(الموت الموت أراسي الله اخليها حياة متبوعة بالموت )هكذا كان يردد لسان حاله لما يشتد به زهد الدنيا وتفاهتها جدي الطاعن في السن والذي كان من حملة القرآن الكريم قبل أن يلفظ أنفاسه .
جدي هذا كان رحمة الله عليه متقيا ورعا لايحدثك وانت تجالسه الا في امر الدين لا الدنيا ومفاتنها الفانية وكان غفر الله لنا وله شديد البكاء لما تذكره بالآخرة او يذكرك بها ،وكان فيما أذكر كذلك مواظب على أداء الفرائض في وقتها حتى وإن أقعده المرض لايبخل أو ينسى أو يمل .
سبق وأن زاره أحد جيرانه ذات يوم فأخذ يحدته ويذكره بماله وبما عليه حتى غلبه النوم لكنه وهو المسن كان يقظا حتى في أكلح اللحظات المتعبة لايهنأله بال حتى يبلل شفتيه بريق ذكر الله ولمابلغ وقت الصلاة رأيته وهويلكزه بعكازه مناديا اياه ياهذا قم عفاك المولى لقد حان وقت الصلاة .
ومن بعض امتيازاته كذلك كان لاتفوته صلاة الفجر او العصر لما يحين وقتيهما لايمل من عناء حث أهله على تأديتهما .
وكم تخرج على يده الكريمة من حملة للقرآن لازالوا يتبركون من نتائجه الى الآن .
لكن شتان بين هذا الوقت وذاك لقد تغير كل شيء لم تعد في المسجد بركة الأولين كل ماهنالك الناس في داخله ومن حوله أضحو تافهين و ملفقين ..