنتهزين سلطتهم المزيفة على بنيات هشة لكسب المزيد من الهيمنة، وخلق فراغات للجهل وتفشي الامية الثقافية.
والملاحظ كذلك ان محاولة قراءات بعض النقاد لبعض المجموعات الابداعية مصابة كذلك بداء المعادين للفكر وجرائمهم الفادحة التي تشل من نمو كاهلنا الابداعي وتحد من تطلعات امالنا المستقبلية، في حين ان عملية الابداع تفرض وجود نقاد مجددين ومتميزين يغرفون من جميع المنابع الثقافية القديمة والحديثة
بيقضة ضمير يبدع هو الاخر في نقد المنجز الابداعي ليضيف للنقد وللاداب كلها مرجعا منيرا يفيد لايكسر كل الطموحات والامال لبناء قاعدة علمية متفردة وحديثة تمهد لنصرة المستقبل المعرفي الذي يعاني الكثير من الاختلالات في حدوث تظهور سياسة منهجية منصفة وفي خلق اللامبالاة لدور النشر التي تؤدي بدورها لعبة الاقصاء، وذلك لعدم دعمها لابداعات ادباء قدامى وجدد، وغلق كل السبل التي تربطهم بالاخر عبر النشر التوزيع والدراسات النقدية الجادة.
وماينشر في الغالب مؤلفات لادباء ميسورين ماديا او لهم علاقات سياسية مع الناشرين الخلل الذي ادى بتظهور محتوى المؤلف ونفور المهتمين من متابعة مايتراكم من مؤلفات عل مدى السنة
وللتغلب على الاشكالات المطروحة في حلبة الصراعات الراهنة تظهر في الساحة الادبية حركات ادبية مفعمة بزخم الحس النقدي والابداعي، لكن ولرطامة المناخ الثقافي وللتهميش للوزارة الوصية تصاب هذه الحركات بخيبات وانكسارات افاقها الحالمة
وبالرغم حقيقة من الاشكالات المطروحة فان هده الحركات تتدبدب وتحاول قدر امكانياتها المادية والمعنوية التشبت باحقيتها الثقافية، وطبع ولو بعضا من مخطوطاتها على حسابها الخاص، مبرهنة على حبها للابداع، وحبها للوطن، وللانسانية كافة. ومراهنة على تحدي مايشوب المناخ العام من مدافع موجهة لحرية التاريخ وابداع التاريخ
وفيما يخص تجربة ديوان نوافد عاشقة كفكرة يجب ان نصفق لها وان نحضنها بكل الحب لانها تحمل بوادر شعر وشعراء المستقبل، ودليل قوي وصريح على ان ابداع الشعر يجب ان يشارك في هده التجربة الجماعية ليقارن الناقد بين المنجزات الابداعية، وليحدد مستوى تقنيةالمنجزالابداعي الحداثي. وهي كدلك دفعة واعية لبلورة ومرونة انتقادات النقاد. ولكي يتخرج جميع المهتمين نقاد ..شعراء..قراء .من جوهر الابداع، ومن زوايا ثقافيةمتنوعة.ليكون الرابح الاخير هامش القارئ الدي يعاني من تصدع كبير في المخيلة بسبب ازمة ابداع
ولكي تنفك مشكلة الطبع والتوزيع التي تؤرق العديد من المبدعين دوي الفاقة المادية
اما فيما يخص نوافذ عاشقة كابداع اظن ان عنوان المجموعة كفيل بالرد الهادف والصريح على ان اشعار المجموعة كلها تحاول خلق بنية ابداعية مختلفة عن اخرى، وان كانت تتشابه والمعطى الشعري في كل نص. ونسبة التميز والعمق رهين بمدى جودة الاسلوب احيانا، لان تقنية الاسلوب وان كانت متميزة وفريدة ودات مستوى عال قد تخلو من الشعرية العميقة فقط تتميز بتقانة اسلوب. لان الشعر يظل حلما عالقا وغوص في اللاممكن.
ولهذه الاسباب وتلك يبقى هاجس الكتابة لدى الجميع قدماء ومحدثين، يشوبه النقص وروزنامة من الاسئلة العالقة في خظم البحث عن الوجه الاخر للابداع لغة وشعرا وحتى ان اشتد برعم الفلسفة وتجلت امكانيات القدرة الابداعية لدى قارئ ومتتبع كل الحركات التقنية. لان سحر الحفر في الاشياء كائن يتوخى دائما التجديد