اقرأ. قد تكون بمعنى اجمع ، وقد يكون لها معنى آخر، لكنها كلمة تعود الى القراءة ، إلا أن القرآن هل مشتق منهما أم منفصل عنهما؟ ، وقد كثر الكلام فيه ، فمنهم من قال إنه غير مشتق وغير مهموز ، والشافعي والفراء وابن كثير يرون أنه غير مهموز ويقول الشافعي إن لفظ القرآن المعرف ب (ال) ليس مشتقا ولا مهموزا ، بل ارتجل ووضع علما على الكلام المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءنا عنه أي الشافعي بأنه ليس من قرأت وإلا كل ما قرئ قرآن وإنما هو عنده مثل التوراة والإنجيل وقد جاءنا عن الفراء بأنه مشتق من القرائن جمع قرينة لتشابه آياته ، وأما الزجاج واللحياني وأمثاله يقرون بمهموزية القرآن، كما قال الزجاج إن لفظ القرآن مهموز، على وزن فعلان، مشتق من القرء، بمعنى الجمع، ومنه قرأ الماء في الحوض إذا جمعه لأنه جمع ثمرات الكتب السابقة ويقول اللحياني إنه مصدر مهموز بوزن الغفران مشتق من قرأ بمعنى تلى سمي به المقروء تسمية للمفعول بالمصدر، إلا أن لي رأيا في أن ألقرآن على وزن فعلان بما يدل على قراءة كل الوجوه وعمومية الجمع والإحتواء كما في حساب وهو حساب يخص الظاهر منه ، أم حسبان على وزن فعلان وهو حساب الباطن والظاهر وكل ما يتعلق بالمحسوب وهي معادلة رياضية تتحلى بالدقة وهي من حساب الله ليس للبشر قدرة عليه ، كالدقة المعادلاتية في الشمس والقمر في قوله عز وجل " الشمس والقمر بحسبان" (2)، وكذلك غفران ، أي مغفرة الباطن والظاهر، وسلطان على وزن فعلان.. هيمنة الحكم والسلطنة وأمثال ذلك كثير.... ومنه القراءة والإستقراء حيث أن القراءة جمع من المعارف والمعلومات كما يجمع الحوض الماء والإستقراء هو الإستجماع ولذا يكون الإستقراء بابا من أبواب الدراسة التحليلية للنص...
........
1_ للمزيد من المعلومات عد الى جمع القرآن للدكتور أكرم عبد خليفة الدليمي الصفحة 17_18_19_
2_ سورة الرحمن الآية 3