في مثل هذا اليوم من العام الماضي ,دخلنا جميعا الى المدرسة وبدأنا أجواء العمل الكل عرف قسمه ومستواه وتلامذته
الا أنا ,أخبرني المدير أنني فائضة أتوفر على أقل سنوات الأقدمية العامة بالنسبة لباقي الأساتذة وباعتبار ان التلاميذ لم يتسجلوا بكترة
ثم الاستغناء عني والأستاذ الفائض في نيابتنا يلعب به الكرة يقذف الى أي مكان يسد التغرات مرَّ العام وقذف بي ثلات مرات خارج المرمي في المرة الأولى عوضت أستاذة في رخصة ولادة كانت المدرسة في منطقة شبه نائية وسائل المرور شبه منعدمة وقتها تعلمت كيف اركب على الدابة وعلي ان اكمل بالمشي ما يعادل أكثر من ثلات كيلومترات أصل القسم جدا منهارة أحتاج لساعات كي ارتاح وهي من عليَّ أن أدرس فيها وألتزم بكل منهجيات التعليم مع أنَّ لي قسم مزدوج به مسوى الرابع والخامس المقعد يجلس فيه ثلاتة تلاميذ واحيانا اربعة مكدسين كالفئران رؤوسهم ثثتاقل من كثرة النوم فالمدرسة هي المركز وتستقبل قبائل شتى يقضون ساعات طوال للوصول فينامون في القسم وعلى المدرس ان يلعب دور البهلوان في التشخيص كل مستوى بحركات مع انعدام الوسائل الديداكتيكية التي تساهم في نجاح العملية التعليمية التعلمية
في المرة الثانية عوضت أستاذ ذهب الى الحج والمدرسة في مكان أكثر بعدا ويفصله عن الطريق الأساسية نهر كبير وفي احدى المرات سقط المطر غزيرا وامتلأ عن اخره ولا أحد يستطيع العبور فبقيت محاصرة هناك لأيام مع الظروف المزرية قلة الاكل حتى الهاتف منعدم فقدت التواصل مع العالم الخارجي فصرت ابكي على طفلتي الصغيرة وكل اسرتي فكرهت نفسي وكرهت التعليم
فالبوادي مازالت تعاني بشدة رغم التكنلوجيا فلا كهرباء والمياه من الابار
في المرة الثالثة عوضت استاذة مسكينة مريضة تعاني القصور الكلوي في منطقة اكثر قساوة تكثر فيها الغابات في احد الصباحات
بدأت الدرس واذا بي أرى أفعى راقدة بجانب المكتب فأطلقت العنان للصراخ وهربت وتركت التلاميذ حتى التحق أهل القبيلة
والاكثر من كل هذا ان الدولة تتبنى منهج فوج النجاح تنتقل بكم هائل من التلاميذ في مركبة الكل فيها ناجح وهو لا يفقه من الحرف شيئا
تفاديا للهدر المدرسي وما يسمى بالادماج فعلى المتعلم ان يدمج كل معارفه السابقة في وضعية معينة
وأي ادماج والتلميذ لا يعرف شكل البحر ولا القطار وامور شتى كانت اصعب ايام حياتي والأصعب يوم التحقت الاستاذة
وهي تبكي شاحبة كأنها شبح غير قادر على الكلام ولا الحركة أخبرتني أنهم منعوها في حق الاستراحة مع أخذ الراتب الشهري
وعليها أن تعمل لأول مرة تمنيت أن ابقى أعوض وفائضة لترتاح هي فكيف ستعمل ؟وهي تعاني ؟
مع فوج النجاح سترسب هي ولن تجد الأعظاء لتدمجها وتعيش في وضعية بسلام
بقلم احسان السباعي