عبده رشيد
عدد الرسائل : 622 Localisation : مراكش تاريخ التسجيل : 06/07/2010
| موضوع: حديث مقاهي الأربعاء أكتوبر 03, 2012 8:12 pm | |
| كنا ثلاثة اصدقاء عازبين,تعودنا اللقاء في واحدة من أرقى مقاهي الشارع العام.يجتمع بنا من حين إلى آخرصديق لنا إسمه حسن,متزوج وأب لطفلين.كان الحديث بينا سجالا يجمع بين الجد والمزاح وفي بعض الاوقات يكون حادا وذا طابع خاص وذي شجون.لطالما حاول حسن في مناسبات عديدة سابقة اقناعنا بالزواج مذكراإيانا بنعمة الاستقرار وذوق طعم الحياة الزوجية الطيبة مع الأولاد والزوجة الصالحة.لاسيما وأننا نحن الثلاثة في أعلى المراتب حسب مقياس الباءة.لياقة بدنية عالية لاتعوزنا حاجة <تيليفون والفيلا وطاموبيل والرصيد في البنك و…>. لكن رغم كل تلك البحبوحة والسعة كنا نعرض عن الزواج وعلى قناعة تامة أنه من سابع المستحيلات العثورعلى بنت الاصول. تساءل يزيد فقال: "أين هي البنت الاصيلة الشريفة العفيفة؟" "دلوني عليها.أروني إياها" واستطرد قائلا: "ألسنا نعيش في ظل مجتمع حداثي اختلطت فيه القيم الحسنة بالرذيئة والاحكام الشرعيةبالوضعية. مجتمع ينشذ الحداثة في كل شئ ويبتغي الاسلام في العمق ويتشبث به.مجتمع في حالة فوضى عارمة من القيم واللا قيم حتى جهابذة الفقه وفطاحلة العلماء لم يقوواعلى الفتوى في هذه النوازل المتسارعة ولم يجدوا لها سندا ولا متنا لا في فقه الواقع ولا فقه المقاصد .فاحجموا عنها خوفا أو طمعا وانزووا على استحياء. تدخل حمادة بجراته المعتادة وقال: "انه يتخوف من الارتباط بأية شابة مستشهدا بما آلت إليه أوضاع النساء عامة من انحلال وفساد أخلاقي في الشارع والثانويات والجامعات والادارات العمومية والاماكن العامة والخاصة". عضد قوله زهير قائلا : "إنه هوالاخر.يخشى أن يتورط,فيرتبط بفتاة مرت بتجربة <التصاحيب > أو ما شابه ". واسترسل في القول: "إن الفتيات في الشارع في حالة تسيب عام.متبرجات بزينة,لا يحترمن لا ولي ولا قريب ولا جار وفي تحدي سافر للقيم الاسلامية والاعراف " فتكلم كثيرا واستزاد حتى قلنا في انفسنا ليته سكت . أما يزيد تدخل ثانية قائلا : "إدا عزمت على الزواج. فإنني ساختارها بدوية.أعلمها وأربيها على يدي .قضي الأمر الذي فيه تسفتون ." فردعليه حمادة متهكما كعادته وهو يحتسي فنجان قهوة ويرتشف سيجارته المفضلة من نوع -تابجون- "احمق!..هو من يفكر في الزواج مع هذا الكم الهائل من الفراشات الربيعية " ملوحا بيده إلى بعض الطالبات المارات أمامهم على الرصيف واللواتي رددن عليه التحية بأحسن منها وهن في مشيتهن في صعود وهبوط !. تعالت فجأة قهقهات دفعة واحدة كسرت هدوء المقهى.جعلت كل الحضور يلتفتون نحونا في استغراب واندهاش!. | |
|
حميد يوسفي شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 2177 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: رد: حديث مقاهي الخميس أكتوبر 04, 2012 3:54 pm | |
| - عبده رشيد كتب:
كنا ثلاثة اصدقاء عازبين,تعودنا اللقاء في واحدة من أرقى مقاهي الشارع العام.يجتمع بنا من حين إلى آخرصديق لنا إسمه حسن,متزوج وأب لطفلين.كان الحديث بيننا سجالا يجمع بين الجد والمزاح وفي بعض الاوقات يكون حادا ذا طابع خاص وشجون.لطالما حاول حسن في مناسبات عديدة سابقة اقناعنا بالزواج مذكراإيانا بنعمة الاستقرار وذوق طعم الحياة الزوجية الطيبة مع الأولاد والزوجة الصالحة.لاسيما وأننا نحن الثلاثة في أعلى المراتب حسب مقياس الباءة.لياقة بدنية عالية لاتعوزنا حاجة <تيليفون ،فيلا ،طوموبيل و رصيد في البنك و…>. لكن رغم كل تلك البحبوحة والسعة كنا نعرض عن الزواج وعلى قناعة تامة أنه من سابع المستحيلات العثورعلى بنت الاصول. تساءل يزيد فقال: "أين هي البنت الاصيلة الشريفة العفيفة؟" "دلوني عليها.أروني إياها" واستطرد قائلا: "ألسنا نعيش في ظل مجتمع حداثي اختلطت فيه القيم الحسنة بالرذيئة والاحكام الشرعيةبالوضعية. مجتمع ينشذ الحداثة في كل شئ ويبتغي الاسلام في العمق ،لكن لا يتشبث به.مجتمع في حالة فوضى عارمة من القيم واللا قيم حتى جهابذة الفقه وفطاحلة العلماء لم يقوواعلى الفتوى في هذه النوازل المتسارعة ولم يجدوا لها سندا ولا متنا لا في فقه الواقع ولا فقه المقاصد .فاحجموا عنها خوفا أو طمعا وانزووا على استحياء. تدخل حمادة بجرأته المعتادة وقال: "انه يتخوف من الارتباط بأية شابة مستشهدا بما آلت إليه أوضاع النساء عامة من انحلال وفساد أخلاقي في الشارع والثانويات والجامعات والادارات العمومية والاماكن العامة والخاصة". عضد قوله زهير قائلا : "إنه هوالآخر.يخشى أن يتورط,فيرتبط بفتاة مرت بتجربة <التصاحيب > أو ما شابه ". واسترسل في القول: "إن الفتيات في الشارع في حالة تسيب عام.متبرجات بزينة,لا يحترمن ولاتهم ولا أقاريبهم ولا جيرانهم وفي تحدي سافر للقيم الاسلامية والاعراف " فتكلم كثيرا واستزاد حتى قلنا في انفسنا ليته سكت . أما يزيد تدخل ثانية قائلا : "إذا عزمت على الزواج. فإنني ساختارها بدوية.أعلمها وأربيها على يدي .قضي الأمر الذي فيه تسفتون ." فردعليه حمادة متهكما كعادته وهو يحتسي فنجان قهوة ويرتشف سيجارته المفضلة من نوع -تابجون- "احمق!..هو من يفكر في الزواج مع هذا الكم الهائل من الفراشات الربيعية " ملوحا بيده إلى بعض الطالبات المارات أمامهم على الرصيف واللواتي رددن عليه التحية بأحسن منها وهن في مشيتهن في صعود وهبوط !. تعالت فجأة قهقهات دفعة واحدة كسرت هدوء المقهى.جعلت كل الحضور يلتفتون نحونا في استغراب واندهاش!. سرد موفق وحبكة لغوية منضبطة رغم بعض العرقلات الإصطلاحية والتركيبة العباراتية التي ينبغي تصويبها والإنتباه لها في الإبداعات القادمة
تحية لمجهودك الفكري والإبداعي سي رشيد عبده | |
|
توفيق بوشري
عدد الرسائل : 596 العمر : 46 Localisation : sidi slimane تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: رد: حديث مقاهي الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:14 pm | |
| فعلا نص جميل وقدرة متمكنة على السرد ومراوغاته، فقط مزيدا من الإنتباه للغة وتركيباتها لمزيد من الرونق والإكتمال...
تحية خاصة للمبدع عبده رشيد ولمتابعة الكائن النحلي سيدي حميد
دمتما رائقين رائعين | |
|