بالأبيض والأسود

بالأبيض وألاسود

رشيد الخديري

ما أقسى الحياة!!!!!

كنت أقضي فترة الصيف في حضن جدتي...
ألهو في المروج الخضراء ، أبني الفخاخ للقبرات ... مغتبطا
بطفولتي.. مزهوا بذاتي ، وحين يرخي الليل سدوله أنام ملء
جفوني ، وأحلم : تحفني الملائكة من كل الشرور وحكايات جدتي
عن * هاينة* ومسالكها اللولبية...
وكان في الفناء كلب أسود مربوط بحبل سميك إلى جدع صفصافة ، ينبح
ويستكين وكلما رأى غريبا إشتد نباحه وتعاظم
شره ، كان يبعث في نفسي الرعب وشيئا من الطمإنينة
أخبرتني جدتي أن خالي قد جلبه من سوق أسبوعي .. هو لقيط
ومشرد...
في صباح اليوم التالي فككت الحبل الملتوي حول عنقه كالأفعى
ناولته بعض الخبز والقليل من اللبن ، بعدها زال الخوف وحل محله
كل الحب.
من ثم صرنا صديقين ، نلعب معا في التلال والاودية ، واذا تعبنا عدنا إلى
الدار مغتبطين ، وفرحين .
وحدث يوما أن ضربته بقوة جبارة على مؤخرته ، عضني في أسفل فخدي بشدة حتى
سال الدم وهرول سريعا إلى الخارج( كنت بادئا بالشر هو الأنسان أصل الشرور)
من لحظتها تحول الحب المتبادل إلى كراهية عمياء ،وصار كل منا يتحين الفرصة
لتوجيه
العضة تلو الأخرى

مرت خمس سنوات...
حين رجعت إلى قريتي ، سألت عنه الجدة فأخبرتني إن الكلب
قد دهسه قطار الليل ، بكيت بغزارة حتى جف الدمع من عيني
وعندما أدركت الأشياء أدركت أن صداقة الكلب أعمق وأنبل
من صداقة الإنسان.

نص جميل عزيزي الخديري

فقط لدي ملاحظتين

الأولى :

أفضل أن تستبدل كلمة "شره" ب" قلقه" في العبارة التالية:وكلما رأى غريبا اشتد نباحه وتعاظم شره.

التانية:

وهي أن الكلاب لاتضرب ،الكلاب فقط تنبح ،وتعض.

اذن فلتراجع هذه العبارة:

وصار كل منا يتحين الفرصة لتوجيه الضربة تلو الضربة.

اخلاصي وتقديري

أهلا العزيز حميد يوسفي

شكرا لملاحظاتك القيمة، لعلمك فقط هذا النص قديم جدا...
وجدته مصادفة بين الأوراق... فعلا أخذت بملاحظتك الثانية وعملت بها

تحياتي

» فراشة بالأبيض والأسود