نسخة منقحة من القصيدة ،
و أرجو المشرفين -إن أمكن -أن يقوموا بوضعها مكان النسخة القديمة في الرد الأول
__________
أبتاه
أبَـتَـاهُ قَـدْ عَـبَثَ الـمَشيبُ بِـرَاسِي
وَشــكـا أَمَــامَ الـحـادِثَاتِ مِـرَاسِـي
أَبَـتَـاهُ أَفـتَـقِدُ الـمـكارمَ فِـي الـوَرى
مِــنْ دُونِـهـا قَـلْـبُ الـخَـلائِقِ قَـاسِ
كَــانَـتْ لأَوْصَـــالِ الـعُـرُوبَةِ حِـصْـنَهَا
وَ لِـصَـرْحِـهَا حِـــرْزًا مِــنَ الإفْــلاَسِ
أَيْـــنَ الـمُـؤَمَّلُ و الـكَـرِيمُ وَ شَـاعِـرٌ
أيـــن الأديـــبُ بِـحَـرْفهِ الـمَـيّاس؟؟
أَيْـنَ الـفَضَائِلُ و الـشَّمَائِلُ و النُّهَى
أَيْـنَ الـرُّجُولَةُ كـيْ يَزولَ إِيَاسِي ؟؟
إنَــي لَأَعْـجَـبُ مِــنْ شُــرُورِ غَـرُورَةٍ
كَــمْ مَـوَّهَـتْ عُــرْيَ الـخَـنَا بِـلِبَاسِ
الــغـدرُ عُـــرْفٌ وَ الـمَـكَـائِدُ شِـرْعَـةٌ
و الــعـدلُ فـيـنـا ضــائـعُ الـمـقْياسِ
وَ الـمَـاكِـرُونَ مُـقَـدَّمُـونَ وَوَصْـلُـهُـمْ
فِـــي كُــلِّ نَــادٍ مَـطْـلَبٌ لأُنَــاسِ !!
أَنْكَرْتُ فِي الزَّمَنِ المَعِيشِ حَضِيضَهُ
و عـلى الحَضيض رَأيْتُ غيريَ راسِ
أَبَـتَاهُ ضَـاقَ السّفْحُ عن قطر النَّدَى
فَـاخْـتَـارَ نَــأْيًـا عَـــنْ دُنَــا الأَدْنَــاسِ
هَـاجَـرْتُ فِـي مُـدُنِ الـتَّهافُتِ تُـرْبَها
وَأَوَتْ إِلَــى تُــرْبِ الـجنَانِ غِـرَاسِي
إنِّـــي ظَـنَـنْتُ الآسَ أَسْـكُـنُ ظِـلَّـهُ
فَـــإِذَا بِــهِ تَـحْـتَ الـظّـلِيلَةِ آسِــي
عَـفْـوًا أَبِــي حَـمَّـلْتُ قـلـبَكَ غُـصَّةَ
فِـي الـحَلْقِ تَـخْنُقُ كُـلَّ ذِي أَنْفَاسِ
لَــكِــنَّ أَلْــطَــافَ الــــرَّؤوفِ تَـنَـزَّلَّـتْ
فَـنَـجَوْتُ فِـيهَا مِـنْ لَـظَى إِبْـلاَسِي
لاَ يَـــا أَبِـــي، فـأنـا حـفـيدةُ طَــارقٍ
وَ عَـلَى الغَمَائِمِ لَمْ يَزَلْ إِحْسَاسِي
هــو قُـدوتـي وصـلابتي مـن روحـهِ
وَ عَــزيـزَة فـــي كَــرّهـا أَفْــرَاسِـي
عَـلَّقْتُ فِـي وَجْـهِ الـصِّعَابِ صَحِيفَةً
وَ كَـتَـبتُ فِـيهَا أَنْ سَـأَغْلِبُ يَـاسِي
سَـيَـظَلُّ أَغْــرَابُ الـحـياةِ مَـشَـاعِلاً
لا تَــنْـطَـفِـي بِــنُـفـاثَـةِ الــخــنّـاس
و يُـقِـيمُ فـي الـجَوْزَاءِ هـاتِفُ دَعْـوَةٍ
: هَــيَّــا إلَـــيَّ، فَـأنـتـمُ حُــرّاسِـي
قِـمَـمُ الـفَـضِيلَةِ لا يُـفـارِقُ عَـرْشَها
إلاَّ شَـقِـيٌّ فــي الـهَـوانِ يُـقاسِي