أزمة البحث العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.
الدكتورة:صباح بلحيمر
يعد البحث العلمي قنطرة الدول للجواز نحو النماء والتقدم في مختلف المجالات، إذا قامت الجامعة بدور القائد والموجه والدافع إلى التجديد والابتكار، وتشجيع المبادرات الشخصية والتقدم والتوجيه...
ونظرة إلى واقع البحث العلمي في جامعاتنا، وأخص بالذكر كلية الآداب والعلوم الإنسانية
بحكم معرفتي بها،توقفنا على عثرات جمة،وإن كنا نحيي بعض البحوث وحملتها،وبعض المشرفين المخلصين لرسالتهم العلمية.
يمكن تلخيص هذه العثرات في:
-الطالب الباحث:من حيث ضعف مستواه في المراحل الدراسية ما قبل الجامعة، لتكون النتيجة هي:
*ضيق في المجال المعرفي
*ضعف في المستوى العلمي
*التباين الثقافي بين الطلبة الباحثين
*غياب عمق التفكير
*غياب الجدية في تناوله للمواضيع، وبالتالي فشله في حصد النجاح في مراحل البحث، التي تتطلب جهدا وزمنا للإطلاع والجمع والتصنيف، والتحرير وإعادة التحرير.
-الأستاذ المشرف من حيث:
*إثقاله بكم من الطلبة
*نقص لديه في الإلمام بالمنهج العلمي الدقيق
*نقص في الثقافة الواسعة والمتابعة للإنتاجيات الفكرية
*إقحامه للمحسوبية والعلاقات الخاصة في البحث العلمي
*غياب الجدية في الإشراف، فالعديد من المشرفين لا يطلعون على بحوث طلبتهم إلا حين تقدم للمناقشة، وإن اطلعوا وصححوا لا يتجاوزون الأخطاء النحوية والإملائية، مع أن دورهم الحقيقي هو التوجيه العلمي والمنهجي.
-مواضيع البحوث:
ينبغي لمواضيع البحوث أن تركز على تقديم فكرة جديدة أو تكمل عملا سابقا،أو تصحح خطأ في المنهج أو نقصا في الموضوع،بدل أن يختار الطالب مواضيع هامشية،أو أبحاثا مكررة ذات مضامين متشابهة ،أو يحيي مادة مواضيع قديمة درست،فاقتصر جهده على إعادة جمعها وترتيبها ترتيبا يختلف عما وجدت عليه،أو تحقيق مخطوطة ليست ذات قيمة حتى في الزمن الذي كتبت فيه.
-أجواء البحث وتتلخص في:
*التشجيع على الكم بدل الكيف ،إذ ينبغي تجاوز الفكرة الخاطئة التي تعطي قيمة للبحث من خلال الكم الهائل من الأوراق، مما يجعل الطالب يحشو بحثه بمواد ولو بعدت عن الموضوع.
*غياب التنسيق بين الجامعات،مما يؤدي إلى تكرار البحوث حتى في الجامعة الواحدة
*فقر المكتبات الجامعية
*خدماتها دون المستوى المطلوب
*إجراءاتها روتينية معقدة
*جو المطالعة فيها غير متوفر
*الطاقم المشتغل فيها لا تتوفر فيه شروط الاطلاع على كل جديد ينشر في مختلف مجالات المعرفة...
إذن فيلزم تهيئ ظروف البحث العلمي الجاد،بإعادة النظر في العناصر المكونة له من أجل النهوض به،بدل تفريخ أمية مركبة تتوارثها أجيال عن أجيال، لأن فاقد الشئ لا يعطيه.