قبل إنْعِتَاقَتِهِ مِنْهُ
إشتعلت فيه جَدْوَةُ الذكريات
دَاهَمَ لغزهُ في الشّعُور
و صار يُسْقِطُ عن حِمَاهْ
حرجَ الإلْغَاءِ الذّاتِي،
و في جَمْهَرَةٍ تَعُجّ بها الحواس
:قال
أن يَتِيمَة الشِّعْرِ أنفاسٌ
تُخَامِرُ همهُ في نشوة السؤال،
أن جِزَافِيةَ كلِّ المُتَخَيّلاَت
هي أصْدَاءٌ لِطَنِينٍ غَيْبِي
يلاحقُ دَبيبَ إمْعَانَاتِه
عَبْرَ خَلاءِ السّهْوِ
و في سَهْوِ عناءِ المَشِيئَات،
و أن ما شاءَ لَهُ
أن يَتَشَيّئَ كما هو عليه
إنما هي نوافد على الأزل
تجعل المُلْتَبَسََ في دمه
يُنبضُ المُنْتَهى في خَلايَاهْ.
* * * *
واصل أحد المَلْغَيينَ نُبُوءَتَه
بارك الإنْبَاءَ في هموم الشعراء
و أعلن عَبْرَ مَداركِ أجناسٍ
في وَيْلِهِم هَمْزُ لَمْزِهِم
عن إفْتَاءٍ مَاجُوسِي
سيُسْقِطُ في هوّة الحَضْر
مراحل الضّيْم و أنْسِقَة الضُّلْم
مُطْبِقًا على عاداتِ الوَأدِ
و مُجْهِزًا على ظل آفِلٍ
تحت الخُفْيَةِ طيْفُ خَبَايَاهْ.
* * * *
لكن مَارد َالحواس
أصِيلَ اللّمْسَةِ و شَغُوفَ الرؤى
لم يَرْبُد في هَاويَة المكان
و لم يُقْبِعْ بالقلب هَوَاجِسَهُ
بل أحْمَى وَطِيسَ شُعُورهِ
و جعل يُفْشِي أسْرَارَ وُرَيْقَاتٍ
لا خَوَاتِمَ على ظهر بياضِها.
* * * *
و لما فَضَحَ كَوَامِنَ أسْرِهِ و سِرّه
نَهَرَهُ ضميرُ نِسْيَانِه
قَلّبَ مَوَاجعَهُ بنَار الحِرْمَان
تَلَبّسّ واقِع قصائدهِ
و شَنَقَ سُيُولَةَ العمر
عند مَصَبِ الغليان.
22-24/01/2006