الشاعر

يحرث الأبيض بكل مكنونات الالوان
كي بقول أف لمصائد الخداع
كي ينشد بدمه حين يغلي او حين يمرح
كي يغرف بياضات تطفئ بعضا من أشباح السواد
كي يزرع الدعر ويسقيه بالحديد كي ينطرد الجور المجاور للسكينة
كي ينثر حبا صافيا أزرق لمن لا سماء له ... لمن لا بحيرة تغسل بعضا من دمائه المطرودة من خيمتها الهادئة...
ينظر تارة وينتظر تارة
يهزأ من ظله تارة
يتصبب عرقا تارات
تستهوي أنامله الخمسة وأقلامه الخمسة كل الالحان
يعانق العود ويلثم الكمان ، ويشرب من نسيم صدر الناي ويقتات بالهديل...
يحرر الكلام الفريد كي يتدحرج على صدر الملعب الابيض فتشتعل المعاني ،تبني المدارات وتُرقَص المشاعر ...
في حضنه تزدهر الأصوات وتحتفل الألفاظ ،ينتقل المعلوم إلى المجهول ، والمكان إلى غير مكانه فتبرز الأضداد في مزهرية من كلمات ...
يدفع الريح وهو السفينة إلى كل الضفاف..
يدفع بالحبر نحو التمرد وهوالاعزل في ضيافة الادغال وأوحال الطريق ..
وحين يندفع قطيع الحرف يتربع قاضيا يحستحضر العدل والحساب
يشطب ويعيد.. يمزق ويغيب ويحضر كي يضاحك قصيدته أخيرا عروسا بمقاييس الفرادة المبهرة ... بمثل هاته السيرة السيزيفية تتعدد أغراسه ...ويظل في الطريق ملتحفا سماء التامل في كل المسارات الغادية والرائحة ،وفي جنان الكلمات الرائجة والكاسدة. بطقوسه الغريبة يهتدي إلى إلى الفصل والتقريب والدحض والإبعاد كي يعانق قصيدة أخرى ... كي يرتاح من مخاض الولادة العسيرة المضنية