لم يكن سوى شاب مشلول الا من تحريك يديه ،وابتسامة لاتفارق شفتيه ،يتمدد فقط في رقعة صغيرة من غرفة (البراكة).هذا الذي فقط ..يبتسم
انه ضحية خطإ ما وهو لما يزل رضيعا
أبوه يبيع احدى الممنوعات ،أقصد مادة الحشيش
أمه كانت فيما مضى ،قبل زواجها تمارس الدعارة
وله اخوة صغار مازالوا بلون البراءة ..والزهور
بلون ممرات زهو لم تمسسها اقدام عابثين
ويهوى ..
يهوى حقه في حلم كريم
حلم يخترق المكان ..والممكن ..والمستحيل
عبر هذه المرآة الصغيرة التي تطل على العالم ،مرآة لاتفارق حميمية فراغه ،ووقته . لاتفارق حتى هواجسه ،وامتداده اليومي
كان بامكانه ان تتغير وضعيته وآفاقه ،لو ابتسم له الحظ ذاك المساء ،لما طرق بابهم ساعي الامل ،
لكنه عاد ادراجه .بحجة أن أباه يتاجر في الممنوعات .
أو ربما بحجة امه التي كانت تمارس الدعارة في واضح النهار
ماكنت ادري ان لهذه الرقابة وصايات اخرى حتى على مشلولي الصغار ،ربما في نظرهم ان هذا الصغير ،المشلول الحال ،قد يفضي يوما ما عدوا للكبار ، أعني قنبلة موقوتة في احدى الديار .........
شئ مضحك بالفعل ،
بل مايمكنه ان يضحكني أكثر
هو هذا الغبار الذي يملأ ساحة الكبار........
............
هاهو يبتسم مرة أخرى في نظرة وجهي
ربما اطلع على سر من أسراري
ربما كاشفني قبل ان ابادله كلامي
أو ربما لم يعد يملك سوى هذه الابتسامة في وجهي ..وفي وجه نفاق غيري
لكنه يبتسم
يتمتم كأنه يريد أن يقول شيئا ..لكنه يبتسم
ويحرك شارة يديه
يحرك هذا السر الداخلي ..ويبتسم